عقدت مختلف القوى والتنظيمات السياسية والحزبية والاجتماعية والشبابية والمنظمات الجماهيرية بمحافظة تعز مؤتمرا جماهيريا لرفض الانقلاب على العملية السياسية القائمة على التوافق السياسي ومخرجات الحوار الوطني وكذلك رفضه لما يسمى"الإعلان الدستوري"لجماعة الحوثيين.. واعتبر أن الرئيس التوافقي عبد ربه منصور هادي لازال هو الرئيس الشرعي للبلاد . وطالب المؤتمر الذي عُقد صباح أمس السبت بمدينة تعز تحت شعار "من أجل شراكة حقيقية في السلطة والثروة وبناء الدولة اليمنية الاتحادية" في بيانه الختامي طالب جماعة الحوثي بإنهاء الإقامة الجبرية المفروضة على رئيس حكومة الكفاءات والوزراء وإنهاء سيطرتها على العاصمة صنعاءوالمحافظات الأخرى وإزالة كافة مظاهر التوتر, مشيرا إلى أهمية ما تمثله هذه الخطوة في تطبيع الأوضاع العامة في البلاد وما توفره من ضمانات ضرورية لقيام مؤسسات الدولة بعملها وأدائها للمهام المناط بها. وعبّر المؤتمر عن إدانته لكل مظاهر العنف والقمع والاختطاف والتعذيب التي يتعرض لها المتظاهرين السلميين والسياسيين والإعلاميين والناشطين الرافضين للانقلاب من قبل جماعة الحوثي ,داعيا الشعب اليمني بكل قواه السياسية ومكوناته المجتمعية إلى الوقوف صفا واحدا في مواجهة الانقلاب على إرادته وتطلعاته المشروعة في انجاز دستور جديد للبلاد وبناء الدولة اليمنية الاتحادية , كما دعا بيان المؤتمر جميع اليمنيين إلى رفض الميليشيات أيا كانت ومواجهتها بكل وسائل النضال السلمي ونبذ ثقافة الكراهية ودعوات التعصب المناطقي والطائفي من أي طرف كان, مشددا على أهمية استمرار الحوار بين مختلف الأطراف السياسية للخروج من الأزمة الراهنة التي تعيشها البلاد وذلك بعد تهيئة الأجواء المناسبة للحوار وتطبيع الأوضاع السياسية والأمنية وعودتها إلى ما قبل 21سبتمبر. مؤكدا على ضرورة نقل الحوار من صنعاء إلى أي مدينة يمنية خالية من سيطرة الميليشيات المسلحة وهيمنتها. وطالب المؤتمر الدول والمنظمات المانحة إلى استمرار دعمها للمشاريع التنموية الإستراتيجية في المحافظة من خلال التعامل المباشر مع السلطة المحلية . وثمن المؤتمر جهود السلطة المحلية والأجهزة الأمنية بتعز في حفظ أمن واستقرار المحافظة , وأبدى البيان دعمه الكامل للسلطة المحلية في أدائها لمهامها وواجباتها تجاه المحافظة والمواطنين فيها ,مشيدا بمواقف محافظ المحافظة شوقي هائل وكذلك مختلف القوى والمكونات الموجودة في تعز الحريصة على تجنيبها كل التجاذبات والصراعات الحاصلة, كما دعا بيان المؤتمر قيادة المحافظة إلى اتخاذ كافة التدابير اللازمة لمواجهة أية تداعيات من شأنها تعطيل إدارة شؤون المحافظة سواء ماليا أو إداريا أو أمنيا والبدء بالخطوات التنفيذية اللازمة لتأسيس إقليم الجند. كما أشاد مؤتمر تعز الجماهيري بتصدي أبناء المحافظة لمحاولات الانقلاب والالتفاف على منجزات ثورة11فبراير من خلال النزول المستمر إلى الشارع بمسيرات سلمية , مطالبا إياهم بالاستمرار والنضال السلمي حتى تحقيق طموحاتهم في بناء دولة مدنية اتحادية. وبحسب ما جاء في كلمة مؤتمر تعز الجماهيري التي ألقاها صلاح المقطري فإن المؤتمر يضم ممثلين لمختلف القوى والتنظيمات السياسية والحزبية والاجتماعية والشبابية والمنظمات الجماهيرية ويهدف إلى الوقوف أمام المستجدات على الساحة الوطنية بمختلف جوانبها وتحديد موقف واضح لأبناء المحافظة إزاءها , وكذلك الوقوف على المشكلات والتحديات التي تواجهها المحافظة ووضع