أكد شباب الثوار بالعاصمة اليمنيةصنعاء أن الشعب- الذي قدم التضحيات الكبيرة في مسيرته التاريخية- سيواجه, بعزيمة لا تقبل الانكسار, كل المخططات الانقلابية، التي تحاول تجيير مشروع التغيير لصالحها على حساب مصالح اليمنيين جميعاً، أو تلك التي تحلم بعودة حكم الأئمة. وتعهد حشد مليوني، في شارع الستين بالعاصمة صنعاء- في ذكرى ثورة التغيير الشبابية السلمية أمس الثلاثاء- تعهد بالمضي قدماً في استكمال تحقيق ما تبقى من أهداف الثورة، والحفاظ على مكتسباتها. وأكدت القوى الثورية, أنها سائرة على العهد لتحقيق الأهداف الثورية, داعية كافة القوى السياسية والاجتماعية إلى اصطفاف وطني حقيقي على قاعدة شراكة وطنية ووفاق يستثنى القتلة وناهبي المال العام. وطالبت القوى الثورية، الرئيس والحكومة بإقرار يوم ال"11" من فبراير يوماً وطنياً تجسيداً للإرادة الشعبية، والإفراج عن كافة المعتقلين والمخفيين قسراً من شباب الثورة, كما شددت الحشود على ضرورة إلغاء قانون الحصانة، وتسمية أعضاء لجنة التحقيق في جرائم نظام المخلوع بحق شباب الثورة، والتحرك العاجل لاسترداد الأموال المنهوبة, وفرض هيبة الدولة ونفوذها على جميع الأراضي اليمنية. وفي المهرجان الجماهيري الحاشد, أكد شباب الثورة على مواصلة الفعل الثوري حتى تحقيق كامل أهداف الثورة المباركة والخروج باليمن إلى الدولة المدنية وتحقيق كامل أهداف الثورة. وفي المهرجان ألقت توكل كرمان, كلمة خاطبت فيها رئيس الجمهورية بالقول: يا سيادة الرئيس إن شعباً عظيماً قد ثار على الظلم والاستبداد والفشل والفساد لن يسمح بأن تتكرر معاناته، وحين نقول لن يسمح، يعني لن يسمح.. سيكون هذا الشعب عوناً لك ومن أمامك ومن خلفك، من أجل تحقيق حلمه في بناء اليمن الجديد, في إحداث التغيير الجذري, في بناء الأسس التي تعيد له سعادته وتجعل بلدنا وأمتنا في مصاف الدول والأمم القوية فامض إلى الأمام, وإياك أن تلتفت إلى الوراء.. وأشارت كرمان إلى أن أقلمه اليمن ستكون في أحسن حالاتها إسفين بلا جدوى، ان لم تعزز الآن ببسط نفوذ الدولة ببسط سيطرة الدولة، إن لم يتم نزع السلاح من جميع الميلشيات والجماعات المسلحة، يجب أن نستبدل قوة الجماعات بقوة الدولة قوة مراكز النفوذ بقوة الدولة قوة المليشيات بقوة الدولة يجب أن تكون حاضرة فلا يفلت جاني من يد القانون وأن تكون مهابة فلا ينجو مجرم من سطوة العدالة وأن لا يفلت فاسد أو ناهب من العقاب والملاحقة… وقالت إن لم تصبح الدولة صاحبة الحق الحصري في امتلاك السلاح واستخدامه فإن الأقلمة وكل الترتيبات الإدارية ستغدو وبالاً على الشعب والوطن. وطالبت بإصدار قانون السلاح ينص صراحة على تسليم السلاح من قبل الجماعات والجهات خارج القانون خلال فترة لا تزيد عن ستة أشهر، كل جماعة تحتفظ به بعد ذلك تعد جماعة مجرمة خارج القانون ومحظورة، هذا ليس نكاية بأحد ليس نكاية بأية جماعة هذا إجراء بالغ الأهمية من اجل الشعب والوطن. وخاطبت جماعة الحوثي بالقول" جماعة الحوثي: "قامت الثورة والآلاف منكم في المعتقلات بصنعاء.. وأنتم مطاردون في الكهوف وخارج الطاولات.. وأنتم جماعة محظورة، فأسدت لكم الثورة معروفاً وأي معروف، فقط تحولوا اإى جماعة سياسية تمارس السياسية بالحوار وباللاعنف وبوسائل السلم أو إلى جماعة دينية تمارس الدعوة بالإقناع والوعظ، إلى جميع الجماعات المتصارعة.. هذا وطن عظيم للجميع.. فتعالوا نبني