أكد العديد من أطراف العمل السياسي في اليمن أن تنظيم القاعدة وبقايا نظام الرئيس السابق علي عبد الله صالح تقف حجرة عثرة أمام تحقيق الأمن والاستقرار في ظل النظام الجديد الذي افرزته الثورة الشعبية برئاسة المشير الركن عبدربه منصور هادي وحكومة الوفاق الوطني برئاسة محمد سالم باسندوه. وقالوا ل(القدس العربي) ان 'هاتين المعضلتين تقفان كأبرز التحديات التي تواجه مرحلة ما بعد الثورة الشعبية في اليمن والعتي حققت أحد الأهداف الرئيسة وهو إسقاط علي صالح من السلطة ولكنها لم تتمكن حتى الآن من إزاحة نظامه من الحكم، المتمثل في المؤسسات العسكرية والأمنية التي لا زالت بيد نجله الأكبر وأبناء شقيقه'. وأوضحوا أن الفلتان الأمني الذي تشهده العديد من المحافظات اليمنية تحت لافتة تنظيم القاعدة والاعتداءات القبلية لا تخلو من (مؤامرة) على النظام الجديد من أجل محاولة إفشاله والسعي نحو إعاقة نجاحاته حتى لا يلمس الشارع اليمني فوارق بينه وبين نظام صالح الذي سبقه وثار الشعب اليمني ضده. واستشهدوا على (نظرية المؤامرة) التي تحاك ضد العهد الجديد بالخطاب السياسي الذي لا زال صالح يردده كلما أتيحت له الفرصة، رغم أنه خرج من المشهد السياسي اليمني منذ الانتخابات الرئاسية في 21 الشهر الماضي. وقال صالح في خطاب له أثناء استقبال شباب حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يرأسه 'مر شهران من على تشكيل هذه الحكومة الضعيفة التي لا تعرف أبجديات السياسة'. واضاف 'من الآن سنكشف الأوراق على المكشوف وفوق الطاولة، وسنتحداهم.. سنتحداهم.. سنتحداهم إذا لم ينصاعوا الى الشرعية الدستورية'. مشيرا إلى أن القوى السياسية التي عارضت نظامه لن تفلح في تحقيق الطموحات الثورية وقال 'لن يفلحوا ولن يخرجوا وشعبنا لهم بالمرصاد.. أما القوات المسلحة والأمن فهي محايدة.. تتبع الشرعية الدستورية.. تتبع رئيس الجمهورية.. ولكن شعبنا هو الجيش العظيم.. شعبنا سيكون موجوداً لهم في كل المؤسسات وفي كل المصالح الحكومية' وهي إشارة فهمها البعض بأنه سيستخدم بعض اتباع حزبه في إعاقة عملية التنمية والأمن والاستقرار التي تسعى إلى تحقيقها حكومة الوفاق الوطني برئاسة المعارضة لنظامه. ووصف صالح الثورة الشعبية بأنها (ثورة البلطجية) وقال 'أي ثورة يتحدثون عنها.. ثورة البلاطجة، ثورة التخلف'. إلى ذلك أكد الناطق الرسمي باسم تكتل أحزاب اللقاء المشترك عبده غالب العديني أن علي عبد الله صالح أصبح جزء من الماضي السياسي اليمني ولا يمكن القبول به بعد اليوم ليكون جزء من الفعل السياسي في بلادنا. وقال 'كنا نأمل من علي صالح وهو يتحدث لعدد من الأفراد التابعين له أن يتذكر كرم الشعب اليمني بمنحه الحصانة ويعتذر للشعب بما فيه شباب الساحات عما لحق به جراء سياساته الخاطئة طوال 33 عاما لكن اليوم صالح تخونه قدراته الذهنية باختيار الألفاظ الداعمة للتوافق الوطني والموجهة للجهود الوطنية في سبيل البناء، لكنه للأسف لم يفعل ذلك، محاولا جر البلاد إلى صراعات جانبية تعيق جهود تنفيذ المبادرة الخليجية'. وأعلن أن صالح بهذا الخطاب 'يمارس تهديدا واضحا وعدم اعتراف صريح بالشرعية التوافقية والشرعية الشعبية التي تشكلت بموجبها حكومة الوفاق الوطني وانتخب بموجبها الأخ عبد ربه منصور هادي رئيسا للجمهورية وهي الشرعية المدعومة بإرادة وطنية وإقليمية ودولية، ويرفضها صالح بشكل واضح وصريح في هذه المرحلة'. في غضون ذلك اعلنت وزارة الداخلية أمس عن مقتل انتحاريين اثنين من المشتبه بانتمائهم لتنظيم القاعدة في محافظة أبين في انفجار دراجة نارية مفخخة كانت معدة للقيام بعملية انتحارية والتي انفجرت قبل أن يتمكنا من القيام بمهمتهما الانتحارية في مديرية مودية بمحافظة أبين.'' واشارت المصادر إلى أن توتر شديدا ساد في العديد من المناطق التي يسيطر عليها مسلحو القاعدة في محافظة أبين والتي توعد فيها التنظيم بالانتقام لقتلاه الذين قضوا في الغارات الجوية التي شنها الطيران العسكري اليمنى السبت ضد مواقع القاعدة في محافظتي البيضاءوأبين. وذكر مصدر حكومي أن الغارات الجوية التي شنتها القوات الجوية اليمنية على تجمعات للقاعدة ومخازن اسلحة في مناطق المخنق بالبيضاء كانت ردا على هجوم القاعدة وأسفرت عن مصرع العشرات من عناصر وقيادات القاعدة بينهم أجانب. وأكد محافظ محافظة البيضاء محمد ناصر العامري ان عدد قتلى تنظيم القاعدة في الضربات الجوية في بعض مناطق البيضاء وصل إلى 34 قتيلا بينهم أربعة من قيادات التنظيم, وأن من بين القتلى سعوديين اثنين واثنين باكستانيين وثالث جريح وسوري وعراقي, حيث قام عناصر القاعدة بدفن قتلاهم من الأجانب في قرية ممدود. وكانت مصادر نسبت إلى تنظيم القاعدة تأكيداته بمقتل 17 شخصا من مسلحيه في الغارة الجوية الحكومية التي استهدفت منطقتي ممدود ودقي في مديرية الزاهر بمحافظة البيضاء وخلفت عددا آخر من الجرحى.' وفي الوقت الذي نفى فيه مصدر عسكري يمني مشاركة طائرات عسكرية أمريكية في تنفيذ هذه الضربات التي اقتصر فيها التعاون مع الولاياتالمتحدة على الدعم الاستخباراتي فقط اكد أن حكومة الوفاق الوطني أقرت توجيه ضربات جوية استباقية لمناطق تمركز مسلحي القاعدة في محافظات البيضاء وابين وشبوه وأن الغارات شملت مدن زنجبار بمحافظة أبين، ومنطقة عزان بشبوة، ورداع بالبيضاء. * القدس العربي