صدور ثلاثة كتب جديدة للكاتب اليمني حميد عقبي عن دار دان للنشر والتوزيع بالقاهرة    عيد العمال العالمي في اليمن.. 10 سنوات من المعاناة بين البطالة وهدر الكرامة    العرادة والعليمي يلتقيان قيادة التكتل الوطني ويؤكدان على توحيد الصف لمواجهة الإرهاب الحوثي    حكومة صنعاء تمنع تدريس اللغة الانجليزية من الاول في المدارس الاهلية    فاضل وراجح يناقشان فعاليات أسبوع المرور العربي 2025    انخفاض أسعار الذهب إلى 3315.84 دولار للأوقية    الهجرة الدولية: أكثر من 52 ألف شخص لقوا حتفهم أثناء محاولتهم الفرار من بلدان تعج بالأزمات منذ 2014    وزير الصناعة يؤكد على عضوية اليمن الكاملة في مركز الاعتماد الخليجي    "خساسة بن مبارك".. حارب أكاديمي عدني وأستاذ قانون دولي    حرب الهيمنة الإقتصادية على الممرات المائية..    رئيس الوزراء يوجه باتخاذ حلول اسعافية لمعالجة انقطاع الكهرباء وتخفيف معاناة المواطنين    عرض سعودي في الصورة.. أسباب انهيار صفقة تدريب أنشيلوتي لمنتخب البرازيل    هل سمعتم بالجامعة الاسلامية في تل أبيب؟    عبدالله العليمي عضو مجلس القيادة يستقبل سفراء الاتحاد الأوروبي لدى بلادنا    وكالة: باكستان تستنفر قواتها البرية والبحرية تحسبا لتصعيد هندي    لأول مرة منذ مارس.. بريطانيا والولايات المتحدة تنفذان غارات مشتركة على اليمن    هدوء حذر في جرمانا السورية بعد التوصل لاتفاق بين الاهالي والسلطة    الوزير الزعوري يهنئ العمال بمناسبة عيدهم العالمي الأول من مايو    عن الصور والناس    حروب الحوثيين كضرورة للبقاء في مجتمع يرفضهم    أزمة الكهرباء تتفاقم في محافظات الجنوب ووعود الحكومة تبخرت    الأهلي السعودي يقصي مواطنه الهلال من الآسيوية.. ويعبر للنهائي الحلم    إغماءات وضيق تنفُّس بين الجماهير بعد مواجهة "الأهلي والهلال"    النصر السعودي و كاواساكي الياباني في نصف نهائي دوري أبطال آسيا    اعتقال موظفين بشركة النفط بصنعاء وناشطون يحذرون من اغلاق ملف البنزين المغشوش    الوجه الحقيقي للسلطة: ضعف الخدمات تجويع ممنهج وصمت مريب    درع الوطن اليمنية: معسكرات تجارية أم مؤسسة عسكرية    رسالة إلى قيادة الانتقالي: الى متى ونحن نكركر جمل؟!    غريم الشعب اليمني    مثلما انتهت الوحدة: انتهت الشراكة بالخيانة    جازم العريقي .. قدوة ومثال    دعوتا السامعي والديلمي للمصالحة والحوار صرخة اولى في مسار السلام    العقيق اليماني ارث ثقافي يتحدى الزمن    إب.. مليشيا الحوثي تتلاعب بمخصصات مشروع ممول من الاتحاد الأوروبي    مليشيا الحوثي تواصل احتجاز سفن وبحارة في ميناء رأس عيسى والحكومة تدين    معسرون خارج اهتمامات الزكاة    الاحتلال يواصل استهداف خيام النازحين وأوضاع خطيرة داخل مستشفيات غزة    نهاية حقبته مع الريال.. تقارير تكشف عن اتفاق بين أنشيلوتي والاتحاد البرازيلي    الدكتوراه للباحث همدان محسن من جامعة "سوامي" الهندية    الصحة العالمية:تسجيل27,517 إصابة و260 وفاة بالحصبة في اليمن خلال العام الماضي    اتحاد كرة القدم يعين النفيعي مدربا لمنتخب الشباب والسنيني للأولمبي    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    النقابة تدين مقتل المخرج مصعب الحطامي وتجدد مطالبتها بالتحقيق في جرائم قتل الصحفيين    برشلونة يتوج بكأس ملك إسبانيا بعد فوز ماراثوني على ريال مدريد    الأزمة القيادية.. عندما يصبح الماضي عائقاً أمام المستقبل    أطباء بلا حدود تعلق خدماتها في مستشفى بعمران بعد تعرض طاقمها لتهديدات حوثية    غضب عارم بعد خروج الأهلي المصري من بطولة أفريقيا    علامات مبكرة لفقدان السمع: لا تتجاهلها!    حضرموت اليوم قالت كلمتها لمن في عينيه قذى    القلة الصامدة و الكثرة الغثاء !    عصابات حوثية تمتهن المتاجرة بالآثار تعتدي على موقع أثري في إب    حضرموت والناقة.! "قصيدة "    حضرموت شجرة عملاقة مازالت تنتج ثمارها الطيبة    الأوقاف تحذر المنشآت المعتمدة في اليمن من عمليات التفويج غير المرخصة    ازدحام خانق في منفذ الوديعة وتعطيل السفر يومي 20 و21 أبريل    يا أئمة المساجد.. لا تبيعوا منابركم!    دور الشباب في صناعة التغيير وبناء المجتمعات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الأمير الوليد بن طلال: الدول العربية التي لم يصلها الربيع العربي نأمل أن تصلها رسالة الربيع العربي

أملت علىّ الانعكاسات الاقتصادية لإعادة التشكيل السياسى فى العديد من الدول العربية، أن أطلب مقابلة صاحب السمو الملكى الأمير الوليد بن طلال بن عبدالعزيز آل سعود رئيس مجلس إدارة شركة المملكة القابضة، باعتباره أسطورة فى عالم الاستثمار ومن رواده الذين خاضوا جميع مجالاته من السياحة إلى الصناعة إلى الإعلام إلى الزراعة إلى الوسائط المتعددة. ولكننى فوجئت عندما تم تحديد الموعد بأننى مرتبط فى التوقيت نفسه مع موعد عمل آخر فى دبى. فتوجهت إلى الرياض وأجريت المقابلة فوراً، ثم انتقلت بعدها مباشرة إلى دبى التزاماً بموعد العمل، مما يذكرنى بقول الأمير الوليد بأنه يتبع برنامجاً يومياً دقيقاً، ففى الأسبوع الواحد، قد يقابل من 3 إلى 4 رؤساء دول، إضافة إلى عدد من كبار المسؤولين.
