مع كل يوم جديد يتعقد المشهد الأمني أكثر في تعز، وتصبح حياة المدنيين فيها أكثر صعوبة، نتيجة ما تشهده المدينة من فوضى أمنية، تتصاعد وتيرتها يوماً بعد آخر بشكل غير مسبوق، حتى لم تكد تمر يوم دون عملية اغتيال في شوارع المدينة التي طالما وصفت بعاصمة الثقافة والمدنية. ومع تردي الأوضاع الأمنية في تعز، تتعالى حدة مطالب أبناء المدينة المتكررة للسلطة المحلية وللأجهزة الأمنية بالتحرك، لوضع حد لهذا الانفلات، في حين تتزايد المخاوف من إمكانية أن تنزلق المحافظة إلى مربع الصراع والاقتتال الداخلي.. ورغم تنوع مظاهر الانفلات الحاصل هناك، ومعها تتباين الرؤى عن الأسباب والعوامل، لكن الحيرة ما تزال تدفع بكثير مراقبين كما هو حال سكان المدينة للبحث عن: ما الذي يجري في تعز المثقلة بأوجاع الحرب والحصار؟!. مجدداً عادت عمليات الاغتيالات، وبشكل مريب، في مدينة تعز، وسط اليمن. وأرجع مراقبون ذلك إلى ضعف الأداء الأمني في المحافظة الذي بدوره أعاد عمليات الاغتيالات في تعز. ويتوقع متابعون أن تتسع دائرة الاغتيالات في مدينة تعز خلال المرحلة المقبلة، لافتين إلى أن ما حدث في الأيام القليلة الماضية كان نتيجة طبيعية للشحن وتبادل التهم بين مكونات سياسية وفي المقاومة، بالعمل لحساب أطراف أخرى، داخلية وخارجية. وفي الوقت الذي يشار إلى أن أغلب المنفذين للعمليات مسلحون مجهولون، ينوه مراقبون إلى استغلال أطراف أخرى في صفوف الانقلابيين لخارطة الخلافات داخل فصائل "المقاومة الشعبية" في تعز، وتنفيذ عمليات بغرض الإيقاع، وتوسيع دائرة الخلاف. وتشهد تعز اختلالات أمنية يعتقد أن لها مغزى سياسي لأحد الأطراف في الصراع ك صالح وشركائه، وكان ملف الاغتيالات هو الأبرز، حيث تم تصفية عدد من عناصر المقاومة والمدنيين في عمليات ينفذها مسلحون مجهولون. ويفسر مراقبون تصاعد أعمال الاغتيال، بوجود خلايا نائمة تتبع مليشيا الانقلاب لإرباك المشهد في محافظة تعز وزعزعة الأمن في المناطق المحررة بعد أن خسرتها المليشيا عسكرياً. ودعا المراقبون إلى سرعة تفعيل دور الأجهزة الأمنية في المديريات المحررة والعمل على التنسيق بين كل الأجهزة الأمنية والعسكرية لضبط الأمن ومنع مثل هذه الجرائم التي باتت تتصاعد في مشهد يومي يسعى من خلاله الانقلابيون إلى تشويه صورة المقاومة والسلطة الشرعية. ويرى البعض في ضرب شبح الاغتيالات لمدينة تعز بأنه يعود في جزء منه إلى ما تعيشه المحافظة من انفلات أمني غير مسبوق. في حين يخيم الصمت على الجهات المختصة، وفقاً لاتهامات ناشطين ينتقدون عدم قيام هذه الجهات بتفعيل دورها وإيجاد حل للتدهور الأمني وشبح الاغتيالات الذي يضرب المدينة. مظاهر الانفلات تتنوع مظاهر الانفلات الحاصل في تعز، ومن أبرزها الاغتيالات التي ظهرت مؤخرا وطالت مسئولين أمنيين وقادة وأفراد في المقاومة الشعبية. وزاد ذلك الوضع المخاوف من توسع رقعة الاغتيالات، وهو ما سيزيد من حجم الصراع داخل المحافظة، خاصة بعد تبادل الاتهامات التي يعقب مثل تلك الحوادث. إضافة إلى الاغتيالات فإن ظاهرة (تكسير الأقفال) وسرقة المحلات التجارية والمنازل كانت هي الأكثر انتشارا، والتي تضرر جراءها عديد من المواطنين. التقطع للسيارات وأخذها بالقوة، هي ظاهرة تزايدت مؤخرا، فلم يعد يجرؤ مالكي العربات على الخروج أو قيادتها إلى أماكن عملهم، بعد أن تعرض كثير منهم للنهب. وكان للمدنيين أيضا نصيب من الاختطافات التي لم تنتشر كثيرا، لكنها أثارت الرعب في نفوس المواطنين، نتيجة لغياب الأمن، وانتشار الشائعات بسرعة كبيرة وتضخيمها في المدينة. أسباب وعوامل يشير متابعون إلى أن أبرز أسباب ارتفاع وتيرة الاغتيالات، والانفلات الأمني في تعز، الذي يعد مظهرا من مظاهر الحرب، هو غياب الأمن وعدم قيام المجلس المحلي بمهامه وكذا الجيش الوطني وقادة المقاومة، في حفظ الأمن كما ينبغي. كما أعدوا تأخر الحسم العسكري في تعز، بأنه أحد أبرز أسباب الانفلات الأمني الحاصل، فلذلك تبعات كثيرة، بدأت تظهر وبقوة مع مرور أكثر من عامين على بدء الحرب في المحافظة. فضلاً عن وجود صراعات خفية ومناكفات ومكايدات بين بعض فصائل المقاومة الشعبية، وهو ما أدى إلى زيادة الاغتيالات في صفوف أفراد المقاومة. ويرجع مراقبون الاغتيالات التي طالت كذلك مدنيين ذلك إلى أنه يعود إلى انتشار السلاح بينهم بشكل كبير، ورغم ذلك لا يستبعدون وقوف جهات وراء استمرار الفوضى في تعز- والتي يمكن السيطرة عليها-، وذلك من أجل إظهار تعز بصورة غير حسنة أمام التحالف العربي، والمجتمع الدولي، فضلا عن تشويه صورة المقاومة، وهو ما سيعيق تحريرها. مخاوف وتحذيرات ومع تردي الأوضاع الأمنية في تعز، تتزايد المخاوف من إمكانية أن تنزلق المحافظة إلى مربع الصراع والاقتتال الداخلي، وهو ما سيحقق هدف الانقلابيين الذين تشكل لهم الحالمة مكسبا كبيرا لما تشكله من أهمية بسبب موقعها الاستراتيجي، وثقلها السياسي والاجتماعي. وأمام استمرار مسلسل الانفلات الأمني في تعز، فإن مخاوف المدنيين تتصاعد بشكل دائم، وبات عديد من المواطنين يشعرون بالقلق على حياتهم وأبنائهم وممتلكاتهم في ظل ما يجري. وفي اعتقاد مراقبين فإن استقرار المحافظة بحاجة إلى أن تتحمل السلطة المحلية وقيادة الجيش والمقاومة المسئولية، وتعمل على استكمال ضم أفراد المقاومة بالجيش. فضلا عن تفعيل إدارة الأمن لأجهزة المخابرات العسكرية التابعة لها، وكذا الأمن السري في المحافظة، للقضاء على أي اختلالات أمنية، وللتخلص من الخلايا النائمة التابعة للانقلابيين التي تقوم بزعزعة الاستقرار في تعز. ويشدد محللون على أن إرادة السلطة المحلية، وقيادات الجيش والمقاومة الشعبية، ستكون كافية للبدء بعملية القضاء على الانفلات الأمني، من خلال تكثيف الحملات الأمنية وقيامها بدورها، إضافة إلى ذلك يتوجب على التحالف العربي والشرعية دعم تعز بشكل أكبر، واستغلال الدعم الذي تتحصل عليه المدينة بشكل أكبر، والقضاء على الاختلالات التي كانت تحدث في هذا الجانب، وأدت إلى بعثرة بعض جهود التحالف، ولن تكون مهمة سهلة خاصة أن من الصعوبة فتح جبهات قتال أخرى وسط المدينة. وفي هذا الصدد طالب