تصاعدت التصريحات العسكرية التي تشير إلى فرضية هجوم تخريبي مُدبّر أدى إلى سقوط طائرة حربية يمنية أمس الاثنين في العاصمة صنعاء. وتحطمت مقاتلة روسية الصنع من طراز سوخوي جنوبي العاصمة صنعاء، ولقي قائدها مصرعه في حادث هو الثاني من نوعه في غضون 80 يوماً ويسلط الضوء مجدداً على السجل الكارثي لسلاح الجو اليمني في الفترة الأخيرة.
لمشاهدة ألبوم صور من الحادثة اضغط هنا وكانت قائد الطائرة عائداً من طلعة تدريبية فوق سماء مارب وخولان.
وقال مصدر عسكري قريب من التحقيقات التي تجريها لجنة شكلتها وزارة الدفاع عقب الحادث إن نتائج أولية في التحقيق تشير إلى أن عبوة ربما زرعت في الطائرة وفجرت عن بعد هي السبب في تحطم الطائرة، موضحاً أن التحقيقات أظهرت أنها لم تتعرض لهجوم من الخارج وانها كانت تطير بسرعة عالية قبل سقوطها.
مصدر عسكري: كان مخططاً لتفجير الطائرة فوق منطقة سكنية لإيقاع مزيد من الضحايا المدنيين وخلق رأي عام ناقم على السلطات وأضاف المصدر العسكري ل«المصدر أونلاين» أن التحقيقات تذهب إلى أنه كان مخططاً لتفجير الطائرة فوق منطقة سكنية لإيقاع مزيد من الضحايا المدنيين وخلق رأي عام ناقم على السلطات العامة بغية إحداث اضطرابات.
ووصف المصدر الحادثة بأنها «عملية انتقام» مشيراً بالاتهام إلى تنظيم القاعدة والنظام السابق.
وكان اللواء محمد صالح الأحمر، وهو أخ غير شقيق للرئيس السابق علي عبدالله صالح، يقود القوات الجوية لفترة طويلة قبل أن يُقيله الرئيس الحالي عبدربه منصور هادي من منصبه.
كما أعلن تنظيم القاعدة مسؤوليته عن عملية تفجير طائرة انتينوف عسكرية كانت رابضة في القاعدة الجوية عن طريق زرع قنبلة، في مطلع عام 2012.
وصرح رئيس أركان القوات الجوية العميد عبدالملك الزهيري بمعلومات ترجح هذا المخطط قائلاً إن المؤشرات الأولية في التحقيق تتجه إلى تقرير أن الحادث عمل تخريبي.
وأوضح الزهيري لتلفزيون اليمن أن الطائرة انفجرت في الجو وان قائد الطائرة لم يبلغ عن أي اختلالات قبل الحادث وهو واحد من أكفأ الطيارين.
كان شهود قد قالوا إن الطائرة انفجرت في الجو قبل أن تهوي إلى الأرض.
متحدث باسم القوات الجوية: تناثر الحطام يؤكد انفجارها قبل ارتطامها بالأرض.. ولم نعثر على الصندوق الأسود للطائرة وأكد ذلك متحدث باسم القوات الجوية خلال تصريحات تلفزيونية قال فيها إن الحطام الذي تناثر في دائرة قطرها مئات الأمتار يؤكد انها انفجرت في الجو قبل أن ترتطم في الأرض.
وقال رئيس المركز الإعلامي بالقوات الجوية في تصريح لتلفزيون اليمن في وقت متأخر من مساء أمس الاثنين إنهم لم يعثروا حتى ذلك الوقت على الصندوق الأسود للطائرة، ملمحاً إلى إمكانية أن يكون قد سُرق.
واحتشد مئات الأشخاص في موقع تحطم الطائرة التي تناثر حطامها في حي غير مأهول بالسكان. وأظهر تسجيل مصور مئات الأشخاص يتحلقون حول حطام الطائرة فيما كانوا يهتفون ضد قيادة القوات الجوية واضطر جنود من الأمن والجيش لإطلاق النار في الهواء لتفريقهم حتى يتمكن المحققون من معاينة المكان.
