كشفت مصادر عراقية عن وجو قائد "فيلق القدس" الإيراني قاسم سليماني في بغداد للبحث في تسوية سياسية لعدد من الأزمات للقوى والأحزاب الحليفة لبلاده استعداداً للانتخابات المقرر إجراؤها نهاية الشهر المقبل. وتعترف الأوساط السياسية العراقية بأن مستوى الأزمات في العراق، خصوصاً أزمة الأنبار، وتفكك التحالف الشيعي، وقضية الموازنة وتصدير النفط الكردي، وصلت إلى مراحل تستدعي تدخلاً خارجياً لحلها. ونقلت صحيفة الحياة اللندنية عن مصادر سياسية اليوم قالت إنها رفيعة المستوى إن سليماني موجود في بغداد منذ الاثنين الماضي في زيارة سرية، وعقد سلسلة اجتماعات مع كبار القادة السياسيين السنة والشيعة"، من دون تسمية هؤلاء. وأوضحت أن مهمة سليماني "البحث في تسوية لقضية الأنبار والصراع حول الموازنة مع الكورد، والخلاف الشيعي – الشيعي المتصاعد قبيل الانتخابات المقررة في 30 من الشهر المقبل, وتابعت أن سليماني أعرب عن قلق بلاده من تصاعد التوتر بين رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي وزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر وزعيم المجلس الإسلامي الأعلى عمار الحكيم، لكنه لم يتطرق إلى دعم المالكي لولاية ثالثة. ومن القضايا التي تناولتها مفاوضات سليماني في بغداد تسوية أميركية مقترحة لأزمة الأنبار تنص على إخراج الجيش من المدن إلى معسكرات وتشكيل قوة عشائرية وإعادة هيكلة التنظيمات الإدارية والأمنية في المحافظة، وتلبية عدد من مطالب السنة ومنها العفو العام. وتتزامن زيارة سليماني مع لقاءات يجريها نائب وكيل وزير الخارجية الأميركي لشؤون العراق بريت ماكغيرك مع زعماء عراقيين لمناقشة بنود التسوية. والطلب إليها إجراء الانتخابات في موعدها، وتأجيل البحث في الخلاف على تصدير النفط الكردي عبر تركيا. ويحظى ماكغيرك بثقة رئيس الوزراء نوري المالكي وقد سبق أن طلبت بغداد إرساله للبحث في الاتهامات الأميركية للحكومة بالسماح للسلاح الإيراني بالعبور إلى سورية.