وما إن دخلت إلى مكتبه حتى شعرت بدقة آلية العمل فى المكتب، حيث يعمل كل المنتسبين مدفوعين بالرغبة فى تحقيق الأفضل.
والواقع أن الأمير الوليد كان يملك الإمكانيات للعيش حياة وادعة، وبعيداً عن متاعب إدارة الاستثمارات الكبيرة، لكن شخصيته الاقتحامية دفعته إلى خوض هذا المجال مبكراً، بحيث تحول إلى أسطورة، وأحد أبرز رجال الأعمال بالعالم، وتنتشر استثماراته من أميركا إلى إفريقيا، التى يصفها بأنها قارة منسية، ولكنها واعدة وحافلة بالفرص، فهو غالباً ما يكتشف بحس المستثمر الواعى قطاعات لم يطرقها أحد قبله، ومع أنه يعتبر أن الوقت له ثمن ويجب عدم إهداره، إلا أنه لا يستعجل فى جنى المكاسب، بل يترك شركاته لتعمل بهدوء وتستهلك الوقت الكافى لتحقيق المكاسب، مع أن مثل هذا الوضع قد يحرق أعصاب أى رجل أعمال آخر.
والحوار مع الأمير الوليد بدأ بالقضايا الاقتصادية، ونظراً لارتباط الاقتصاد بالسياسة، فقد تطور الحديث ليتناول مرحلة إعادة التشكيل الراهنة فى العديد من الدول العربية، وهى مرحلة فيها مخاطر وفيها فرص واعدة، ثم تناول الحديث الأمور التى تشغل بال الشاب السعودى، ومنها البطالة، فأبدى تفاؤلاً بحل هذه المشكلة، وقد رأيت وأنا فى طريق العودة إلى مطار الرياض، ما أكد لى ما قاله الأمير الوليد حول جدية القيادة السعودية فى حل هذه المشكلة، فقد رأيت ما لم أنتبه إليه وأنا فى الطريق من المطار إلى مكتب الأمير الوليد بسبب انشغالى فى تقليب أوراقى، فقد شاهدت إنشاءات مدينة الملك عبدالله الصناعية التى تمثل إضافة استراتيجية ستستقطب الآلاف من الأيدى العاملة السعودية، والتى تمثل رؤية الملك عبدالله بن عبدالعزيز للتنمية الاقتصادية المستدامة ومن أولى مشاريعه، وهى الحل العملى لمشكلة البطالة، وكذلك جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن فى الرياض التى ستمثل نقلة نوعية فى التعليم الجامعى، وهذان المشروعان، الصناعة والتعليم هما من أجل الشباب.

وفيما يلى نص الحديث:
تعيش المنطقة بل العالم أجمع مرحلة من الاضطرابات أدت إلى حالة من الإرباك وعدم الوضوح، فكيف تقيمون استراتيجيتكم الاستثمارية وتتابعون نشاطها في ظل هذه الظروف؟
- العالم كله يمر الآن باضطراب اقتصادي كبير، مثلما حدث في العام ،2008 ولكن في العام 2008 كان الوضع متعلقاً بالشركات الأجنبية والأميركية بالذات وعلى وجه الخصوص الشركات الاستثمارية والبنوك مثل “Lehman Brothers” و”Bear Stearns” أما الآن فالوضع الاقتصادي أعمق وأخطر، لأنه يتعلق بالدول السيادية، وخاصة في أوروبا، حيث إن هذه الدول تقع ضمن منظومة الاتحاد الأوروبي, وهي عبارة عن 27 دولة، وبتحديد أكثر، يمكن أن نقول إنها 17 دولة داخل الوحدة النقدية أو ما يسمي بمنطقة اليورو، وهي تواجه أزمة ثقة كبيرة الآن، وكما هو معروف أن الدولة الأولى التي سببت هذه الإرباكات على المستوى الإقليمي في أوروبا ثم المستوى العالمي بعد ذلك هي اليونان ثم انتقلت الأزمة إلي إيطاليا وإسبانيا والبرتغال، والآن اجتمع أعضاء دول الاتحاد الأوروبي واتفقوا على خطة للخروج من الأزمة ونأمل أن تقوم - على الأقل - الدول ال 17 المندرجة ضمن إطار الوحدة النقدية باعتمادها، فأنت تعرف أن بريطانيا استخدمت حق النقض، وبالتالي لن تكون بالاتفاق النهائي ضمن منظومة ال 27 دولة، واتخاذ قرار بهذا الشأن يتطلب إجماع كل الدول وبالتالي فإن دول الوحدة النقدية ال 17 هي التي تتولى فيها الحكومات بصفة مستقلة الموافقة على الخطة، وكل على حدة، وهذا مشوار طويل بطبيعة الحال.
