صنعاء .. الافراج عن موظف في منظمة دولية اغاثية    لماذا تظل عدن حقل تجارب في خدمة الكهرباء؟!    ميناء الحديدة يستأنف أعماله    مطار صنعاء "خارج الخدمة".. خسائر تناهز 500 مليون دولار    اليدومي يعزي رئيس حزب السلم والتنمية في وفاة والدته    إتلاف 600 لغم وعبوة ناسفة من مخلفات مليشيا الحوثي الإرهابية بشبوة    شركة النفط: تزويد كافة المحطات خلال 24 ساعة    قالوا : رجاءً توقفوا !    ناطق الحكومة : اتفاق وقف العدوان الأمريكي انتصار كبير لأحرار اليمن    الامارات تقود مصالحة سورية صهيونية    توقف الرحلات يكلف الملايين يوميا..انخفاضٌ بنسبة 43% في مطار اللد    السعودية: "صندوق الاستثمارات العامة" يطلق سلسلة بطولات عالمية جديدة ل"جولف السيدات"    المرتزقة يستهدفون مزرعة في الجراحي    التفاهم بين الحوثيين وأمريكا يضع مسألة فك إرتباط الجنوب أمر واقع    باريس سان جيرمان يبلغ نهائي دوري أبطال أوروبا    . الاتحاد يقلب الطاولة على النصر ويواصل الزحف نحو اللقب السعودي    الكهرباء أداة حصار.. معاناة الجنوب في زمن الابتزاز السياسي    بعد "إسقاط رافال".. هذه أبرز منظومات الدفاع الجوي الباكستاني    باجل حرق..!    الذكرى الثانية للتوقيع على الميثاق الوطني الجنوبي    عدن تنظر حل مشكلة الكهرباء وبن بريك يبحث عن بعاسيس بن دغر    محطة بترو مسيلة.. معدات الغاز بمخازنها    شرطة آداب شبوة تحرر مختطفين أثيوبيين وتضبط أموال كبيرة (صور)    التصعيد العسكري بين الهند وباكستان يثير مخاوف دول المنطقة    شركة الغاز توضح حول احتياجات مختلف القطاعات من مادة الغاز    كهرباء تجارية تدخل الخدمة في عدن والوزارة تصفها بأنها غير قانونية    استشهاد امرأة وطفلها بقصف مرتزقة العدوان في الحديدة    الرئيس المشاط يعزّي في وفاة الحاج علي الأهدل    سيول الأمطار تغمر مدرسة وعددًا من المنازل في مدينة إب    الأتباع يشبهون بن حبريش بالامام البخاري (توثيق)    الزمالك المصري يفسخ عقد مدربه البرتغالي بيسيرو    فاينانشال تايمز: الاتحاد الأوروبي يعتزم فرض رسوم جمركية على بوينغ    خبير دولي يحذر من كارثة تهدد بإخراج سقطرى من قائمة التراث العالمي    وزير الشباب والقائم بأعمال محافظة تعز يتفقدان أنشطة الدورات الصيفية    وزارة الأوقاف تعلن بدء تسليم المبالغ المستردة للحجاج عن موسم 1445ه    اليوم انطلاق منافسات الدوري العام لأندية الدرجة الثانية لكرة السلة    دوري أبطال أوروبا: إنتر يطيح ببرشلونة ويطير إلى النهائي    النمسا.. اكتشاف مومياء محنطة بطريقة فريدة    دواء للسكري يظهر نتائج واعدة في علاج سرطان البروستات    وزير التعليم العالي يدشّن التطبيق المهني للدورات التدريبية لمشروع التمكين المهني في ساحل حضرموت    حادث غامض جديد على متن حاملة الطائرات الأمريكية ترومان بالبحر الأحمر    الجيش الباكستاني يعلن تعرض البلاد لهجوم هندي بعدة صواريخ ويتعهد بالرد    النفط يرتفع أكثر من 1 بالمائة رغم المخاوف بشأن فائض المعروض    الوزير الزعوري: الحرب تسببت في انهيار العملة وتدهور الخدمات.. والحل يبدأ بفك الارتباط الاقتصادي بين صنعاء وعدن    إنتر ميلان يحشد جماهيره ونجومه السابقين بمواجهة برشلونة    ماسك يعد المكفوفين باستعادة بصرهم خلال عام واحد!    لوحة بيتا اليمن للفنان الأمريكي براين كارلسون… محاولة زرع وخزة ضمير في صدر العالم    لوحة بيتا اليمن للفنان الأمريكي براين كارلسون… محاولة زرع وخزة ضمير في صدر العالم    رسالة من الظلام إلى رئيس الوزراء الجديد    وزير الصحة يدشن حملات الرش والتوعية لمكافحة حمى الضنك في عدن    يادوب مرت علي 24 ساعة"... لكن بلا كهرباء!    صرخةُ البراءة.. المسار والمسير    متى نعثر على وطن لا نحلم بمغادرته؟    أمريكا بين صناعة الأساطير في هوليود وواقع الهشاشة    المصلحة الحقيقية    أول النصر صرخة    مرض الفشل الكلوي (3)    أطباء تعز يسرقون "كُعال" مرضاهم (وثيقة)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عدن..مؤسسات في مهب السطو
قرارات وتعميمات بإزالة البسط على الممتلكات الحكومية لكنها لم تؤت ثمارها ومازالت المشكلة تتفاقم..
