قال محمد عبد الله اليدومي رئيس الهيئة العليا لحزب التجمع اليمني للإصلاح إن على القوى السياسية بكل أسمائها ومسمياتها أن تصحح مسار خطابها الإعلامي وأن لا تسمح بخطاب يسهم بمزيد من الانزلاق نحو التصدع والانهيار. ودعا اليدومي في منشور على صفحته في "الفيس بوك " كل الأقلام والألسن التي وصفها بأنها تلهب ظهر السلم الاجتماعي للشعب وتمارس أساليب النخاسة الاعلامية عليها أن تنسحب من سوق البيع والشراء بأمن واستقرار البلد ،وأن تتوقف عن التسول في الدهاليز المظلمة والاستجداء المذل على حساب الأهل والوطن .
نص ما كتبه اليدومي :
الجميع في _ بلادنا _ يعلم أن هذه الحكومة قد ولدت من رحم وثيقة " السلم والشراكة الوطنية " التي تم التوقيع عليها من قبل كل القوى السياسية بقناعة تامة وانحياز لا لبس فيه للمصلحة الوطنية العليا ، ومتجاوزين بها كل الأنانيات الذاتية والحزبية ..!
كما أن الجميع _ على يقين _ أن تنفيذ هذه الوثيقة وموادها التي تعددت على صفحاتها لن يتم الا بصدق الإحساس بالمسئولية الوطنية على عاتق كل منا وأنه لابد من الالتفاف حولها قولاً وعملا دونما خداع أو محاولة زيغ مما تم الإتفاق عليه ..!
كما يلاحظ الجميع أن هذه الوثيقة ومن خلال الاسم الذي أُطلق عليها لا يمكن لها أن تطبق في الواقع الاَّ في أجواء يترفع فيها الخطاب الإعلامي لكل القوى السياسية عن النتن الطائفي والمناطقي والقبلي ، وأن لا يتمرغ في وحل العنصرية والتفرقة المقيته مهما كانت الدوافع والمبررات غير المنطقية ، وأن يسعى جهده في بث إشاعة ثقافة التسامح ورفض ثقافة الثأر السياسي ، وإدراك أنه لامجال أمامنا الاَّ أن نتعايش وأن ننبذ سياسة الوقيعة بين القوى السياسية من أي جهة أطلَّت برأسها منها ..!
إن الخطاب الإعلامي الذي يواكب المرحلة التي نمر بها اليوم _ والأسباب التي تنخر فيه _ محفوف بغيوم تحجب الرؤية عن الواقع المأساوي الذي نعيشه ، ويؤجج العداوة بين الأطراف السياسية ويرفع من قامة الحواجز بينها ، ويباعد ىبين قواعدها وأنصارها ، ويدفع بها الى التحلق المنفرد حول الصنمية السياسية ، والنأي بها بعيداً عن المصلحة العليا للوطن وعن المبادئ المستقاة من ديننا الإسلامي الحنيف ..!
إذا كان البعض يتصور أننا بخطابنا الإعلامي الحالي وبهذا الردح من القول وبهذا الإسفاف من الكتابة يمكن أن ننتشل أنفسنا من المستنقع الذي نغوص فيه فهو واهم ..!
إننا نكاد أن نغرق في بحر لجّي من المصاعب والمعاناة ، ومالم نعتبر بمصائب غيرنا ونتجنب خط السير الذي أوصلهم الى ما وصلوا اليه ونستحضر الخطر المحدق بنا من كل جانب في حاضرنا ومستقبلنا ، وأن نعقل أنه لا يمكن لبلادنا أن تنهض من كبوتها ولا أن تستفيق من غفوتها على أنقاض أبنائها ..! إننا ندعو كل الأقلام والألسن التي تلهب ظهر السلم الاجتماعي لشعبنا ، والتي تمارس أساليب النخاسة الإعلامية ؛ أن تنسحب من سوق البيع والشراء بأمن واستقرار هذا البلد الطيب ، وأن تتوقف عن التسول في الدهاليز المظلمة والاستجداء المذل على حساب الأهل والوطن ..!
إن على القوى السياسية بكل أسمائها ومسمياتها أن تصحح مسار خطابها الإعلامي وأن لاتسمح بخطاب يسهم بمزيد من الإنزلاق نحو التصدع والانهيار ..!
إننا نريد خطابا إعلامياً لا يساعد الآخرين على النكاية بنا وبوطننا ..!
إننا نريد خطابا إعلامياً يساعد على البناء لا الهدم ، وأن يلتزم الرشد في الرأي لا النميمة والاتهام ، وأن يتبرأ من سفاسف الأمور ، وأن ينهض بشعبه ووطنه الى معالي الامور ..!