-تسببت قضية طرد اليهود اليمنيين من منطقتهم القبلية في محافظة صعده (شمال صنعاء) إلي استئناف المواجهات المسلحة بين القوات الحكومية وعناصر جماعة الحوثي المسلحة، بعد هدوء نسبي دام بضعة أشهر. وأكدت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية سبأ أمس مقتل 6 جنود من القوات الحكومية وجرح نحو 20 آخرين في هذه المواجهات مع عناصر جماعة الحوثي المسلحة، ولم تذكر عدد الضحايا من الطرف الآخر. إلا أن مصادر محلية أشارت إلي مقتل شخص واحد وإصابة خمسة من أتباع الحوثي. وقالت الوكالة استشهد ستة جنود وجرح عشرون آخرون من أفراد القوات المسلحة والأمن في هجوم شنته عناصر تابعة لعبد الملك الحوثي علي عدد من المواقع التابعة للقوات المسلحة والأمن في محافظة صعده .ونسبت إلي مصدر مسؤول في اللجنة الأمنية بمحافظة صعده قوله إن شرذمة من العناصر التخريبية بقيادة المدعو عبدالملك الحوثي قامت يوم أمس (أول أمس) وفي عمل غادر بمهاجمة عدد من المواقع التابعة للقوات المسلحة والأمن في محافظة صعده مما أدي إلي استشهاد ستة جنود وجرح 20 آخرين من أفراد القوات المسلحة والأمن . وأوضح أن تلك العناصر التي وصفها بالتخريبية لم تستجب لقرار العفو العام والإجراءات التي اتخذتها الدولة والهادفة إلي معالجة آثار تلك الفتنة التي أشعلها الصريع حسين بدر الدين الحوثي ووالده، ومنها إطلاق سراح العناصر المتورطة في تلك الفتنة. بل انهم وبدلاً من ذلك نكثوا بكل العهود والالتزامات التي التزموا بها للدولة في إنهاء أعمالهم التخريبية وأن يكونوا مواطنين صالحين وملتزمين بالنظام والقانون . وذكر المصدر الأمني أن السلطة المحلية والقوات المسلحة والأمن بمحافظة صعده سوف تضطلع بمسؤولياتها في الحفاظ علي الأمن والاستقرار إزاء هذه التصرفات التخريبية والمخلة بالأمن والاستقرار وإنهاء تلك الأعمال التخريبية التي تقوم بها تلك العناصر الإجرامية والتي ستتم ملاحقتها دون غيرها لتقديمها للعدالة ونيل جزائها .وقالت مصادر عليمة لصحيفة "القدس العربي"اللندنية أن أسباب استئناف هذه المواجهات المسلحة بين القوات الحكومية اليمنية وعناصر الحوثي المسلحة راجعة إلي قضية طرد اليهود اليمنيين من منطقتهم القبلية في مديرية حيدان بمحافظة صعده قبل أيام من قبل عناصر يعتقد أنهم ينتمون إلي جماعة الحوثي التمردية. وذكرت أن السلطة في اليمن حاولت استغلال هذا الحدث إعلاميا لصالحها، وإعطاء مبرر لضرب من تبقي من جماعة الحوثي في صعده، غير أن ذلك انعكس ضدها باستغلال الحدث خارجيا من قبل جماعات يهودية في الولاياتالمتحدة وفي إسرائيل وممارسة الضغط علي الحكومة اليمنية لحماية الأقلية اليهودية في اليمن. وكانت قضية اليهود اليمنيين برزت إلي السطح إعلاميا وسياسيا إثر تعرض سبع أسر منهم مكونة من 45 شخصا للطرد قبل أيام من منطقتهم القبلية في مديرية حيدان، بمحافظة صعده من قبل عناصر مسلحة قالت المصادر الرسمية إنهم من أتباع جماعة الحوثي المسلحة التي أسسها الزعيم الشيعي الراحل حسين بدر الدين الحوثي.وتفاعلت السلطة مع قضية طرد اليهود اليمنيين من منطقتهم لدرجة كبيرة وأبرزتها في وسائل الإعلام، ولكنها أصبحت حاليا أكثر المتضررين من تفاعلاتها، إثر قيام بعض المنظمات اليهودية الأمريكية باستخدامها ورقة ضغط خارجية علي صنعاء، والدعوة إلي حماية الأقلية اليهودية في اليمن، بالإضافة إلي اندلاع هذه المواجهات المسلحة التي لم تكن لصالح السلطة، بسبب استخدام عناصر الحوثي أسلوب حرب العصابات والهجوم المفاجئ ضد أي تجمع للجنود الرسميين في صعده. المصادر الرسمية كانت ذكرت أن عملية طرد اليهود من منطقتهم القبلية يقف وراءها عناصر من جماعة الحوثي، في وسيلة من السلطة لاستغلال هذه القضية ضد من تبقي من جماعة الحوثي واتخاذ عملهم ضد اليهود مبررا لضربهم وإسكات صوتهم.