أكدت مصادر مطلعة ل”العرب” فشل الوساطة الرئاسية لإنهاء المواجهات في محافظة عمران بين الحوثيين واللواء 310. وقالت المصادر إن اشتباكات عنيفة تدور في المحافظة للسيطرة على عدد من المرتفعات الإستراتيجية التي يسيطر عليها الجيش في ظل محاولات حوثية حثيثة لإسقاطها. وكانت جماعة الحوثيين قد شنت هجوما الاثنين على موقع “الجميمة” ما أسفر عن مقتل 11 جنديا من بينهم قائد الموقع فيما قتل آخرون من الجماعة الحوثية التي قالت المصادر إن مقاتليها يتدفقون بغزارة على مناطق المواجهات من عدد من المحافظات القريبة وخصوصا صعدة. ولقي خمسة من الجنود اليمنيين حتفهم وأصيب 12 آخرون أمس إثر تجدد الاشتباكات بين الجيش ومسلحين ينتمون إلى الحوثيين. وربط مراقبون بين فتح جبهة عمران وبين الحرب التي يشنها الجيش ضد معاقل القاعدة في محافظتي شبوة وأبين. ويعتقد أن لفتح هذه الجبهة الجديدة فائدة مزدوجة لأبرز جماعتين عسكريتين متصارعتين في اليمن حيث يسعى الحوثيون إلى الاستفادة من عامل الوقت وانشغال الجيش بالحرب ضد القاعدة لإحكام السيطرة على محافظة عمران المتاخمة للعاصمة صنعاء. في المقابل، تهدف التيارات الجهادية في حزب الإصلاح إلى تشتيت جهود الجيش اليمني المنصبة على مواجهة القاعدة وإغراقه في جبهات جديدة لا تحظى بذات الأولوية التي يعتقد الرئيس هادي أن خطر الإرهاب يمثلها في الوقت الحالي. ويأتي ذلك بعد أن دأب الإصلاح في الفترة الأخيرة على مهاجمة الرئيس هادي واتهامه بشن الحرب على القاعدة في الوقت الذي يتجاهل فيه الخطر الحوثي. ويصف الكثير من وسائل الإعلام اليمنية الحرب بأنها حرب نفوذ بين حزب الإصلاح والحوثيين في إشارة إلى تبعية اللواء 310 لسيطرة الحزب الذي يقوده اللواء حميد القشيبي الذي نشرت وسائل الإعلام اليمنية الأسبوع الفائت صور احتفاله بعقد قران ابنته على نجل رجل الدين الإخواني عبدالمجيد الزنداني الذي تضعه الولاياتالمتحدة على قائمة الداعمين للإرهاب. وقد شهد الأسبوع الفائت العديد من المساجلات السياسية التي اعتبرها البعض مقدمة لتفجير الأوضاع في جبهة عمران حيث وصف وزير الداخلية في حكومة الوفاق اليمنية المقرب من الإخوان الحوثيين بالجماعة المتمردة على الدولة مثلها مثل القاعدة تماما. وهو الأمر الذي رد عليه أبو بكر القربي وزير الخارجية في حوار على قناة روسيا اليوم قائلا إنه لا تجوز المقارنة بين الحوثيين والقاعدة. وقد أكد القربي في ذات المقابلة على أن أطرافا إيرانية تدعم حركة الحوثيين وتقدم لهم السلاح. وأشار إلى أنه سيبحث هذه القضايا مع وكيل وزارة الخارجية الإيرانية الذي قام بزيارة خاطفة إلى صنعاء وخرجت بعض التسريبات الصحفية بعد انتهاء الزيارة عن صفقة سرية تم عقدها بين صنعاء وطهران تقضي بتوقف إيران عن ضخ الأموال والدعم للحوثيين وبعض مكونات الحراك الجنوبي وتحديدا جناح علي سالم البيض مقابل إغلاق اليمن لملف سفينة الأسلحة الإيرانية جيهان 1 وشبكات التجسس الإيرانية في اليمن التي كشفت عنها الحكومة اليمنية في وقت سابق. يشار إلى أن المواجهات بين الحوثيين والجيش تزامنت مع وصول وكيل الشؤون السياسية بوزارة الخارجية الإيرانية حسين أمير عبداللهيان إلى صنعاء في زيارة تستغرق عدة أيام. * العرب اللندنية