نشر في أخبار اليوم يوم 04 - 09 - 2016

في ضل الوضع العام التي تشهده محافظة عدن أثناء اجتياحها من مليشيات صالح والحوثي قبل عامين وما بعد دحرها من عدن كان لهذا الاجتياح سلبيات عدة، أهمها غياب المؤسسات الحكومية.. فقد عانت محافظة عدن الكثير من الأمور السلبية في مختلف الجوانب..
لكن الأمر الأشد والأدهى هو أقدام بعض الناس لبناء مساكن شعبية أو تأميم بعض المباني الحكومية أو حتى الممتلكات الخاصة التي تعود ملكيتها للمواطنين أو غير ذلك من المؤسسات الخاصة أو الاستثمارية..
في هذا التقرير سنطلع على جانب فقط من كل ماسبق البناء العشوائي في المدارس أو تأميم المباني من قبل أشخاص وتحويلها لمصلحة شخصية في داخل حرم المدارس أو في حرمها في ظل تجاهل وغض الطرف من الجهات المعنية التربوية أو السلطات المحلية إما بالمديرية أو بمكتب المحافظة..
شكوى الأهالي
فقد قدمت العديد من الشكاوي للجهات المختصة منها عبر وسائل الإعلام ومنها توقيعات من الأهالي عبر ممثليهم عقال الحارات، وتم رصد الانتهاكات التي وقعت داخل حرم المدارس، دون أن يجد الناس ردة فعل حقيقية من الجهات المختصة، بل وأن بعضها استماتت في الدفاع عن المنتهكين للحرم المدرسي لأسباب لاتزال الناس إلى هذه اللحظة تجهلها..
"أخبار اليوم" بدورها تلقت اتصالات عدة واجتمعت ببعض الأهالي وبعض عقال الحارات وكذا بعض من الكادر التدريسي بمدرسة المصموم بمديرية الشيخ عثمان بعدن جنوبي اليمن، كنموذج لهذه الانتهاكات في الحرم المدرسي المقدس.. كما تلقت الصحيفة وثائق عديدة موثقة تثبت صحة ما تم ذكره بهذا التقرير..
شكا عدد من المواطنين بعض الاستحداثات والبناء العشوائي في أغلب مدارس الشيخ عثمان في ظل غياب السلطات المحلية أثناء وبعد الحرب الأخيرة التي شهدتها عدن.. وفي رسالة شكواهم- تلقت "أخبار اليوم" نسخة منها- أعرب المواطنون عن استيائهم من تلك الانتهاكات التي تمس المباني الحكومية التعليمية سواء في داخلها أو بجانبها..
وطالبت الشكوى نزول وسائل الإعلام تكرما لمشاهدة التجاوزات والانتهاكات التي وصفوها بأنها أعمال منظمة متسلسلة، في إشارة منهم أن جهات تربوية قد تكون خلف تلك الممارسات لأهداف يجهلونها.
وحذر الأهالي تجاهل مثل هذه الممارسات التي يجب سرعة اجتثاثها كتشبيه منهم لها كالورم الخبيث أصاب الجسد والذي بالتجاهل عنه سيستشري في مواقع أخرى كثيرة إذا ما تم بتر العضو الخبيث والأعضاء التي تسبب في إصابة الجسد بهذا الورم الخبيث..
