الصين.. العثور على مقابر مليئة بكنوز نادرة تحتفظ بأسرار عمرها 1800 عام    في بيان للقوات المسلحة اليمنية.. لا يمكن السكوت على أي هجوم وعدوان أمريكي مساند للعدو الإسرائيلي ضد إيران    كتاب قواعد الملازم.. وثائق عرفية وقبلية من برط اليمن " بول دريش جامعة أكسفورد" (1)    في خطابه التعبوي المهم .. قائد الثورة : المعركة واحدة من قطاع غزة إلى إيران    ترامب "صانع السلام" يدخل الحرب على إيران رسمياً    الكاراز يعادل رقم نادال على الملاعب العشبية    دول المنطقة.. وثقافة الغطرسة..!!    بين عدن وصنعاء .. شهادة على مدينتين    رسائل ميدانية من جبهات البقع ونجران و الأجاشر .. المقاتلون يؤكدون: نجدد العهد والولاء لقيادتنا الثورية والعسكرية ولشعبنا اليمني الصامد    الخارجية اليمنية: نقف مع سوريا في مواجهة الإرهاب    تفكيك أكثر من 1200 لغم وذخيرة حوثية خلال أسبوع    اعلام اسرائيلي يتحدث عن الحاجة لوقف اطلاق النار والطاقة الذرية تحذر وأكثر من 20 ألف طلب مغادرة للاسرائيلين    بين عدن وصنعاء .. شهادة على مدينتين    كأس العالم للأندية: ريال مدريد المنقوص يتفوق على باتشوكا المكسيكي بثلاثية    المنتخب الوطني تحت 23 عامًا يجري حصصه التدريبية في مأرب استعدادًا لتصفيات آسيا    بين عدن وصنعاء .. شهادة على مدينتين    إيران تنتصر    قطاع الأمن والشرطة بوزارة الداخلية يُحيي ذكرى يوم الولاية    مرض الفشل الكلوي (9)    منظمات أممية تحذر من مجاعة في مناطق سيطرة الاحتلال    "وثيقة".. مشرفون بحماية اطقم ومدرعة يبسطون على اراضي القضاة غرب العاصمة صنعاء    - رئيس الجمارك يطبق توجيهات وزارة الاقتصاد والمالية عل. تحسين التعرفة الجمركية احباط محاولةتهريب( ربع طن)ثوم خارجي لضرب الثوم البلدي اليمني    مناقشة مسودة التطوير الإداري والمؤسسي لمعهد للعلوم الإداري    انتشال جثة شاب مات غرقا بسد التشليل في ذمار    - ظاهرة غير مسبوقة: حجاج يمنيون يُثيرون استياء جيرانهم والمجتمع.. ما السبب؟*    - وزير خارجية صنعاء يلتقي بمسؤول أممي ويطالبه بالاعتراف بحكومة صنعاء \r\n*الأوراق* تنشر عددًا من الأسباب التي    ذمار.. المداني والبخيتي يدشّنان حصاد القمح في مزرعة الأسرة    رئيس الهيئة العليا للإصلاح يعزي الدكتور الأفندي بوفاة شقيقه    "عدن التي أحببتُها" بلا نازحين.!    ريال أوفييدو يعود إلى «لاليغا» بعد 24 عاماً    توقيف الفنانة شجون الهاجري بتهمة حيازة مخدرات    كشف أثري جديد بمصر    الرئيس الزُبيدي يبحث مع سفيرة بريطانيا ومسؤولي البنك الدولي آخر المستجدات السياسية وأزمة الكهرباء    الفريق السامعي: إرادة الشعوب لا تُقصف بالطائرات والحرية لا تُقهر بالقنابل ومن قاوم لعقود سيسقط مشاريع الغطرسة    إشهار الإطار المرجعي والمهام الإعلامية للمؤتمر الدولي الثالث للرسول الأعظم    51 شهيدا في غزة بينهم 7 من منتظري المساعدات خلال 24 ساعة    من قلب نيويورك .. حاشد ومعركة البقاء    فئة من الأشخاص عليها تجنب الفراولة    الحديدة و سحرة فرعون    الدولار في عدن 3000    خبراء :المشروبات الساخنة تعمل على تبريد الجسم في الحر الشديد    حادث مفجع يفسد احتفالات المولودية بلقب الدوري الجزائري    السلبية تسيطر على ريفر بليت ومونتيري    شوجي.. امرأة سحقتها السمعة بأثر رجعي    من بينها فوردو.. ترامب يعلن قصف 3 مواقع نووية في إيران    أثار نزاعا قانونيّا.. ما سبب إطلاق لقب «محاربو السوكا» على ترينيداد؟    