تشهدت العديد من المدن اليمنية والعاصمة صنعاء تصعيدا أمنيا فى أول يوم عمل اليوم الإثنين بعد عطلة عيد الأضحى المبارك، وسط تواصل مسلسل الاغتيالات التي تنفذها عناصر مسلحة يشتبه بانتمائها لتنظيم القاعدة، وتستهدف القيادات العسكرية والأمنية ومنشآت يمنية فى عدد من المواقع بمختلف المناطق جنوب وشرق اليمن. وقال مصدر عسكرى رفيع المستوى بوزارة الدفاع اليمنية - في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم الإثنين إنه تم الدفع بتعزيزات عسكرية إلى معسكري قوات النجدة وقوات الأمن الخاصة بمدينة البيضاء - 276 كيلومترا إلى الجنوب الشرقي من العاصمة صنعاء، وذلك بعد يومين من هجوم نفذه مسلحو القاعدة استهدف مواقع عسكرية وأمنية في المدينة. وأوضح المصدر، أن التعزيزات شملت عتادا عسكريا وقوة بشرية وصلت إلى مدينة البيضاء، لافتا إلى أن الجيش يعتزم تنفيذ عمليات عسكرية ضد العناصر المسلحة التابعة لتنظيم القاعدة؛ بهدف ردع الهجمات المتكررة التي تعرضت لها مواقع عسكرية وأمنية ونقاط تفتيش. ويأتي ذلك عقب اجتماع مشترك لقيادة مركز القيادة المتقدم، واللجنة الأمنية بمحافظة البيضاء برئاسة المحافظ الظاهري أحمد الشدادي، تم خلاله استعراض الوضع الأمني بالمحافظة والتدابير الكفيلة باستتباب الأمن والسكينة العامة وضمان عدم تكرار تعرض أي مواقع أو نقاط أمنية وعسكرية بالمحافظة لهجوم إرهابي. ونوه بأن قيادة المحافظة لن تتهاون مع أي شخص أو جماعة تريد إلحاق الضرر بالسلم الاجتماعي والسكينة العامة في المحافظة أو النيل من رجال القوات المسلحة والأمن. ودعا محافظ البيضاء، الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني إلى القيام بدورهم في التوعية المجتمعية بخطورة تلك الأعمال الإرهابية، والوقوف صفاً واحداً إلى جانب رجال القوات المسلحة والأمن في التصدي لكل من يريد العبث بأمن وسلامة المحافظة والوطن بشكل عام. وقد أكد الخبراء والمراقبون الدوليون بالعاصمة اليمنيةصنعاء أن التدهور الأمني هو انعكاس للأوضاع السياسية غير المستقرة التي تعيشها اليمن حاليا، والتي تتزامن مع استحقاقات كبيرة ينتظر اليمنيون تحقيقها من القوى والأحزاب المشاركة بمؤتمر الحوار الوطني، حيث بدأت - اليوم الإثنين - لجنة التوفيق واللجان المصغرة اجتماعاتها لمناقشة القضايا المعلقة، مضيفا أن الجلسة العامة الثالثة ستستكمل السبت المقبل أعمالها التي بدأتها قبل عيد الأضحى المبارك. ويبدو الشارع اليمني قلقا من أعمال العنف التي تجسدت في تخريب شبكات الكهرباء وتفجير أنابيب النفط والغاز، وتواصل الاغتيالات التي تطال قادة عسكريين وأمنيين، وثمة تساؤلات عن تورط أطراف وقوى رافضة للتغيير باليمن في نشر الفوضى الأمنية باليمن، بهدف إفشال مسار الثورة والتغيير وبناء الدولة الجديدة. ويأتى ذلك مع استئناف مؤتمر الحوار الوطني أعماله في صنعاء عقب عطلة عيد الأضحى المبارك، في ظل استمرار الخلافات العاصفة بين المتفاوضين الشمالي والجنوبي بشأن شكل الدولة، حيث يصر الأول على دولة اتحادية من خمسة أقاليم، فيما يصر الأخير على دولة اتحادية من إقليمين.