خرجت صباح أمس الأربعاء بمحافظة تعز مسيرة حاشدة للمطالبة بتحرير الدولة من قبضة الميليشيات التابعة لجماعة الحوثي.. وانطلقت المسيرة من شارع جمال وسط المدينة وتوجهت إلى مبنى المحافظة, حيث جدد المتظاهرون رفضهم لأي حل لا يفضي إلى رحيل الميليشيات ونزع سلاحها وإطلاق المعتقلين لديها. واعتبر المتظاهرون التحاور مع من أسموهم "الانقلابيين" دون تنفيذ رفع المليشيات وإنهاء الانقلاب خيانة عظمى, واعتبروا تشكيل مجلس رئاسي شرعنة "للانقلاب" الحوثي. ورفع المشاركون في المسيرة لافتات وشعارات اتهمت الأحزاب السياسية بالتخاذل في مواقفها تجاه حالة التدهور السياسي والأمني الحاصلة في البلد وبيع قضية الوطن- حد وصفهم. كما طالبوا المواطنين بإزالة جميع الشعارات التي تتعلق بالحوثيين من كافة الشوارع والأحياء والأماكن العامة باعتبار ذلك واجبا وطنيا يتحتم على كل مواطن حر وغيور على وطنه. ورددوا هتافات تدين عمليات القمع والاعتقال وسياسة تكميم الأفواه التي تمارسها جماعة الحوثي ضد العديد من الناشطين والإعلاميين. وطالبوا المجتمع الدولي بتحديد موقف واضح إزاء الانقلاب الحوثي يلبي إرادة الشعب اليمني 'مشيرين إلى إن السماح للميليشيات المسلحة بالانتشار وتمكنيها من الوصول إلى "الرئاسة" يُعد تآمر على المدنية والسلم الاجتماعي . وجاءت هذه المسيرة عقب تظاهرة حاشدة أمام مكتب التربية والتعليم أكدت على أن تعز ستظل شرارة الثورة الأولى والقادرة على تحرير اليمن ممن وصفتها ب"ثقافة الكهوف". وفي الغضون حذّر محافظ محافظة تعز رئيس المجلس المحلي للمحافظة الأستاذ/ شوقي أحمد هائل من استمرار عبث مسلحي الحوثي في العاصمة والمحافظات, معتبراً أنه سيقود البلاد إلى وضع خطير وطالب بحسم الأمور في صنعاء بأسرع وقت ممكن وقال: محافظة تعز عصية على الحوثيين. وأكد المحافظ شوقي لصحيفة «عكاظ» السعودية، أن ممارسات الحوثيين في صنعاء واستيلاءهم بقوة السلاح على الوزارات والهيئات الحكومية أمر مرفوض من قبل كل اليمنيين، لأن عبثهم قاد اليمن إلى الوضع المتردي والخطير. وقال- في تصريحات نشرتها الصحيفة السعودية-: إن حالة الفوضى في العاصمة اليمنية أثرت سلبا على محافظة تعز وبشكل كبير لأن العمل الحكومي في العاصمة مشلول، مشيرا إلى أن الوضع إن استمر فسيمتد الشلل إلى جميع المحافظات، مطالبا بأن تحسم الأمور في صنعاء في أسرع وقت ممكن، حتى لا تقف المحافظاتاليمنية عاجزة عن مواصلة العمل وتسيير مصالح المواطنين. ونفى شوقي هائل أي تواجد مسلح أو ميليشيات حوثية في تعز، مؤكدا بأنها عصية عليهم، لأنها محافظة متماسكة وأوضاعها مستقرة بفضل أبنائها وأحزابها ومشايخها وأعيانها. وقال محافظ تعز، بأن الحوثيين كمكون سياسي متواجدون في المحافظة أسوة ببقية المحافظاتاليمنية، ولكن دون أي مظاهر مسلحة أو ميليشيات أو لجان ثورية أو شعبية، لأنهم يدركون بأن تعز تختلف عن بقية المحافظات بالكامل. وأوضح بأن الحوثيين وغيرهم فشلوا في إحداث أي اختراقات لأجهزة الدولة والهيئات المدنية في المحافظة، مؤكدا بأن الأجهزة الأمنية وألوية الجيش في المحافظة غير مخترقة من قبل الحوثيين، وأنها على أهبة الاستعداد لمواجهتهم وغيرهم لأنها متماسكة وتعمل تحت مسؤولية رئيس اللجنة الأمنية والمحافظ لتثبيت الأمن والاستقرار ضد أي طرف يحاول تهديد هذه الثوابت، مبينا أن تسيير الأعمال في المحافظة وفق قانون السلطة والدستور اليمني الحالي والقائم والنافذ حتى تتضح الصورة لمعرفة ما ستؤول إليه الأمور خلال الأيام القادمة. وطالب جميع الأحزاب السياسية في اليمن بأن تعي دورها وتتحمل مسؤولياتها، وأن تتخلى عن الأفكار الحزبية الأحادية، وأن ينظروا إلى اليمن وتغليب مصلحة شعبه على المصالح الضيقة والمناكفات السياسية، وقال بأن شعور الجميع بأن اليمن للجميع كفيل بحل الأزمات التي قادت إلى نفق ضيق.