فلومينينسي ينهي رحلة أولسان المونديالية    علاج للسكري يحقق نتائج واعدة لمرضى الصداع النصفي    هاني الصيادي ... الغائب الحاضر بين الواقع والظنون    روايات الاعلام الايراني والغربي للقصف الأمريكي للمنشآت النووية الايرانية وما جرى قبل الهجوم    استعدادات مكثفة لعام دراسي جديد في ظل قساوة الظروف    قصر شبام.. أهم مباني ومقر الحكم    فساد الاشراف الهندسي وغياب الرقابة الرسمية .. حفر صنعاء تبتلع السيارات    الاتحاد الأوروبي يقدّم منحة مالية لدعم خدمات الصحة الإنجابية في اليمن    على مركب الأبقار… حين يصبح البحر أرحم من اليابسة    من يومياتي في أمريكا .. بين مر وأمر منه    بين ملحمة "الرجل الحوت" وشذرات "من أول رائحة"    حين يُسلب المسلم العربي حقه باسم القدر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الشرعية تتسلم مفتاح صنعاء الاستراتيجي
بعد كسر الجيش الوطني والمقاومة بوابتها الشرقية
نشر في أخبار اليوم يوم 20 - 03 - 2017

1440 ساعة مرت على انطلاق عملية "أم المعارك" التي اختارت قوات الشرعية الجبهة الشرقية للعاصمة صنعاء لخوضها مع الانقلابيين.
وأمس الأحد تكللت المعارك بإعلان الجيش اليمني انتقال عملياته الحربية إلى مديرية أرحب شرق العاصمة صنعاء والمطلة ‏على مطارها.‏ مؤكداً تحرير مديرية نهم بالكامل.
في العشرين من يناير كانت قوات الشرعية المسنودة من التحالف العربي، بدأت بعملية عسكرية جديدة، وهي تقترب من أرحب وسط معارك متواصلة وعنيفة.
يعتبر محللون السيطرة الكاملة على هذه المنطقة بأنها تعني الكثير في معادلة السيطرة على الجغرافيا اليمنية.
فيما يؤكد مراقبون أن معركة أرحب ستكون حاسمة في التقدم نحو العاصمة، نظرا لموقعها الإستراتيجي وولاء قبائلها للسلطة الشرعية.
أكد مصدر عسكري أمس الأحد أن انتقال المعارك إلى أرحب يأتي بعد استكماله تحرير مديرية نهم ‏من ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح، وفرض سيطرته على منطقة الضبوعة آخر معاقل ‏الانقلابيين في نهم.‏
وقال المصدر في تصريح بثه موقع 26 سبتمبر التابع للقوات المسلحة اليمنية: "إن ‏الجيش شن هجومين مزدوجين نفذهما قوات من اللواء 141 بمساندة اللواء 310 فجر ‏اليوم، وبغطاء جوي من طيران التحالف العربي".
وأشار المصدر إلى أن العمليات القتالية للجيش انتقلت إلى منطقة سشلى بمديرية أرحب، مبيناً ‏أن الجيش أسر أعدادا كبيرة من ميليشيا الانقلابيين خلال العملية في حين فر آخرون باتجاه ‏أرحب.
وقال مصدر عسكري في تصريح لموقع "26 سبتمبرنت" التابع للجيش، أن "منطقة الضبوعة، آخر معاقل الانقلابيين، التابعة لمديرية نهم بمحافظة صنعاء باتت محررة بالكامل، وأن القوات تتقدم باتجاه أرحب".
