اللاعبون البراعم والناشئون هم مستقبل الاندية والمنتخبات واذا لم يوجد الاهتمام بهذه الفئات فلن نستطيع ان ننتج منتخبات قادرة على انتشال الكرة اليمنية من وضعها الحالي، فهناك عدد من العوامل التي تواجه طريق اللاعب الناشئ تحول دون بروز موهبته وعراقيل عدة تحبطه وتنال من موهبته وهناك حلول من اجل تطوير مستواه وايضا اكتشاف العديد من المواهب ..من اجل ذلك استطلعنا بعض اراء المختصين بالفئات السنية والاندية الرياضية من اجل اعطاء حلول للمشاكل التي تواجه اللاعب الناشئ وايضا تطوير مستوى الناشئين والاهتمام بالبراعم من اجل تطوير الكرة اليمنية التي تزداد تراجعا من وقت لآخر.. في البداية تحدث الكابتن عادل هاشم المشرف الفني في نادي وحدة صنعاء قائلا: إن انقراض فئة الناشئين والبراعم عن ممارسة اللعبة سببه عدم اهتمام الأندية في هذه الفئة وكذلك غياب المسابقات والبطولات الخاصة بهذه الفئة وكما هو معروف أن أساس تطوير رياضة القدم في الأندية والمنتخبات الوطنية يستمد من فئة البراعم والناشئين وما يحصل اليوم من تراجع في المستوى لدى الفرق اليمنية هو ناتج عن عدم الاهتمام بهذه الفئة واذا اردنا العودة إلى هذه الفئة وإيجاد قاعدتها من جديد لابد من وضع استراتيجية على مدار العام تحدد ملامح تنظيم البطولات والدوريات للفئات العمرية وتأهيل مدربين ذات كفاءة على مستوى الأندية والمنتخبات يتولون مهمة تدريب الفئات العمرية وأيضاً التنسيق مع مدراء المدارس والمديريات في تفعيل الدوريات المدرسية ومن ثم استقطاب اللاعبين الأفضل وضمهم إلى الأندية وزيادة حصة الدعم لكل الفئات ومن هنا نستطيع أن نكون لاعبين ذات مستويات عالية في مختلف الفئات والتي ستعطي نقلة نوعية في تطوير الرياضة اليمنية وتحقيق نتائج إيجابية على المستوى العربي والأسيوي. أما مروان الاكحلي مساعد مدرب نادي الصقر فقال: السبب في انقراض الفئات العمرية يعود إلى عدم تنظيم البطولات المحلية لهذه الفئة كونها أساس البناء والتطور ولذلك من المفترض على الأندية أن تعمل رؤية مستقبلية من خلال التنسيق مع المدراس في إقامة البطولات الكروية للفئات البراعم والناشئين وعلى ضوئها سيتم البحث عن اللاعبين الموهوبين من جميع النواحي واستقطابهم إلى الأندية ومن ثم يتدرجون في الفئات العمرية حتى يصلون إلى الفريق الأول ولكن في اعتقادي الشخصي أن تراجع مستوى الفرق في الدوريات المحلية هو ناتج عن غياب هذه الفئة التي تعتبر الركيزة الأساسية في دعم الأندية والمنتخبات الوطنية ومع هذا كلة فان المسؤولية تقع على الأندية والاتحاد والوزارة ومثال على ذلك الأندية السعودية كانت من اقوى الدوريات لكن في الآونة الأخيرة شاهدنا تراجع للكرة السعودية وبالأخص نادي الهلال كان من افضل الأندية في الاهتمام بالفئات العمرية ودائما في كل موسم نشاهد لاعبين جدد لكنة تراجع في الأعوام الأخيرة من المستوى والنتائج والسبب أنه فرط في الاهتمام بهذه الفئة واعتمد على اللاعب الجاهز وهذه مشكلة كبير بدأت تعتمد عليها كثير من الأندية واذا اردنا العودة إلى البحث عن هذه القاعدة لابد أن نبدأ من الصفر بمعنى اصح أن تكون هناك استراتيجية شاملة تبدأ من المدارس والأندية والاتحاد والوزارة لان اللاعب دائما ما تكون بداية من الحواري ثم المدرسة ثم النادي. من جانبه اكد الكابتن عبدالله الكاتب المشرف الرياضي بنادي الرشيد أن دور وزارة الشباب والرياضة هو الأهم في دعم هذه الفئات وان الأندية لا تسطيع أن تهتم بهذه الفئات بسبب قلة الدعم المادي الذي اصبح مخصص للفريق الأول