أريد أن أقول إن منطقة اليورو لم تنتقل بعد من مرحلة الخطر، فما زال الضوء الأحمر موجوداً هناك، وإذا كانت مرحلة الانتقال إلي الضوء الأخضر ستأخذ وقتاً طويلاً، فإننا نأمل أن يتم الانتقال من الضوء الأحمر إلى الأصفر على الأقل ثم الأخضر بعد ذلك، لأن منطقة اليورو لا تزال تعيش أجواء الضوء الأحمر بما فيها من خطورة.
وهل أنت متخوف من اتجاه أوروبا للتفكك والتخلي عن اليورو، مما ينذر بوضع كارثي، ستكون له نتائج صعبة على الوضع الاقتصادي العام والسؤال هنا: كيف سيكون تأثير ذلك على استثمارات المملكة القابضة خلال هذه المرحلة؟

- التخلي عن اليورو يعد قراراً غير سهل بالنسبة لأوروبا، لأنه يعتبر انهزاماً اقتصادياً ومالياً ونقدياً، لكن عواقبه ستكون أعمق من تلك التأثيرات، لأنها ستعني انهزاماً سياسياً، ودول أوروبا آخر ما تفكر فيه هو أن تقع في حالة انهزام سياسي والدولتان القائدتان في الاتحاد الأوروبي وهما ألمانيا وفرنسا أعلنتا بطريقة واضحة أنهما لن تتخليا عن اليورو وستفعلان كل ما تستطيعانه لإنقاذ اليورو، وأنا أعتقد أن إنقاذ اليورو سيتم بطريقة ما ولكنها ستكون جولة طويلة الأمد، وليست سهلة أبداً كما أن تكلفتها ستكون باهظة ورغم ذلك ستحافظان عليه، وهذا هو ثمن الاستعجال بالوحدة النقدية التي تمت وانصهرت فيها 17 دولة، “من مجموعة ال 27 دولة” مع أن اقتصادياتها تختلف من ناحية العجز في الميزانية وعجز ميزان المدفوعات ونسبة التضخم ونسبة البطالة في كل دولة عن غيرها، حيث لم يكن هناك توازن بينها، والشروط الصعبة التي وضعوها الآن لإنقاذ الموقف كان يجب وضعها وتنفيذها في السابق مثل نسبة العجز السنوي للدين العام ونسبة الديون المتراكمة للدخل القومي، وهذه شروط كان يجب تفعيلها سابقاً، لكنها لم تفعل حتى الآن رغم وضعها ولكني أعتقد شخصياً أنه طالما هناك إرادة سياسية قوية وبما أنهم مستعدون لدفع الثمن الباهظ لإبقاء الوحدة النقدية والتي ستكون لها عواقب اقتصادية ومالية وبالتالي سياسية فإن المحاولة لها أمل في النجاح في هذا الإطار.
وهل نتوقع انخفاضاً في قيمة الأصول الأوروبية خلال المرحلة المقبلة بصورة أكبر مما شاهدناها أم تظل ثابتة كما هي؟
- رأينا أن اليورو قد اخترق سعر 1,3 مؤخراً، وهو سعر من الناحية النفسية مهم جداً خلال المرحلة الحالية، و له تأثير إيجابي جانبي على الاقتصاديات الأوروبية، إذ يؤدي ذلك إلى تفعيل التصدير بشكل أكبر، خاصة إذا أصبح اليورو تنافسياً وسوف ينعكس ذلك بالطبع على فائض المبيعات، وأعتقد أن الموجودات الأوروبية قد انخفضت، لكننا رغم ذلك لم نر نهاية المطاف بعد، ولم نر السعر النهائي لها، مع أن انخفاض اليورو سوف يساعد الشركات العاملة بالتصدير، لكن بشكل عام، أعتقد أن الثقة في اليورو وأوروبا ستكون مهزوزة، ولا تنس أيضاً أن أميركا وضعها الاقتصادي غير قوي، وهناك منافسة بين أوروبا وأميركا على من هو الأضعف اقتصادياً! غير أن أوروبا تستحوذ على الاهتمام لأنها تحت الأضواء الآن.