القائم بأعمال مدير أمن محافظة تعز- العقيد/ محمد المحمودي- من التحالف والحكومة بالمسارعة في إنقاذ مدينة تعز بتقديم دعم عاجل للأمن وإعادة هيكلة الأجهزة الأمنية. وحذر، في تصريح ل"أخبار اليوم"، من أن التهاون في وضع تعز سيؤثر سلباً على أداء الجبهة بالكامل وستكون نتائجه وخيمة على الحرب مع الانقلابيين.. وعزا المحمودي ما تشهده مدينة تعز من اختلالات أمنية، نتيجة طبيعية لإهمال الشرعية والتحالف لإعادة بناء الدولة ومؤسساتها وعلى رأسها الجهاز الأمني بالمحافظة. وقال "إن كل هذا يحدث على مرأى ومسمع الحكومة التي تبدو وكأنها لا ترى أن هناك تعز". وأضاف "إن هناك لغزاً غير مفهوم من إهمال الشرعية والتحالف لمحافظة تعز وأن يتم دعم الفصائل التي تزعزع الأمن فيما لم يتم دعم الجهاز على الرغم من مطالبتهم للحكومة ومقابلة المعنيين فيها وعمل برامج على مدى سنة ونصف".. فوضى مقلقة وتأتي حوادث الاغتيال بعد عمليات انتشار واسع للشرطة العسكرية في شوارع تعز الرئيسة بهدف تأمين المحافظة وتثبيت دعائم الأمن والاستقرار. وقال قائد الشرطة العسكرية بالمحافظة- العقيد/ جمال الشميري إن عملية الاغتيال التي طالت نجله عماد كانت مرتبة ومدروسة بسبب انتشار الشرطة العسكرية بشوارع مدينة تعز ومحاولة إفشال دورها في أداء مهامها. ووسعت الشرطة العسكرية في محافظة تعز من انتشارها- الذي كانت دشنته مطلع مايو المنفرط- في عدد من شوارع المدينة وذلك في سبيل الدور بإسناد الجانب الأمني وضبط الاختلالات والفوضى داخل المدينة. كما كثفت انتشارها في مختلف شوارع ومداخل المدينة، ضمن خطة أمنية تهدف لحماية المرافق والمنشآت. وتأتي هذه العمليات المتكررة في حق قيادات وأفراد في المقاومة الشعبية والجيش الوطني، في ظل وضع أمني متدهور، دون أي تحرك يذكر من قبل الأجهزة الأمنية، وفقاً لانتقادات مراقبين. وتشهد المدينة التي تقع تحت سلطات القوات الحكومية حالة من الفوضى الأمنية بسبب تعدد الفصائل المسلحة التي تتدخل في إدارة الملف الأمني في المدينة. وكانت قد شهدت شوارع تعز- خلال الأسابيع الماضية- فوضى وقطعاً للشوارع بسبب عدم استلام الرواتب والخصم من مرتبات المجندين في الجيش الوطني. كما شهدت مواجهات وإطلاق نار متبادل بين مسلحين ينتمون للمقاومة الموالية للرئيس/ عبد ربه منصور هادي والقوات الحكومية، بسبب صرف الرواتب. خارطة نزيف الأرواح منذ مطلع العام الجاري 2017م شهدت محافظة تعز، وسط اليمن عدد من عمليات الاغتيال المتكررة التي استأنفت نشاطها وتصاعدت وتيرتها مجدداً في المدينة. وازدادت وتيرة الاغتيالات السياسية والتصفيات بصورة كبيرة في مدينة تعز التي تشهد مناكفات وصلت حد الاشتباكات بين فصائل بالمقاومة الشعبية التي تقاتل إلى صف شرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي. يناير وفبراير وخلال شهري يناير وفبراير رصد المحرر في صحيفة "أخبار اليوم" 13 عملية اغتيال وصفت بالممنهجة، شهدتها محافظة تعز وسط اليمن، طالت عسكريين وأفراد في الأمن والمقاومة الشعبية، وزادت وتيرتها