تصاعدت حدة الخلافات والصراعات بين تحالف الانقلاب في اليمن "الحوثيين وصالح" وبين قيادات جماعة الحوثي نفسها ووصلت للذروة في العاصمة صنعاء وبقية المحافظات التي تسيطر عليها المليشيات ووصلت إلى محافظة صعدة- معقل جماعة الحوثي- على خلفية نهب الأموال والأسلحة وتوزيع المناصب والهزائم المتلاحقة التي تتكبدها المليشيات أمام قوات الشرعية والتحالف العربي وفرار العشرات من عناصر الحوثي وصالح من عدة جبهات. "الأنباء" تفتح ملف هذه الخلافات بين تحالف الانقلاب وانعكاساتها على الوضع الحالي في العاصمة صنعاء وما إذا كانت ستسهم في الإسراع بإنهاء الانقلاب وتحرير العاصمة وما تبقى من محافظات تحت سياط الانقلاب، حيث قال المحلل السياسي اليمني عبدالعزيز المجيدي "إن الخلافات بين جماعة الحوثي وأنصار صالح ليست جديدة وهي مرشحة للمزيد من التفاقم". وأضاف المجيدي- في تصريح خاص ل"الأنباء"-: من الواضح أن هذا الحلف آخذاً في التفكك وهو بصورة كبيرة ردة فعل من صالح حيال رغبة حوثية بالتخلص منه وتعبير في نفس الوقت عن اختلال في ميزان القوة بدأ يميل لمصلحة مليشيات الحوثي التي استطاعت- على ما يبدو- اقتحام مجالات نفوذ صالح، سيما في مناطق شمال الشمال وألويته العسكرية التي تتعرض لعملية استقطاب جعلت كثير من الضباط يرتبطون بولاء اكبر للحوثيين".. اتصال صالح بالإيرانيين وقال المجيدي "إن صالح حاول- من خلال الترتيب للانقلاب ودعم الحوثيين- استخدامهم كقفاز في الجريمة التي دمّرت البلاد وزجت بها في حرب، مستغلاً روابط قبلية وجغرافية وإلى حد ما طائفية بمليشيا الحوثي، وخاض الحليفان اللعبة وفي رأس كل منهما حسابات خاصة".. وأكد المحلل السياسي اليمني أن صالح فتح قنوات اتصال مع الإيرانيين ضمن تحالفه مع الحوثيين وكان يحاول استخدام هذا الطرف في لعبة استعادة السلطة وربما اتفقا على بعض العناوين الرئيسية، لكن الحوثيين ومن خلفهم إيران كانوا يثبتون أنفسهم من خلال عملية استقطاب واسعة في صفوف جيش صالح والأجهزة الأمنية وفي نفس الوقت يتم بناء أجهزتهم الخاصة بإشراف إيراني، ليغدو مع الوقت صالح هو اللعبة بيد الحوثي وإيران"، مشيراً إلى أن الصراع اندلع بين الطرفين لأسباب كثيرة بينها توزيع ما يعتبرونه غنيمة الانقلاب وسلطة الأمر الواقع في وقت يتربص كل طرف بالآخر ولا أعتقد أن الدهاء الإيراني يمكن أن يثق بألاعيب ومكر صالح لذلك كانت المبادأة من جهة الحوثي في تقليم أظافره ووضع كل ما يطاله تحت يد جماعة الحوثي.. لذلك يبدو صالح في موقع من ينحني للعاصفة ويتقبل الصفعات الواحدة تلو الأخرى لاعتبارات متعلقة بظرف الحرب وبنفس الوقت خفض سقف طموحه بالبقاء سالما مع وحدات عسكرية تحميه في صنعاء ومحيطها".. انهيار تحالف الانقلاب وحول ما إذا ستكون هذه الخلافات سبباً لانهيار التحالف بين الحوثي وصالح قال المجيدي" بالتأكيد هذه الخلافات ستؤثر على طرفي الانقلاب، لكنها لن تكون سبباً في الانهيار الكامل فمازال ثمة مشتركات تجبرهما على القتال جنباً إلى جنب فهما يعرفان تماماً وتحديداً صالح أن تحويل الخلاف إلى نزاع مسلح سيعصف بهما معاً وهما يخوضان حرباً في مواجهة الجيش الوطني والمقاومة الشعبية مسنوداً بالتحالف"، مشيراً إلى أن تصرفات الحوثي تشير إلى أن الجماعة باتت الطرف الأكثر سيطرة على مقاليد الأمور، وسيظل صالح وحده يكافح لإبقاء الحلف قائماً ولو مقابل ضمان حياته وعدم استهدافه".. وطالب المجيدي السلطات الشرعية والتحالف العربي باستثمار هذه الخلافات وحالة السخط الشعبي العام من ممارسات مليشيات الانقلاب بالمزيد من الضغط الميداني وتفكيك الولاءات القبلية واختراق الوحدات العسكرية.. وفي نفس الوقت على الشرعية أيضاً أن تسرع من