المعالجات لها والتخلص من الحكم المركزي واستعادة هوية تعز. ويهدف المؤتمر إلى العمل على توحيد جهود القوى السياسية والنقابية والمجتمعية في المحافظة وتفعيلها بما يخدم مصلحة المحافظة والحفاظ على السلم الأهلي والاجتماعي فيها والحيلولة دون انزلاق تعز في العنف والفوضى. وأشار المقطري إلى أن أولى مهام المؤتمر ستتمثل بتشكيل مجلس جماهيري لاستيعاب جميع القوى والمكونات في المحافظة ويكون معبرا عن أبناء تعز ويعد السلطة العليا بين دورتي انعقاد المؤتمر, إضافة إلى تشكيل هيئة تنفيذية تكون بمثابة السلطة التنفيذية لقرارات المؤتمر والمجلس الجماهيري , لافتا إلى أن فكرة المؤتمر فكرة طموحة رغم المعوقات والعراقيل التي تواجهها. وألقيت في المؤتمر كلمات عديدة منها كلمة الأحزاب والتنظيمات السياسية التي ألقاها محمد عبد العزيز الصلوي التي دعا فيها إلى التمسك بالمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني ودعا كافة القوى السياسية دون استثناء إلى الالتزام بتحمل مسئولياتها الوطنية لانجاز مهام المرحلة القادمة ورفض الاستيلاء على السلطة بقوة السلاح وحذر جميع القوى من التلاعب أو المهاودة بقضايا الوطن المصيرية , وأكد الصلوي على ضرورة التلاحم الوطني الجامع لأبناء تعز وترسيخ الأمن والسلم الاجتماعي بعيدا عما تشهده باقي المحافظات من انفلات أمني, من جانبه عبّر النائب البرلماني عبد السلام الدهبلي عن أسفه لتغيُب عدد من الشخصيات الاجتماعية والسياسية في المحافظة عن هذا المؤتمر . وقال الدهبلي : نتمنى أن يمثل هذا المؤتمر تعز بكل كوادرها ومكوناتها ولا نريده مجرد اجتماعات في غرف مغلقة كما يجري في صنعاء الآن وندعو بقية الشخصيات التي لم تحضر إلى الانضمام إلى هذا المؤتمر حتى لا نُقزم تعز بعدم حضورنا. وأضاف: تعز لم تكن يوما طائفية أو مناطقية بل كانت هي السباقة إلى احتواء الجميع,عندما نجتمع اليوم فإننا نجتمع تحت شعار "تعز لي ولك" وليس" تعز لي أو لك", مؤكدا على أن تعز ستظل بعيدة عن شعارات الطائفية والعصبوية "المقيتة" وستظل خلف الوطن ومع دولة مدنية ويمن اتحادي.حد قوله كما ألقيت كلمات لمنظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص والسلطة المحلية ومناضلي الثورة بتعز وجميعها دعت إلى الالتفاف حول محافظة تعز وتجنيبها الصراعات, واعتبرت ما جري في صنعاء انقلابا على الشرعية والتاريخ النضالي لأبناء اليمن ,وطالبت بسرعة العودة إلى تنفيذ مخرجات الحوار الوطني واتفاقية السلم والشراكة واستعادة الدولة من أيدي الميليشيات المسلحة. وقد عُقد المؤتمر بحضور القيادي الناصري سلطان العتواني المستشار السابق للرئيس المستقيل عبد ربه منصورهادي . في سياق آخر وضمن أسبوع التصعيد الثوري الذي أعلنته قوى الثورة والحراك الشعبي بمحافظة تعز شهدت المحافظة مسيرة حاشدة صباح الخميس الماضي رفضا "للانقلاب" الحوثي والمطالبة بإسقاطه وإنهاء السيطرة المسلحة على المؤسسات الحكومية من قبل الميليشيات التابعة لجماعة الحوثي. المسيرة التي انطلقت من أمام مكتب التربية والتعليم بشارع جمال وسط مدينة تعز وصولا إلى أمام ديوان المحافظة ردد المشاركون خلالها شعارات رافضة لحكم الحوثيين وفرض سياسة الأمر الواقع بقوة السلاح . الى ذلك خرجت مساء امس مسيرة ليلية بتعز جابت شوارع المدينة ضمن أسبوع التصعيد الثوري لإسقاط الانقلاب ورحب المشاركين بالمسيرة بخروج الرئيس هادي من الاقامة الجبرية التي فرضها عليه الحوثيين بصنعاء.