مؤخرا بشكل ملحوظ. وبلغ عدد الحالات التي تعرضت للاغتيال منذ مطلع العام الجاري وحتى غرة فبراير، قرابة 11 حالة، كان آخرها يوم الخميس 2 فبراير، والتي راح ضحيتها أحد ضباط البحث الجنائي بالمحافظة. في الثالث عشر من فبراير نجا رئيس حزب التجمع اليمني للإصلاح، بمحافظة تعز، عبد الحافظ الفقيه، من محاولة اغتيال برصاص مسلحين مجهولين، فيما قتل حارسه الشخصي جوار مسجد طلحة. قبلها تعرض قائد اللواء 35 مدرع، العميد عدنان الحمادي، في 31 يناير- كانون الثاني، لمحاولة اغتيال فاشلة، عبر عبوة ناسفة استهدفت موكبه بإحدى مديريات المحافظة. مارس مع نهاية شهر مارس/ آذار المنفرط بدأ شبحُ الاغتيالات يخيّمُ على تعز مجدداً، وعادت عمليات الاغتيال إلى المدينة بصورة غير مسبوقة. وخلاله رصدت "أخبار اليوم" اغتيال 12 مدني بينهم طفلين و6 من أفراد الجيش والمقاومة، في 10 عمليات ضحيتها 18 شخص، وهو مؤشر على تدهور الأمن في تعز، بحسب مراقبين. ظهر الجمعة الموافق 31 مارس أقدم مسلحون مجهولون على اغتيال الجندي زعيم عبد الله هزبر الشرعبي وهو أحد أفراد اللواء 170 دفاع جوي أمام فندق سبأ في حي الروضة شمال مدينة تعز. كما قتل صاحب بئر مياه وأصيب شقيقه بجروح بالغة في حول صدام غربي ساحة الحرية شمال مدينة تعز برصاص مسلحين مجهولين كانوا على متن سيارة "حبة" طلبوا مبلغاً مالياً من مالك البئر محمد هزاع الدعيس، وحين رفض طلبهم أطلقوا عليه النار وأردوه قتيلا، وأصيب شقيقه عبد الحكيم هزاع الدعيس. مساء السابع والعشرين من مارس استشهد الطفلان بشير غالب الريمي وعلاء طه محمد أحمد، جراء إطلاق النيران عليهم من قبل أربعة مسلحين مسلحين مجهولين كانوا يستقلون دراجة نارية أثناء محاولتهم اغتيال أحد أفراد الأمن وهو الجندي بسام بديع طه في منطقة صينة. في السادس والعشرين من ذات الشهر ألقى أحد المسلحين قنبلة يدوية على سوق للقات بمنطقة هجدة غرب مدينة تعز. وقالت مصادر إعلامية إن ثمانية من مرتادي السوق أصيبوا بعد أن ألقى أحد المسلحين قنبلة يدوية إثر خلاف نشب بين أحد المسلحين وبائع القات. وشهدت المدينة خلال يومي الجمعة والسبت الموافق 25 و24 مارس 6 عمليات، طالت ضباطاً في الأمن السياسي، وقيادات في فصائل من المقاومة الشعبية. وبدأت عمليات الاغتيال بتصفية أحد جرحى قيادات المقاومة في مستشفى الثورة وقت صلاة الجمعة، ويدعى "إسحاق فارع"، قبل أن يغتال مسلحون مجهولون على متن دراجة قياديين في كتائب "أبو العباس" في حيي الجحملية واللجينات. واغتال مسلحون مجهولون صباح السبت 25 مارس، مسؤول التسليح في كتائب "حسم" السلفية، المهندس ناصر القباطي، في منطقة بئر باشا بالمدينة، كما اغتال مسلحون آخرون ضابطاً في الأمن السياسي في شارع جمال. أبريل وبلغ عدد ضحايا الاغتيالات التي رصدتها "أخبار اليوم" خلال أبريل/ نيسان، أكثر من خمسين بينهم عسكريين ومدنيين وأفراد وقادة في المقاومة الشعبية. ففي مساء السبت الأول من أبريل أقدم مسلحان يستقلان دراجة نارية على اغتيال جنديين في الجيش الوطني بمنطقة