شهية أنا بقدر المسافات، مدينة ارتسمت خاصرتها على شاطئ النسيان وتكحلت عيونها بلون الفقدان.. جدلت ضفائرها بتعب السنين وزينت أكفها بحناء الحرية.. حملت فوق جباهها وزر التاريخ ووحدة الزمان. لكن هذه المدينة المترملة بعدد الشهداء نسيت أن ترسم على أكفها خطوط العمر وقلبها النابض ﻻ يحتاج حبا أبديا، بل يتحسس شعاع نور يرشد روحها الهاربة. تحاصرك العيون بوعود الخذﻻن وترافقك لعنة جسد الأرض. تعلقت الأنظار بجمال المدينة الثائر خلف أسوار هشة، وكل العلاقات أصبحت تستنزف شهوة الجسد المعزول حتى أصبح منسيا وأطفأت شموع روحه وأغرقت أنواره في أعماق الظلمات. حزينة شواطئ المدينة، باردة أزقة المخيمات المنكوبة وملعونة أرض قاومت في زمن التخاذل، وماهي إﻻ غزة في أرواح الجبناء المختبئة خلف ضعفهم يطرزون وعودهم بمياه بعذوبة غرق البحر، مجرد غزة مستحيلة على اإنكسار ومنسية من تفاصيل الحياه. خطيئة مدينة الموت أنها تحالفت مع لحن الحرية وعزفت سمفونية الحب.