يأمل المنتخب الهولندي أن لا يزداد وضعه حرجاً عندما يستضيف نظيره الإيطالي اليوم الثلاثاء في أمستردام في لقاء دولي ودي في كرة القدم، فيما ستكون باريس على موعد مع لقاء رد الاعتبار بين إسبانيا ومضيفتها فرنسا. ويدخل المنتخب الهولندي إلى مباراة "امستردام ارينا" بمعنويات مهزوزة تماماً بعد الهزيمة التي مني بها السبت أمام بلغاريا (صفر-2) في تصفيات مونديال روسيا 2018، ما أدى إلى إقالة مدربه داني بليند، ومن المؤكد أنّ هولندا لم تكن لتخوض هذه المباراة لو كانت تعلم بأن وضعها سيكون بهذا السوء عندما اتفقت مع إيطاليا على إقامتها، وذلك لأن المنتخب "البرتقالي" أصبح مهدداً بالغياب عن بطولة كبرى ثانية على التوالي بعد كأس أوروبا 2016. واعترف صانع الألعاب المخضرم ويسلي شنايدر أنّ "التأهل إلى روسيا أصبح معقداً جداً"، وأعطى الاتحاد الهولندي نفسه مهلة حتى حزيران/يونيو المقبل، أي موعد الجولة المقبلة من تصفيات المونديال لإيجاد مدرب جديد، وتمنى لاعب وسط ليفربول الإنكليزي جيورجينو فيينالدوم في حديث لصحيفة "تلغراف" البريطانية عودة فان غال لأنّه "كان رائعاً مع المنتخب قبل عامين ويعلم كيفية بناء فريق من الشبان، وتفتقد هولندا إلى لاعبين من طراز الجيل الذي قادها إلى نهائي مونديال جنوب أفريقيا 2010 والذي لم يبق منه سوى "العجوزين" آريين روبن وشنايدر، وسيسعى المدرب المؤقت غريم إلى تجنب المزيد من الضربات المعنوية عندما يتواجه فريقه مع إيطاليا التي ستستفيد من الطابع الودي للقاء من أجل إدخال تعديلات على التشكيلة التي فازت السبت على ألبانيا (2-صفر). وخلافاً لهولندا، تتصارع إيطاليا بقوة مع العملاقة الأخرى إسبانيا على بطاقة التأهل المباشر عن المجموعة السابعة، إذ تتشارك معها الصدارة ولكل منهما 13 نقطة من أصل 15 ممكنة، وسيلجأ المدرب حانبييرو فينتورا إلى تشكيلة رديفة يغيب عنها الحارس القائد جانلويجي بوفون وزميله في يوفنتوس أندريا بارزالي ودانييلي دي روسي ولورنتسو اينسينيي وماتيا دي تشيليو، فيما سيكون ليوناردو بونوتشي المخضرم الوحيد في التشكيلة بحسب ما تناقلت وسائل الإعلام الإيطالية، مستندة إلى التمارين التي خاض "الآتزوري" الاثنين، ويتجه فينتورا إلى إشراك حارس ميلان الشاب جانلويجي دوناروما أساسياً على حساب بوفون الذي خاض السبت ضد ألبانيا مباراته الألف على صعيد الأندية والمنتخب. وستكون باريس على موعد مع مباراة قوية بين العملاقين الفرنسي والإسباني اللذين يسيران بثبات في تصفيات روسيا 2018، وستسعى إسبانيا الى رد اعتبارها من فرنسا التي أسقطتها في المباراة الأخيرة التي جمعتهما في اوائل ايلول/سبتمبر 2014، أي بعد أسابيع معدودة على تنازل "لا فوريا روخا" عن لقبه العالمي الذي توج به عام 2010، بخروجه من الدور الأول لنهائيات البرازيل 2014. وتتصدر فرنسا المجموعة الأولى برصيد 13 نقطة وبفارق 3 نقاط عن السويد الثانية التي تحل بدورها ضيفة على كريستيانو رونالدو ورفاقه في المنتخب البرتغالي ثاني المجموعة الثانية بفارق ثلاث نقاط خلف سويسرا الفائزة بجميع مبارياتها الخمس حتى الآن. ورغم أن منتخب إسبانيا لا يعاني من أي إصابات مؤثرة قبل لقائه مع مضيفه منتخب فرنسا على ملعب «دو فرانس» إلا أن المدرب الإسباني جولين لوبتيجي يتعرض لضغوط لإجراء