أما الولايات المتحدة فهي مشغولة حالياً بالاستعداد للانتخابات المقبلة في نوفمبر “تشرين الثاني” وسيكون لذلك تأثيراته على الوضع الاقتصادي الأميركي. ونحن رأينا عندما كانت هناك أزمة اقتصادية كبرى في الولايات المتحدة الأميركية اضطر الكونجرس الأميركي للموافقة على تمرير تخفيضات الرئيس الأميركي السابق جورج بوش الابن في الضرائب واتفقوا على هذه الحلول وأتموها قبل نهاية السنة والتي كانت تعتبر الحد الأقصى لها.
بمناسبة التطرق إلى الوضع الاقتصادي الأميركي والمشاكل التي يواجهها بشأن رفع سقف الموازنة.. هل أنت متخوف من عدم الوصول إلى نتيجة بما يمكن أن يكون له تأثير سلبي على الاقتصاد الأميركي.. أم تتوقع أن تسير الأمور بشكل أفضل ؟
- في كل الحالات وحتى في أحسن سيناريو ولو تم الاتفاق على تخفيض العجز، فهناك نقاش يتمحور حول تخفيض من 2 تريليون دولار إلى 4 تريليونات دولار من الآن وعلى مدى 10 سنوات مقبلة، والعجز المتراكم في أميركا الآن وصل إلى 15 تريليوناً، وهو مبلغ مخيف وحتى على مستوى الاقتصاد الأميركي الضخم جداً يعد أيضاً مبلغاً كبيراً، ولكني أعتقد أنه في نهاية المطاف سيتم التوصل إلى اتفاق لتخفيض الديون المتراكمة على أميركا خلال العقد المقبل والتخفيض سيتراوح بين 2 إلى 4 تريليونات دولار وهو مبلغ كبير بحد ذاته.
نعود للمنطقة العربية فثورات الربيع العربي خلقت وضعاً خاصاً على الأقل بالنسبة للاضطرابات وفي ظل هذه الظروف كيف ترى المستقبل السياسي والاجتماعي والاقتصادي، وما هي المخاطر التي تواجهها الدول التي عاشت أجواء الربيع العربي بما فيها مصر؟
- أنا أقسم الدول العربية الآن إلى ثلاثة أقسام، القسم الأول الذي قامت فيه الثورات مثل مصر وتونس وليبيا (بالإضافة إلى اليمن)، فهناك أربعة رؤساء في هذه الدول منهم من قتل أو عزل أو هرب، وبالنسبة لهذه الدول أقول إنه من الصعب تحديد الاتجاه الذي تسير فيه الآن، لأنها ما زالت في دور “الغربلة” الداخلية وإن رأينا بوادر إيجابية ومبدئية في تونس، فهناك رئيس جمهورية جديد تم انتخابه بالإضافة إلى رئيس وزراء من حزب النهضة وحكومة مشكلة ورئيس للبرلمان، أما مصر فوضعها ما زال حرجاً، ولا نستطيع الحكم عليه الآن، ونفس الشيء ينطبق على ليبيا واليمن.
أما القسم الثاني من الدول مثل سورية فما زالت بها قلاقل لأن الثورة لم تنجح بعد ولم ينجح الحكم في العمل على استتباب الأمن والاستقرار، فالثورة لا تزال قائمة ولم تنته ولا نعرف متى نهايتها. وهذا الوضع حرج وصعب، وأسوأ شيء بالنسبة للمستثمر أن يكون في حالة “لا قرار ولا استقرار”، فعلى الأقل في مصر وتونس واليمن هناك قرار بفتح صفحة جديدة ولا نعرف حقيقة الوضع ، أما بالنسبة لسورية فهل ستكون هناك اضطرابات مستمرة أم نفتح صفحة جديدة.
أما بالنسبة لليمن فينطبق عليه القسم الأول والثاني، صحيح أن الرئيس اليمني استقال وشكلت حكومة جديدة، ولكن ما زال اليمن في طور الانتقال من مرحلة الرئيس علي عبدالله صالح إلى مرحلة أخرى جديدة.
