في زيارة هي الأولى له منذ توليه منصب رئاسة اليمن في العام 2012 يتواجد رئيس الجمهورية/ عبدربه منصور هادي، حالياً في محافظة حضرموت بالتزامن مع زيارة لنائبه علي محسن الأحمر وقيادات عسكرية من دول التحالف العربي المساندة للشرعية في اليمن لجبهات القتال شرق العاصمة صنعاء, في دلالات اقتصادية وسياسية وعسكرية واضحة على قرار الشرعية والتحالف العربي للتحرك السريع والجاد لبدء الحسم العسكري وردا عمليا على تحركات وزير الخارجية الأميركي/ جون كيري ومبادرته التي وصفتها الحكومة اليمنية ومحللون سياسيون بأنها مبادرة لإنقاذ المليشيات وتدخل لتحقيق مكاسب سياسية لتحالف الانقلاب في اليمن على حساب الشرعية.. وفي هذا السياق أكد المحلل السياسي اليمني، رئيس مركز مسارات للاستراتيجيا والإعلام/ باسم الشعبي ل"أخبار اليوم" أن زيارة الرئيس هادي إلى حضرموت تحمل محورين وملفين رئيسيين، الأول يتضمن أجندة وملفات اقتصادية بالدرجة الأولى كون حضرموت هي سلة الاقتصاد اليمني", متوقعا أن يناقش الرئيس مع قيادة السلطة المحلية في حضرموت إمكانية إعادة تشغيل حقول النفط وإعادة ضخ النفط وتصديره, وأيضا الوقوف على قطاع النقل البحري وإعادة تفعيل طاقة مواني حضرموت ورفع مستوى حركتها وإيراداتها لرفد الخزينة العامة للدولة التي تعاني من عجز كبير في الإيفاء بالتزاماتها تجاه دعم عملية التنمية ودفع مرتبات الموظفين.. وأضاف الشعبي "أما الملف الثاني فهو الملف العسكري، حيث سيتم مناقشة الانجازات التي تحققت في هذا الملف على صعيد توحيد الجيش الوطني هناك في إطار المنطقتين العسكريتين الأولى والثانية وما يرتبط بمهام قوات الجيش في مكافحة الإرهاب ومنع التهريب لاسيما تهريب السلاح والمحروقات للانقلابيين". وقال "إن زيارة هادي لحضرموت بالتزامن مع زيارة نائبه علي محسن الأحمر إلى جبهة نهم شرق صنعاء تؤكد أن العملية العسكرية والاقتصادية يسيران جنباً إلى جنب في اليمن رغم التحديات الكبيرة", مشيراً إلى أن وجود القيادة الشرعية داخل البلاد مهم جدا ويعزز من موقفها السياسي في المفاوضات، لاسيما مع تحقيق انتصارات مختلفة في عدة جبهات هذا إذا تمت المفاوضات الجديدة المرتقبة, فضلاً عن ما لهذه الزيارة إلى جبهات شرق صنعاء من دلالة مهمة لرفع معنويات الجيش الوطني والمقاومة وتؤكد أن الحسم العسكري هو الخيار الأول بالنسبة للشرعية والتحالف, وتعد رداً عملياً على تحركات وزير الخارجية الأمريكية ومبادرته التي تحاول إنقاذ تحالف الانقلاب في اليمن.. من جانبه قال المحلل السياسي والناشط الحقوقي المحامي فيصل المجيدي في تصريح ل"أخبار اليوم": إن عودة الرئيس هادي إلى العاصمة المؤقتة عدن وزيارته الحالية لمحافظة حضرموت تؤكد أن هناك توجها لإعادة إستراتيجية التعامل مع المناطق المحررة وربطها بالتنمية بما يعطي نظرة للمتابع بأن الحكومة الشرعية تبني وفي ذات الوقت تعمل على تحرير ما تبقى من مناطق اليمن, وهو ما تجسده أيضا زيارات نائب رئيس الجمهورية إلى مناطق التماس في جبهات القتال المختلفة". وأضاف "هذه المعطيات ستكون دافعة للتغيير في النهج الحكومي بجعل الميدان هو من يقود الطاولة, بمعنى تنفيذ إستراتيجية أن ما يفرض على الميدان سيفرض على طاولة المفاوضات". وقال المجيدي "من المهم أن يكون للميدان وقادته وجود حقيقي على الخارطة وعدم استفراد السياسيين بالقرار فيما يتعلق بمصير الدولة تحت إطار القيادة السياسية حتى يمكن الحكم على المستقبل للدولة اليمنية في إطار شامل لكي لا تكون هناك نوافذ مستقبلية تعقد المشهد". وتحدث المجيدي عن المشاورات القادمة وقال "أعتقد أن المشهد ضبابي فإذا كان ولد الشيخ فشل حتى اللحظة في الترتيب من الأردن لاجتماع لجنة التهدئة خلال الأسبوعين القادمين وصرحت عمان أنها لم تعط الموافقة حتى الآن فإن مسالة جمع الأطراف وإعطاء ضمانات بتنفيذ ما سيتم الاتفاق عليه أصعب بكثير". وأضاف "العملية لا تتعدى رغبة جامحة من كيري واللعب في الدقائق الحرجة لعله يحقق لإدارة أوباما ما عجزت عنه طوال السنوات الماضية بإحداث أي اختراق في ملفات المنطقة المعقدة, وهي رغبة ربما بتحقيق اتفاقات ما تحت الطاولة بين أمريكا وإيران بالتمكين لها ومليشياتها في الشرق الأوسط وإعادة تقسيم في المائة الأولى لذكرى "سايكس بيكو" لكن على أساس طائفي ولكن أنا لا أعتقد أن الوقت في صالح كيري وخطته باعتبار أن المسألة اليمنية معقدة على أكثر من صعيد وربما ستحاول الشرعية أن تنجز شيئا على الأرض في فترة المنزلتين بين حكم أوباما وترمب".. وكانت قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية حققت- خلال اليومين الماضيين- انتصارات كبيرة وسيطرت على عدد من المواقع الإستراتيجية شرق العاصمة صنعاء بإسناد من طيران التحالف العربي واقتربت من "نقيل بن غيلان" الإستراتيجي الذي يعد آخر نقيل وموقع عسكري للمليشيات شمال شرق صنعاء.. وكان نائب الرئيس الفريق الركن/ علي محسن الأحمر زار- بشكل مفاجئ -الخطوط الأمامية بمديرية نهم شرق العاصمة صنعاء برفقة ممثل دول التحالف العربي العميد/ إبراهيم الحربي، في إطار الاستعدادات العسكرية للتقدم نحو العاصمة صنعاء ورفع معنويات قوات الجيش والمقاومة الشعبية المرابطين في البوابة الشرقية للعاصمة.