\ كشف قائد اللواء 14 مدرع، حرس جمهوري سابقا، العميد الركن/ محسن الداعري، عن تخاذل حكومة الشرعية عن تسديد "دين مالي كبير" كان قد اقترضه القائد اللواء الركن/ عبد الرب الشدادي- قائد المنطقة العسكرية الثالثة- الذي استشهد العام الماضي خلال قيادته معارك تحرير منطقة صرواح في آخر معاقل المليشيا الانقلابية بمأرب. وقال العميد الداعري- في بيان بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لرحيل الشدادي- إنه ما يزال مدينوناً بديون مالية كبيرة لآخرين كان قد استدان منهم "لدعم وتعزيز الجبهات بالأسلحة والعتاد والمستلزمات الحربية للمقاتلين ومازال ذلك الدين على ذمته حتى اليوم ونحن في الذكرى السنوية الأولى لاستشهاده". وتساءل: "هل عجز القادة من بعده كباراً وصغاراً عن قضاء دينه، أم أن الغيرة من الشهداء والشجعان تلاحقهم حتى في لحودهم". وقال الداعري - في نص بيانه الذي حمل عنوان "عام على استشهاد قعقاع النصر المأربي"- إن "السابع من أكتوبر ذكرى استشهاد فارس ترجل إلى مثواه بعد أن نقش أحرف النصر واضحة في عروش البغاة، إنها الذكرى الأولى لاستشهاد القائد المجاهد اللواء الركن/ عبد الرب الشدادي- طيب الله ثراه وأسكنه الفردوس الأعلى. ماذا عسانا نقول وكيف لنا أن نكتب عن ذكرى استشهاد بطل وطني غيور هو بذاته أمة، نعم لقد كان قائد بأمة؟. من أين نبدأ؟ لم نجد نقطة نستطيع الانطلاق منها، وأين ننتهي؟ فليس لما نقول في حق هذا القائد نهاية، أنه أزلي البداية أبدي النهاية. مجاهد بأمة أو قائد بأمة يعني أنه قد جمع في صفاته وسلوكه بل وفي شجاعته وإقدامه كلما قرأنا وسمعنا عن صفات ومآثر عظيمة لقادة مشاهير ورجال عظماء منذ فجر الإنسانية الأول، لا نقول الأنبياء والرسل فهم ممن اصطفاهم الله ولا يجوز أن نعظم غيرهم عليهم، ولكن من القادة الآخرين الذين قادوا الأمم والشعوب وخاضوا المعارك والحروب. لقد كان القائد الشدادي أحد أولئك القادة الأفذاذ الذين أبدعوا في حشد القوات والجموع وقيادتها إلى النصر في أصعب الظروف وأعقد المواقف. انتصر الشهيد الشدادي في زمن الهزائم وبرز كقائد وطني في حين هلك وفر وخان فيه قادة مشهورون، خانوا وطنهم ووحداتهم العسكرية، إنه القائد الذي أجمع عليه الجميع دون استثناء من وحدات عسكرية ومقاومة وطنية وأحزاب سياسية وقبائل ومشايخ وكل منظمات المجتمع المدني لقيادة عمليات النصر الإستراتيجي في الاتجاه الاستراتيجي الشمالي الشرقي، الجوفمأربشبوة، وكان قائد هذه المهام باقتدار. وأضاف الداعري: لم يذهب القائد الشدادي لجني الأرباح واستلام المصالح كحق مكتسب نضير ما قدم، بل ذهب مهرولاً في طليعة القوات ليلقى الله شهيداً مقبلاً غير مدبر، ليلقى الله وهو يمهر كلما كان يقول للناس بدمه الزكي الطاهر غير آبه بالموت. لقد استشهد هذا القائد البطل تاركا لنا تاريخا نضاليا ناصعا ستبقى كل الأجيال تنهل منه دروسا في العزة والكرامة والشجاعة إلى الأبد. إن قادة الحروب وتجارها يكتنزون من الأموال والعتاد والثراء الكثير، ربما ذلك قد يحلو لهم أن يسمونه حقا أو أجرا نضير ما قدموا وخاطروا بأموالهم وأنفسهم فأحلوا لأنفسهم ما يرونه مناسباً لهم حسب رأيهم، لكن شهيدنا الخالد أبداً ترك وراءه دينا كبيرا كان قد اقترضه من آخرين لدعم وتعزيز الجبهات بالأسلحة والعتاد والمستلزمات الحربية للمقاتلين ومازال ذلك الدين على ذمته حتى اليوم ونحن في الذكرى السنوية الأولى لاستشهاده. وتساءل الداعري: هل عجز القادة من بعده كباراً وصغاراً من قضاء دينه، أم أن الغيرة من الشهداء والشجعان تلاحقهم حتى في لحودهم. عذراً منك أيها الشهيد القائد في ذكرى استشهادك الأولى، لم نكن عند المستوى الذي تركتنا عليه. نم هنيئا قرير العين فقد حققت غايتك ولقيت الله وأنت عليها، وسيظل من تركتهم حاملين لواءك يتراوحون في مكانهم حتى يلاقيهم نصر الله أو يلحقون بك شهداء غير آبهين الموت، أما الأعداء فهيهات لهم أن تنام أعينهم ومازلنا حاملين رؤوسنا على أجسادنا. المجد والخلود للشهداء الأبرار الميامين. والشفاء للجرحى والمصابين. والنصر كل النصر للحق وأهله في كل وقت وحين. العميد الركن/ محسن الداعري قائد ل14م.