نحن على قناعة بما تحمله تلكم اللوحات المركبة على مقربة من أي تقاطع تتم فيه أعمال الجسور والأنفاق في أمانة العاصمة من اعتذار حضاري للمواطن " ناسف على إزعاجكم نحن نعمل لخدمتكم " وهو شيءجميل طبعاً والأجمل منه الحرص على إنجاز تلك الأعمال ودخولها مرحلة التشغيل بأزمنة قياسية .. لكن إذا كانت الشئون الفنية لأمانة العاصمة تبذل كل الجهود في سبيل إنجاح العمل باعتبارها الجهة المشرفة على تلكم المشاريع فإنه ما من شك أن ثمة مشاريع صغيرة ومهمة جداً تعتبر تكملة للمشروع الأساسي المنفذ والتي منها تحويل خطوط الهاتف ، وكذلك خطوط التصريف الصحي وعمل التحويلات الضرورية لذلك ومنها أيضاً ممرات المشاة على أقدامهم والتي على ذكرها ثمة صرخة لم تسمع في ضجيج العمل، وصرخة لم تسمع في ضجيج مجالس القات المحلية وتمكنا من سماع تلكما الصرختين ومشاهدة واقع الحال.. مسارات سريعة مغلقة ربما أن قطاع الشئون الفنية لأمانة العاصمة قد تجاهل هذا الأمر رغم أهميته الكبيرة جداً والمرتبطة بحياة سكان وقاطني أمانة العاصمة في كل المديرات ,وهم لا يقلون عن ثلاثة ملايين مواطن . وربما أن ذلك سقط سهواً من إستراتيجية قطاع الشئون الفنية بأمانة العاصمة لكنه سهو خطير وله عواقب وخيمة تتربص بالمواطنين, فما يؤكده مهندسو مشروع التقاطعات والجسور في أمانة العاصمة أن هذا المشروع قد تم الإعداد له على أساس مسارات مغلقة لحركة سير السيارات والمركبات ,بدون تقاطعات تتسبب بعرقلة حركة السير. لذا فقد جعل هذا الأمر العديد من شوارع أمانة العاصمة طرقات سريعة وخطيرة وربما لم يعتقد القائمون على المشروع أنهم قد جعلوا من تلك الشوارع ممرات مغلقة نحو الموت المحتوم أو الإصابة الدائمة أيضاً إذ أنه على طول تلك المسارات لم يتم وضع أية حلول للمشاة، من جسور أو أنفاق سكان السنينه في الخطر وعلى سبيل المثال لا الحصر تبدو الحاجة أكثر إلحاحاً وسوف تظل إلى الحاجة لحل مشكلة المشاة في شارع الستين وتحديداً تقاطع (الرباط السنينة) فهذه المنطقة عالية الكثافة السكانية والتي لا تتوقف بها الحركة حتى منتصف الليل يومياً من السيارات والمشاة وبشق الأنفس تستطيع النساء والصغار العبور في ظل السرعة الجنونية للمركبات من قواطر وسيارات وحافلات ويظل الموت متربصاً بكل حركة كائن حي يحاول عبور هذا التقاطع القاتل وعلى ناظر مجلس محلي يقيم هنا لكنه يبرر بأنه من الصعب إنشاء نفق مشاة في ذلك التقاطع. يقول أحد المواطنين من سكان السنينة: لقد خاطبنا المجلس المحلي للمديرية (معين) بخصوص نفق مشاة هنا لكن المجلس يرى صعوبة في عمل نفق مشاة بوجود نفق مغلق للسيول وهو نفق مغلق تحت الشارع تم الانتهاء منه مؤخرا , وعندما قلنا بأنه يمكن عمل جسر جوي للمشاة قال إن الفكرة أيضاً كبديل عن النفق طرحت على المجلس المحلي الذي باشر بتقديم مبرر آخر هو استخدام الجسر من قبل الشباب المتسكع لمضايقة الناس في منازلهم . نفقان في الستين ولكن ! ليس صحيحا أن شارع الستين الممتد من شارع تعز جنوبا إلى جولة عمران شمالا وهو مسار مغلق تماما يخلو من وجود أنفاق مشاة ,والحقيقة أن في الستين الشمالي نفقين للمشاة أحدهما في بوابة جامعة الإيمان والثاني أمام سوق علي محسن وهاذان النفقان يقدمان خدمات جليلة لسكان تلك المنطقة التي تتوسع كل يوم , ولمن يريد التسوق من أكبر الأسواق المركزية للخضار والفواكه والقات في أمانة العاصمة. لكن فضلا عن تقارب النفقين من بعضهما البعض إذ لا تكاد تفصل بينهما مسافة 100متر تقريبا فإن المشكلة الأكبر التي باتت تؤرق حياة المواطنين من سكان تلك المناطق المجاورة والتي استطعنا في "أخبار اليوم" رصدها بالصورة تتمثل بكون تلك الأنفاق مكتمة تماما فليس لها أية فتحة تهوية ولم يراع في تصميمها حاجة ذوي الاحتياجات الخاصة وتحديدا المعاقين عن الحركة الذين يتنقلون على كراسي متحركة وفيما يتحول النفقان إلى ممرات مخيفة وخطيرة عند أي انقطاع للتيار الكهربائي أو بالتحول إلى بركة مياه عند أي هطول غزير للمطر فإن النفق الذي يصل سكان الأمانة بالسوق له مميزات خاصة جداً فهو إلى جانب تمتعه بالمميزات السابقة قد تحول إلى ملجأ للمشردين ليلا ومقلب للقمامة والأوساخ ومكان خاص للمتسولين والمتسولات الذين افترشوا لهم أماكن محددة على مدخلي النفق بصفة مقيمين دائمين طبعاً. يقول عبد الخالق الذي يقطن حي جامعة الإيمان وهو بحاجة لاستخدام النفق في جلب حاجات المنزل من السوق :عند الظهر يصبح من الصعب علينا المرور في هذا النفق ونحن كبار فكيف بالأطفال الذين آمنا أنهم لن يضطروا لقطع طريق سريع وخطير، إن مرورهم هنا داخل النفق يجعلهم يواجهون خطر الموت اختناقا فالمكان ملي بالغبار المتصاعد ورائحة القمامة تكاد تزهق أنفاس الكبار كما إن هذا النفق أكثر زحمة من النفق السابق المجاور لبوابة الجامعة فهذا على باب السوق. ويؤكد عبد الخالق أن عمال النظافة لا يعرفون طريقاً إلى النفق وأن القمامة تظل تحت أقدام العابرين حتى تسحق وتتحول إلى دقيق ناعم يتطاير في الهواء عند الازدحام و يستنشقه الصغار والكبار الصحيح والمريض.