أكدت مصادر محلية بمحافظة الجوف أن اللجنة الرئاسية تمكّنت يوم أمس الجمعة من تهدئة الوضع وإيقاف المواجهات التي شهدتها منطقة "كمنة" التابعة لمديرية المصلوب بالجوف، على مدى يومي الخميس والجمعة، بين مسلحي القبائل من قبيلة "بني نوف" ومليشيات جماعة الحوثي المسلحة، موضحةً أن المواجهات حصدت عشرات القتلى والجرحى من الحوثيين بعد أن تمكّنت القبائل من محاصرة مليشيات الحوثي في منطقة المواجهات وإحراق ثلاثة أطقم تابعة للحوثيين الذين طلبوا وساطة وتدخُّل اللجنة الرئاسية. وذكرت المصادر أن اللجنة الرئاسية تدخّلت وتوسطت لدى القبائل بوقف المواجهات إلا أن القبائل في بداية الأمر رفضوا وساطة اللجنة معتبرين دورها منقذاً للحوثين في كل مرة تشد على ميلشيات الحوثي رغم أنها هي من بدأ بالاعتداء على أبناء القبائل واستحدثوا نقاط تقطُّع على طرق ثلاث مديريات بالمحافظة. إلا أن اللجنة عاودت التدخل مرة أخرى لدى القبائل وطلبت منهم وقف المواجهات ورفع الحصار عن الحوثيين مقابل أن ترفع جميع نقاط الحوثي المستحدثة والالتزام بعدم إقامة أي نقاط تقطُّع أو تفتيش في أي مديرية من مديريات الجوف. وهو الأمر الذي قبل به الحوثيون على الفور وانسحبوا بعد سقوط العديد من القتلى والجرحى.. تشير المعلومات الأولية إلى أن أكثر من عشرين عنصرا من مليشيات الحوثي سقطوا قتلى خلال المواجهات المشار إليها أنفاً. والتي نجمت عن قيام مسلحي الحوثي بقتل المواطن صالح مبخوت الرامي أحد وجهاء قبائل بني نوف يوم أمس الأول ظلما وعدوانا. وكان الحوثيون قد تجمّعوا خلال الأيام الماضية في أراضٍ تابعة لبني نوف (مديرية المصلوب غرب الحزم مركز محافظة الجوف ومناطق تابعة للحزم( منطقة القرح مديرية المصلوب آهلة بالسكان ومناطق في كمنا وآل عايض بالحزم) وجمعوا أسلحة ثقيلة ومتوسطة وقطعوا الطريق ما بين الحزم ومديرية المتون والمصلوب. وكان عدد من مشايخ همدان قد تحركوا أمس الخميس متجهين الى الحوثيين الذين بسطوا على أجزاء من أراضيهم في منطقة كمنا ( مدينة أثرية كبيرة –خربة ) سُميت المنطقة والأراضي المجاورة باسمها. وعند اقتراب عدد من مشايخ همدان من الحوثيين أطلق عليهم الحوثيون وابلاً من الرصاص محذرين إياهم من الاقتراب منهم؛ ممّا جعل المشايخ يعودون... وصادف ذلك وصول الشيخ صالح الرامي من قبائل بني نوف والذي كان عائدا من سوق الحزم متجهاً عبر الطريق الرسمي الترابي إلى قريته (القرح ) بالمصلوب حيث بادر الحوثيون بإطلاق الرصاص عليه من مسافة قريبة جداً أدى الى قتله وجرح أحد أبنائه وآخرين كانوا معه. الموقف أغاض قبائل بني نوف والذين سارعوا بالفزعة والتحرُّك بأعداد كبيرة متجهين الى تجمعات الحوثي وعند وصولهم المنطقة باشرهم الحوثيون بإطلاق الرصاص الكثيف عليهم؛ ممّا أدى الى استشهاد ثلاثة من بني نوف وجرح العشرات ثم ارتفع عدد الشهداء الى ستة كلهم من قبائل بني نوف. استطاعت قبائل بني نوف ومن ساندهم من قبائل الجوف في أوقات يسيرة التمركز في أماكن حساسة والسيطرة على الموقف وعمل حصار على الحوثيين وتواصلت الاشتباكات بشكل عنيف. وتم قطع الطريق على الحوثيين وإحراق طقمين لهم وقتل وجرح من كان فيهما واستمر القتل في الحوثيين بشكل غير مسبوق وبادر الحوثيون كعادتهم لطلب الهدنة والتواصل مع الوساطة لإنقاذهم إلا أن القبائل رفضوا أي وساطة أو توقيف للحرب رغم موافقة الحوثيون على الانسحاب وقد قال أحد أعضاء اللجنة الرئاسية: (لم نجد في القبائل عاقل نتواصل معه) في إشارة الى أن القبائل مُصعّدين للحرب ورافضين التوسُّط حتى يتم تأديب الحوثي على أيديهم. وبعد ظهر أمس الجمعة استطاعت اللجنة الرئاسية أن تهدئ من حِدة المواجهات على أن تُجبر الحوثي بالانسحاب الكامل.
