إن العمل في تجارة "الأعمال المخلة بالآداب" شهد ارتفاعاً في السنوات الأخيرة ويعود ذلك إلى كون اليمن مجتمعاً محافظاً لا يعترف بتلك الظاهرة هذا بحد ذاته مشكلة، فالتوعية تقوم على الاعتراف بوجود هذا الظاهرةوهذا أدى إلى انتشار هذه الظاهرة وانتشار الأمراض المتعلقة بها، إن الاستغلال الحاصل لفتيات قاصرات نتيجة لظروف يعشنها كالتفكك الأسري والعنف المنزلي الذي يؤدي إلى هروب الفتيات وتعرضهن لصنوف الاستغلال ومنه الاستغلال "المحرم". أما فيما يتعلق بظاهرة تهريب الأطفال: فمنذ فتره ليست بالقصيرة برزت هذه الظاهرة على الشريط الحدودي بين السعودية واليمن وتعد هذه الظاهرة خطيرة لما يعانيه هؤلاء الأطفال من مخاطر السفر والترحال عبر الحدود وقطعهم مسافات طويلة أحياناً يصلون إلى المناطق المرداة وأحياناً الطريق والترحال تزهق أرواحهم علماً بأن تقارير كثيرة أكدت أن من يقومون بإرسال أطفالهم للسعودية للكسب المادي هم الآباء نعم الآباء بأنفسهم ولهم في ذلك وجهه نظر تقول إن بقاء الطفل في المنزل لا فائدة منه إذ يجب على الأطفال أن يعتمدوا على أنفسهم منذ الصغر وهذا ما جعل كثيراً من الأطفال يتسربون من المدارس للبحث عن فرصة العمر للعمل خارج اليمن . ويا حبذا لو كان لهؤلاء الأطفال عاهات أو مصابين بإعاقة لأن هذا سيزيد من فرصهم أكثر وسيكون الحظ الأوفر لهم بالدخول إلى السعودية والعمل بأي مهنة فتجدهم يتسولون ويمسحون زجاج السيارات. وإذا ما قمت بتصفح الانترنت لوجدت من القصص العجيبة والمثيرة والمحزنة، فهناك فتيات لم يتجاوز أعمارهن الثامنة يقمن بالشحادة والتسول قدمن مع آبائهم الذين قاموا بتشغيلهن من أجل إعالة أطفالهم الآخرين. في اليمن فتيات يذهبن للتسول تاركات آبائهن نايمين تحت أحد الكباري المجاورة، وآخرون يدخلون السعودية مع أقارب لهم يقومون بتشغيلهم بحيث يكونون مصدر رزق لهم ومع نهاية النهار يقومون بإعطائهم أجر يومي من المال الذي يكسبه هؤلاء الأطفال. قديماً كان أي شخص يحلم بالذهاب إلى السعودية أو أي دولة عربية من أجل البحث عن فرص لعمل في أي مجال من مجالات الطب والهندسة. حتى يستطيع أن يرفع من مستواه أو دخله المعيشي ولكن الآن أصبح الدخول إلى السعودية حلماً لدى أصحاب مهنة التسول في اليمن وبات تحقيق هذا الحلم مرهوناً "بفلذات الأكباد" إذ يعد الآباء أولادهم للتسول في دولة غير دولتهم كالسعودية لأنه مربح أكثر من التسول داخل اليمن. علماً بأن اليمن تبذل جهوداً مقدرة في مجال سن التشريعات والعمل الاجتماعي والإعلام إلى جانب التنسيق مع المملكة العربية السعودية للحد من تهريب الأطفال وكذا معالجة مشاكل الطفولة المختلفة. وأكدت التقارير الصادرة من الولاياتالمتحدة التي امتدحت اليمن بعد تقييم سنوي أعدته بشأن عدة قضايا وظواهر إنسانية خاصة مثل الاتجار بالبشر وقد أشادت التقارير باليمن فيما يخص تحسن أداءها في مجال مكافحة تلك الجرائم مقارنة بالأعوام الماضية وأثنت التقارير على الجهود المبذولة لحماية الأطفال ضحايا الاتجار الذين تمت إعادتهم من السعودية وذلك من خلال إقامة مركز استقبال لهم في منطقة حرض وهذا بحد ذاته في رأي الشخصي يشير إلى اليمن تسعى جاهده للحد من هذه الظواهر التي تسعى إلى استغلال البشر بصورة غير شرعية. علماً بأن قانوننا اليمني ينص على" سجن كل من يدان بجرائم تتعلق بالاتجار بالبشر لمدة تصل إلى عشر سنوات" وتتفاوت العقوبة بالحبس أدنى من ذلك لقضايا الاستغلال باستثناء الاستغلال الجنسي الذي قد تصل عقوبته إلى الإعدام بحسب ما تنص عليه الشريعة الإسلامية المستمدة منها أحكام التشريع اليمني. [email protected]