تظاهر أنصار جماعة الحوثي في مسيرة حاشدة- أمس الأحد بالعاصمة صنعاء- للمطالبة بتطهير حزب علي صالح ممن تصفهم الجماعة بالعملاء والطابور الخامس. وتعد هذه التظاهرة تصعيداً جديداً للخلاف القائم بين تحالف الانقلاب "صالح والحوثي" إثر توجيه زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي بفرض قانون طوارئ لإسكات المؤتمرين المنتقدين لفساد جماعته ولعبث مليشياتهم. وطالب المتظاهرون الحوثيون، قياداتهم بفرض قانون الطوارئ في المناطق الخاضعة لسيطرتهم ضد من وصفوهم ب"العملاء والطابور الخامس"، وسط مخاوف من موجة اعتقالات ضد مناوئيهم. وجرى الحشد في شارع المطار، شمالي العاصمة، ورفع خلاله الحوثيون لافتات تطالب بضرورة التصدي لمن يطلقون عليهم "الطابور الخامس". وطالب المتظاهرون- في بيان خلال المسيرة- المجلس السياسي الأعلى (شكله الحوثيون والرئيس السابق علي عبدالله صالح)، وحكومتهم المؤلفة بينهم بالمناصفة، بإعلان حالة الطوارئ في صنعاء والمحافظات الخاضعة لسيطرتهم، وضبط الأمن الداخلي. ويتخوف السكان المحليون في صنعاء من موجة اعتقالات جديدة سيقدمون عليها ضد مناوئيهم، تحت ذريعة حالة الطوارئ ومحاربة "العملاء والطابور الخامس"، وخصوصاً شريحة المواطنين الذين اتخذوا موقفاً محايداً من الحرب، وهاجمهم زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي مؤخراً، ووصفهم ب"المتخاذلين". وجاء مصطلح "الطابور الخامس"، عقب خطاب لزعيم الحوثيين، عبدالملك الحوثي، مطلع إبريل الجاري، حيث أطلق تهديدات غامضة ضد من وصفهم ب"الطابور الخامس"، في إشارة منه الى نشطاء وقيادات في حزب صالح الحليف الرئيسي لجماعته في الانقلاب، وطالب بإعلان حالة الطوارئ وتطهيرهم من الداخل، كونهم يشكلون مصدر خطر لهم. وشارك في التظاهرة التي أقيمت في شارع المطار- عصر الأحد في العاصمة صنعاء- الصحفي/ أحمد الحبيشي- رئيس الدائرة الإعلامية لحزب صالح- الأمر الذي أثار حالة من الغضب لدى أتباع صالح الذين قرروا مقاطعة التظاهرة. وفي السياق أفاد المحامي الخاص بصالح (مهدي المسوي) بأن حزب المؤتمر تعرّض للاختراق بشكل كبير من قبل الحوثيين على مدى العامين الماضيين. وأشار- في منشور على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"- إلى أن "الحوثيين استطاعوا فعلا - بعد اختيار بعض الشخصيات المؤتمرية- أن يجعلوا منهم أدوات داعمة لهم وتقف معهم بل وأصبحت تحميهم أكثر من تلك العناصر الحوثية أو المتحوثة". إلى ذلك أفاد الصحفي/ عبدالله المغربي، أنه لم تصدر الدعوة للمشاركة في التظاهرة مما يسمى المجلس السياسي وحكومة بن حبتور ولم تصدر توجيهات رسمية من قيادة الحزب بالمشاركة ولم يدع الحزب للخروج. وقال إن كل من شارك في التظاهرة من قيادات أو كوادر المؤتمر، يُعبّر عن نفسه وشخصه وليس هنالك أي ارتباط بين صفته الحزبية في المؤتمر الشعبي العام أياً كانت وبين مشاركته.