قتل 13 مدنيا في قصف روسي على بلدة أريحا بريف إدلب الشمالي في سوريا صباح أمس الاثنين، بينما استهدفت قوات النظام السوري بلدة سكيك بريف إدلب الجنوبي بقذائف المدفعية. وقال محمد هاشم، أحد مسؤولي الدفاع المدني في أريحا لوكالة الأناضول، إن طائرة يُعتقد أنها روسية، قصفت بقنابل خارقة للتحصينات مناطق سكنية في بدة أريحا، ما أدى إلى تدمير كامل لثلاثة مبانٍ، ومقتل 13 مدنيا بينهم نساء وأطفال. وتمكن فريق الدفاع المدني من انتشال طفلين على قيد الحياة من تحت ركام منزلهما بعد تدميره. وأضاف هاشم أن ثلاثين شخصا لا يزالون تحت الأنقاض. كما انتشلت فرق الدفاع المدني جثث عائلة بأكملها من تحت أنقاض منزلها الذي دمر في القصف الجوي. من جهته، قال مركز حلب الإعلامي على صفحته بفيسبوك إن قوات النظام المتمركزة في مدينة معان استهدفت بلدة سكيك بريف إدلب الجنوبي بقذائف المدفعية. كما تعطّل مستشفى الهدى في بلدة حَوَر بريف حلب إثر استهدافه بصاروخ فراغي. في سياق متصل، أفادت مصادر إعلامية بمقتل شخص وإصابة آخرين في غارات روسية بقنابل نابالم على مدينة دوما بالغوطة الشرقية في ريف دمشق. يأتي ذلك بينما تعرّض ريف حلب الغربي لخمس غارات. وكان 47 شخصا قتلوا في الأيام الثلاثة الماضية في حمص والغوطة الشرقية وإدلب، وتزامن هذا التصعيد مع انطلاق الجولة الجديدة من المفاوضات في جنيف. من ناحية أخرى، أعلن الجيش السوري الحر أنه قتل عددا من قوات النظام في معارك بين الجانبين قرب بلدة تادف جنوب مدينة الباب في ريف حلب الشرقي. وأوضح الجيش الحر مساء أمس الأول أنه خاض معارك جديدة ضد قوات النظام في هذه المنطقة في إطار عملية درع الفرات التي يدعمها الجيش التركي. وكانت قوات النظام سيطرت على بلدة تادف في وقت سابق ضمن مكاسب ميدانية حققتها ضد تنظيم الدولة الإسلامية الذي انسحب من البلدة. يشار إلى أن الجيش السوري الحر سيطر الخميس الماضي على كامل مركز الباب بعد معارك عنيفة ضد التنظيم. وفي سياق أخر فقد غادرت الفرقاطة الروسية الأميرال غريغوروفيتش ميناء بشبه جزيرة القرم أمس الاثنين متجهة إلى البحر المتوسط لتنضم إلى القطع البحرية الروسية قبالة الساحل السوري. ونقلت رويترز عن شاهد تأكيده مغادرة الفرقاطة مرساها في ميناء سيفاستوبول البحري بشبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا من جانب واحد رغم الرفض الدولي. ونقلت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء عن الكابتن بالبحرية فياتشيكلاف تروهاتشيف -وهو متحدث باسم أسطول البحر الأسود- قوله إن الفرقاطة ستعمل في إطار القوة البحرية الروسية الدائمة في البحر المتوسط. ونشرت الفرقاطة المسلحة بصواريخ كروز من طراز كاليبر في البحر المتوسط في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي في إطار قوة المهام البحرية الروسية إلى سوريا حيث شنت ضربات بصواريخ على أهداف لتنظيم الدولة الإسلامية. والأميرال غريغوروفيتش هي الأكثر تقدما في فئتها من بين ست فرقاطات طلبتها البحرية الروسية لأسطولها في البحر الأسود في 2010. وعلى صعيد منفصل أفادت مصادر إعلامية في جنيف بأن وفد المعارضة السورية سيقدم خلال لقائه المبعوث الدولي الخاص إلى سوريا ستفان دي ميستورا ورقتين بشأن المفاوضات، واتهم الوفد النظام بالمماطلة، وشكك في جدية روسيا في ممارسة الضغط على النظام. وأوضحت أن الورقة الأولى تتعلق برد المعارضة على ورقة دي ميستورا الخاصة بالقضايا الإجرائية للمفاوضات، بينما تتمحور الثانية حول الأوضاع الإنسانية في سوريا وخروق وقف إطلاق النار. وفي وقت سابق، حصلت وسائل إعلامية على ورقة المقترحات التي قدمها دي ميستورا، وتتضمن تشكيل ثلاثة فرق عمل خاصة بملفات الإدارة والدستور والانتخابات التي نص عليها القرار 2254. وتشير الوثيقة إلى أن المبعوث الأممي اقترح ترك مسائل مكافحة الإرهاب والالتزام بوقف إطلاق النار لمفاوضات أستانا، واعتماد معادلة "لا اتفاق على شيء ما لم يتم الاتفاق على جميع الأمور". وأوضح المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات أحمد رمضان أن المعارضة ستؤكد في ردها جديتها في المفاوضات، وأولوية الانتقال السياسي في أي مفاوضات، وأهمية متابعة وقف إطلاق النار. لكن رمضان اتهم النظام بالمماطلة، وما وصفه بتمييع المفاوضات، موضحا أن وفد النظام لن يقدم رده على ورقة دي ميستورا قبل الجمعة القادم، في محاولة لإنهاء الجولة دون التوصل إلى جدول أعمال. وأضاف أن المعارضة دعت روسيا للضغط على النظام لتسريع عملية المفاوضات، مشيرا إلى أن لقائه مع الوفد الروسي سيتناول أيضا هذه المسألة إلى جانب متابعة ما جرى في أستانا بشأن وقف إطلاق النار. وفي إطار التشكيك في الدور الروسي، أوضح المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات أن موسكو سبق أن قدمت ضمانات في أنقرة بشأن وقف إطلاق النار في 31 ديسمبر/كانون الأول الماضي، كما قدمت ضمانات في أستانا بشأن آلية التنفيذ، ولكن شيئا من ذلك لم يتحقق، وفق رمضان. يشار إلى أن دي ميستورا استبعد -لدى افتتاح الجولة الحالية في جنيف الخميس الماضي- تحقيق انفراجة، وقال لاحقا إن وفدي النظام والمعارضة وافقا من حيث المبدأ على التفاوض المباشرة في جنيف. وحول أجندة الاثنين، قالت المصادر نفسها إن المبعوث الأممي دي ميستورا أجرى صباح أمس الاثنين لقاءات مع عدد من المسؤولين في دول معنية بالشأن السوري. وإضافة إلى اللقاء المرتقب مساء أمس الاثنين بين وفد الهيئة العليا للمفاوضات ودي ميستورا، يفترض أن يلتقي وفد المعارضة ممثلين عن الخارجية الروسية، ورئيس ما يعرف بمنصة موسكو قدري جميل. ويأتي اللقاء بينما أبدت روسيا اليوم للمرة الأولى استعدادها لبحث مسألة المناطق الآمنة في سوريا، وكانت تعارض بشدة أي خطوة بهذا الاتجاه. من جانبه، صرح نائب وزير خارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف بأن بلاده تأمل أن تشكل المعارضة السورية وفدا موحدا يضم الأكراد.