الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الصادق الأمين وبعد. قال الله تعالى: "ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغي بين ذلك سبيلا"، وقال تعالى: "واذكر ربك في نفسك تضرعاً وخيفة ودون الجهر من القول". آيات قرآنية ترشدنا إلى عدم رفع الصوت المجرد بالصلاة وأن يكون الصوت بالحد المعقول؛ لأن أنكر الأصوات صوت الحمير، وديننا الإسلامي دين الوسطية في كل شيء وهذا هو هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكيف بمن يرفعون الصلاة بالميكرفون في بعض المساجد اليوم ودون أي مبرر أو مسوغ لذلك، وأين هم من هذه التوجيهات النبوية العطرة وفي ما يلي نورد بعض الأحاديث النبوية الشريفة الدالة على عدم رفع الصوت بالصلاة وأن يكون بالحد المعقول. الحديث الأول: مر رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة بأبي بكر وهو يصلي خافضاً صوته، ومر بعمر وهو يصلي رافعأً صوته فلما اجتمعا عنده قال: "يا أبا بكر مررت بك وأنت تصلي وتخفض صوتك"، فقال: يا رسول قد أسمعت من ناجيت، وقال لعمر: "مررت بك وأنت تصلي رافعاً صوتك"، فقال: يا رسول الله أوقظ الوسنان وأطرد الشيطان، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا أبا بكر أرفع صوتك شيئاً"، وقال: "يا عمر اخفض من صوتك شيئاً". رواه أحمد وأبو داود. الحديث الثاني: عن ابن عمر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج على الناس وهم يصلون وقد علت أصواتهم بالقراءة، فقال: "أن المصلي يناجي ربه عز وجل فلينظر بما يناجيه ولا يجهر بعضكم على بعض بالقرآن". رواه أحمد بسند صحيح. الحديث الثالث: روى عن أبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم اعتكف في المسجد فسمعهم يجهرون بالقراءة فكشف الستر وقال: "ألا إن كلكم مناجي ربه فلا يؤذي بعضكم بعضاً ولا يرفع بعضكم على بعض في القراءة". رواه أبو داود والنسائي والبيهقي والحاكم وقال صحيح على شرط الشيخين. صدقت يا رسول الله نعم وفي المساجد الكبيرة يمكن تركيب سماعات داخلية.