قتلت امرأة وأصيب آخرون في غارات روسية بقنابل عنقودية في ريف إدلب شمال غربي سوريا أمس الثلاثاء (اليوم الخامس للهدنة)، تزامنا مع استمرار خرق النظام السوري لها في منطقة وادي بردى بريف دمشق. وقالت مصادر إعلامية إن الغارات الروسية وقعت في مدينة خان شيخون بريف إدلب كما تعرضت لها قرى أخرى في المنطقة مثل الشغر وكنصفرة التي تسيطر عليها المعارضة والتي يفترض أن يشملها وقف إطلاق النار. كما أفادت مصادر مطلعة في مدينة إدلب باستهداف الطيران حي الشيخ ثلث في القسم الشرقي من إدلب، محدثا فيه دمارا كبيرا دون وقوع إصابات. وفي ريف دمشق، تجدد منذ صباح أمس الثلاثاء قصف النظام المدفعي والجوي على قرى وادي بردى، حيث أطلقت قواته صاروخين أرض أرض على قرية عين الفيجة، وأسقطت مروحياتها براميل متفجرة على قرى عدة في المنطقة. وأفادت شبكة شام بمقتل أربعة أشخاص وإصابة آخرين في قصف يوم أمس على المنطقة. ووفق ناشطين، فقد قتل ستة أشخاص وأصيب أكثر من ثلاثين في ريف دمشق منذ بدء الهدنة بسبب حملة القصف العنيف بكافة أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة. واستهدف الطيران الحربي والمروحي التابع للنظام خط المياه الرئيسي "نبع بردى" المغذي لنبع عين الفيجة، مما أدى إلى دمار كبير وتفجيره بشكل كامل. من جهة أخرى، استهدفت قوات النظام بالقصف مناطق في قرية الجابرية بجبل شحشبو بريف حماة الغربي، في حين أطلق مقاتلو المعارضة المسلحة صواريخ عدة على مواقع في بلدة سلحب الخاضعة لسيطرة قوات النظام بريف حماة الغربي. وأصدرت الهيئات المدنية بمنطقة وادي بردى بيانا طالبت فيه بنشر مراقبين دوليين لرصد الخروقات التي تتعرض لها المنطقة رغم اتفاق وقف النار، وأكدت استعدادها لتسهيل وصول فرق دولية لمعاينة وضع نبع عين الفيجة وتحديد المسؤول عن استهدافه. وبث ناشطون مقطعا مصورا -قالوا إنه مسرب من أفراد تابعين للنظام السوري- يُظهر حشودا عسكرية في محيط وادي بردى استقدمها النظام تمهيدا لاقتحام بلدة عين الفيجة التي تحاصرها هذه القوات بدعم من مليشيا حزب الله. وكانت فصائل في المعارضة المسلحة قد علقت مشاركتها في أي محادثات أو اجتماعات بخصوص المفاوضات المزمع إجراؤها في العاصمة الكزاخية أستانا ما لم تتوقف ما سمتها المعارضة خروق النظام وحلفائه لاتفاق أنقرة. وفي بيان، قال الجيش الحر إن اتفاق وقف إطلاق النار سيكون في حكم المنتهي إذا أحدث النظام والمليشيات الموالية له أي تغييرات في الميدان. وأضاف البيان أن استئناف أي محادثات أو مشاورات بشأن مفاوضات أستانا سيكون مشروطا بالتزام النظام باتفاق وقف إطلاق النار التزاما كاملا. من جانبه قال علي أكبر ولايتي، المستشار الأول للمرشد الإيراني علي خامنئي، إنه برغم اتفاق وقف اطلاق النار في سوريا، فإن حزب الله (اللبناني) لن يخرج من هذا البلد. جاء ذلك في مؤتمر صحافي عقده ولايتي أمس الثلاثاء في العاصمة طهران عقب لقاء جمعه مع نائب الرئيس العراقي نوري المالكي، بحسب وكالة أنباء الطلبة الإيرانية “إسنا”. وأضاف قائلاً: “خروج حزب الله من سوريا بعد اتفاق وقف اطلاق النار، دعاية الأعداء”. وأكد ولايتي مواصلة بلاده التنسيق مع روسيا حيال سوريا، وذلك في معرض إجابته على سؤال حول “ادعاء تجاهل روسيا مصالح إيران في سوريا”. ودخل اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا حيز التنفيذ، اعتباراً من الجمعة الماضية (30 ديسمبر/ كانون أول المنصرم) عقب موافقة النظام السوري والمعارضة، على تفاهمات روسية – تركية.