حوض الإشرف شرقي المدينة. وبحسب مصدر أمني فإن مسلحين كانا على متن دراجة نارية أطلق أحدهما النار على الجنديين طارق الحاشدي ومحمد الرعوي جوار جامع ذي النورين في حوض الأشراف، ولاذ المسلحان بالفرار. كما اغتال مسلحون يستقلون طقماً عسكريا يعتقد بانتمائهم لتنظيم القاعدة، شخصين (أحدهما طالب جامعي)، مساء ذات اليوم بإطلاق الرصاص عليهم. مساء الثالث من أبريل قتل شابان برصاص مسلحين مجهولين على دراجة نارية. وأوضحت مصادر محلية أن الشابين محمد الرعوي وطارق فهد قتلا برصاص مسلحين أمام مسجد ذوا لنورين في حي الأشبط وسط المدينة. مساء الأربعاء الخامس من أبريل أقدم مسلحان ملثمان على متن دراجة نارية على اغتيال مسؤول إمداد اللواء 17 مشاة التابع للقوات الحكومية، مروان عبد النور الشميري بمنطقة النسيرية، باب موسى جنوبي مدينة تعز وأردوه قتيلاً على الفور. صباح الخميس السادس من أبريل أصيب أحد أفراد الجبهة الشرقية يدعى أسامة عبد الحكيم الشرجبي جراء تعرضه لمحاولة اغتيال فاشلة من قبل مسلحين مجهولين يستقلون دراجة نارية في مدينة التربة جنوب محافظة تعز، وأصيب بطلقتين ناريتين في رجله وتم نقله إلى مستشفى خليفة بالتربة. وفي التاسع والعشرين من أبريل تحدثت مصادر في مدينة تعز، عن أن مسلحين سطوا على متجر أبو عمار للذهب والمجوهرات، وقتلوا مالكه وأصابوا آخر بجروح بليغة، بعد أن هجموا على المتجر الكائن في شارع 26 سبتمبر بمدينة تعز، وأطلقوا النار على مالك المحل، وأصابوا آخر بجروح بليغة. مايو وتصاعدت عمليات استهداف منتسبي الجيش التابع للحكومة الشرعية وأفراد في المقاومة الشعبية المساندة خلال شهر مايو في مدينة تعز في ظل تدهور الأوضاع الأمنية، كما طالت العمليات مسئولين حكوميين. ففي السادس من مايو اغتال مسلحون 3 من أفراد الجيش الوطني وسط المدينة في عمليتين منفصلتين خلال أقل من 24 ساعة. إذ أقدم مسلحون ملثمون مجهولون على اغتيال عنصرين من أفراد الجيش الوطني وهما الجنديين/ عبد الإله السريحي التابع لكتائب القيادي في المقاومة "أبو العباس" ووائل الغشم المنتمي لما يعرف ب "لواء العاصفة" التابع للحكومة الشرعية، حين أطلقوا عليهما النار أثناء مرورهما على دراجة نارية في جولة ناصر بشارع 26 سبتمبر وسط المدينة، وأردوهما قتيلين على الفور.. وأتت العملية بعد أقل من 24 ساعة على اغتيال مسلحين مجهولين الجندي/ زائد سلطان (من أفراد جبهة الزنوج) بالقرب من جامع الاعتصام وسط المدينة، ونهب سلاحه. وفي الثامن عشر من ذات الشهر نجا رئيس عمليات اللواء 17 مشاة بالجيش الوطني- العقيد/ عبده حمود الصغير من محاولة اغتيال، وسط مدينة تعز، جنوب غربي البلاد، إثر معارك اندلعت بين فصيلين بالمقاومة الشعبية، الموالية للرئيس، عبد ربه منصور هادي، حسبما قال مسؤول في المقاومة، وذلك إثر اشتباكات اندلعت بين عناصر المقاومة التابعة لكتائب أبي العباس، وبين آخرين يقودهم، غزوان المخلافي، وحاول الصغير التدخل لوقف المعارك، ووقت وصوله للمنطقة تعرض لإطلاق نار. كما أسفرت المواجهة