الشيخ مرعي:على المخربين والمتطرفين أن يتقوا الله في شعب يبحث عن لقمة عيشه فالتخريب والارهاب في حق الوطن جرم كبير لايقره ذلك دين ولاعرف في الماضي كان المصلون يجهرون بالذكر عقب الصلاة وتعلم حينها كثير من الناس الذكر والدعاء والاستغفار..إلخ. . وحفظوا ذلك عن ظهر قلب.. بينما اليوم أضحى الخلاف حول مسألة رفع الصوت بالذكر مثار جدل وخلاف «في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمهُ» وقال الشيخ/مرعي رئيس جامعة العلوم الشرعية، مفتي محافظة الحديدة إن ثمة عديد مساجد يواجه فيها المصلون المنع من رفع الصوت بالذكر عقب الصلاة من قبل فرق وصفها بالمتطرفة وتجهل كثيراً من علوم الدين.. ويطالب الشيخ مرعي ولاة الأمر الأخذ بأيديهم ومنعهم من إيذاء الناس عند ذكر الله.. وقال: على هؤلاء الذين وصفهم بالجهال أن يدعوا الناس على ماهم عليه، لأن الإنسان مطالب بذكر الله في الدنيا. فيما اعتبر الشيخ دروسي سليمان أستاذ التوحيد بالجامعة خطيب جامع عمر بن الخطاب بالحديدة أن مثل تلك الاشكاليات التي تحدث بين الناس في المساجد تدعو إلى الفتنة، مؤكداً بالقطع أنه ليس ثمة دليل واحد يحرم علينا الجهر بالذكر. مانع الذكر ويقول الشيخ مرعي إن الذين يمنعون الذكر في رمضان متطرفون ومخالفون لما جاء عن الرسول صلى الله عليه وسلم وعن التابعين وعن الله عز وجل إذ يقول «اذكروني أذكركم واشكروا لي ولاتكفرون» فإن ذكراً يأتي به المسلم في رمضان أو في غيره لايجوز أن تمنعه وتقول هذا محرم كماهو الحال اليوم حتى وصل بهم الحال إذا سمعوا واحداً خلف جنازة يقول «لا إله إلا الله» قالوا له اسكت هذا لم يكن في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم مع أنه ثبت في إحدى «كتب السنن» أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم خلف جنازة يقول «لا إله إلا الله» وإقامة الذكر خلف الصلوات مطلوب، لايجوز في أي حال من الأحوال منعه وبالذات عقب الصلوات المكتوبة إذ ظهر في هذه الأيام فرق من الجهال والمتطرفين يتصدون للناس ويمنعونهم منه نحن نعرف أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال في رمضان «فيه خصلتان ترضون بها ربكم وخصلتان لاغنى لكم عنها قالوا ماهي يارسول الله قال أشهد ألا إله إلا الله واشهد أن محمداً رسول الله أستغفر الله نسألك الجنة ونعوذ بك من النار». حالياً كثير من المساجد يوجد فيها أناس جهال يمنعون من الذكر عقب الصلوات المكتوبة وعقب التراويح هؤلاء يجب على ولاة الأمر الأخذ بأيديهم ومنعهم عن إبعاد الناس عن ذكر الله الذي أمر الله به في كتابه «والذاكرين الله كثيراً والذاكرت» وقال تعالى« واذكروا الله ذكراً كثيراً وسبحوه بكرة وأصيلاً» ويجب على هؤلاء الجهال أن يدعوا الناس على ماهم عليه لأن الإنسان مطالب بذكر الله في الدنيا. الجهر بالذكر üبعضهم يستدل بعدم جهرية الذكر ماردكم؟ يقولون لم ترد الجهرية بالذكر والناس سابقاً في كافة قرى اليمن ومدنها إذا أكملوا صلاتهم يأتون عقبها بآية الكرسي وقل هو الله أحد والفلق والفاتحة ثم يسبحون الله ثلاثاً وثلاثين ويحمدون الله ثلاثاً وثلاثين ويكبرون الله ثلاثاً وثلاثين ويأتي بلا إله إلا الله وحده لاشريك له غلاق المائة فيتعلم الصغير والكبير والجاهل ويحفظ هذه الأذكار عن ظهر قلب فيأتي هؤلاء ويقولون هذا بدعة فيرد عليهم بأنه ورد في صحيح الإمام مسلم رواية عن عبدالله بن عباس رضى الله عنهما قال «كنا نعرف انقضاء صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم برفع أصواتهم بالذكر» فهذا الحديث الصحيح يصدهم في وجوههم ويردع قولهم المزعوم لأنه ثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم ورواه أيضاً الإمام البخاري أصح كتابين بعد كتاب الله من غيرهما فلايسمع إلى هؤلاء وبأيدينا كتب السنة العظيمة المتفق على جلالتها وصحتها وعظمها،فهؤلاء جهال ليس لديهم حجة تدفع ماجاء في صحيح البخاري وصحيح مسلم. شرعية رفع الصوت بالذكر وعن جدلية رفع الصوت بالذكر تحدث الشيخ درويش سليمان أستاذ التوحيد بجامعة العلوم الشرعية وخطيب جامع عمر بن الخطاب بالحديدة حيث قال: هناك مفاهيم تسبب اشكالات بين الناس وتدعو للمز والهمز وربما دعت إلى المضاربة والفتنة في المساجد ومنها «الذكر ورفع الصوت به عقب الصلوات» ولو رجعنا إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم لوجدنا أن الكتاب والسنة كلاهما يحثان على رفع الصوت بالذكر وليس معنا حتى دليل واحد يحرم علينا الجهر بالذكر فلا ندري لماذا بعض الناس يتحاملون على إنكار رفع الصوت بالذكر مع أنه لا دليل لهم على ذلك صحيح أنهم يستدلون بقوله تعالى «واذكر ربك في نفسك» هذه الآية كان سبب نزولها أن النبي صلى الله عليه وسلم لما كان في مكة كان يرفع صوته بالذكر بالقرآن فيسب كفار قريش القرآن ومن أنزله فأمر الله عز وجل نبيه أن يذكر ربه في نفسه لئلا يسب المشركون القرآن ومن أنزله هذا هو السبب وبعد ماهاجر من مكة إلى المدينة كان يجهر بالذكر بعد الصلاة فمعقول أني أفهم من هذه الآية مالم يفهمه رسول الله الذي نزلت عليه الآية في مكة وهاجر من مكة إلى المدينة ورفع صوته بالذكر فهل سيفهم النبي صلى الله عليه وسلم من هذه الآية تحريم رفع الصوت بالذكر ثم يرفع صوته هذا أمر غير معقول وهل هناك أحد يفهم فهماً صحيحاً يزعم أنه أحسن من فهم الرسول صلى الله عليه وسلم حاشا لله وكلا ومن ظن ذلك فقد كفر والعياذ بالله. رفع الصوت بالذكر ليس بحرام أنتم تقولون إن رفع الصوت بالذكر جائز وهناك من يستدل بحديث «أربعوا على أنفسكم فإنكم لاتدعون أصم ولا أبكم» ما ردكم على هذا الحديث. هذا الحديث هو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في غزوة من الغزوات ومعه أصحابه فكان الصحابة يرفعون أصواتهم بذكر الله «بالتكبير» ومعروف أن المجاهد يرفع صوته بشدة وقوة فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم «أربعوا على أنفسكم فإنكم لاتدعون أصم ولا أبكم » انظر إلى كلام النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث «أربعوا» معناها في اللغة العربية «هونوا على أنفسكم» وليس معناها لاترفعوا أصواتكم أو رفع الصوت بالذكر حرام ومن يقول إن هذا الحديث يدل على حرمة رفع الصوت بالذكر فهو مخطئ. والرسول صلى الله عليه وسلم ماقال ذلك إلا رحمة بهم لأن الإنسان يمشي ويرفع صوته بأي كلام فإنه يجهد ويتعب ويصيبه إرهاق فلو كان رفع الصوت بالذكر حراماً لأمرهم بالسكوت أو نهاهم أو قال لهم رفع الصوت بهذا حرام. جدلية رفع الصوت بالذكر مادليلكم على أن رفع الصوت بالذكر سنة نبوية؟ دليلنا ما ورد في صحيح الإمام البخاري سيدنا عبدالله بن عباس رضى الله عنهما في صحيح البخاري« ماكنا نعرف انقضاء صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا برفع أصواتهم بالذكر» هذه رواية الصحيح أصح كتاب بعد كتاب الله فماذا يقول المنكر لهذه الاحاديث هؤلاء أصحاب رسول الله عليه وسلم وهذا صاحب الشريعة بنفسه الذي نزل عليه القرآن وأخبرنا بالسنة النبوية يصلي بالناس إماماً في المدينة المنورة ويرفعون أصواتهم بالذكر بعد الصلاة فهذا الحديث تشريع وأصح ولاينبغي لأحد أن ينكر أمر سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولو كان رفع الصوت بالذكر حراماً ماجاز للمصلين أن يقولوا في الصلاة «آمين» بعد الإمام عندما يقول «ولا الضالين» والمصلون يقولون بصوت واحد «آمين» ولو كان رفع الصوت بالذكر حراماً ماارتجت مكة ومشاعر الحجيج بقولهم «لبيك اللهم لبيك، لبيك لاشريك لك ليبك» ولو كان رفع الصوت بالذكر حراماً ماسن لنا أن نرفع أي كلمة من الكلمات في أي مجال من المجالات ولا نزلت الملائكة ترفع أصواتها بالذكر فقد أخبر الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم «أن سورة الأنعام نزل يشيعها سبعون ألف ملك لهم زجل بالتسبيح والتهليل» أي لهم صوت مرتفع جداً بالتهليل والتسبيح فهل كان هذا حراماً على الملائكة أو كان بدعة أو ضلالاً وياعجب وياللغربة أن إنسان يرفع صوته بذكر الله فيقول له إنسان آخر اسكت واصمت،وبأي حجة يقول له اسكت ايرفع صوته بالفسق وذكر الدنيا أم ماذا وحتى لو لم يكن عليه دليل لكان أمراً حسناً فلو فرضنا أن الرسول لم يرفع صوته بالذكر هل سيكون رفع الصوت بالذكر حراماً طبعاً لا،ليش لأنه خير لأن الصحابة وضعوا لنا قاعدة في صحيح البخاري أن الشيء الذي لم يفعله رسول الله وهو خير فينبغي لنا أن تفعله لأنه خير انظر سيدنا أبابكر الصديق رضي الله عنه عندما جاء له سيدنا عمر بن الخطاب رضى الله عنه وقال له اجمع القرآن فقال له أبوبكر كيف نفعل شيئاً لم يفعله رسول الله هذه وقفة قد تخطر في بالي وبالك لكن سيدنا عمر كرر عليه وقال لكنه خير فقال الصديق لم يزل يراجعني عمر حتى شرح الله صدري لما قال عمر فدعوا زيداً وأمراه أن يجمع القرآن فلما قالا له اجمع قال أتفعل ان شيئاً لم يفعله رسول الله فقال له أبوبكر وعمر لكنه خير فشرح الله صدر زيد لما شرح له صدر الصديق وصدر عمر رضي الله عنهم أجمعين فقد بينوا لنا في هذا الحديث أن هذا أمر لم يفعله رسول الله إذن تأكدنا أن النبي لم يفعله بنص الحديث فكيف فعله الصديق وكيف فعله عمر وزيد إذن فعلوه لأنه خير والله تعالى يقول «وافعلوا الخير» فهل هناك عاقل يقول إن رفع الصوت بالذكر شر لا.. كل العقلاء مجمعون على أن من رفع صوته بذكر الله لم يكن إلا خيراً ولم يفعل شراً قط. البدعة الحسنة حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم « من أحدث في أمرنا هذا ماليس منه فهو رد» هناك من يستدل به على أن رفع الصوت بالذكر بدعة محرمة ماردكم على ذلك؟ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم واضح تأمل الحديث «من أحدث ماليس منه فهو رد» مفهوم الحديث أن من أحدث شيئاً في الدين وهو منه فليس برد ولكنه مقبول كما فعل الصديق وعمر رضى الله عنهما وكما فعل سيدنا عبدالله بن عمر رضى الله عنهما عند زيد في التلبية شيئاً لم يقله النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة فعلوا أكثر من «75» حادثة لم يفعلها رسول الله يجوز أن نعمله ولاينبغي لنا أن نتركه إنما الممنوع علينا فقط أن نزيد في الفرائض أما النوافل فصل كما شئت أن تجد إمام السنة أحمد بن حنبل كان يصلي في الليلة الواحدة «300» ركعة ومعلوم أن النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث أنه لم يزد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشر ركعة التي هي صلاة وتره فكان وتره تهجده فلماذا إمام السنة يزيد هذا العدد الكثير ويصلي «300» ركعة في كل ليلة فلم يبتدع؟! لاشك أن ماابتدعه أمر شرعي يوافق الكتاب ويوافق السنة وهذا أمر حسن وخير فلا داع لأن نوجد خلافاً والأمور واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار. ترويع الآمنين جرم كبير üمارأي الشرع في من يشعل الفتن ويقترف أعمالاً تضر بالوطن؟ ونحن في شهر كريم تضاعف فيه الحسنات فندعو المواطنين عامة والشباب خاصة إلى الوقوف صفاً واحداً مع ولي أمر المسلمين والإذعان له بالولاء والطاعة لأن الله أمر بموالاته وأخبر في كتابه العظيم أن طاعة ولي الأمر من طاعة الله ومن طاعة رسوله صلى الله عليه وسلم إذ قال تعالى «وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فلا يجوز الخروج على ولي الأمر وإنشاء الفتن والحرب ضده وكذا لايجوز الأخذ بأقوال المتشددين والمتطرفين الذين يتقمصون رداء الدين كذباً وزوراً من أجل الوصول إلى مقاصد دنيوية. فاليمنيون مشهورون منذ القدم بالاستجابة لله ولرسوله وانقادوا للإيمان في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم من غير قتال وانقيادهم للإيمان بهكذا سهولة يأتي عن تعقلهم وتفهمهم بأن ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم حق فانقادوا لدعوته ودخلوا في دين الله أفواجاً فالذي يشق عصا الطاعة ويأتي بالفتنة وبأخبار ما أنزل الله بها من سلطان لتفريق جماعة المسلمين يجب أن لانصغي إليه وأن نقاطعهم ونقف في وجوههم وأن نستمع لولي أمر المسلمين يقول الرسول صلى الله عليه وسلم «من أطاع أميري فقد أطاعني ومن عصا أميري فقد عصاني» وقال مرعي: يجب عليهم أن يتقوا الله وأن يخافوا من عقابه فالعقاب الذين سيواجهونه يوم العرض على الله أليم وعليهم أن يتقوا الله في شعب يبحث عن لقمة عيشه فالفتنة أشد من القتل، فاشاعة القلاقل والتخريب وترويع الآمنين في بلادنا جرم كبير لايقره دين ولاعرف ولا يجوز فعل مثل هذه الأعمال في أي حالٍ من الأحوال والرسول صلى الله عليه وسلم قال: «الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها»كما أن التخريب وأعمال الإرهاب ليست من أعمال المسلمين الذين يتقون الله ويخافون عقابه بل هي أعمال أناس انسلخوا عن دينهم ووطنهم واتبعوا الهوى والشيطان وأعداء الوطن.