وأكد المصدر أن "سيطرة الجيش الوطني على الضبوعة جاء بعد هجومين مزدوجين نفذه اللواء 141 بمساندة اللواء 310 فجر أمس الأحد وبغطاء جوي من طيران التحالف العربي"، وتكون بذلك المواجهات قد انتقلت إلى مديرية أرحب المطلة على مطار صنعاء الدولي".
وأفاد المصدر ذاته أن "قواته تمكنت من أسر أعداد كبيرة من مليشيا الحوثي والمخلوع خلال الهجومين في حين فرت أخرى باتجاه أرحب".
وتبعد مديرية أرحب نحو 35 كيلومترا عن مطار صنعاء الدولي، شمالي العاصمة، ويمتلك الحوثيون وقوات الرئيس السابق علي عبد الله صالح عدداً من المعسكرات الاستراتيجية فيها، أبرزها "معسكر الصمع".
وكان أكثر من ثلاثين عنصرا من مليشيا الحوثي قتلوا أول من أمس السبت في جبهة نهم بعد محاولات متكررة لهم لاستعادة جثة قيادي حوثي قتل عند محاولته مع مجموعته السيطرة على موقع للجيش الوطني في منطقة الضبوعة.
معارك وهجوم نوعي
وكان الجيش اليمني، قد خاض أمس الأحد، معارك عنيفة مع المتمردين الحوثيين وقوات المخلوع علي عبد الله صالح في أطراف مديرية نهم المتاخمة لمديرية أرحب، في مسعى منه للتقدم أكثر نحو عمق صنعاء.
وبدأ الجيش هجوما واسعا لاستكمال السيطرة على سلسلة جبال "الحمراء والقناصين والصافح" المطلة على منطقة ضبوعة في نهم (شرقا) باتجاه أرحب شمالي صنعاء.
وأفاد الناطق الرسمي باسم الجيش اليمني، عميد ركن، عبده مجلي، بأن وحدات الجيش أحرزت تقدما كبيرا في نهم، وسيطرت على الجبال المطلة والمتاخمة لمديرية أرحب التي يقع فيها معسكر "الصمع" أحد أهم معسكرات الحرس الجمهوري الموالية للحوثيين وصالح في محيط مطار صنعاء.
ونقل موقع "عربي21"، عن مجلي إشارته إلى أن المسافة التي تفصل قوات الجيش الوطني عن "أرحب"، أربعة كيلومترات، عقب سيطرته على الجبال التي تتحكم بميدان المعركة وتقود نحو تضييق الخناق على المتمردين وقوات صالح في صنعاء.
وتشكل منطقة "أرحب"، إحدى أكبر مناطق الطوق القبلي ولاء للحكومة الشرعية، والذي سبق وخاض سكانها جولات قتال عدة مع قوات الحرس الجمهوري سابقا الموالية لصالح والمتمردين الحوثيين مابين عامين (2011 و2015).
ووفقا للعميد مجلي، فإن المكاسب التي حققتها القوات الحكومية على الأرض، كبدت قوات الحوثي وصالح خسائر كبيرة مادية وبشرية.
وأوضح أن قوات الجيش الوطني تغلبت على صعوبة التضاريس وحقول الألغام التي كانت تشكل أهم التحديات التي تعرقل تقدمها في مرتفعات نهم الوعرة.
لافتا إلى أن الجيش يسير بخطى ثابتة محققا انتصارات متوالية نظرا لعدالة قضيته والروح القتالية التي يتمتع بها.
الحكومة في نهم
إلى ذلك تفقد نائب رئيس الوزراء وزير الخدمة المدنية/ عبد العزيز جباري أمس الأحد وحدات الجيش الوطني من اللواء 310 والوحدات العسكرية في جبهة نهم وجبل دوه على مشارف مديرية أرحب شرق العاصمة صنعاء.