وان هناك أندية قلة بإمكانها أن تعطي الشيء البسيط لهذه الفئة إضافة إلى عدم وجود مدربين مؤهلين في الأندية وأيضا الحالة الاجتماعية والاقتصادية التي نعيشها في الواقع الرياضي والتي اثرت سلبا على المستوى العام للفرق ,والمسؤولية هنا تقع على الاتحاد العام ووزارة الشباب والرياضة ومن ثم الأندية وما يلاحظ اليوم من تراجع في الأداء في الدوري اليمني والمنتخب هو بسبب غياب الفئات العمرية والمسابقات الخاصة لها طالما وان الأندية أصبحت تبحث عن اللاعب الجاهز السفري (سندويتش سفري) بمعنى أن يلعب اللاعب موسم واحد أو موسمين ثم يستغنى عنه والضحية هو اللاعب الناشئ الذي لم تتح له الفرصة في اللعب مع الفريق الأول والاستفادة من قدراته وإمكانياته الفنية التي ربما ستخدم الفريق مستقبلا. الكابتن محمد العزعزي لم يخرج عن الموضوع وأوضح أن من اهم أسباب تراجع المستوى لدى الفرق والمنتخبات الوطنية يكمن في الأساس في عدم توفير المدربين الجيدين والمدربين التربويين والمؤهلين لتدريب هذه الفئة والأندية أصبحت تعتمد على مدرب ليس مؤهل وتأتي بمدرب أي كلام المهم يدرب ولذلك الأندية مساهمة كبيرة في فشل هذه الفئة وقال: من المعروف أن اللاعب الناشئ لا يأتي من النادي بل يأتي من الحارة ومن ثم المدرسة ثم النادي والمسؤولية هنا مشتركة من الوزارة والاتحاد والأندية ومن العيب علينا أن نقول أنه لا توجد قاعدة للبراعم والناشئين بالعكس القاعدة موجودة ولدينا مواهب كثيرة ولكن أين المدربون والكوادر الذين سيبحثون عن هذه المواهب؟ 'للأسف لا يوجد وما هو حاصل اليوم أن المدرب ينتظر حتى يحصل على اللاعب الجاهز والبديل وتناسى أهمية اللاعب الناشئ ودوره في دعم النادي. وتحدث مدرب فريق شعب اب الكابتن وليد النزيلي قائلا: إن الحفاظ على فئتي البراعم والناشئين صعب لأن الأندية لا تهتم هي الأخرى بهذه الفئة ولا تهتم بدعمهم وإنما تدعم اللاعب الجاهز وهذا احد عوامل انقراض الفئات العمرية وتراجع مستويات الفرق في البطولة المحلية إلى جانب الوضع المعيشي السيئ الذي يعاني منة المواطن في ضل الظروف والمعطيات التي أثرت سلبا على الرياضة اليمنية وبشكل عام نستطيع القول إن المسؤولية الأولى تتحملها وزارة الشباب والاتحاد العام لكرة القدم ثم الأندية وبالتالي فان العودة إلى هذه القاعدة والبحث عليها مجددا يتطلب وضع استراتيجية وألية تنفيذية تهتم بعملية تنظيم وإقامة البطولات والمسابقات الرياضية للفئات العمرية وكيفية إعادة دعم فروع الاتحادات والأندية في عموم المحافظات والذي سيساهم شكل كبير في إعادة هذه الفئة إلى الواجهة وتمثيل الوطن في المحافل الخارجية خير تمثيل وبإمكان الاتحاد العام البحث عن موارد مالية تتبنى هذه البطولات التي انقرضت فجأة. ويؤكد يحيى جعرة المدرب الوطني لفريق براعم أهلي صنعاء ان العمل مع الفئات السنية الصغرى ان كان في التدريب او التعليم هو من اصعب انواع التعامل واكثرها خطورة وحساسية ومسؤولية لأنه عمل تأسيسي من كافة الجوانب البدنية والاجتماعية والوجدانية والنفسية والابوية وهي متطلبات العمل الاساسي مع الفئات السنية الصغرى من حيث المعرفة والدراية بخصائص كل مرحلة سنية ومتطلباتها فالفئات السنية الصغرى تحتاج الى التعامل معها بأبوة وهذا مرتبط بنوعية الكوادر والقيادات العاملة مع البراعم والناشئين من حيث كفأتهم وخبرتهم ومستوى تأهيلهم وبما ينعكس على ادائهم مع هؤلاء الناشئين الذين يحتاجون للرعاية التربوية والصحية والاجتماعية والنفسية والناشئ الصغير يحتاج الى التوجيه المستمر