احتشد زخم غفير من شباب الثورة وسكان العاصمة صنعاء أمس في شارع الستين في جمعة "العدالة انتصار لشهداء الكرامة" للمطالبة بمحاكمة مرتكبي الجرائم بحق شباب الثورة وإحياءً للذكرى الثالثة لمجزرة جمعة الكرامة التي سقط فيها مئات القتلى والجرحى إبان أحداث الثورة الشبابية السلمية في 2011 . وردد المتظاهرون شعارات تطالب بمحاكمة الرئيس السابق ورموز نظامه على الجرائم التي ارتكبوها , مؤكدين مواصلة العمل الثوري حتى تحقيق العدالة والوفاء للشهداء الثورة. ورفع المتظاهرون صور شهداء جمعة الكرامة وشعارات تؤكد على استمرار العمل الثوري حتى تحقيق كامل أهداف الثورة بما فيها محاكمة المتورطين في المجزرة. وقال خطيب الجمعة فؤاد الحميري: إن جمعة الكرامة هي نقطة تحوُّل فارقة في مسيرة الثورة باعتبار أنها كشفت اللثام عن الوجهِ الإجرامي للنظام السابق ورموزه الذين خططوا ونفذوا لارتكاب جريمتهم البشعة التي سقط فيها العشرات من الشهداء والجرحى بالرصاص الحي المباشر- حسب تعبيره- مضيفا: إن جمعة الكرامة يوم الفُرقان بين من تحصّن بالسلاح وبشّر بالموت ومن تحصّن بالسلم والكرامة وبشر بالحياة كما أظهر الطغيان حيوانيته وأظهر الشعب إنسانية. وقال الحميري: " نحيي ذكرى جمعة الكرامة اليوم في 21 مارس يوم الأم العالمي فما كانت إصاباتنا واستشهادنا واعتقالنا إلا لأجل أمنا اليم, كما نحيي اليوم ذكرى مجزرة الكرامة في ذكرى انضمام الجيش للثورة ورسالة الجيش للفرعون بأنهم يتبعون الشعب لا العائلة. وأفاد الحميري بأن الإمامة التي ثار الشعب ويثور عليها ليست أشخاصاً وإنما أفكار ومضامين وانه لا فرق بين الإمام المعمّم و"المبنطل" ولا بين القديم والمعدّل واستطرد قائلا: "ما كان لليمني وقد رفع جبينه حتى قبلتها الشمس أن يحني جبينه لركبة الأمس". ووجّه الحميري رسالة لأنصار الثورة بقوله: "دفعتم الضريبة عرقاً ودماً وما زلتم تدفعون وكما لا ينسى شعبنا الخيانة لا ينسى أهل الأمانة واليمن باقٍ والخونة إلى زوال فلا تبتئسوا" وفي رساله إلى أسر الشهداء قال: "إذا كان للقتيل من يثأرون فللشهيد من يثورون وإذا كان للقتيل من يقبل القصاص أو الدية فللشهيد من يحقق العدالة والأمنية" ووجّه خطيب الجمعة إلى الرئيس هادي رسالة "انتخبناك رئيسا لا شيخا وأردنا منك دولة لا قبيلة وفوضناك لتحكم لا لتحكّم وانتظرنا منك عدلاً لا عدالة , اعطوا الشهيد حقه قبل أن يجف دمه المسكوب ..وقريبه المنكوب يا رئيس الجمهورية في 21 فبراير 2012 سقطت دولة عفاش فعوضوها ب"عفشنة" الدولة والشعب يرفض عفشنة الدولة". وأوضح الحميري أن العفافيش ليسوا المؤتمر الشعبي ولكن المنتهكون والمجرمون بحق الوطن والمواطن - حد قوله. وأضاف مخاطبا الرئيس: " يا رئيس الجمهورية أسس الحكم الصالح فو الله لن يعود حكم صالح وامضِ بنا إلى الأمام فوالله لن نرجع إلى الإمام يا رئيس الجمهورية قبل 11 فبراير كان الفرد والعائلة والحزب يريد وبعده الشعب يريد والشعب يريد بناء يمن جديد". وخاطب الحميري جماعات العنف قائلا: " يا جماعات العنف عندما انضم أحرار الجيش ادّعيتم انهم يعكّرون الثورة وها أنتم الآن تعكرون الدولة جماعات العنف يا جماعات العنف صدّعتمونا بالبسط على الأراضي, فما الذي يحدث في همدان وثلا يا جماعات العنف؟ لا تخافوا من الفصل السابع على سيادة الوطن فإن كان الفصل السابع يعني احتلال المدن فقد سبقتموهم وإن كان قتل اليمنيين فقد كفيتموهم وإن كان تدمير المساجد فقد هدمتموها وإن كان تسليم الوطن فقد سلمتوه يا جماعات العنف ما الفروق بين حروب يوقفها علي بالتلفونات وحروب يوقفها علي بالرؤى والمنامات يا جماعات العنف فكما أن الجمعة كان اسمها "الكرامة" فاسمها أيضا "جمعة الإنذار" يا جماعات العنف مهما بغيتم علينا فما زلتم اخواننا فالقوا السلاح وافشوا السلام ولن ينتصر من هزم وطنه ولن يُهزم من يتنازل لأجل الوطن. وفي رسالة الخطيب للرئيس السابق أكد له أن من خرج من الباب لن يعود من النافذة، لافتا الى انه لا يوجد عميل يمكن أن يكون زعيما ، مردفا: كنت أمس حاكما وغداً بالمحاكم وكنت ظالما وغدا تلاحقك المظالم ".