شهدت الحدود اليمنية السعودية، مواجهات عنيفة واشتباكات متواصلة، تزامنت مع غارات جوية على مواقع المليشيات في مناطق عدة بمحافظة صعدة الحدودية، جاء ذلك غداة تحذير العميد احمد عسيري، بتعامل مختلف مع هجمات الانقلابيين على الحدود، بعد سقوط عشرات المدنيين ضحايا في القصف العشوائي. وقالت المصادر إن مواجهات عنيفة اندلعت بين مجاميع مسلحة من المليشيا الانقلابية، حاولت الاقتراب من الحدود السعودية، والقوات المشتركة التي صدت هجمات المسلحين، وقصفت تحركاتهم قبالة حدود مدينة «الربوعة» ومنفذ «علب» الحدودي. وأضافت المصادر ل«أخبار اليوم» أن المواجهات تزامنت مع غارات جوية كثيفة للتحالف العربي على مواقع وتحركات المليشيات في مديرية «باقم» المقابلة لمحافظة ظهران الجنوب بمنطقة عسير، ودمرت تلك الغارات آليات ومنصات صواريخ وعربات في مناطق مندبة والمداحشة ومراكز تجمع المسلحين. وأوضحت المصادر أن العشرات من القتلى والجرحى سقطوا في المواجهات والقصف، فيما أعلن الانقلابيون إطلاقهم لصاروخ باليستي من نوع «زلزال3» (سام 2 روسي الصنع) على محطة توليد الكهرباء بمحافظة ظهران الجنوب.ولم يصدر عن التحالف والجيش السعودي ما يؤكد أو ينفي ذلك. مناطق أخرى حدودية شهدت، أمس الثلاثاء، قصف مدفعي متبادل، في بلدات الظاهر ورازح وكتاف، في حيين شن الطيران العربي عشرا الغارات على تعزيزات للمليشيات في منطقة «الملاحيظ» بمديرية الظاهر ومنطقة «البقع» بكتاف، ومنطقة «المحصامة» بمديرية شدا، ومناطق أخرى في عدت بلدات ومناطق بمحافظة صعدة، معقل الانقلابيين. و أعلنت مليشيا الانقلاب، أمس، إطلاق عشرات الصواريخ على مدن نجران وعسير وجازان واستهداف مواقع عسكرية ومدنية سعودية بمقذوفات وصواريخ أرض أرض، وقصف مدفعي، زاعمة سقوط قتلى من الجيش السعودي وتدمير آليات ومدرعات. وكان ناطق التحالف العربي العميد أحمد عسيري كشف عن تغير المعادلة العسكرية في اليمن، وطريقة تعامل القوات السعودية والتحالف العربي مع اعتداءات المليشيات على الحدود السعودية. وقال عسيري، في مؤتمر صحفي، «أن قوات التحالف سوف تتخذ الإجراءات الكفيلة بردع العدوان على الحدود و ضد الأشخاص الذين خططوا لهذا الأمر، والمواقع التي انطلقت منها المقذوفات، وضد المدن التي تأوي قادة من نفذوا هذا العمليات». وهدد عسيري باستهداف جميع قادة جماعة الحوثي ومواقعها القيادية ومناطق تجمعاتهم، لافتا إلى أن التحالف كان يتعامل برد الفعل ويستهدف المجاميع التي تقترب من الحدود السعودية، مشيراً إلى ان المواجهة باتت الآن تستهدف المواطن السعودي وأمن المملكة وهو أمر غير مقبول. وأوضح عسيري إن الوضع سيتغير عما كان عليه بعد عملية «إعادة الأمل» حيث ستنتقل العمليات العسكرية من ردة الفعل إلى العمليات المباغتة وسيُنتزع منهم زمام المبادرة، وستكون المدن التي انطلق منها المنفذون ومن خطط وشارك وكل قيادات الجماعات، مؤكداً أن العملية «لن تكون محدودة». وتأتي تصريحات العميد عسيري مستشار وزير الدفاع السعودي، تأكيداً لما نشرته أخبار اليوم في إعداد سابقة عن عمليات عسكرية استباقية ينفذها التحالف العربي والجيش السعودي في محافظة صعدة.