والتأسيس القوي لكل مظاهر السلوك والتربية والاخلاق والتعامل مع هؤلاء الناشئين دون انحياز او اساليب متفاوتة في اسلوب التعامل وعندما تتوفر كل هذه المتطلبات التي يحتاجها الناشئ نكون وضعنا اقدامنا على طريق العمل الصحيح في التعامل مع هذه الفئات السنية الصغرى التي تحتاج الى كثير من الرقابة والتوجيه والتربية والتأسيس الصحيح والسليم للناشئ، ويضيف: ان الاهتمام بالناشئين حلقة مترابطة بين البيت والمدرسة والنادي ويجب الاعتماد على وزارة التربية والتعليم لإقامة دورات لاكتشاف المواهب وايضا انشاء الأكاديميات والاستعانة بالخبرات الدولية لرسم خطط بعيدة المدى والاستفادة منها في الأكاديمية لأن الاندية يوجد فيها العمل والاجتهاد ولكن تحتاج الكرة اليمنية الى عمل متطور وشاق حتى يتم انتشالها من وضعها المزري التي باتت فيه. ويرى أحمد المهتدي مدرب الفئات العمرية بنادي اهلي تعز ان كثيراً من ادارات الاندية يكون عملها فترة وقتية ويكون اهتمامها على الفريق الاول ولذلك يجب ان تكون الفئات السنية في معزل تام عن مجلس الادارة وتكون تحت اشراف لجنة خاصة لوضع الخطط لقطاع الناشئين وايضا يجب ان توضع ميزانية مستقلة من وزارة الشباب والرياضة خاصة لقطاع الناشئين والبراعم ويجب على الاندية ان تحضر مدربين على مستوى عال للإشراف على الناشئين ومن الجانب الاداري يجب ان يكون المشرف على الناشئين من افضل الاداريين خبرة وتعامل لان اللاعب الناشئ يحتاج الى توجيه وتربية وان يكون هناك جزء من استثمارات الاندية مخصصة للناشئين وتوفير مستلزمات اللاعب الناشئ من الغذاء والملابس الرياضية. اما مدرب السوداني شهاب الكوري فقد اكد ان قلة الدعم المادي والمعنوي من اهم المشاكل التي تواجه طريق اللاعب الناشئ وتحد من ابداعاته وابراز مواهبه وكذلك عدم الاهتمام الاعلامي بلا شك يؤثر بشكل كبير على تطور مستوى اللاعب اضافة الى عدم وجود المتابعة الجماهيرية والملاحظ هو عزوف كبير من الجماهير عن متابعة مباريات الناشئين وايضا هناك نقطة لها تأثير بالغ على اللاعب الناشئ وهي عدم وجود الكفاءات التدريبية القادرة على صقل موهبته بالشكل المطلوب والملاحظ ان اغلبية الاندية تحظر مدربين ذي امكانيات متواضعة للفرق السنية ويجب ان يكون الاهتمام بالبراعم بشكل اكبر مما هو عليه الان لان البراعم يعتبرون قاعدة الهرم الكروي واساسه واذا هذه الفئة لم تكن متينة بلا شك تنعكس على قمته وهناك امر مهم وحساس يكمن في ان اللاعب الناشئ لا يمكن ان يبرز او يسلك طرق النجاح مالم يجد التوجيه السليم والمتابعة المستمرة سواء في البيت او في النادي حيث يجب ان يوفق اللاعب بين دراسته من جهة وانتظامه من جهة اخرى وكذلك عليه ان يعي بانه مطالب بتطبيق الواجبات الدينية والاجتماعية والرياضية وهذا ليس بالأمر اليسير مالم يكون هناك توجيه ومتابعة من الطرفين البيت والنادي. مدير الكرة بنادي التلال الكابتن باسل عثمان أخر المتحدثين في هذا الموضوع حيث قال الفئات العمرية في جميع الدول تعتبر أساس النهوض والتطور في أي لعبة كانت وكرة القدم اللعبة الأكثر شعبية هي تعتمد على هذه القاعدة وبدون الفئات العمرية لا يمكن أن نكون فريق أو منتخب والبداية دائما تبدا من هذه الفئة وأي لاعب يبدأ مشواره من الحارة والمدرسة ومن ثم الانتقال إلى النادي وفي النادي لا يستطيع الانتقال إلى الفريق الأول إلا بعد عناء ومشقة وجهد وما يحصل اليوم لهذه الفئة من غياب وإهمال سببه أولاً قلة الدعم وعدم قيام بطولات خاصة بهذه الفئة والأندية هي الأخرى أهملت هذه