أما القسم الثالث فتندرج تحته أغلبية الدول العربية مثل دول الخليج العربي والأردن والعراق والجزائر والمغرب، فلم يصلها مايسمى بالربيع العربي، لكننا نأمل في أن تصلها “رسالة الربيع العربي” وتأخذ عظة مما فعله الملك محمد السادس في المغرب، والذي اتخذ قراراً جريئاً جداً وقوياً في المغرب، صحيح أن القرار لم يحول الملكية في المغرب إلى ملكية دستورية كاملة، لكنه لم يبقها ملكية مطلقة أيضاً، أي أنه أخذ الحل الوسط، وواضح من الاستفتاء والانتخابات التي تمت عقبه أن الشعب المغربي قد وافق على الدستور الجديد بنسبة 98%، وقد قابلت الملك محمد السادس وأبلغني أنه منزعج من أن يفسر البعض هذه النسبة على غرار ما يسمى بالطريقة المصرية القديمة (99%)! لكن هذا هو قرار الشعب، وهو قرار صريح، وخاصة أن هناك جهات مستقلة راقبت الاستفتاء والانتخابات، والدليل الأقوى هو اتجاه السلطة للإسلاميين المعتدلين الذين ترشحوا وأصبح منهم رئيس وزراء بعد أن تم الاتفاق على ائتلاف في المغرب، وهذا درس للدول العربية الأخرى لا محالة التى يجب أن يحتذى به وخاصة أن هناك بعض الدول كان يعتقد أنها لن تقوم بها ثورات أو هزات أو تقوم بخلع القيادات السياسية هناك. وأنصح كل القيادات في كل الدول العربية التي بها قلاقل أن تأخذ عبرة وعظة ويستجيبوا لمطالب الشباب الذين يمثلون شريحة واسعة جداً من سكان الوطن العربي حتى لا يقعوا في أزمات ولابد من مراعاة هذه الشريحة حيث تمثل نسبة الشباب من سن ال 18 إلى ال 30 60% من مجموع الشعوب في العالم وفي معظم الدول العربية لابد من إيجاد حلول منطقية وسريعة لمشاكلهم تجنباً لأي صدام أو كما أقول بالإنجليزية: A Peaceful Evolution rather than a Violent Revolution
كيف ترى صعود التيارات الإسلامية لسدة الحكم فى كثير من الدول العربية مؤخراً؟
- الآن هناك موجة صعود للأحزاب الإسلامية مثل حزب النهضة في تونس و”الإخوان المسلمون” في مصر وحزب العدالة والتنمية في المغرب وكلهم مسلمون معتدلون، وأعتقد أن الدول العربية كلها جربت الملكيات والجمهوريات والاشتراكية والرأسمالية وأمثلة أخرى، ومن الواضح الآن ظهور جيل جديد يرغب في أن يرى شيئاً جديداً، ليس حباً في الأحزاب الإسلامية ولكن هي تجربة، فقد كان هناك اضطهاد في الكثير من الدول العربية لهذه التيارات خلال السنوات الماضية، وأعتقد أن القيادات الإسلامية في تونس ومصر والمغرب كلهم معتدلون ولديهم أفكار معتدلة بعيدة عن التشدد. وأعتقد أن هذا كله خير، لأننا نعرف في نهاية الأمر أن الأحزاب الشيوعية والاشتراكية قد انهزمت في كثير من دول العالم، حتى في أوروبا معظم الأحزاب التي تتولى سدة الحكم هي في الأصل أحزاب يمينية سواء “كاميرون” في بريطانيا أو “ساركوزي” في فرنسا، حتى في إيطاليا وإسبانيا المستلم لزمام الأمور هناك كلهم في اليمين وليس اليسار بينما الأحزاب الاشتراكية انهزمت في الكثير من دول العالم. وأعتقد أنه من حق الإخوان أن يثبتوا أنفسهم، ولا أعتقد أن الإسلاميين سيحركون عقارب الساعة للوراء، وأظن أنهم سيستفيدون من النظام الرأسمالي، ولكن ليس النظام الرأسمالي الجشع بل النظام الرأسمالي المعتدل والإسلام به نظام مالي جيد وفيه أيضاً نوع من الرأسمالية بدليل الآية “ولئن شكرتم لأزيدنكم”، والإسلام أيضاً به نوع من الاشتراكية والتي تتمثل في الزكاة وهي إجبارية، إذن الإسلام به نوع من الرأسمالية والاشتراكية، فإن الإسلاميين المعتدلين لو تولوا مقاليد الأمور في تونس والمغرب ومصر فإنهم سيتحالفون مع أحزاب أخرى معتدلة وليبرالية وإذا تحالفوا مع السلفيين فهذا دليل جيد على عدم وجود طرف “متطرف” أو معزول ولذلك لا أنظر نظرة سلبية لهذه الأمور مطلقاً.
وما هي النصائح التي يمكن أن تسديها لهذه الأحزاب الجديدة من جهة الحفاظ على سيادة البلاد وجذب استثمارات جديدة؟
- يجب ألا نخاف من الأحزاب الإسلامية الجديدة التي فازت في الانتخابات سواء في تونس أو المغرب أو مصر، لأننا جميعاً مسلمون وبالتالي يجب أن نعطيهم فرصة للمشاركة في الحكم ومنحهم فرصة للتحالف مع أحزاب أخرى، فمثلاً ما حدث في تونس أن حزب النهضة الإسلامي لم يفز بالأغلبية لكنه تحالف مع حزبين معتدلين والدليل أن أحد الحزبين فاز برئاسة الجمهورية والحزب الآخر فاز برئاسة مجلس النواب وحزب النهضة أخذ زمام الأمور في رئاسة مجلس الوزراء، وهذا مثال حي لتحالف الإسلاميين المعتدلين مع الأحزاب الأخرى سواء يميناً أو يساراً مما يؤدي للوصول إلى الطريق الصحيح، ولهذا أعتقد أنه يجب ألا تكون هناك مخاوف زائدة عن اللزوم تجاه فوز التيار الإسلامي، فكلنا مسلمون.
