قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية بأن الرئيس الأميركي/ باراك اوباما أعطى موافقته للبنتاغون بدعم الحملة العسكرية الخليجية باليمن لأنه كان مُطالب باسترضاء السعوديين بعد إتمام إدارته الصفقة النووية مع إيران، التي تعد العدو اللدود للسعودية. وأشارت الصحيفة- في تقريرها- إلى أن وكالات الاستخبارات الأميركية وصلت إلى خلاصة أن فرع تنظيم القاعدة في اليمن أصبح أقوى في الفوضى. وفي هذا الوقت أصبحت الانتقادات تلاحق إدارة اوباما من جميع الجهات. وعلى الرغم من أن الولاياتالمتحدة قدمت لقوات التحالف- التي تقودها السعودية- المعلومات الاستخبارية وطائرات مزودة الوقود وآلاف من الذخائر المتقدمة، إلا أن الحلفاء العرب أحيانا يشكون من أن الدعم كان ضعيفا ويواكبه كثير من القيود.. يقول منتقدو التدخل الأميركي إنه يجب على البيت الأبيض ألا يعطي أي مساعدات عسكرية على الإطلاق إلى ما يسمونه حرباً غير متماسكة. وخلال جلسة استماع في الكونغرس هذا العام، قال السناتور الديمقراطي كريستوفر ميرفي: "عندما قرأت عن الصراع في اليمن، واجهت صعوبة في معرفة مصالح الأمن القومي الأميركي هناك". وأشار إلى نمو الجماعات المتطرفة جدا التي نزعم أنها من أولوياتنا في المنطقة ". وتعقيبا على تصريحات السيناتور الديمقراطي، قال وزير الخارجية جون كيري إن الولاياتالمتحدة قدمت دعمها لحليفتها المقربة السعودية لأن المملكة كانت عرضة لخطر "مباشر جدا" بسبب سيطرة المتمردين الحوثيين على جارتها اليمن. لكنه قال إن الولاياتالمتحدة لن تدعم كل حروب السعودية بالوكالة ضد إيران في جميع أنحاء الشرق الأوسط. وقد التقى كيري السبت الماضي بقادة السعودية وقالوا إنهم كانوا يدفعون باتجاه التوصل إلى تسوية سياسية. في مقابلة صحفية، قال روبرت مالي كبير مسئولي البيت الأبيض في شؤون سياسة الشرق الأوسط، إن الولاياتالمتحدة كانت على حق في دعم حليفتها منذ فترة طويلة، لكن ذلك الدعم يضع مسافة بين إدارة أوباما والنتائج الفوضوية للصراع. وقال مالي: "هذه ليست حربنا". وذكرت الصحيفة الأميركية أن سلسلة من المكالمات الهاتفية بين أوباما والشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبو ظبي، قد رأبت الصدع في العلاقات المتوترة، مما ساعد في توفير 6000 ذخيرة إضافية من الولاياتالمتحدة إلى الإمارات وموافقة وزارة الخارجية الأميركية على صفقة للسعودية ب1.29 مليار دولار من القنابل دقيقة التوجيه. وأشارت إلى أنه من غير المرجح أن يؤدي الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، الذي مدحته إدارة أوباما ذات مرة لقيادته، دوراً هاماً في البلاد تحت أي صفقة لتقاسم السلطة مع الحوثيين. يقول محمد الباشا- محلل في شؤون الشرق الأوسط لدى مجموعة Navanti بولاية فرجينيا ومتحدث سابق باسم السفارة اليمنية في واشنطن- يقول: "إجمالا لا تزال التوقعات قاتمة بالنسبة لليمن. يمن ما بعد الصراع سيكون مثقلا بآلاف الضحايا وجيشاً منقسم ومجتمع منقسم وخليط من الفصائل السياسية المسلحة وبنك مركزي يعاني ضائقة مالية"، كما يبدو أن هناك ضبابية كبيرة حول الكيفية التي يمكن بها إنهاء الحملة العسكرية.