وزار جباري المواقع العسكرية وخطوط القتال المتقدمة في عدد من مواقع الجيش الوطني التي تم تحريرها مؤخرا من ميليشيا الحوثي وصالح .
وخاطب جباري وحدات الجيش هناك قائلاً:" إن انتصاراتكم اليوم تردون بها عمليا على أولئك القتلة والمجرمين الذين وصل بهم العجز والجبن لاستهداف المصلين في بيوت الله وآخرها استهداف مسجد كوفل بمديرية صرواح ليؤكدوا للعالم فكرهم الإرهابي وحقدهم الدفين تجاه أبناء شعبنا اليمني العظيم، لكنهم يجهلون حقائق التاريخ.. فها هم الأحرار اليوم وعلى امتداد الساحة الوطنية يدوسون بأقدامهم على الإمامة وأحفادها وعلى الحالمين بالعودة للسلطة".
وأضاف :" بهمة الرجال الأبطال سنحتفل قريبا في صنعاء التاريخ والعروبة والتي ستبقى عربية رغم أنف فارس وعبيدهم من شيعة الشوارع.. بكم ستعود اليمن سعيدة وسنبقى رواد سلام لمن يعرف قيم السلام وأيدينا مفتوحة لكل أبناء اليمن في بناء دولة اتحادية عادلة يعز فيها اليمن أرضاً وإنساناً".
تطورات ملفتة
وتشدّ المعارك المستعرة في جبهة نهم (البوابة الشرقية للعاصمة صنعاء) اهتمام الجميع في الآونة الحالية، بعد مواجهات وصفت ب "الأعنف" منذ أشهر، بين الجيش الوطني المسنود بمقاتلات التحالف العربي من جهة، وبين قوات الحوثيين وصالح من جهة ثانية.
وكان آخر التطورات هو تصريح مصدر عسكري لموقع وزارة الدفاع اليمنية الرسمي "26 سبتمبر نت" عن تمكن وحدات من الجيش الحكومي من تحرير قرية "الضبوعة" آخر معاقل المليشيا غرب نهم باتجاه مديرية أرحب المجاورة.
وبهذا يكون الجيش الوطني قد نجح في تنفيذ اختراق كبير على مدى عام من القتال ابتدأ في الشمال الشرقي لنهم، حيث حرر الجيش معسكر "فرضة نهم" ونقطة "الفرضة" وما حولها، ثم تقدم إلى أن وصل أمس إلى قرية ضبوعة غرب نهم.
وتكمن أهمية هذا التقدم الهام للجيش بكونه يجعل قوات الشرعية تضع أقدامها على مشارف مديرية "أرحب"، ذات الطبيعة الجغرافية المنبسطة نوعاً ما، مقارنة بالتضاريس الوعرة والجبال الكثيرة التي تملأ "نهم".
هذا فضلاً عن كون "أرحب" مطلة بشكل مباشر على أمانة العاصمة ومطار صنعاء الدولي، ما يعني كسر الإنقلاب عسكرياً وبشكل شبة جذري.
ويبدو أن الشرعية تسير بثبات نحو إنجاز مهمة دحر الإنقلابيين وعودة المسار الديمقراطي، بعد عامين من القتال على طول البلاد وعرضها.
غير أن أخطر المشكلات التي قد تتسبب في عرقلة التحركات العسكرية، بحسب مراقبين، يكمن في الحالة الإنسانية المتفاقمة في عموم محافظات الجمهورية.
وهو ما يعمل الانقلابيون على استثماره، وذلك بتمنعها عن صرف المرتبات، بغرض الضغط على الأمم المتحدة كي تتدخل لوقف الصراع وعقد هدنة إنسانية "طارئة" والشروع في عملية "إغاثة" واسعة لليمنيين الذين بات أغلبهم تحت مستوى خطر الفقر.
حصاد 60 يوم
ويوماً تلو الآخر تقترب القوات الحكومية اليمنية من السيطرة على العاصمة صنعاء، وهي تخوض معاركها الأخيرة في مديرية نهم بالجبهة الشرقية لصنعاء، واقتحام مديرية أرحب.
