بعد "أسياد المال" و "خالد بن الوليد" : روعة ياسين لصحيفة الأضواء: نجحت في تقديم الفتاة الجانجة دون ان افتعل حركه مبتذله..وان عاطفية جداً حاورتها في دمشق : باسمة حامد منذ انتخابها ملكة جمال البادية السورية عام 1997..تميزت تجربة روعة ياسين الفنية بالغنى و التنوع و الموهبة الواضحة ..ولأنها لم تعتمد على جمالها فقط..استطاعت أن تحقق لذاتها أسلوبا خاصا في الأداء يعتمد على الإحساس بالدور و التفاعل معه و التأثر بتفاصيله ..و هو ما حماها من الانزلاق إلى فخ العادية في التمثيل..و هو ما ساهم كذلك في إبرازها كنجمة محبوبة ينتظر المشاهدون أعمالها دائما.. -لنقف عند أحدث أعمالك التاريخية.."خالد بن الوليد"..كيف قرأت دورك في العمل قبل الدخول في مرحلة التصوير..و ما هي صعوبات العمل التاريخي برأيك؟ . المسلسل يحكي سيرة البطل الأسطورة "خالد بن الوليد" و من حسن حظي أن المخرج القدير محمد عزيزية اختارني من بين عدة ممثلات لتجسيد دور زوجة خالد القلقة عليه و التي تشد أزره و تقف معه و تقدم له الحماس للمضي على متابعة الجهاد. باختصار هذه هي أهم الملامح للشخصية التي أديتها في العمل...الدور جميل و ليس صعب..لكن معروف و بشكل عام أن الممثل يواجه ظروفا قاسية خلال تصوير الأعمال التاريخية..لأن التصوير يجري غالبا في مناطق صحراوية واسعة و ملتهبة الحرارة ..و نحن مضطرون أن نرتدي ملابس تاريخية ثقيلة تحت الشمس الحارقة من بداية النهار و حتى الغروب..و مضطرون كذلك إلى استخدام الجمال و الأحصنة و الأسلحة..بالإضافة إلى أنه مطلوب منا التركيز على سلامة أداء اللغة العربية الفصحى..هذه الصعوبات تواجهنا في أي عمل تاريخي.. -في بداياتك ..قلت لي مرة أنك ستركزين على الأدوار المتنوعة و تبتعدين عن الأدوار المكررة..اليوم..إلى أي حد تشعرين بأنك نجحت في تحقيق هذه المعادلة؟ -أعتقد أنني نجحت في تنويع أدواري إلى حد كبير.. و خاصة في الأعمال التي ظهرت بها خلال السنوات الأخيرة .. كل دور أديته كان مختلفا عن الآخر سواء في "حاجز الصمت" الذي ظهرت به بدور امرأة منحرفة.. أو " رجال تحت الطربوش" الذي قدمني كامرأة محترمة و رومانسية و هادئة أو " أيامنا الحلوة" الذي قدمني كامرأة لعوب.. أو "مرايا" الذي قدمني بلوحات مختلفة ..أو "أسياد المال" الذي ظهرت به كشابة تتمازج في داخلها معالم القوة والطيبة والحنان و الرغبة في الانتقام من قتلة والدها..بمعنى آخر ..كلها أدوار غنية و تشكل علامة بارزة و محطة هامة في رصيدي الفني .. -من ناحية الأداء التمثيلي ....ما هو أصعب دور أديته حتى الآن ..؟ -دور "أم رياض" في "أيامنا الحلوة" ..الدور كان صعبا لأني و لا مرة قبل هذا العمل مثلت دور المرأة اللعوب السيئة السمعة..في البداية حين عرض المخرج هشام شربتجي هذا الدور علي..خشيت من أن أكون قد أخطأت في خوض التجربة ..و حين قررت أن أغامر و أقبل الدور فكرت في أدائه بشكل كوميدي..لكن ذلك لم ينفع كونه ليس دورا كوميديا بالأساس ..