قال الرئيس عبدربه منصور أن سقوط الطائرات يؤكد وجود «بؤر جرثومية تعمل على تخريب هذه الوحدة العسكرية الهامة ولكنها لن تتمكن في النهاية من تحقيق غاياتها وسيتم استئصالها». حد تعبيره ووفقاً لوكالة (سبأ) الرسمية فقد وجه الرئيس برفع تقرير متكامل وشامل يتناول كل السيناريوهات والحيثيات لمعرفة أسباب وعوامل تلك الحوادث الغير مبرره وضرورة تلافيها عبر الاعداد والبحث في خطة عملهم لوضع البدائل العملية والعلمية في أقرب وقت ممكن». وأشار الرئيس في محاضرة له في مقر قيادة القوات الجوية والدفاع الجوي بالعاصمة صنعاء صباح اليوم إلى أن خطة بناء جيش وطني قوي تحتاج إلى وقت كاف ومدروس مشيرا إلى أن هذا ما يتم العمل عليه الايفاء به في وقته المحدد». وقال هادي أن القوات الجوية هي الذراع الطولي للمؤسسة العسكرية والتي يقع عليها سلامة وأمن الوطن والحفاظ على وحدته ومكتسباته. وأكد الرئيس أن التقيد بالزي العسكري الجديد والموحد للمؤسسة العسكرية وفقا لتصنيفاتها الجوية والبرية والبحرية سيتم خلال الشهر القادم. وأضاف الرئيس في محاضرته:«أن حوادث الطيران تشكل أمرا وواقعا مألوفا في جميع أرجاء العالم ولكن للأسف نحن هنا في اليمن لا نبحث عن الاسباب ومعالجة الجذور التي أدت الى تلك النتائج بل يعمل البعض على جانب الاثارة وتشويه الحقائق والحاق الضرر بالمؤسسة العسكرية والوطن منطلقين من فكرة استدعاء الماضي وخلق الانشقاقات والنزاعات وهذا لا يخدم مطلقا المؤسسة العسكرية ونحن حقيقة في صراع مع القوى التي لا تريد لليمن الخير والوطن الامن والاستقرار وتعمل على عودة البلاد الى مربع الصراعات واعادة انتاج الماضي بكل سلبياته وتعقيداته». ويأتي حديث الرئيس بعد أن عاد مسلسل سقوط الطائرات الحربية فوق الأحياء السكنية في صنعاء الاثنين الفائت إلى الظهور من جديد بعد سقوط طائرة حربية في حي جنوب العاصمة صنعاء في ثالث حادث لسقوط طائرة حربية في غضون ستة أشهر، مشيعا حالة من الذعر في أوساط السكان الذين تفاجأوا ظهرا بسقوط طائرة من طراز «سوخوي 22» روسية الصنع دون أن تخلف ضحايا سوى قائد الطائرة. وأفادت وزارة الدفاع حينها أن الطائرة سقطت في شارع الخمسين بمنطقة بيت بوس جنوب العاصمة صنعاء أثناء عودتها من مهمة تدريبية اعتيادية فوق مناطق مأرب وخولان، ما أدى إلى وفاة قائدها النقيب هاني الاغبري. واتهم رئيس أركان حرب القوات الجوية اليمنية العميد الركن عبد الملك الزهيري من وصفها ب«الأيادي التخريبية والآثمة» بالوقوف وراء كارثة سقوط الطائرة. ونفى أن يكون سقوطها ناجما عن «خلل فني»، مؤكدا أن الطائرة استهدفت اثناء تحليقها في الجو مما تسبب في انفجارها قبل وصولها الى الارض وارتطامها بأحد المباني السكنية. واعتبر الزهيري أن ثمة مخططاً ارهابياً يستهدف القوات الجوية، مشيراً الى أن مصرع ثلاثة طيارين حربيين من منتسبي قاعدة العند بمنطقة لحج الأسبوع قبل الفائت، وتكرار سقوط الطائرات العسكرية يعزز من الشكوك في هذا الصدد. وتمتلك القوات الجوية اليمنية حوالي 30 طائرة حربية من طراز «سوخوي»، إلا أن أكثرها متهالك بسبب عدم الصيانة، وعقدت السلطات اليمنية مؤخرا صفقات لتزويد اسطولها من الطائرات الروسية بقطع الغيار ومعامل الصيانة. وكان 12 شخصا قتلوا في حادث مماثل وقع في فبراير الماضي، عندما سقطت طائرة عسكرية فوق مبنى قريب من ساحة التغيير بصنعاء. كما تحطمت طائرة عسكرية في شمال صنعاء في نوفمبر الماضي.