وكانت قوات الشرعية المسنودة من التحالف العربي، في العشرين من يناير الماضي بدأت بعملية عسكرية جديدة، وهي تقترب من أرحب وسط معارك متواصلة وعنيفة.
وخلال الأشهر الماضية كان الجيش الوطني قد تمكن من السيطرة على مناطق ذات أهمية إستراتيجية. وأشارت مصادر عسكرية إلى أن ذلك يعني سقوط جبهة الميمنة بالكامل، وأن أهمية هذا التقدم تكمن في أنه يُمكّن قوات الجيش من تأمين جبهة القلب والميسرة.
واختارت قوات الشرعية الجبهة الشرقية للعاصمة لتخوض معركتها الكاسرة مع الانقلابيين، وهي المعركة التي أصبحت توصف بأنها "أم المعارك".
ويعتبر محللون السيطرة الكاملة على هذه المنطقة بأنها تعني الكثير في معادلة السيطرة على الجغرافيا اليمنية.
ففي نظر الكاتب والمحلل السياسي/ محمد الغابري اختيار الجهة الشرقية لتكون الطريق إلى العاصمة يشير إلى استراتيجية عسكرية طويلة النفس، وتبدو من الناحية الجغرافية أصلح بالنظر لموقعها ولكونها قلاع طبيعية من الجبال.
ويؤكد مراقبون أن معركة أرحب ستكون حاسمة في التقدم نحو العاصمة، نظرا لموقعها الإستراتيجي وولاء قبائلها للسلطة الشرعية.
ويرى المحلل السياسي وأستاذ علم الاجتماع السياسي- الدكتور/ عبد الباقي شمسان في العمليات العسكرية على تخوم صنعاء بأنها خيار عقلاني وحيد بناء على معرفته بمشروع سلوك وإستراتيجية الانقلابين يتوجب أن يرتفع وتيرتها مع عمليات أخرى في تعز والحديدة وصعدة.
ويشدد قادة في القوات المسلحة اليمنية على الأهمية الإستراتيجية للمديرية، كون السيطرة عليها بشكل كامل يفتح الطريق لتقدم سريع نحو العاصمة.
فيما يتوقع خبراء عسكريون حصول تغيير كبير في المشهد العام في صنعاء على خلفية السيطرة على أرحب.
وينظر الخبير في شئون النزاعات المسلحة/ علي الذهب إلى معركة الجبهة الشرقية لصنعاء بأنها تأتي في إطار التضييق على الانقلاب وقواته، بالتزامن مع تحرك جبهات أخرى شمالا وغربا.
وهو ما يعني، بحسب الذهب، أن المعركة اتسعت، وقد يفسح ذلك المجال لقيام جبهات أخرى في محيط العاصمة.
وفي وقت سابق كان الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة العميد الركن/ عبده مجلي، كشف عن خطة عسكرية لتحرير العاصمة صنعاء من المليشيا الانقلابية.
وقال العميد مجلي إن القوات في دخولها إلى مدينة صنعاء ستدخل من عدة محاور ومن عدة اتجاهات حسب الخطة المرسومة.
وأشار الناطق الرسمي للجيش إلى أن هناك جبهات جديدة ستفتح في أماكن عديدة لم يتوقعها الانقلابيون، وسيندم تحالف الحوثي وصالح على أنهم تمردوا وانقلبوا على الشرعية والمرجعيات الأساسية المتمثلة في المبادرة الخليجية والقرار الدولي رقم 2216 ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني، حد قوله.
مرحلة الحسم
ودخلت المعركة الطويلة للسيطرة على بلدة نهم اليمنية ما يمكن أن يُطلق عليه "مرحلة الحسم"، وذلك بعد نحو تسعة أشهر من اختيار قوات الشرعية هذه البلدة المترامية في أعالي جبال صنعاء، لتكون معركتها الفاصلة في الحرب مع الحوثيين وحليفهم الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح.
