العدوان الصهيوني على لبنان طال كل شيء الحجر والشجر الجسور والموانئ والمنازل الآمنة لم يكن هناك خطوط حمراء لدى الصهاينة أستهدفوا الأطفال والنساء والشيوخ وقتلوا المئات بنيران الطائرات الصهيونية الحاقدة التي رمت بحممها وصواريخها فوق رؤوس المدنيين دون تمييز بين أهدافها المعلنة وقصفها الشامل بدون هواده للقرى والضواحي والبلدات اللبنانية ويتركز العدوان هذه المرة على رصيد من المواقف العربية المتخاذلة التي تشير بعضها إلى تحميل حزب الله مسئولية إندلاع المواجهة مع العدوان الإسرائيلي فيما تصمت الأنظمة العربية دون أي موقف بإستثناء البيان الصادر عن الإجتماع الإستثنائي لوزراء خارجية الدول العربية الذي تم صياغته بشكل عاطفي قد لايمت لمستوى خطورة الأحداث الراهنة بصلة فعندما تحترق ضواحي الجنوب اللبناني بالصواريخ الإسرائيلية وترتفع وتيرة القتل والأشلاء والدماء لابد أن يقف العرب وقفة جادة وإن كانت هذه الوقفة لاتخرج عن تقاليدها المعروفة في إصدار تصريحات الشجب والإستنكار ومطالبة الأممالمتحدة والدولة الراعية للسلام بالقيام بدورها في إيقاف الإعتداءات الصهيونية على المدن الفلسطينيةواللبنانية التي تعرضت لأبشع هجمة صهيونية حاقدة على كل ماهو عربي وفلسطينيولبناني مستخدمة أحدث الأسلحة الأمريكية المتطورة وصواريخ طائرات الأباتشي وجميع أنواع القنابل والأسلحة الفتاكة في ظل صمت دولي لم يسبق له مثيل من قبل. خاصة فيما يخص مجلس الأمن الدولي الذي تحول في ظل الهيمنة الأمريكية إلى مكتب خدمات خاصة للدول العظمى التي تسيطر عليه وتديره لحساب مصالحها فيما على دول العالم الضعيفة أن تدفع الإشتراكات السنوية الخاصة بالمنظمة الأممية التي شاخت وأصبحت تستخدم كأداة لتمرير القرارات وإختلاق المبررات الواهية للمخططات الأمريكية الصهيونية ضد الأمة العربية والإسلامية بهدف الإستيلاء على ثرواتها ومقدراتها والقضاء على مقومات الرخاء والتقدم وما قامت به آلة الحرب الصهيونية من قصف مركز على الجسور والفنادق والمنتجعات يؤكد الأهداف الخفية للصهاينة في ضرب الإقتصاد اللبناني وتدمير مقومات الجذب السياحي الذي تتمتع به لبنان وسعياً من عصابات هذا الكيان الغاصب لنقل مواسم السياحة إلى المدن الفلسطينيةالمحتلة وليس هذا وحسب بل تتعمد الآلة الهمجية تكبيد الشعب اللبناني خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات والمنشآت العامة والخاصة إنتقاماً للهزيمة التي لحقت بجنودها وجحافلها على يد رجال المقاومة اللبنانية في الجنوب.مما أجبرها على الهروب والإنسحاب من أراضي الجنوب اللبناني بعد إحتلال دام عشرون عاماً لم تنفع معه جميع القرارات العربية والمناشدات والمبادرات التي ضربت بها إسرائيل عرض الحائط كما هو الحال في فلسطينالمحتلة والجولان ومزارع شبعا المحتلة حالياً، مما يعني أن المقاومة لعبت الدور الرئيسي في تحرير الجنوب اللبناني ولايستطيع أي كان أن يتنكر لدور المقاومة وتضحيتها الباسلة في تحرير الأرض وإسترجاع التراب الذي دنسته آلة الإحتلال والهمجية والإذلال الصهيوني، على مدى فترة ليست بالقصيرة وهو مايجعل مسألة التحرير مرتبطة بالمقاومة ولادخل لمن تعلوا أصواتهم اليوم في لبنان بالتضحيات التي قدمها حزب الله وصولاً لساعة التحرير التي أحتفل بها الكل لبنانيين وعرب ومسلمين. بعد أن كان الإخفاق حليف الأمة العربية والإسلامية منذ نكبة فلسطين عام 48م وفي ظل هذه الظروف التي يتعرض فيها لبنان لحرب همجية وحشية بربرية من قبل العدو الصهيوني كان حري بالأنظمة العربية أن تتخذ مواقف واضحة وشجاعة ضد هذا العدوان بدلاً عن إصدار بيانات وتصريحات هزيلة تشير ضمنياً إلى تحميل المقاومة اللبنانيةوالفلسطينية مسئولية ماحدث ومايحدث وكأنهم هم المعتدون على الحقوق الإسرائيلية المغتصبة وليس العكس هو الصحيح. وفي الأخير لايمكن لأي محلل سياسي أن يفهم أو يبرر التملص الرسمي العربي من هذه المواجهة العادلة وغير المتكافئة بين المقاومة اللبنانيةوالفلسطينية وبين الكيان الصهيوني المدعوم بكل الوسائل المتحدةالأمريكية فقد يكون الإنحياز الغربي للصهاينة مبرراً بحكم مايجمعهم من روابط وأهداف إستعمارية توسعية، لكن التخاذل والهوان العربي الرسمي لايمكن أن يفهم سوى أنه إستسلام وتخلي عن أبسط القيم الإسلامية التي تحث على نصرة المظلوم والوقوف بوجه الظالم في كل زمان ومكان ابو حسين