سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الزنزانة الانفرادية هي المرقد والحمام ،وبُعدها عن بناتها وولدها جعلها تظهر وكأنها بعمر ال 70! مالم ينشر من قبل عن زوجة المتهم الأول في محاولة اغتيال صالح
الحياةُ لا تُطاق بعيداً عن كُل الأهل والأبناء لرجل رزين ،فكيف إذا كان البُعاد لامرأةٍ حكم عليها الأمن القومي بنصف عام من الاختفاء القسري في سجنه الخاص بصنعاء منذ الأيام التي تلت مغادرة صالح اليمن إلى المملكة العربية السعودية للعلاج. عمرها لم يتجاوز ال 35عاماً لكنها ظهرت مُنحنية الظهر وسواد الحُزن مكحلاً عيناها ومآقيها خوفاً على بناتها الثلاث وابنها الوحيد. مهدية يحي النوفي (زوجة محمد الغادر)مؤذن دار الرئاسة اعتقلها الأمن القومي قبل سبعة أشهر وأفرج عنها السبت الماضي ،إفراج بحجم الحياة. هي اعتُقلت في 1762011م وأُطلقت يوم 2812012م(السبت المنصرم) ،طيلة هذه المدة كانت لدى جهاز الأمن القومي الذي رفض في البدء الاعتراف بأنها موجودة لديه ،وبعد التواصل مع منظمات انسانية دولية حاولت أن تتدخل لدى السلطات اليمنية أو أجهزة الأمن من أجل الافراج عنها خصوصاً جهاز الأمن القومي ولكنه رفض التجاوب مع كل هذه النداءات التي وجهت لهم حسب ما أدلى به الناشط عبد الرحمن برمان. عيبٌ وأي عيب ،لم يحدث إلا في عهد صالح بأن تختفي النساء كرهائن في سجنه الخاص "القومي"، حتى في ما قبل ثورة 48 كان الائمة الموصوفة فترة حكمهم بالتخلف والكهنوت من قبل الملك الجمهوري صالح ،لم يكونوا يحتجزون النساء كرهائن فنخوتهم المُغلفة بالكهنوتية والتخلف تأبى أن تأخذ غير "الرجال". في السجن عاشت مهدية النوفي سبعة أشهر وخرجت بنفسية منهكة تماماً، وبدنياً مرهقة ومريضة بشتى أنواع المرض فمعظم حياتها الذي قضته في السجن كان في زنزانة انفرادية مُظلمة في الليل ومُظلمة في النهار أيضاً. قد تكُون قصة مهدية النوفي مطعمة بالعلقم حين يكتمل مشهد حياتها الخاصة التي قضتها في الزنزانة الإنفرادية تحت الأرض، حيث أن تلك الزنزانة كانت هي غرفة النوم وهي الحمام كذلك. يا للأسف يحدث هذا في صنعاء ..في سجون الأمن القومي التابعة لصالح الذي يمنع امرأةً مُعتقلة من "دخول الحمام" بعد إسهابٍ في الحديث عن دعمه للمرأة وحقها في الوصول إلى الحكم!!.. انحنى ظهر مهدية حزناً ،ف"الجهاز الأمني العتيق" يستخدم أساليباً نفسية بشعة حتى في نقل المعلومة عن الأهل والأبناء للمعتقليين ..ف أول ما قابلت مهدية أحد الناشطين بادرته بالسؤال :"أين أولادي ؟ هل مازالوا...قبل أن تخر عينها دامعة من هول الأخبار السيئة التي كانت تنقل لها عن أولادها!!. السبت الماضي وبعد أن تم التحقيق معها ووالدها في النيابة الجزائية قبل الإفراج عنهما، كانت تبكي وتدعو لمن أفرج وتدعو لخاطفيها دون شعور. بعد ذلك لم تتمكن مهدية من مقاومة بدنها المُثقل بالأمراض المكتسبة من زنزانة الأمن القومي فنُقلت إلى المستشفى لإجراء الفحوصات اللازمة والبحث عن علاجات شتى فكان العذر من عدم تمكننا من إجراء مقابلة مباشرة معها.