وقال عدد من الأهالي القاطنين بالقرب من مدرسة المصموم أن مشكلة المدرسة هو الانتهاك الصريح والفاضح الذي أرتكبه ابن حارس المدرسة بالتنسيق مع مدير المدرسة ومدير تربية الشيخ عثمان وبتأكيد محضر اجتماع مجلس الآباء بمدرسة المصموم..
وأشار الأهالي أنه في تاريخ 27 / 3 / 2016 م قدم أهالي وعقال حارات منطقة المحاريق والسيسبان والسيلة عبر وسائل إعلام مختلفة مناشدة لمحافظ المحافظة- اللواء/ عيدروس قاسم الزبيدي، وطالبت المناشدة التدخل لمساعدة الأهالي في التخلص من الفوضى التي انتشرت بمنطقتهم..
وأوضح الأهالي، في شكواهم أن الإشكالية تمثلت في استخدام مخزن أو مبنى داخل حرم مدرسة المصموم للكتب المدرسية التالفة سكنا لأبن حارس المدرسة، والذي سبب عائقا أمام دور المدرسة التربوي بحيث أستغل أوضاع المحافظة بعد الحرب مباشرة، والتي كانت حينها المؤسسات الحكومية لم تعود لطبيعتها بمحفظة عدن..
وأفادوا بقيام نجل الحارس بالسكن في المبنى، مؤكدين أن المذكور قام بقوة السلاح ومساندة بعض الأشخاص في فتح باب في سور المدرسة الخلفي ليكون باب خاص فيه للمنزل الذي قام بتأميمه من المدرسة، وقد تم رفع شكوى لوسائل الإعلام موقعة من أولياء الأمور وعقال الحارات وأعضاء مجلس الآباء في ذلك الحين..
تريزا: استحداث المساكن داخل المؤسسات انتهاك صريح للقانون والملكيات العامة
كشفت عضو المجلس المحلي بمديرية الشيخ عثمان/ تريزا صدقةأن المبنى في مدرسة المصموم، موضوع المشكلة، كان قديما للعزيبة، وأثناء بسط الدولة عليها لجعلها إحدى المدارس تظم طلاب من المناطق الثلاث السيسبان والسيلة والمحاريق بمديرية الشيخ عثمان نضرا لتوسط الموقع بين تلك المناطق الثلاث سيما أن الطلاب في هذه المناطق في تزايد مستمر..
وأكدت تريزا، في تصريح ل"أخبار اليوم"، أن الدولة قامت بتعويض العزيبة على بقعتهم التي هي الآن أصبحت مدرسة، ولم يعد لأحد الحق بالمبنى كاملا إلا الدولة، باعتبار المبنى هو ملكية عامة.. وأدانت تريز هذا العمل الذي قام به الحارس والذي اعتبرته مخالفا للقانون وانتهاك صريح في ملكية المال العام والمصالح المشتركة للمواطن..
وأوضحت عضو محلي الشيخ عثمان أن عقال حارات كلا من السيلة والسيسبان والمحاريق الممثلين للأهالي بمناطقهم قاموا بتقديم شكوى ضد تجاوزات مدير مدرسة المصموم والحارس الذي قام بشق جدار سور المدرسة الخلفي وفتح باب شخصي له، وتم إيصال الشكوى للجهات المختصة التي بدورها وجهت إلى مدير تربية الشيخ عثمان اتخاذ الإجراءات والتي لم يتخذ أي إجراءات فعلية تذكر إلى هذه اللحظة..
وحذرت تريزا الجهات المختصة من أن بعض الشباب القاطنين بالقرب من مدرسة المصموم أرادوا اقتحام المدرسة واستحداث بناء شخصي لهم أسوة بحارس المدرسة.. ونوهت أنه لولا تدخل الأهالي وعقال الحارات والتحاور معهم ومنعهم من ذلك، لكانت المدرسة تستباح من الجميع، بسبب المبنى الذي سبب فتنة حينما بعد أن تم تحويله للسكن الشخصي للحارس..