عن إصابة 5 مدنيين بجروح متفاوتة، كانوا في سوق ديلوكس المتنازع عليه من الطرفين. مغرب يوم الأحد الثامن والعشرين من مايو اختطفت جماعة مسلحة في محافظة تعز مستشار محافظ تعز والناشط والسياسي/ عبد الستار الشميري من داخل المنزل، واقتادوه إلى مقر اللواء 22 ميكا في تعز، وذلك بعد أن قامت بحصار منزلهم قبل أن يقوم المسلحون باقتحام المنزل واختطافه. يونيو شهد شهر يونيو/ حزيران حوالي عشر حوادث أسفرت عن 24 ضحية بين قتيل ومصاب، كان أكثرها بشاعة العثور على جثث امرأتين وشاب في مجاري السيول. ودشن الشهر بمقتل أربعة مدنيين وأحد عناصر المقاومة الشعبية، بحوادث اغتيالات متفرقة، السادس من يونيو. وقال مصدر أمني، إن مسلحين اثنين يستقلان دراجة نارية، أطلقا النيران على اثنين من البائعين المتجولين، أمام محل العفيف في شارع 26 سبتمبر وسط المدينة، قبل أن يلوذا بالفرار، فيما لفظ البائعين أنفاسهما على الفور. وفي حادث آخر، أطلقت عصابة مسلحة النار على مدنيين، إثر خلافٍ سابق حول ملكية أراضي في حي صينة جنوبالمدينة، مما أدى إلى مقتل مدنيين اثنين. واغتال مسلح مجهول شخصاً في حي الجمهوري، وتشير معلومات إلى أن الضحية كان متهم بجريمة قتل سابقة، فيما وُجدت جثة أحد أفراد لواء العاصفة خلف كلية الآداب وسط مدينة تعز. الثامن من يونيو اقتحم مسلحون مكتب الضرائب ومكتب الجمارك بالمحافظة، وقيامهم بالاعتداء على الموظفين العموميين بأعقاب البنادق وتكسير محتويات المكتبين والعبث بها ونهب الوثائق الخاصة بالمكتبين. سبق الحادثة تلقي مدير عام مكتب الضرائب تهديدا بالتصفية الجسدية من قبل مسئول في السلطة المحلية وأشخاص تابعين له، وفق ما تضمنته مذكرة مرفوعة من مدير عام مكتب الضرائب إلى محافظ المحافظة والمؤرخة بتاريخ 6 يونيو. في جريمة غير مسبوقة عثر مواطنون صباح الرابع عشر من يونيو على جثة فتاة مفتحة مرمية في سائلة قلعة القاهرة بمنطقة وادي المدام وسط المدينة وما تزال بقايا النيران المشتعلة عليها، حتى إطفائها وتغطيتها من قبل سكان في الحي. وتكررت مثل هذه الجرائم وسط تعز، والتي كان آخرها قتل شاب ورمي جثته إلى مجرى السيول بدون رأس في ظل انفلات امني واسع بالمدينة. ولم يكد يمر أسبوع على الحادثة الأولى ليعثر مواطنون في الواحد والعشرين من ذات الشهر على جثة التربوية هيام نديم القوبة/ مديرة مدرسة دبي الأهلية في مجاري السيول بجوار جامع السعيد بمنطقة عصيفرة مدينة تعز، وعليها أثار خنق وتعذيب، وذلك بعد اختطافها من قبل مسلحين أثناء خروجها من منزلها في حي صينة جنوبتعز إلى السوق لشراء ملابس. وقبلها بيوم، أي في العشرين من يونيو قتل مدنيان اثنان وأصيب ثلاثة آخرين، جراء مواجهات مسلحة اندلعت بين مسلحين في نقطة صينة بمدينة تعز. وقالت مصادر محلية إن مسلحين تابعين لكتائب أبو العباس في نقطة صينة أطلقوا النيران على ماجد الزعيم شقيق القيادي بالمقاومة الشعبية أكرم الزعيم وفقا ل "الموقع بوست"، وأن مواجهات اندلعت بين الطرفين تسببت بمقتل مدنيان وإصابة ثلاثة آخرين. مساء