وتعتبر نهم منطقة إستراتيجية بالنسبة للعاصمة صنعاء، فهي تحيط بها من الشمال والشرق، وتبلغ مساحتها 1841 كلم².
وتعد البوابة الشرقية الآمنة لها لوعورة تضاريسها الجبلية ومرتفعاتها الشاهقة. والسيطرة الكاملة عليها تعني بدء العد التنازلي لتحرير العاصمة بأقل كلفة.
وتشهد المنطقة منذ ديسمبر/كانون الأول من العام قبل الماضي، معارك عنيفة ارتفعت وتيرتها في الفترة الأخيرة مع بدء القوات الحكومية موجة جديدة من العمليات، تسعى من خلالها إلى استكمال السيطرة على هذه البلدة بهدف التقدم نحو تحرير العاصمة صنعاء، المعقل الرئيسي للانقلابيين.
وخلال هذه الفترة، تمكنت قوات الشرعية من السيطرة على العديد من المواقع والمرتفعات الجبلية المهمة من الناحية العسكرية.
ولا يختلف اثنان من المحللين على أن خسارة معركة نهم تعني انهيار الخط الدفاعي الأول للانقلابيين، كما أن الفوز فيها بالنسبة لقوات الشرعية يعني سيطرة جزئية على العاصمة ومفتاح حل لتحريرها بأقل الخسائر.
تقدم محرز
ومنتصف يناير كان الجيش الوطني والمقاومة الشعبية قد أنجزا تقدماً فارقاً في جبهة نهم، ففي 16 يناير تمكنت وحدات الجيش من تحرير جبل حلبان والتقدم باتجاه منطقة دوه بمنطقة نهم شرق صنعاء وهي تخوض معارك مستمرة مع ميليشيات الحوثي والمخلوع الانقلابية، وسط تغطية من طيران التحالف العربي.
كما حررت وحدات الجيش جبل النخش بالكامل في منطقة نهم شرق صنعاء، وتمكنت من السيطرة على جبل "رشح" وتبتي "التوجيه" و"الجروف" وعشر تباب أخريات، ومواقع أخرى، محرزة تقدماً ميدانيا باتجاه منطقة "الحول" و"قرية ضبوعة" في معارك عنيفة مع ميلشيات الحوثي وصالح في مديرية نهم.
وفي 17 يناير سيطرت القوات الحكومية والمقاومة، على جبل "دُوة" وتبة "العياني" في مديرية نهم شرق صنعاء، بعد معارك عنيفة ضد المسلحين الحوثيين وقوات صالح، تمكنت خلالها من دحر ميلشيا الحوثي وصالح من عدة مواقع وتحرير ما يقارب من 9 كيلو متر من الميليشيات في جبهة الميمنة بنهم شرق صنعاء..
وفي 18 يناير اتسعت رقعة المواجهات المسلحة التي تخوضها قوات الجيش الوطني ضد مليشيا الانقلاب شرق العاصمة صنعاء، وقوات الجيش الوطني تحرز تقدماً ميدانياً في المناطق الواقعة بين مديريتي أرحب ونهم محيط العاصمة صنعاء.
وبعد يوم واحد من إعلان عمليتها العسكرية الجديدة تمكنت قوات الجيش الوطني في 21 يناير من تحرير منطقة الصافح الأبيض، الذي يمتد لأكثر من 4 كيلو مترات شمال قرية ضبوعة- في جبهة الميمنة بمديرية نهم. وواصل التقدم نحو قرية ضبوعة، في ظل معارك مستمرة وسط تقهقر الميليشيات الانقلابية وتكبدها خسائر كبيرة.
وتعد هذه المناطق ذات أهمية استراتيجية، إذ تشير مصادر عسكرية إلى أهمية سيطرة القوات الحكومية على جبل "دوه" وتبتي "القناصين" و"العياني" خاصة في ظل سقوط "ضبوعة"، موضحة أن ذلك يعني سقوط جبهة الميمنة بالكامل ما يمكن القوات- التي تتمركز في القلب- من اتجاه فرضة نهم التحرك صوب نقيل ابن غيلان..