تريزا أشارت أن المبنى المخصص للحراسة موجود من أيام تشييد المدرسة ويقع في مقدمة المدرسة بالبوابة الرئيسية وليس في مؤخرة المدرسة والذي تزوج فيه الحارس حاليا مع العلم أن الكثير من الناس تتحدث أن الحارس يمتلك سكنه الخاص بالسيلة..
واستذكرت أنه في عهد الأستاذ فؤاد علي سالم أبان كان مديرا لمدرسة المصموم وبعده الأستاذ رمزي لم يتم المساس بالمبنى أو بأي ماهو متعلق بالملكية العامة حتى جاء المدير الحالي وتم تحويل المبنى الذي كان مغلقا إلى سكن خاص من الحارس بعد ما تم ترميمه من قبل أحد المقاولين على نفقة الهلال الأحمر الإماراتي..
كما استنكرت أيضا أنه في عهد فؤاد علي سالم تم وضع له اقتراح بفتح باب في الجهة الخلفية للمدرسة لكي يسهل دخول وخروج الطلاب ويكون تابع للمدرسة، إلا أنه رفض بإفادة منه أن هذا العمل يحتاج لمسوغ قانوني وأن هذه الأمور تدخل ضمن شعبة المشاريع بالمحافظة ولا يمكن تجاوز مهامها..
نموذج لعبث ومماطلة الجهات المختصة
تم إطلاع مدير تربية الشيخ عثمان/ أنور المحضار حول كل ماسبق لكن لم يتخذ أي إجراءات تذكر حسب ما أفاد به مقدمو الشكوى..
وأشاروا إلى أنهم بعد تقطع السبل بهم تم التواصل والوصول إلى مدير عام تربية محافظة عدن/ محمد الرقيبي وبدوره قام بتوجيه مدير تربية الشيخ عثمان بتشكيل لجنة ورفع تقرير حول موضوع الشكوى المقدمة من الأهالي..
وبحسب إفادات الأهالي قام مدير تربية الشيخ عثمان بالمماطلة بتسليم مدير عام تربية عدن محمد الرقيبي التقرير الذي كلف به، وبعد إصرار ومحاولات عدة وبعد أن تماطل بها لمدة 4 أسابيع، قام مدير تربية المحافظة عدن بتكليف مدير عام الرقابة بالمحافظة بالنزول والاطلاع على الإشكال..
تم النزول في بتاريخ 14 / 4 / 2016 م ورفع تقرير من قبل مدير الرقابة/ عبد القوي عبدالله، نص على أن الباب المستحدث في سور المدرسة الجزء الأول من موضوع الشكوى قد تم إغلاقه وإعادة الوضع لما كان عليه بالسابق..
التقرير أفاد بالتزام ابن الحارس بذلك، دون أن تتخذ أي إجراءات عن انتهاكه الصريح في تكسير سور المدرسة وفتح باب شخصي له بعلم مدير المدرسة، وأضاف مدير الرقابة أن هذا الأمور التي تتعلق بمباني المدارس التي يختص بها شعبة المشاريع بتربية المحافظة فقط..
وأوضح مدير الرقابة أنه بالنسبة لموضوع المبنى القائم بالمدرسة هو مبنى قديم وأن حل الإشكال الذي تم مع باقي المساكن القائمة بمدارس المحافظة، وأن الحرس أبدى التزامه بذلك..
كما أوضح أن شعبة المشاريع وجب عليها أن تزيل المبنى موضوع المشكلة أثناء بنائهم المدرسة، لكن لم يتم في ذلك الحين، بالرغم من وجود توجيهات منذ عام 2000 م بإزالة المبنى أبان سلطة الدكتور/ مهدي عبد السلام- مدير عام تربية عدن في ذلك الحين..
تعقيب المواطنين واعتراف الجاني
في ردهم حول التقرير الذي صدر من مدير الرقابة بالمحافظة، قال الأهالي أنه تم رفع تقرير من مدير الرقابة حينها حول إزالة المبنى الذي قام بتأميمه الحارس وجعله سكن خاص شخصي له أسوة بالمدارس الأخرى..
واعتبر الأهالي ما جاء في التقرير بأنه اعتراف صريح من مدير الرقابة أن انتهاك الحرم المدرسي أصبح فساد مستشري جمع العديد من المدارس في المحافظة، في ظل تجاهل السلطات المختصة، سيما أن الباب الذي أفاد مدير الرقابة انه تم إغلاقه، قد تم فتحه من جديد، في تجاهل عام من الحارس ومن سانده للتقرير الصادر من الرقابة..