وتيرة العمليات العسكرية وعدم المراهنة على أي خلافات.. خلافات عميقة وشهدت العاصمة صنعاء- خلال الأيام القليلة الماضية- خلافات عميقة بين الحوثيين وأنصار الرئيس السابق علي عبدالله صالح اجتاحت عدداً من مؤسسات الدولة والوزارات في حكومة الانقلاب غير المعترف بها محلياً ودولياً بعد إقالة ما يسمّى رئيس المجلس السياسي صالح الصماد لوزير التخطيط في حكومة الانقلاب ياسر العواضي وهو قيادي بارز في حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يرأسه صالح واندلاع صراع عنيف بين جماعة الحوثي وصالح لتولي حقيبة الوزارة ووصل الخلاف إلى اشتباكات بالأيدي داخل الوزارة. ووجه النائب العام المعين من قبل الحوثيين في صنعاء عبد العزيز البغدادي أمس بإحالة وزير الخارجية والقيادي البارز في حزب المؤتمر هشام شرف إلى التحقيق وتنفيذ العقوبات القانونية بحقه بناء على شكوى تقدم بها القيادي الحوثي أحمد البابلي على خلفية تعرضه للاعتداء من قبل الوزير هشام شرف مطلع الأسبوع الماضي، فيما رد الوزير هشام شرف برفع شكوى مضادة إلى النيابة الجزائية المتخصصة بصنعاء ضد مليشيات الحوثي. سجون خاصة لأنصار صالح وتصفية قيادات الحرس وفي السياق أكدت مصادر مقربة من حزب المؤتمر الموالي لصالح أن مليشيات الحوثي استحدثت سجوناً خاصة لاحتجاز أنصار الرئيس السابق/ علي عبدالله صالح في العاصمة صنعاء ومحافظة ذمارجنوب العاصمة، مؤكدة شن الحوثيين حملة اختطافات واسعة طالت عدداً من عناصر صالح بينهم مسئولون حكوميون ومشائخ ووجاهات اجتماعية، وسط معلومات عن تهديد جماعة الحوثي بتصفية صالح". إلى ذلك حذّرت قيادات في حزب المؤتمر من مخطط لجماعة الحوثي يستهدف قيادات في الحرس الجمهوري الموالي للرئيس السابق صالح بعد أن يتم استدراجهم إلى محافظة صعدة معقل جماعة الحوثي، وقالت "إن الحوثيين يجهزون لنقل عدد من كبار ضباط الحرس الجمهوري إلى صعده تحت ذريعة إعطائهم دورات ثقافية، وهناك سيتم تصفيتهم جسدياً". وأكدت مصادر مطلعة ل"الأنباء" أن الخلافات بدأت تعصف بالقيادة العليا لجماعة الحوثي بعد امتناع العشرات من مشرفي ومسؤولي جماعة الحوثي في عدد من مديريات محافظة صعدة، ورفضهم توجيهات زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي للقيام بمهام ميدانية في جبهات القتال على الحدود ومناطق نهم وميدي والساحل الغربي لليمن، بعد تزايد أعداد القتلى في صفوف القيادات الميدانية والعسكرية خلال الفترة الماضية. وقالت المصادر "إن زعيم جماعة الحوثي عبدالملك الحوثي وجّه بإجبار القيادات الميدانية الرافضة بالتوجه إلى جبهات القتال بالقوة أو اعتقالهم ومصادرة جميع أموالهم وممتلكاتهم. اختطاف قيادات موالية لصالح وكانت ميليشيات الحوثي اختطفت عدداً من كبار مشائخ قبيلة "عُذر" التابعة لقبائل حاشد الموالية لصالح في محافظة عمران شمال العاصمة صنعاء، بعد مواجهات عنيفة بين رجال القبائل وعناصر من جماعة الحوثي، فيما اقتحم الحوثيون منزل توفيق صالح نجل شقيق الرئيس السابق صالح بالعاصمة صنعاء ونهبت كميات كبيرة من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة كانت مخزنة في المنزل. في سياق متصل بالخلافات التي تعصف بتحالف الانقلاب تصاعد الصراع بين قيادات الطرفين في محافظاتإب وتعز والحديدة وحجة وشهدت تلك المحافظات خلال الأيام الماضية مواجهات بين الحوثيين وأنصار صالح سقط خلالها قتلى بينهم قياديات فيما انشق عدد من القيادات الموالية لصالح عن حزب المؤتمر وأعلنت انضمامها للشرعية في محافظة الحديدة، ونجاة قيادي بارز في حزب صالح من الاغتيال برصاص مسلحي الحوثي في الحديدة أيضاً وتعرض لإصابة بالغة مع مرافقيه. نقلا عن الأنباء الكويتية