في تحد جديد للدول الكبرى، بدأت ايران تخصيب اليورانيوم حتى 20%، وقد ردت الدول الكبرى مهددة بفرض عقوبات جديدة، من شانها ان تزيد من صعوبة الوضع الاقتصادي الذي يضاف الى الازمة السياسية منذ اعادة انتخاب محمود احمدي نجاد في حزيران/يونيو 2009.وقد ادت التظاهرات المتكررة التي تنظمها المعارضة منذ ثمانية اشهر الى مقتل العشرات واعتقال الالاف في مختلف انحاء ايران، ولكن قمع التظاهرات واعدام اثنين من المعارضين والحكم بالاعدام على عشرة آخرين، لا يبدو انها نجحت في ان توهن تصميم المحتجين.وفي هذه الاجواء المتوترة، حذرت السلطات من انها لن تتساهل مع الاصوات الخارجة عن الخط الرسمي يوم 11 شباط/فبراير الذي يشهد تقليديا تنظيم تظاهرات تؤكد قوة النظام الاسلامي وشعبيته.ومنذ الاربعاء بدأت قوات الشرطة والباسيج، الميليشيا الاسلامية التي كلفت قمع تظاهرات المعارضة، تتمركز في مختلف انحاء طهران.واكد المرشد الاعلى اية الله خامنئي مطلع الاسبوع ان "الامة الايرانية ستوجه بيد واحدة بمشيئة الله صفعة الى قوى الاستكبار تذهلها في 22 بهمان (11 شباط/فبراير)".واضاف ان "اهم اهداف الفتنة التي اعقبت الانتخابات كان شق صفوف الشعب الايراني لكنها اخفقت، ولذلك فان وحدة الامة ما زالت شوكة في حلقهم".واكد الجنرال حسين همداني احد قادة الباسدران، الحرس الثوري الايراني، انه لن يسمح "لحركة الخضر بالتظاهر"، والاخضر هو اللون الذي تعتمده المعارضة شعارا لها.وقال ان "الشعب سيرفض (..) كل صوت وكل لون وكل حركة مناهضة للثورة الاسلامية"، معتبرا ان "من يسعون للتظاهر والاحتجاج يوم 11 شباط/فبراير هم عملاء للخارج".وقامت السلطات خلال الايام الماضية بسلسلة اعتقالات في صفوف المعارضين والصحافيين في ما يعتبر تحذيرا صريحا لوسائل الاعلام التي تخضع لرقابة مشددة.واعلن قائد الشرطة الايرانية اسماعيل احمدي مقدم الاربعاء توقيف عدد من المعارضين الذين كانوا يتحضرون للمشاركة في تظاهرات للمعارضة الخميس، وقال "لدينا معلومات دقيقة عن هذه المجموعات، وقد اوقفنا عددا من الاشخاص الذين كانوا يقومون بتحضيرات"، من دون ان يوضح عدد الموقوفين او طبيعة هذه التحضيرات.وفي تطور لافت حظرت ايران ولاول مرة على الاعلام الغربي تغطية المسيرات التي ستجري في شوارع طهران يوم الخميس احتفالا بذكرى الثورة.وصرح مسؤول ايراني عن تنظيم التغطية الاعلامية انه لن يسمح للمراسلين والمصورين سوى بتغطية خطاب الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد في الاحتفالات التي ستجري في ساحة ازادي (الحرية) جنوب غرب طهران، ولن يسمح لهم بتغطية المسيرات التي ستجري في شوارع المدينة.ولكن القادة الرئيسيين للمعارضة دعوا انصارهم رغم ذلك الى المشاركة بكثافة في التجمعات الرسمية، وهو التكتيك المتبع منذ بداية حركة الاحتجاج.وقال مهدي كروبي المرشح الخاسر في الانتخابات الرئاسية والرئيس السابق لمجلس الشورى "لنشارك جميعنا في الاحتفال بذكرى الثورة بهدوء وحزم، لنتحل بالصبر ونبتعد عن العنف اللفظي والجسدي".وقال الرئيس السابق الاصلاحي محمد خاتمي ان هذه الاحتفالات "ليست ملكا لفصيل او معسكر".واكد رئيس الوزراء السابق مير حسين موسوي منافس احمدي نجاد في الانتخابات الرئاسية ان المعارضة يجب ان "تكون متواجدة في هذه اللحظات (..) لكي تحاول التاثير على الاخرين من خلال سلوكها".وقال ردا على تحذيرات السلطات ان "النظام يسيء الى الاسلام من خلال الاعتقالات والضرب وغيرها من وسائل المواجهة التي تمارس باسم الاسلام".وبينت التظاهرات الاخيرة التي نظمتها المعارضة في ذكرى عاشوراء في 27 كانون الاول/ديسمبر و التي قتل خلالها ثمانية اشخاص واعتقل الالاف، اتساع الازمة بعد اشهر عدة على نشوئها.