الثاني والعشرين من يونيو/ حزيران قتل ثلاثة أشخاص وأصيب ثمانية آخرين بجروح متفاوتة في أحد الأسواق الشعبية بمديرية الشمايتين في ريف المحافظة جراء انفجار قنبلة يدوية ألقاها شخص مجهول، دون معرفة أسباب إلقاء القنبلة ولا دوافع الجريمة. يوليو خلال شهر يوليو/ تموز الحالي تزايدت تعقيدات الوضع الأمني أكثر في تعز، مع ارتفاع معدلات الجرائم والاغتيالات التي أصبحت ظاهرة مؤرّقة للمواطنين، بل كابوساً مرعباً جعل سكّان المدينة بين نارين؛ نار الحرب، ونار الانفلات الأمني غير المسبوق في تاريخ مدينة باتت تضيق بمقاتليها. وكانت أولى هذه تلك الحوادث مقتل مدير قسم شرطة نجد قسيم بمديرية المسراخ جنوبالمدينة/ محمد عبد الله يحيى وثلاثة من مرافقيه، في تبادل لإطلاق النار مع مسلحين ظهر الجمعة الرابع عشر من يوليو. وبعد ساعات من مقتل مدير قسم "نجد قسيم" قتل مسلحون مدير أمن مديرية المسراخ/ عبد الباسط الهمداني ونجله مساء ذات اليوم بعد محاصرة منزلهما. وشهدت مركز محافظة تعز اليوم نفسه فوضى أمنية وتقاتل بين فصائل أدت إلى مقتل مدنيين اثنين ومسلح وإصابة آخرين، في تجدد الاشتباكات بين مسلحي أبو العباس وغزوان المخلافي في سوق ديلوكس بشارع جمال، وذلك على خلفية خلافات على عائدات الضرائب والأتاوات التي يفرضونها على الباعة في السوق. وفي اليوم التالي الخامس عشر من يوليو تجددت الاشتباكات بين أتباع فصيلي أبو العباس والمخلافي في شارع جمال، وتسبب الاشتباكات التي اندلعت بعد ساعات من إيقافها بسقوط أحد المدنيين قتيلاً. في سياق آخر، اعتدى طالب يحمل السلاح على عميد كلية الحقوق بجامعة تعز الواقعة بمنطقة حبيل سلمان غربي المدينة، ودفع الاعتداء بعمادة الكلية إلى تعليق الاختبارات. صباح الاثنين السابع عشر من يوليو تموز نجا الناشط الحقوقي إبراهيم الجبري من محاولة اغتيال، بعد تعرضه لإطلاق نار وأصيب في كتفه، من مسلحين يستقلون دراجة نارية وسط مدينة تعز، نُقل على إثرها إلى أحد مستشفيات المدينة لإجراء عملية جراحية، بحسب المصادر. في الساعات المتأخرة من ليلة العشرين من يوليو أقدم مسلحون مجهولون على اغتيال الناشط في الحزب الاشتراكي والمرافق الشخصي لمدير فرع مصلحة الهجرة والجوازات بالمحافظة/ عمار الصراري بثلاث طلقات قاتلة من مسدس كاتم للصوت، بينما كان يقوم بحراسة منزل د. منصور العبدلي مدير عام مكتب الجوازات والهجرة في مدينة تعز. بعد ثلاثة أيام فقط اغتال مسلح مجهول يستقل دراجة نارية ظهر الاثنين الرابع والعشرين من ذات الشهر نجل قائد الشرطة العسكرية بالمحافظة- العقيد/ جمال الشميري في شارع العواضي المتفرع من شارع جمال وسط المدينة وسائق الطقم الذي كان يقله. وأوضحت المصادر أن عملية الاغتيال تمت بمسدس كاتم صوت، وهي الوسيلة نفسها التي نفذت بها اغتيال الناشط الصراري. يأتي ذلك في وقت قال سكان محليون إنهم عثروا على جثة أحد أفراد الجيش الوطني مرمية في سائلة عصيفرة شمال مدينة تعز، وأشار السكان إلى أن المقتول أحد أفراد الجيش الوطني في اللواء 170 دفاع جوي.