أكدت مصادر محلية بمحافظة الجوف ل"أخبار اليوم" استمرار المواجهات المسلحة في كلٍ من" الغيل ومنطقة الحجر التابعة لمديرية مجزر المتاخمة لمحافظة مأرب" رغم وصول لجنة وساطة رئاسية شكّلها يوم أمس رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي وتضم كلاً من محافظ محافظة مأرب وقائد المنطقة العسكرية الثالثة وقائد الشرطة العسكرية بعد انسحاب لجنة الوساطة السابقة التي فشلت في تنفيذ بنود اتفاق التهدئة السابق الذي تم بين قوات الجيش واللجان الشعبية المساندة له من جهة ومليشيا جماعة الحوثي من جهة ثانية. وفي هذا السياق أوضحت المصادر أن منطقة الحجر شهدت يوم أمس مواجهات مسلحة استطاع خلالها مسلحو القبائل استهداف دبابات جماعة الحوثي التي كانت موجودة في منطقة الحجر بالمدفعية, مما أدى إلى إعطاب دبابة واحدة واضطرت مليشيا الحوثي بالانسحاب من الحجر بدباباتهم والبقاء في محيطها بعد أن كانت مليشيا الحوثي قد استطاعت أمس الأول من الدخول والسيطرة على الحجر إثر تواطؤ لجنة الوساطة التي كانت قد تسلمت الحجر من مسلحي اللجان تنفيذاً لبنود الاتفاق الذي لم تلتزم مليشيا الحوثي ببنوده ورفضت الخروج من منطقتي الصفراء وبراقش. المصادر ذاتها ذكرت أن منطقة العبارات " الكباري" شهدت يوم أمس مواجهات عنيفة بين مليشيا الحوثي واللجان الشعبية استمرت من بعد الساعة الثالثة من مساء أمس حتى ساعة كتابة هذا الخبر في وقت متأخر من مساء أمس، مشيرة إلى أن مسلحي اللجان الشعبية تمكنوا من دحر مليشيا الحوثي من احد المواقع الإستراتيجية المهمة في تلك المنطقة تسمى " العبارات" بمديرية الغيل. وأفادت المصادر أن المواجهات أسفرت عن سقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف الحوثيين. من جانبه اتهم رئيس الهيئة التنفيذية للقاء المشترك بمحافظة مأرب علي محمد بقلان، اتهم جماعة الحوثي بالانقلاب على مخرجات الحوار. وأوضح في تصريح صحفي لموقع " مأرب برس" أن ما يقوم به الحوثيون بمحافظة الجوف من أعمالٍ ممنهجة هدفها التمرد والتوسع بقوة السلاح قد يضع نهاية مأساوية للتسوية السياسية، حيث تمثل تلك الممارسات المسلحة انقلاباً على مخرجات الحوار الذي اتفقت عليه مكونات المجتمع اليمني في مؤتمر الحوار. وأعتبر القيادي بقلان رئيس فرع التنظيم الوحدوي الناصري بمأرب أن أحداث الجوف تمثل تحدياً كبيراً أمام رعاة المبادرة الخليجية ومجلس الأمن الذين تقع على عاتقهم مهمة الوقوف إلى جانب الشعب اليمني في هذه المرحلة الصعبة , داعياً رئيس الجمهورية والأحزاب السياسية إلى القيام بدورهم في إنقاذ البلاد من مخططات الخراب والدمار التي يسعى لها أعداء اليمن, وإيجاد اصطفاف وطني حول مخرجات الحوار كونها مخرج الطوارئ الآمن, مشدداً على ضرورة إعلان أسماء معرقلي العملية السياسية وقيام المجتمع الدولي بدوره في مساندة السلطات اليمنية خلال المرحلة الانتقالية وتبني إجراءات رادعة ضد المعرقلين ووقف توسع جماعة الحوثيين بما يضمن تنفيذ مخرجات الحوار الوطني والوصول إلى الدولة المدنية الحديثة التي ينشدها أبناء اليمن. وحذر رئيس مشترك مأرب من تمادي الحوثيين في التمدد والتوسع والاستمرار في نهج العنف, مشيراً إلى أنه لا مجال أمام أي حزب سياسي أو فئة أو مكون جماهيري للوصول إلى الحكم سواء عن طريق الانتخابات وصناديق الاقتراع ومن يفكر بإمكانية الوصول للحكم بوسيلة أخرى فإنه سيجد نفسه في مواجهة الشعب. من جانبهم أعتبر أبناء محافظة الجوف تشكيل لجنة وساطة رئاسية جديدة الهدف منها إتاحة فرصة جديدة لمليشيا الحوثي لإعادة ترتيب صفوفها ومعاودة هجماتها واعتداءاتها المسلحة على أبناء الجوف، متهمين رئيس الجمهورية ووزير الدفاع بالتواطؤ مع مليشيا الحوثي من خلال عدم ردع مليشياته والتصدي للتمدد الحوثي المسلح.