مستقبلنا المشترك". وطالبت إلغاء الاتفاقيات والعقود الغازية والنفطية المجحفة والفاسدة وأخص بالذكر اتفاقية تطوير الغاز اليمني المسال وما تلاها من عقود بيع فاسدة، وإلغاء القرار الجمهوري بقانون شاغلي وظائف السلطة العليا رقم 6 لسنة 95 لتعارضه مع مبدأ المساءلة ومضمون روح قوانين مكافحة الفساد، وتعديل قانون مكافحة الفساد بما يجعله منسجماً مع اتفاقية مكافحة الفساد الدولية، وكذا تعديل قانون الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة, بما يسمح له النفاذ إلى كافة المستندات المالية للأجهزة العسكرية والأمنية والمدنية ويسمح بنشر المعلومات على الجمهور والإبلاغ والمحاكمة عن كافة المخالفات. ودعت لتفعيل قانون حق الحصول على المعلومة ورفع القيود عن سرية إقرارات الذمة المالية وإلغاء كافة القرارات المخالفة لشغل الوظيفة العامة, وإحالة كافة القيادات والأفراد عسكريين ومدنيين البالغين أحد الأجلين للتقاعد فوراً. وطالبت النائب العام قالت توكل كرمان, إما عدالة انتقالية دون انتقاء لجميع جرائم الصراع السياسي ومنها بالتأكيد تفجير جامع دار الرئاسة, وإما عدالة جنائية للجميع بمن فيهم مجرمو دار الرئاسية وقتلة المتظاهرين وكل جرائم الصراع السياسي، مطالبة- في الوقت نفسه- بسرعة إطلاق جميع المعتقلين والمخفيين قسرياً وبدون أي محاكمة. وخاطبت الشباب بالقول: وحدكم الضامن لتنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار والانجاز الاستحقاقات، أنتم أصحاب القرار وأنتم القادرون على الإنجاز، فقط عبر ضغطكم ونضالكم من الساحات والميادين.. وكانت المرأة اليمنية المشاركة في الثورة السلمية حاضرة في كلمة توكل, حيث عبّرت عن ذلك بقولها إلى كل ثائرة: لقد كنت عظيمة وأنت تتقدمين صفوف الثورة السلمية.. وأنت تكافحين وتناضلين قبل الرجال ومع الرجال وخلف الرجال وعن أيمانهم وعن شمائلهم.. لقد تجلت فيك قوة شعبنا وعظمته.. لم تكوني تظهري قوة شخصيتك فحسب، كنت تظهرين قوة شعبنا وعظمته. بالمقابل أضافت توكل كرمان رسالتها إلى اللقاء المشترك وتحدثت إليهم: لقد قبلتم بتسوية سياسية غير عادلة، وافقتم بموجبها على منح الرئيس السابق ورموز نظامه حصانة دون مقابل, لم تدافعوا عن التغيير بالشكل المطلوب, فداهمكم الماضي وها هي الثورة المضادة تعلن عن نفسها في وضح النهار.. ليس أمامكم سوى خيار واحد أن تعبروا عن مشروع الدولة بكل إخلاص وقوة وتتخلوا عن سياسة أنصاف الحلول وأنصاف المواقف. واختتمت كرمان كلمة مشاركة المجلس برسالة وفاء إلى جميع شهداء وجرحى الثورة: لقد انتصرتم بأول قطرة دم سالت منكم.. ونعدكم أن نكمل الانتصار، نعدكم أن لا نخذلكم، نعدكم بأن نحقق جميع أهداف الثورة الشبابية الشعبية السلمية كاملة غير منقوصة، وأننا كما حققنا معكم الهدف الأول من الثورة السلمية، وهو إسقاط النظام.. سنحقق مع أرواحكم، بقية الأهداف، نقسم على ذلك، نعدكم، ونقسم بأن اليمن الموحد الديمقراطي يمن العدل والكرامة والحرية, يمن الحكم الرشيد وسيادة القانون بأن اليمن السعيد آت قريباً. من جانب آخر اعتدى المشاركون في مسيرة نظمها أنصار جماعة الحوثي بصنعاء، اعتدوا على متظاهرين رفضوا المساس بالثوابت الوطنية وهتفوا " جمهورية لا ملكية". وأشارت مصادر ميدانية أن أنصار الحوثي اعتدوا على الشباب الرافضين للدعوات لعودة الملكية بالضرب وجرت اشتباكات بالأيادي على إثر الاعتداء.