اتسع نفوذ تنظيم القاعدة في اليمن بإعلانه مطلع الأسبوع الجاري مدينة رداع في محافظة البيضاء ساحة نفوذ جديدة, قالت الأنباء الواردة من هناك: إن عناصر القاعدة بشروا السبت بإشهار المدينة إمارة إسلامية. وتأتي سيطرة القاعدة على رداع في ظل غياب شبه كامل للسلطة المحلية وإدارة الأمن, جراء شحن متقادم ضدها عمل عليه أنصار أحزاب اللقاء المشترك, التي تعتبر مدينة رداع مقصورة عليهم, ضمن ما يسمى ب"قوى الثورة". وكانت المدينة مسرحاً مفتوحاً للتظاهرات والاعتصامات الموالية لأحزاب المشترك طيلة الأشهر الماضية, بينما خففت إدارة الأمن من تواجد وحداتها, وكذلك آثرت السلطة المحلية الانكفاء, خوفاً من أن يتم استغلال الشحن الذي تمارسه عناصر المشترك ضدها لإحداث صدامات بينها ووحدات الأمن من جهة وعناصر اللقاء المشترك في المسيرات والاعتصامات من جهة أخرى. وقال مراسل صحيفة "اليمن" في رداع: إن مسلحي القاعدة دخلوا السبت مسجد العامرية التاريخي لأداء الصلاة على شكل فوج, وما كادوا يستقرون في المسجد حتى توارد عليهم مسلحو القاعدة, مضيفاً إن المسلحين المتشددين انطلقوا الأحد صوب القلعة, ومبان حكومية اشتبكوا في محيطها مع عناصر محدودة من رجال الأمن الذين لم يستطيعوا صد مسلحي القاعدة كثيري العدد والعدة. ويقود مسلحي القاعدةالمدعو طارق الذهب, من قرية المنافح "قيفه" إحدى قرى البيضاء, ورداع تحديداً, وقال شهود عيان ل"اليمن": إن الذهب لا يملك سوى يد واحدة, فقد سبق أن انفجر به لغم أودى بإحدى يديه في وقت سابق. وتربط طارق الذهب بالقيادي في القاعدة أنور العولقي, الذي لقي مصرعه مؤخراً في غارة أمريكية, صلة مصاهرة, وتتردد وسط السكان المحليين أنباء أن العولقي قبل أن يلقى مصرعه في الجوف احتمى في قرية المنافح مديرية ولد ربيع التابعة لرداع, لدى طارق الذهب الذي إحدى قريباته زوجة العولقي. وذكر مراسل "اليمن" عن مصادر محلية عدم تفاجئها بتوسع القاعدة في رداع, وسيطرتها على مواقع حيوية فيها, وعزمها على إعلانها إمارة إسلامية, فحسب المصادر أن السكان المحليين كانوا على علم بوجود خلايا نائمة للقاعدة منذ أشهر في مناطق حدد منها مراسل "اليمن" قرية دار النجد-قيفه, مديرية القريشية, وقرية المتار في المديرية ذاتها, بالإضافة إلى موطن القيادي في التنظيم طارق الذهب, وهي قرية المنافح-مديرية ولد ربيع, وكلها تتبع رداع. وعزت المصادر تزايد الخلايا النائمة في مناطق متفرقة من رداع إلى استغلالها موجة الاحتجاجات والاعتصامات في المدينة ذاتها, واليمن عموماً. وكان القيادي في القاعدة فهد القصع قال في تصريحات صحفية منذ الأشهر الأولى للاحتجاجات إن عناصر التنظيم موجودون في ساحات الاعتصام. ويتخوف السكان المحليون في رداع من تكرار سيناريو زنجبار بمحافظة أبين, التي شهدت إعلان إمارة إسلامية العام الماضي على يد فصيل أنصار الشريعة التابع لتنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب. * اخبار اليمن