تغييرات في صفوف الفريق، ودفع لوبتيجي بلاعبيه الأساسيين خلال فوز إسبانيا «4-1» على الكيان الصهيوني يوم الجمعة الماضي، غير أن مدربي أندية هؤلاء اللاعبين لن يرغبوا في لعبهم 180 دقيقة في تلك المرحلة الحاسمة من الموسم، وستكون هناك مجموعة من اللاعبين مثل بيدرو رودريجيز وإياجو أسباس وألفارو موراتا وأندير هيريرا وسيزار أزبيليكويتا وجيرارد ديلوفيو، بحاجة للحصول على مزيد من الدقائق، بعدما جلسوا على مقاعد البدلاء في المباراة الأولى، ويتطلب ذلك من لوبتيجي إيجاد نوع من التوازن في قائمة فريقه الأساسية للمباراة التي ستكون أمام أحد أفضل منتخبات القارة الأوروبية حاليا. وقال داني كارفخال مدافع ريال مدريد «لا تتسم لقاءاتنا مع فرنسا بالطابع الودي، إنها حلقة جديدة في مسيرتنا مع مدرب جديد يمتلك أسلوب خططي حديث ورؤية مختلفة، ولدينا فرصة لإظهار ذلك في مثل تلك المواجهات الكبرى». ويلعب المنتخب الفرنسي اللقاء عقب فوزه «3-1» على مضيفه منتخب لوكسمبورج في تصفيات المونديال، حيث شهد اللقاء تسجيل أوليفيه جيرو نجم فريق أرسنال الانجليزي هدفين، قاد بهما منتخب «الديوك» لتعزيز صدارته للمجموعة الأولى برصيد 13 نقطة. وفي أبرز المباريات الودية الأخرى المقررة الثلاثاء، تلعب بلجيكا التي تسير بثبات نحو نهائيات مونديال 2018، مع صاحبة الضيافة روسيا على ملعب "فيشت أرينا" في سوتشي الذي يحتضن أول مباراة كروية بعد تعديل وجهته (احتضن حفلي افتتاح واختتام الاولمبياد الشتوي عام 2014)، وذلك تحضيرا لكي يكون أحد ملاعب كأس القارات المقررة الصيف المقبل ومونديال 2018. كما يعود النجم كريستيانو رونالدو إلى مسقط رأسه في جزيرة ماديرا لقيادة منتخب البرتغال لكرة القدم «بطل أوروبا»، في لقائه الودي مع ضيفه منتخب السويد، وأحرز رونالدو هدفين خلال فوز البرتغال «3-0» على ضيفتها المجر السبت في تصفيات المونديال، ليرفع رصيده التهديفي مع منتخب بلاده إلى 70 هدفا خلال 137 مباراة، ويواصل ممارسة هوايته في كتابة التاريخ بعدما بات رابع أفضل هداف في تاريخ أوروبا، وتفوق رونالدو، البالغ من العمر 32 عامًا، على كل من أسطورة كرة القدم الألماني جيرد مولر، والأيرلندي روبي كين، وأصبح على بعد هدف وحيد لمعادلة رقم المهاجم الألماني ميروسلاف كلوزه، فيما سيكون تخطي نجمي منتخب المجر الراحلين ساندرو كوتشيش «75 هدفا» وفيرينتس بوشكاش «84 هدفا» في قائمة الهدافين التاريخيين لأوروبا هو التحدي القادم للنجم البرتغالي. وصرح رونالدو لمحطة «آر تي بي» البرتغالية التليفزيونية «إنني على دراية بعدد الأهداف التي أحرزتها، ولكنه ليس الأمر الأكثر أهمية بالنسبة لي»، وأوضح رونالدو عقب انتهاء المواجهة أمام المنتخب المجري «ما يهمني هو أننا انتصرنا، نحن نقاتل من أجل حجز بطاقة التأهل للمونديال». وعلى الفور، انتقل نجم فريق ريال مدريد الإسباني الآن إلى جزيرة ماديرا للعب مع المنتخب البرتغالي في لقائه الذي سيقام على ملعب «استاديو دو ماريتيمو» مع نظيره السويدي، الذي تغلب على ضيفه منتخب بيلاروسيا 4«4-0»، أول أمس، في المجموعة الأولى للتصفيات، وأضاف رونالدو، الذي ولد بمدينة فونشال «سيكون الأمر جميلا حقا. إن المنتخب لم يخض أي مباراة في جزيرة ماديرا منذ عدة سنوات، سيكون هذا جيدا للجماهير هناك».