وبدت في التصوير المسجل أشلاء بشرية، جُمعت داخل صندوق. وقال أحد المحتشدين إنها أشلاء لقائد الطائرة المنكوبة هاني الأغبري.
والأغبري واسمه الكامل هاني علي عبادي هو طيار برتبة نقيب وكان قائد سرب في اللواء السادس طيران بعد 11 عاماً من تخرجه في كلية الطيران ضمن الدفعة التاسعة عام 2002.
وحصل الأغبري الذي ينتمي إلى منطقة ماوية بمحافظة تعز على المرتبة الأولى في دفعته قبل أن يقود طائرة من نوع سوخوي لأول مرة في 2002.
للأغبري الذي قضى عن 34 عاماً ثلاثة أبناء كلهم ذكور.
سلاح الجو: سجل كارثي 33 حادثة تحطم للطائرات التابعة لسلاح الجو اليمني منذ 1999 وهو رقم قياسي هذه هي الطائرة العسكرية الثالثة التي تتحطم فوق سماء صنعاء في غضون نصف عام، بعد تحطم مقاتلة من طراز سوخوي 22 في 21 فبراير الماضي وتحطم طائرة شحن عسكرية من طراز انتينوف في 20 نوفمبر من العام الماضي فوق سوق شعبية في منطقة الحصبة، وهو الحادث الذي قتل فيه عشرة عسكريين كانوا على متن الطائرة بينهم ثلاثة طيارين يحملون رتباً عسكرية رفيعة.
وأدى تحطم مقاتلة سوخوي 22 فوق حي القادسية بصنعاء في فبراير الماضي إلى مقتل قائدها النقيب محمد علي شاكر و11 مدنياً بعد أن ارتطمت الطائرة بمنازل سكنية. وأقرت السلطات دفع تعويضات لأهالي الضحايا والسكان الذين تضررت منازلهم من الحادث إلا أنها لم تبدأ في دفعها طبقاً لسكان في الحي.
ورفع تحطم مقاتلة السوخوي يوم أمس الاثنين عدد حوادث تحطم الطائرات التابعة لسلاح الجو اليمني إلى 33 حادثة منذ 1999 وهو رقم يبدو قياسياً.
وتسببت هذه الحوادث في تدمير عشرات الطائرات التابعة لسلاح الجو موزعة بين مقاتلات حربية وطائرات شحن ومروحيات قتالية ومروحيات نقل وطائرات تدريب.
قطع غيار وصلت اليمن للبدء بمشروع صيانة الطائرات الحربية المقاتلة وكان تحطم مقاتلة روسية من طراز ميج 29 على أرضية مطار عسكري بدائي في محافظة صعدة عام 2009 أحد أفدح الخسائر الناجمة عن تلك الحوادث.
صيانة الطائرات إلى ذلك، علم «المصدر أونلاين» ان معدات وقطع غيار ستستخدم لصيانة الطائرات اليمنية المقاتلة كانت وصلت يوم الأحد إلى القاعدة الجوية قادمة من روسيا.
وقال مصدر عسكري في تصريح خاص للموقع إن هذه المعدات ستستخدم في إعادة إعمار الطائرات اليمنية المقاتلة في إطار اتفاقيات بين اليمن وروسيا لصيانة آلات حربية.
الرئيس اليمني اتفق مع روسيا على مشروع لصيانة معدات تابعة للجيش ومعظم أسلحة ومعدات الجيش اليمني روسية الصنع.
وأشار المصدر في حديثه ل«المصدر أونلاين» إلى الزيارة الأخيرة التي قام بها الرئيس عبدربه منصور هادي إلى موسكو والتي وقع فيها اتفاقات لصيانة الأسلحة والمعدات اليمنية، ولم يبحث إجراء صفقات لشراء أسلحة بسبب العجز المالي الذي تعيشه حكومه، واعتبارات الحكومة الانتقالية.