وأستغرب الأهالي أن المتسببين في شق جدار المدرسة وفتح باب شخصي لهم لم يتم محاسبتهم، رغم وضوح التقرير، وأكدوا أن هناك من يتعمد غض الطرف عن هذه الانتهاكات من قبل مدير تربية الشيخ عثمان، مع علمه بالتقرير الذي أفاد به مدير عام الرقابة بعدن، حد قولهم..
من جانبه اعترف نجل الحارس الذي قام بتأميم مخزن للكتب وجعله منزل خاص له، وأفاد، في حديث لإحدى الوسائل الإعلامية، أن قيامه بفتح الباب في سور المدرسة جاء بالتوافق والتنسيق مع إدارة مدرسة المصموم..
الأمر الذي أدهش العديد من ممثلي مجلس الآباء والأهالي بأن إدارة مدرسة المصموم قد انتهكت بصورة واضحة الحرم المدرسي، وشاركت بالفعل بدون مسوغ قانوني يحول لها ذلك..
على ذات الصعيد قال الحارس الفعلي لمدرسة المصموم أنه تعرض لمؤامرة خبيثة من قبل إدارة المدرسة، وذلك من خلال جلب الأخير لحارس آخر والتعاقد معه دون علمه، مؤكدا أن الحارس الأخر الذي تم التعاقد معه ظل يستلم الراتب وهو لم يباشر يوما واحدا كحارس للمدرسة بينما هو مسئول عن المقصف فقط..
وأوضح الحارس اللفعلي أنه يقوم بوظيفته حارسا للمدرسة على فترتين الصباح والظهيرة، وبين أنه تقدم بالعديد من الشكاوي لإيجاد من ينصفه إلا أن تلك الشاوي ظلت معلقة إلى يومنا هذا.
وأشار إلى أن إدارة تربية الشيخ عثمان رفضت إعطائه الرد حول الشكوى، حسب توجيه من مدير تربية محافظة عدن، وقام بالتماطل حولها وتجاهله لأيام عديدة..
مؤكدا هو الآخر أن الحارس المتعاقد معه سرا هو من قام بالسكن داخل المبنى المدرسي وفتح باب خاص له في سور المدرسة، وأن من يشكك بصحة معلوماته فهو يمتلك توقيعات 30 من الكادر التدريسي يؤكدون صحة كلامه..
آمال محطمة وتعميمات صادمة
نوه عدد من الأهالي أن الوضع الذي عايشوه في العامين الماضيين من الحرب على عدن من مليشيات الحقد والظلام أدت إلى فوضى عارمة في جميع المجالات، وبينوا أنهم عندما تم تعيين الزبيدي محافظا لعدن تأمل فيه الكثيرون منهم لإنهاء تلك الفوضى وإعادة الوضع الطبيعي للمحافظة..
إلا أنهم انصدموا، حد قولهم- عندما رأوا الفوضى تتفاقم وتزداد، خصوصا بعد تعيينه مباشرة حتى أصدر قرارا تم تعميمه لجميع الإدارات الحكومية بإزالة البسط على الممتلكات الحكومية وإخراج من أمم بعضها أو أجزاء منها، بيد أن هذا القرار لم يؤت ثماره..
وأوضح الأهالي أن عمليات البسط لاتزال مستمرة ومازال المقتحمون للمباني الحكومية موجودون، وأشاروا إلى أن هناك تعميما أخر أصدره المحافظ بعد أن وصل إليه أن أنباء عن أن عمليات البسط والتأميم مازالت مستمرة في خطوة رآها الأهالي إيجابية إلى حد ما، متأملين منه متابعة الموضوع شخصيا حتى التأكد من الجهات تقوم بتنفيذ تلك التوجيهات التي أصدرها..
وحسب إفادة الأهالي تبين أن التعميم الأول الذي أصدره المحافظ لم يؤت أكله، الأمر الذي جعل المحافظ يصدر تعميما أخر في تاريخ 10 / 4 / 2016 م ووجه التقرير إلى مدراء عموم المديريات ومدراء المكاتب التنفيذية..