أعلنتم منذ فترة عن إنشاء أعلى برج في العالم ب “جدة” وأعتقد أن مشروع البرج يحمل رسالة أكثر من أن يكون مجرد مشروع اقتصادي.. فما هي هذه الرسالة؟
- صحيح.. فمشروع إنشاء البرج يتضمن رسالة اقتصادية ومالية، ولم نتخذ قراراً بإنشاء البرج إلا إذا كنا على دراية تامة بأن وراءه عوائد جيدة لنا ولشركائنا وهم مجموعة “الشربتلي” ومجموعة “بخش”، والآن هناك مجموعة إضافية دخلت المشروع وهم مجموعة “بن لادن” ونحن لم نكن لنقرر الدخول في المشروع وبناء البرج - الذي يبلغ ارتفاعه أكثر من 1000 متر - إلا بعد دراسات مستفيضة استغرقت أكثر من ثلاث سنوات، فأنت تعلم أن إنشاء برج بهذه الضخامة يمكن أن يكون مخاطرة كبرى، لكنها في النهاية مخاطرة محسوبة، فالبرج يقع على مساحة 100 ألف متر مربع وضمن أرض تبلغ مساحتها 1,3مليون متر مربع وهي تقع بدورها ضمن نطاق مساحة أرض أكبر تصل إلى 5,3 مليون متر مربع وسوف يسهم البرج في زيادة القيمة المضافة للأرض التابعة لها، لأنه سيكون بمثابة القلب النابض للمشروع كله، وأيضاً هي نواة للنهوض بالنسبة للأرض المجاورة، وذلك في غضون عشر سنوات، وقد استعنا بخبرات كثيرة وصبرنا عليه ليأخذ المشروع وقته، فاستعنا مثلاً بشركة إعمار واخترنا المهندس الذي قام بتصميم برج دبي وهو البرج الأعلى في العالم حالياً، وأخذنا ما لديه من خبرات ومتطلبات لتطبيقها في مشروعنا، وخاصة أن برج العرب هو الأقرب لنا من حيث البيئة الجغرافية وليس أحد الأبراج في الولايات المتحدة، ولذلك حرصنا على أن نركز على كل إيجابيات هذا المشروع ونبتعد عن كل سلبياته حتى نتفادى الأخطاء التي وقعت عند تصميم برج العرب، ولا شك أن برج “جدة” له مدلولات معنوية وسياسية بالإضافة الى الأرباح المالية والاقتصادية.
لكن الإعلان عن إنشاء برج “الكيلومتر” فى جدة جاء في وقت اهتزت فيه ثقة كل العرب بالاستثمار في المنطقة، فهل كان إنشاء البرج يحمل تطميناً بالثقة في مناخ الاستثمار السعودي ومستقبله؟
- بالتأكيد، فهذا الانتصار يجير للمملكة القابضة أولاً ثم لمجموعة “الشربتلي” ثم لمجموعة “بخش” ثم لمجموعة “بن لادن”، وهذه المجموعات الثلاث الأخيرة موقعها في جدة، ونحن موقعنا في الرياض، وهذه تعتبر دفعة معنوية للاقتصاد السعودي، إذ إننا نعمل بصدد البدء في إنشاء المشروع الاقتصادي الضخم، فنحن نريد أن نثبت للجميع أن السعودية واحة أمان في محيط هائج يمر بالأزمات، ونحن نريد أن نوصل رسالة سياسية ومعنوية للعالم كله وبخاصة الدول الغربية التي عليها أن تميز بين الدول العربية التي بها قلاقل وهزات وتمر بثورات الربيع العربي وتلك الدول التي أخذت العبرة “إن شاء الله” وتسابق الزمن لإجراء إصلاحات سياسية واقتصادية.
وبالمناسبة أنا أرفض تسمية الربيع العربي، بل يمكن أن نطلق عليه الصيف الساخن العربي، لأن الربيع لا يمكن أن تراق فيه الدماء بهذا الشكل.
يمثل الشباب أغلبية كبيرة بالنسبة لسكان المملكة العربية السعودية وبالتالي يحتاجون لفرص عمل في هذا الإطار.. فكيف تقيمون جهود الاتجاه إلى “السعودة”؟
- هذا سؤال جيد، فلا شك أن السعودية قد اتعظت إلى حد ما بما يحدث حولها، ولا شك أن قرارات الملك عبدالله بعد بدء مايسمى بالربيع العربي قد عجلت وفعلت قرارات أخرى كثيرة، فالملك عبدالله حاسم في أشياء كثيرة، أولها وضع حد أدنى للأجور بالنسبة للمواطن السعودي بمعدل 3 آلاف ريال بعد أن كان أقل من ذلك.
والنقطة الثانية هي وضع “مساعدة بطالة” بمعدل 2000 ريال لكل مواطن ومواطنة ليس لديهم وظائف، وهذه المساعدة وضعت بشروط حتى لا يتكل عليها المواطن إلى ما شاء الله، فهي تعطى لمدة سنة حتى يجد الوظيفة المناسبة أو تتم مساعدته لإيجاد الوظيفة أيضاً، عملاً بالمثل القائل: “لا تعطي للصبي كل يوم سمكة بل علمه كيف يصطاد السمك”، وإذا تقاعس في إيجاد العمل يتم وقف المساعدة، فهي في النهاية دعم مشروط.