و ربما كان خوفي من هذه الشخصية هو السبب في نجاحي بتجسيدها و من ثم شعوري بالتفوق و التميز في الأدوار الجريئة التي شكلت من خلالها مرحلة جديدة من التنوع و التجديد الذي يبحث عنه أي ممثل كي لا يقع في فخ النمطية في الأداء .. -لنقف قليلا عند أدوارك الجريئة.. كيف تسنى لك تجسيد هذه الأدوار بالشكل الذي ظهرت به في أعمالك..أقصد الشكل المقنع البعيد عن الابتذال و التعري؟ -لا شك أنها معادلة صعبة..لكن الممثلة تستطيع تحقيقها حين تعي أنها ليست مضطرة للتعري أو افتعال حركات جارحة في أدوار الإغراء..بالنسبة لي ..أحاول أن لا ألجأ إلى استفزاز المشاهد في هذه النوعية من الأدوار.. فهناك أساليب عديدة لتقديم صورة المرأة المنحرفة دراميا ..لكن دون أن نؤذي مشاعر المشاهد أو نجعله يضطر لإبعاد أطفاله عن التلفزيون.. -بعيدا عن التمثيل ..كيف نرى روعة ياسين كامرأة؟ -أنا إنسانة عادية جدا..و خارج أوقات التمثيل ..أبقى على طبيعتي و أمارس حياتي اليومية بشكل اعتيادي..أجلس في بيتي أشاهد التلفزيون و أتمشى في الشوارع و أجالس أصدقائي و أهلي و أتسوق و أمارس الرياضة و أقرأ..لكن الناس ما زالوا ينظرون إلى المرأة الفنانة نظرة الاتهام و كأنهم لا يستطيعون التمييز بين ما تقدمه من أدوار تمثيلية و بين شخصيتها كإنسانة لها كيان و مشاعر و أسلوب حياة..!!!! ..لذلك أقول أن المرأة الفنانة مظلومة اجتماعيا أحيانا كونها امرأة غير "منضبطة" و هذا غير صحيح.. -و لو أردت أن تصححي تلك الصورة ماذا ستقولين للقراء ؟ -بودي أن أقول لهم : لا تعتقدوا أن الفنانة امرأة غير منضبطة أخلاقيا .. من الخطأ و الظلم تعميم هذه النظرة .. فمهنتنا كأي مهنة أخرى في العالم..فيها السيء و فيها الجيد و فيها الطيب و فيها الخبيث... و الفرق بيننا و بين الآخرين أننا دائما تحت الأضواء و هذا ما يجعلنا عرضة للأقاويل و الشائعات و الاتهامات... فالمرأة الفنانة إنسانة كغيرها من النساء.. تملك عوالم خاصة و متسعة و عميقة ..و لو تسنى لأحد فتح نافذة على هذا الجانب ..لوجد فيه لحظات روحية و وجدانية و جوانب إنسانية و نفسية أخرى خفية عن الأعين.. -أكثر من مرة جرى التنويه في الصحافة عن أداءك المتميز لدور الأم....كيف هو شعورك بهذا الدور ؟ -أنا إنسانة عاطفية جدا ..و هذه هي طبيعتي في حياتي العادية و ربما تنعكس تلك العاطفة في كل أدواري التي أمثلها. و هذا ينطبق على .أدوار الأم إذ أكون فيها على سجيتي و تلقائيتي و ربما شخصيتي الحقيقية كامرأة تتمنى و تحلم بأن تصبح أما يوما ما.. -لماذا تتهمك الصحافة بالظهور الدرامي "المكثف"؟ _لا أنكر أنني ظهرت في كثير من الأعمال خلال السنوات الأخيرة ..لكنني قطعا لم أقدم نفسي بأدوار متشابهة و مكررة بل كانت أدوار غنية و مختلفة و متنوعة .. و لذلك أعتبر نفسي ممثلة مجتهدة لا أرتضي الظهور المجاني إنما أحاول تقديم كل ما هو إضافة حقيقية لرصيدي الفني و هذا ما استطعت تحقيقه حتى الآن و لذلك أعتقد أن الصحافة تظلمني حين تتهمني بالظهور "المكثف"..!!!!!!!