وأوضح المحافظ في التعميم أن عمليات البسط على المؤسسات الحكومية والخاصة وأراضي المستثمرين وأراضي الدولة والمواطنين من محلات ومنازل ومساجد لاتزال مستمرة رغم إصداره التعميم الأول..
وشدد المحافظ في التعميم الأخير على وقف عمليات البسط وإزالة البناء العشوائي وإخراج كل المقتحمين من المرافق الحكومية ومنازل المواطنين ومحلات التجار وتسليمها لأصحابها، محذرا من عدم قبول الحجج طالما القانون يحمي الممتلكات العامة والخاصة..
وقال عدد من الأهالي أن التعميم شمل محافظة عدن إلا أن تنفيذه اقتصر على أغلب المديريات ما عدا مديرية الشيخ عثمان، وانصدم العديد منهم عندما تيقن بأن مديريات عدن قد بدأت بتنفيذ التعميم كمديرية التواهي وغيرها بإفادات مصادر من بلديات المديريات..
إلا أن هذا التنفيذ لايزال محلك سر في مديرية الشيخ عثمان التي لم تشهد حسب إفادات الأهالي أي إزالة للمباني المستحدثة في حرم المدارس أو طرد من أمموا مبانيها الداخلية واستخدموها مصالح لهم..
وأكد عدد من الأهالي في مديرية الشيخ عثمان بمحافظة عدن جنوبي اليمن أن الاستحداث شمل عدة مدارس في المديرية وحدودها في مدرسة عثمان عبده ومدرسة عمر المختار وغيرها من المدارس التي استحدث بناء داخل حرمها أو بجانبه..
أو تأميم بعض مبانيها الداخلية وتحويله إلى مساكن خاصة أو غير ذلك من المنافع الشخصية على حساب الحق العام والملكية الحكومية. مشيرين إلى أنه حاليا بدأت تظهر ظاهرة تقسيم الأراضي في الحرم المدرسي للمدارس وجعلها ممتلكات خاصة للمصالح الشخصية بين بعض المقتحمين..
قمع وتعسف يحولان دون المواجهة
أشار عدد من الكادر التدريسي في بعض المدارس فضلوا عدم ذكر اسمهم أن المدراء الذي يعملون تحت سلطتهم حالت أساليبهم القمعية من المواجهة معهم، وإبراز فقط وثائق تثبت صحة كلامهم لن يهمهم الأمر في سرية تامة..
ويرجع ذلك حسب إفادتهم إلى أن المدراء يقومون بإجراءات تعسفية ضدهم تشمل أشياء كثيرة دون أن يجدوا من ينصفهم، بل ويجدون أنفسهم عرضة لإجراءات تعسفية بسبب أنهم يتكلمون بالحق ويحاربون الفساد للحفاظ على ملكية الدولة التي تعتبر بالأساس أملاك المواطنين جميعهم..
لذا أضطر عدد منهم أن يتكلم دون ذكر اسمه، وفي حال وجد قانون وفتحت المحاكم لابد من المواجهة بالوثائق، وليس فقط بما يخص الانتهاكات حول الحرم المدرسي، وإنما عن انتهاكات أخرى سيتم كشفها قريبا حد قولهم..
وأكدوا أنه لا بد أن يتخذ القانون مجراه ويحاسب الجميع على كل خطأ أرتكبه في الحق العام الذي لن يعود مضرته إلا على أبناء محافظة عدن في سلبهم حتى متنفسات مدارسهم
وتأكيدا لذلك تحدثت مصادر من الهيئة التدريسية بمدرسة المصموم بمدرية الشيخ عثمان بمحافظة عدن أن إدارة المدرسة قامت بإجراءات تعسفية ضدهم وضد رئيس مجلس الآباء، بعد وقوف الأخير ضد الأعمال الغير قانونية بالمدرسة..
وخصوصا فيما يتعلق بالتسهيل من قبله بتحويل مخازن الكتب إلى سكن شخصي يتبع حارس المدرسة الذي هو بالأساس ليس حارس مدرسة وإنما هو ابن حارس المدرسة، حيث قام مدير المدرسة بجلب مجموعة من مناصريه وإجراء انتخابات مبكرة لإقالة رئيس مجلس الآباء بعد تقديم عروض للأعضاء والضغط عليهم من خلال أبنائهم الذين يدرسون في المدرسة التي هو مديرا لها..