أما النقطة الثالثة فهي تقع على عاتق وزارة العمل التي تسعى إلى القضاء على البطالة والتي أعتبرها بمثابة قنبلة موقوتة فلدينا 20 مليون مواطن سعودي ومواطنة، بالإضافة إلى 8 ملايين وافد، وهناك 3 ملايين فرد تقريباً يعانون من البطالة وهذا أمر غير معقول طبعاً، ولابد من حل جذري لكنه في نفس الوقت يتطلب وقتاً طويلاً من تدريب مهني وتعليم فني وإعداد تقني وهذه عملية طويلة المدى، لذلك بدأنا بمرحلة أولى بتعجيل الاستغناء عن العمالة الوافدة من الخارج وتوظيف العمالة السعودية، فلا شك أن الربيع العربي أو بالأصح الصيف العربي الحار جداً كما أسميه كان له وقع كبير جداً وتأثير أكبر، وكان يمثل لحظة صحوة للجميع ورب ضارة نافعة، ولهذا اتجهت السعودية للعمل على القضاء على البطالة بأي طريقة وبأسرع وقت والشعب السعودي الآن يشعر أن هناك فورة كبيرة لإلغاء البطالة التي أراها قنبلة موقوتة يجب أن نعمل على تنفيسها.
تقابل رؤساء وملوك دول ويسألونك ويستمعون لك كثيراً، فما أكثر الأسئلة التي تشغل بالهم حول ما يجري في المنطقة العربية، وما هي طبيعة الأحاديث المتداولة بينكم؟
- أنا زرت نحو 150 دولة عربية وأجنبية وقابلت قادتها سواء كان ملكاً أو سلطاناً أو رئيساً أو نائب رئيس أو رئيس وزراء، وعلاقاتي شخصية مع الجميع، وهم يتكلمون في شتى الأمور و يسألونني عن رؤيتي لما يحدث في المنطقة العربية ويأخذون أفكاري حول العالم والمملكة العربية السعودية على وجه الخصوص ويحاولون الاستفادة من أفكاري. وأنا أيضاً أستفسر منهم وأستنير بأفكارهم حول دولهم والدول المحيطة بهم .
هل قمت بالاتصال بالرئيس السوري بشار الأسد منذ بداية الأحداث التي تجري في سورية؟
- أنا تقريباً على اتصال شبه مستمر بالرئيس بشار الأسد بلا شك، ولكني غير سعيد بما آلت الية الأمور ، ليت سورية لم تلجأ الى العنف، فكل الدول العربية ال “22” الأعضاء في الجامعة العربية تشغل اهتمامي، وعندما ظهرت القلاقل في البحرين كنت أول من ذهب إلى هناك وأثبت ولائي للأمة البحرينية والتي هي ضمن منظومة مجلس التعاون الخليجي وقابلت جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة وأطلعته على رؤيتي للأمور في البحرين، وهذا ما أفعله مع الرئيس بشار الأسد، فأنا على اتصال به، وأطلعه على رؤيتي للأمور بمنظار آخر وكذلك وجهة نظر العالم حول ما يدور في سورية، طبعاً الوضع خطير وحساس وكلنا أمل في أن تتوقف إراقة الدماء العربية سواء في مصر أو ليبيا أو اليمن أو سورية، فنحن نأمل في استتباب الأمن في كل الدول العربية.
هل أنت متخوف من أن يكون للوضع في سورية تأثير سلبي علي لبنان؟
- لا شك أنه عندما تكون هناك دولة مجاورة ل “سورية” ليس فقط جغرافياً بل معنوياً وتراثياً وعائلياً وتاريخياً، بل إنهما كانتا دولة واحدة، انفصلت فقط بجرة قلم من الاستعمار، ولا وجود للبنان بدون سورية، ولا وجود لسورية بدون لبنان، لا شك أن هناك حذرا ولكن نأمل في الاستقرار في لبنان، لكن وضعها السياسي مخيف فما زالت هناك مشاحنات بين “حزب الله” والأحزاب المسيحية الأخرى. ومن الواضح أن “حزب الله” لديه طلبات معينة والأحزاب الأخرى لديها أيضاً طلبات، لكن إن شاء الله تتمسك كل الأطراف بالحكمة واسترجاع العبرة مما حدث في إبريل “نيسان” ،1975 وأنا أعتقد من خلال اتصالاتي مع المسؤولين في لبنان أن أحداث الحرب الأهلية السابقة ما زالت ماثلة أمام أعينهم، فالأزمة استمرت حتى بداية التسعينيات ولم تنته إلا مع اتفاق الطائف وكلنا أمل ألا تعود الأزمة مرة أخرى، وألا تنتقل توابع الوضع في سورية إلى لبنان.