القاعدة وركزت على اللاعب الجاهز وهذه أفة كبيرة أضرت الفرق والمنتخبات اليمن تمتلك الكثير والكثير من المواهب الشابة ولكنها بحاجة إلى دعم ومتابعه واهتمام من قبل مدربين مختصين في تدريب هذه الفئات خاصة اذا ما عرفنا أن هناك نوايا صادقة في إعادة هذه الفئة إلى الواجهة وتفعيل دورها داخل الأندية في الفئات الثلاث والتي ستعطي المنافسة للاعبين في إظهار قدراتهم ومواهبهم من اجل الوصول إلى الفريق الأول باعتباره الحلم الأكبر الذي يطمح اللاعب في تحقيقه تمهيدا في الوصول إلى المنتخب الوطني. ولنا كلمة.. تدريب الفئات السنية وتحديداً (البراعم والناشئين) يعد من أهم وأصعب مراحل التدريب فهم القاعدة التي يبنى عليها أمل الغد والعمل معهم فيه الكثير من المتعة ويحتاج الى معرفة تامة بالخصائص والسمات والقدرات، معرفة بماذا نبدأ وكيف نستمر ونطور لكي نصل بهم الى أعلى مستوى في المجال الرياضي، ولهذا فالمدربون في اوروبا الذين يعملون بهذه الفئة يحصلون على أعلى المؤهلات التدريبية ويتقاضون اجوراً عالية لأنهم هم من يقومون بإعداد وتكوين هؤلاء اللاعبين وتطوير أدائهم وفق برامج محددة وتدريبات منظمة. أما ما يحصل في الكثير من الاندية فهو العكس تماماً، حيث تجد المدربين في هذه الفئة يحصلون على أقل الرواتب ويملكون أضعف المؤهلات التدريبية.. والحقيقة أنني لا أعرف السر وراء سعي بعض الأندية نحو تكليف المدربين غير المؤهلين في هذه الفئة فانهم لا يعلمون أنهم بهذا العمل يقومون بعملية (أشبه بالإعدام) لهؤلاء اللاعبين الصغار . واتساءل: كيف يتم تكليف شخص بالتدريب في هذه الفئة وهو غير ملم بمبادئ التدريب وليس لديه دراية بخصائص مراحل النمو ويجهل المعارف الخاصة التي تمكنه من قيادة عملية التدريب بكفاءة عالية؟ هل اصبحت لدينا (عادة) أن أي شخص يدخل عالم التدريب نسلمه هؤلاء الصغار ليتعلم فيهم التدريب؟ ما ذنبهم حتى يتعلموا المهارات والاساسيات بشكل خاطئ؟ وماذا سيفعل المدربون الذين سيتولون المهمة من بعده؟ بالتأكيد مهمتهم ستفشل، فتصحيح خطأ أصعب بكثير من تعليم الصواب.. اين حقوق الناشئين في هذا فأنهم هم المستقبل للكرة القدم.. تستغرب وأنت تشاهد مدربا يدرب (50) لاعبا في أعمار مختلفة دون مراعاة للفروقات الفردية والبدنية والفنية والذهنية للاعبين.. بعض المدربين للأسف لا يهتم بتطوير اللاعبين فقط يفكر كيف يضمن تجديد عقده، والمتعارف عليه ان المدرب الجيد في هذه الفئة يهتم بأن يصل بالناشئ الى الحالة التدريبية المثالية أكثر من اهتمامه بسجل الفوز او الخسارة. مدربون يعملون بالأندية بأسلوب عشوائي وآخرون يعملون بوحدات تدريبية لا تخضع للأسس والأساليب العلمية الجيدة (ولا من شاف ولا من دري). تدريب الصغار والناشئين يا سادة .. علم في حد ذاته ومدربو هذه الفئات لابد ان يتم اختيارهم بعناية فائقة وفق أسس ومعايير معينة، اذا لم تستطيعوا كأندية ان يتعلموا ويطوروا هؤلاء الصغار.. أتمنى ألا تقتلوا هذه المواهب بمدربين غير أكفاء.. مدرب يدرب اللاعبين دون ان يدري عنه أحد ومساعد مدرب (صديق المدرب) ومدرب حراس (واحد من الشلة) واداري معاهم مش داري (ما هو الخبر) وادارة همها الأساسي فريقها الاول والمهم ان فريق الناشئين او البراعم يتدرب وهناك من يقوم بتدريبه. يامن تملكون القرار في الأندية ... انتقوا المدربين الأكفاء لهذه الفئة فهم (امانة لديكم) واحرصوا على مشاهدة برامجهم وخططهم وقيموا عملهم.. وإن لم تفعلوا ذلك فالمشكلة تكمن فيكم انتم وليس المدربون من يتحملون عدم تطور أداء هؤلاء اللاعبين.