ويعد "جبل دوه" آخر السلسلة الجبلية في جهة الميمنة من مديرية نهم، وبالسيطرة عليه تسيطر القوات الحكومية على منطقتي "الحول" و"ضبوعة" "وتباب العياني"، كما ستتمكن من الالتفاف على تبة "القناصين"، كما تعد جبال حلبان في ميمنة "فرضه نهم" مفترق طرق الإمداد الواصلة من هران وكذلك من ضبوعة.
ويوضح قادة عسكريون في الجيش الوطني أن أهمية ذلك التقدم تكمن في أنه يُمكّن قوات الجيش من تأمين جبهة القلب والميسرة، كما أنه يقطع إمداد الميلشيا القادمة من منطقة الساقية بمحافظة الجوف، إضافة إلى كون المناطق المحررة، تطل على منطقة "ضبوعة" ومفرق "قطبين" وقرية "الحول".
موقع جغرافي
تقع مديرية أرحب في محافظة صنعاء في أقصى شماليها الشرقي، وإلى الشمال من مديرية بني الحارث التابعة لأمانة العاصمة على بعد 25كم من مدينة صنعاء، وترتفع مديرية أرحب عن سطح البحر نحو 2200م تقريباً، ما خلا الأودية كالخارد وشوابة وهران فدرجة ارتفاعها دون ذلك.
وتتصل حدودها الإدارية في الشمال والغرب مع الحدود الإدارية لمحافظة عمران، يحدها من الشمال محافظة عمران (مديرية حرف سفيان) ومحافظة الجوف (مديرية المطمة)، ومن الجنوب محافظة صنعاء (مديرية همدان)، وأمانة العاصمة (بعض قرى مديرية بني الحارث)، ومن الشرق مديرية نهم، ومن الغرب محافظة عمران (مديريات ريدة، خارف، ذيبين)، ومديرية همدان.
وتبلغ مساحتها 1308كم2، ومركز المديرية (بيت مران)، وتضم هذه المديرية 240 قرية تشكل 15عزلة، هي: (بني سليمان، بني علي، بني مرة، بني حكم، بيت مران، الثلث، حبار، الخميس، الزبيرات، زندان، شاكر، شعب، عيال عبداللاه، المنصور، هزم).
ويؤكد مراقبون أن معركة أرحب (شمال شرقي صنعاء) ستكون حاسمة في التقدم نحو العاصمة اليمنية، نظرا لموقعها الإستراتيجي وولاء قبائلها للسلطة الشرعية.
أهمية استراتيجية
وبحسب مصادر في الجيش الوطني فإن أكثر من 90% من ولاء قبائل أرحب لقوات الشرعية والثورة، وهي قبائل متقاربة مع قبائل منطقة فرضة نهم في رفضها الانقلاب الذي قادته جماعة الحوثي وقوات الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح.
ويشدد قادة في القوات المسلحة اليمنية على الأهمية الإستراتيجية لأرحب من حيث إنها منطقة متاخمة مباشرة لصنعاء، والسيطرة عليها بشكل كامل يفتح الطريق لتقدم سريع نحو العاصمة اليمنية.
ويتوقع خبراء عسكريون حصول تغيير كبير في المشهد العام في صنعاء على خلفية السيطرة على أرحب، كون ذلك سيمهد لاستعادة الدولة الشرعيةَ وإلغاء مظاهر الانقلاب في اليمن والمليشيات التي أوصلت اليمن إلى ما هو عليه الآن.
ويشير الخبير في الشؤون العسكرية والإستراتيجية اليمني/ محمد جواس إلى أن أرحب ذات أهمية إستراتيجية كبيرة لما فيها من حاضنة اجتماعية توالي السلطة الشرعية، ولها تاريخ في مقارعة المخلوع.
وفضلا عن موقع أرحب الإستراتيجي المطلّ على مطار صنعاء وقاعدة الديلمي، فإنها تربط بين ثلاث محافظات: صنعاء وعمران والجوف.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.