بالعودة إلى قضية الاستثمار، ما هو حجم المقترحات الاستثمارية “ Investment Proposals” التي تأتيكم شهرياً، وما هي المعايير التي علي أساسها تقبلون أو ترفضون هذه المقترحات، هل أساس جغرافي أم قطاعي أم حسب حجم الاستثمار؟
- تأتينا مقترحات استثمارات كثيرة، سواء من داخل المملكة العربية السعودية أو الدول العربية أو دول العالم، ولكن يتم توجيهها جميعاً إلى المنافذ المختصة، أي للأقسام ذات الصلة لدراستها، فالاستثمارات الفندقية مثلاً تحول لقسم الاستثمار الفندقي، حسب نوعية الفندق وهي الفورسيزونز والفيرمونت والرافلز والموفنبيك والسويسوتيل وتعتمد أيضاً حسب حجم الفندق واستيعابه لتلك الشركات، والعقارات تتبع منفذ القسم العقاري، وكل شركة لها منفذ، والشركة القابضة مقسمة إلى أقسام ومنها ما هو معني بالاستثمار المحلي السعودي وقسم خاص بالاستثمار الإقليمي، وآخر خاص بالشركات العالمية والتي تقع خارج الإقليم العربي، وهناك قسم رابع يركز علي نشاط ال “Private equity” وتحت هذا القسم أجرينا استثمارنا الكبير الأخير، فقد أصبحنا نمتلك حصة جيدة في موقع التواصل الاجتماعي تويتر “Twitter”، وهو من أهم شركات التقنية في العالم، حيث يضم 100 مليون مستخدم حول العالم، ويتم ارسال أكثر من 250 مليون رسالة يوميا عن طريق تويتر “Twitter” وكان له مساهمة في صنع الثورات العربية وهذا الاستثمار كنا نعكف على دراسته في سرية تامة منذ العام ونصف العام والحمد لله كللت مجهوداتنا بالنجاح.
لديك تركيز كبير على الاستثمار في إفريقيا، فما هو سبب حماسك لتوجيه الاستثمار نحو القارة السمراء، وما هي طبيعة هذه الاستثمارات؟
- أنا أطلق علي إفريقيا القارة المنسية، لأنها محرومة من استثمارات كثيرة، وخصوصاً بعد الأزمة الاقتصادية في ،2008 إذ إن معظم الشركات والمستثمرين والصناديق السيادية بدأوا في ترشيد نفقاتهم وبالتالي تقلصت الاستثمارات التي كانت تذهب لإفريقيا وأصبحت القارة الإفريقية منسية أكثر، لكني أعتقد أنه أمامنا فرصة كبيرة للاستثمار في هذه القارة، ونحن نستثمر في دول إفريقيا بشكل مركز جداً، فليست كل الدول الإفريقية تشترك في ظروف واحدة، لذلك لابد أن يكون اختيارنا موفقاً، وخاصة بالنسبة للدول التي تحظى بالديمقراطية وحرية الرأي وحرية والصحافة وتنتقل فيها السلطة بطريقة سلمية.
رجال الأعمال والمستثمرون الغربيون ينظرون بشكل معين للعمل الخيري قد يختلف عن نظرة العرب له.. ما هو تصورك وسياساتك في العمل الخيري الذي توجه إليه جزءاً كبيراً من وقتك ومالك؟
- نحن في السعودية، وبالنسبة لي على وجه الخصوص، البند الخيري والتبرعات للمستحقين تأتي من منطلق واحد وهو منطلق إسلامي، فالتبرع ليس عملية خيرية فقط بل هو عملية إلزامية إسلامية بحتة، لأن الزكاة أحد أركان الإسلام الخمسة مثل الصلاة، فترك الزكاة مثل ترك الصلاة، وبالتالي العمل الخيري جزء من عملية عقائدية دينية بحتة تجري في العروق، ولدينا نشاط خيري في السعودية وفي لبنان، وهناك مؤسسة خيرية تهتم بالأعمال الخيرية في كافة أرجاء العالم.
هل يمكن أن تعطينا صورة سريعة عن يوم في حياة الأمير الوليد الذي يزور أحياناً ثلاث دول في يوم واحد؟
- لكوني مسلماً فأنا أؤمن بثمن الوقت وأهميته، فالإسلام يقدر الوقت تماماً.. فمثلاً لو كان وقت الصلاة الساعة السابعة وأنت أقمت الصلاة في السادسة وتسع وخمسين دقيقة وتسع وخمسين ثانية فقد أضعت الصلاة في وقتها، ولو أفطرت قبل صلاة المغرب بثانية واحدة فلا صيام لك، أي أن الإسلام يحاسبك على الثانية وليس الدقيقة فحسب ولذلك فأنا أقدر قيمة الوقت كثيراً.
أما بخصوص برنامجي اليومي، فأنا أبدأ يومي الساعة العاشرة، ومن العاشرة حتي الحادية عشرة أقرأ الصحف كلها وأتابع الأخبار المحلية والعالمية، ثم أذهب إلى مكتبي وأعمل هناك حتى السادسة، ومن الساعة السابعة مخصص للعشاء ثم الصلاة في منتجع المملكة الخاص ثم أقرأ الأوراق والملفات، وفي العاشرة أمارس الرياضة لمدة ساعة أو ساعة ونصف الساعة يومياً، ثم أعود للمنزل في الساعة “12” لأتابع الأخبار الإقليمية والعالمية، ثم أقرأ وأصلي الفجر ثم أنام بعد الفجر، من الخامسة إلى العاشرة، وأحاول الانتهاء من كتاب كل أسبوعين، وأقرأ في التاريخ السعودي والعربي والعالمي وفي السياسة والاقتصاد.
* المصدر : مجلة الوطن العربي


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.