وأكدت المصادر أن هناك تجاوزات أخرى تختص بالجانب التعليمي يمارسها مدير المدرسة، وأضح احد أعضاء مجلس الآباء سبب انسحابه من عضوية المجلس نظرا لتهميش دور مجلس الآباء من قبل مدير مدرسة في الرقابة على المستوى والأداء التعليمي وغيره من الأمور التي تختص بالجوانب التعليمية المختلفة الذي يكمن دور المجلس ويتبلور حولها..
وأوضح أنه لا يتم الاستفادة من دور مجلس الآباء إلا لهدف حل المشاكل بين مدير المدرسة أو المدرسين وأولياء أمور الطلاب أو مشاكل أخرى متعددة، حد وصف المصدر..
وأكد العاقل سهيم، رئيس مجلس الآباء المقال كرها صحة ما ذكرته المصادر واعتبر أن ما قام به من محاربة الفساد والوقوف بوجه الظلم كان ثمنا يدفعه لكي يقال من رئاسة مجلس الآباء.. ونوه أن مدير مدرسة المصموم جمع أعضاء هيئة مجلس الآباء دون علم بعضهم بموضوع الاجتماع..
وأوضح العاقل سهيم أن مدير مدرسة المصموم جعل الأعضاء يوقعون على محضر الاجتماع دون علمهم أن توقيعهم كانت نية مبيتة باستغلالها لإقالة العاقل سهيم من رئاسة مجلس الآباء..
وأشار أن مدير الرقابة بالمحافظة قد أصدر توجيها بتجميد قرار مدير المدرسة وإيقاف دور مجلس الآباء كليا وإجراء انتخابات بداية العام القادم..
غير أن هذا هو ما لم يلتزم به مدير مدرسة المصموم ولا مدير مكتب التربية والتعلم بمديرية الشيخ الذي وصلته توجيهات مدير الرقابة بتجميد الانتخابات المستحدثة التي أجراها مدير المدرسة.. وأعرب العاقل سهيم عن استيائه من تلك الإجراءات التعسفية تجاه المواطنين الشرفاء الذين هبوا لمحاربة الفساد والوقوف بوجه..
مبينا أن كل ما تم من توجيهات من قبل مدير الرقابة بعد نزوله وتفهمه للموضوع لم يتم أي شيء يذكر ولم تعاد الحقوق لأصحابها ولم يكن هناك عدل الذي هو أساسا الحكم.. آملاً في الدولة رجال شرفاء لن يشاهدوا الظلم والفساد ويلتزموا الصمت مهما كانت قوة الظالمين الفاسدين حد قوله..
تحذيرات من استهداف ممتلكات الدولة
حذر الأهالي الجهات المختصة من عليهم وضدهم الشكوى أن يعيدوا حساباتهم وتصحيح الأخطاء المرتكبة في حق المال العام..
كما توعد الأهالي أنه في حال عدم اتخاذ أي إجراءات حول كل ماذكر فسوف يصعدون من الأمر ويجعلوه رأي عام ويتم التظاهر بالشوارع ولن يمنعهم شيء للحفاظ على ممتلكات الدولة في ضل عدم استطاعت الدولة وقيادتها من الحفاظ عليها..
وطالب الأهالي بمديرية الشيخ عثمان الجهات المختصة الممثلة تدريجيا بمحافظ محافظة عدن- اللواء عيدروس قاسم الزبيدي، والأستاذ محمد الرقيبي- مدير عام تربية عدن أن تتخذ إجراءات صارمة ضد كل من تجرأ وانتهك المال العام والمباني الحكومية وخصوصا الحرم التعليمي المقدس بمدرسة المصموم..
كما طالب الأهالي المحافظ تشكيل لجنة يكون على رأسها المهندس عدنان الكاف للنزول مع لجنة المشاريع والرقابة والمحاسبة بإدارة التربية والعمل على وجه السرعة بإزالة المباني المستحدثة بالمدارس..
وكذا إخراج من أقتحم المدرسة بأي صفة كانت واستغلال القاعات أو المباني والغرف أو المخازن الداخلية للمدارس وتحولها لمصلحة شخصية أو سكن شخصي ومحاسبة كل متغاضي عن انتهاك حرمة المراكز التعليمية..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.