«2» في 25 أكتوبر 2011 انفجرت طائرة عسكرية روسية نوع “انتينوف” في قاعدة “العند” بمحافظة لحج موديةً بحياة 8 طيارين سوريين وجرح 4 آخرين، وطيار يمني، ويومها أرجعت وزارة الدفاع السبب إلى ثقل الأسلحة التي كانت تقلّها الطائرة، إلا أن مصادر سياسية وإعلامية متواترة قالت إن قائد الطائرة “النقيب الشامي” كان ممن يؤيّدون الثورة الشعبية، وإنه أخذ دور الانتحاري، وفجّر الطائرة التي كانت تقل 12طياراً سورياً تقرّر استخدامهم من قبل نظام الرئيس صالح للقصف على مواقع الجيش المؤيد للثورة بعد أن تبين له تخاذل وعدم جدية الطيارين اليمنيين أثناء قصفهم على القبائل المؤيدة للثورة الشعبية والمُحَاصِرة لمعسكرات الحرس الجمهوري في منطقة أرحب شمال صنعاء. بعدها بخمسة أيام كان سلاح الجو اليمني على موعد مع مذبحة مروّعة عشية اليوم الأخير من شهر أكتوبر 2011م؛ إذ دُمِرت ثلاث مقاتلات وأصيبت رابعة بأضرار بالغة في انفجار عبوات ناسفة زُرعت في الطائرات أثناء ربوضها في قاعدة الديلمي الجوية المحاذية لمطار صنعاء الدولي ما أدّى إلى إعلان حالة الطوارئ في القاعدة وإغلاق المطار لساعتين، وشهدت القاعدة ذاتها انفجار طائرة شحن عسكرية روسية طراز “أنتينوف” في ال4 من مارس 2012م، وتسبّب الانفجار بخروج الطائرة عن الخدمة، في الوقت الذي كانت فيه القاعدة الجوية تشهد احتجاجات واسعة تطالب بإقالة قائد القوات الجوية آنذاك اللواء محمد صالح الأحمر. وفي 21 نوفمبر 2012م سقطت طائرة عسكرية من طراز (انتينوف ام 24) في منطقة الحصبة شمال العاصمة وتوفي قائدها وتسعة متدربين وأفراد طاقمها، وقالت وزارة الدفاع إن الطائرة سقطت نتيجة عطل أصاب أحد محركاتها، وفي مساء ال16 من ديسمبر 2012م تعرّضت قاعدة الديلمي لانفجار صواريخ كانت على متن طائرة حربية نوع “سوخوي 22” عائدة من مهمة قتالية، ضد عناصر مفترضة من تنظيم القاعدة في محافظتي مأرب وأبين، غير أن خللاً أصاب جهاز الإطلاق، فعادت الطائرة أدراجها لتنفجر بحمولتها وسط القاعدة الجوية. وفي ال19 من فبراير لقي 12 مدنياً مصرعهم في حادثة سقوط طائرة عسكرية طراز “سوخوي 22” في حي الزراعة بالقرب من ساحة التغيير بصنعاء، ولاحقاً قالت وزارة الدفاع إن نتائج فحص الصندوق الأسود كشفت أن السقوط نتج عن خلل مصنعي، رغم أن الطائرة دخلت الخدمة قبل 22 سنة، أما الجانب الروسي المشارك في فحص الصندوق الأسود للطائرة فقد سخر من تهمة الخلل المصنعي، ربما لإدراكه ثقل اليد العابثة بمقدّرات القوات الجوية اليمنية. بعد خمسة أيام من الحادثة أصدر الرئيس هادي قراراً بمنع التدريبات الجوية فوق الأحياء السكنية، وكان يجب أن يرافق القرار قراران آخران: الأول بفصل مطار صنعاء عن القاعدة الجوية، وتخصيص مدرجات تفصل بين الطيران المدني والحربي، والآخر إخلاء المدن من المعسكرات ومخازن السلاح، بما فيها مخازن تجار السلاح والألعاب النارية، فقد شهدت العاصمة ومدينة تعز انفجارين ضخمين لمخازن التجار أودت بحياة العشرات، وتسبّبت بانهيار وتصدُّع عشرات المنازل المجاورة. وما لبث سلاح الجو أن عاد إلى التحليق فوق الأحياء السكنية حتى تحطمت مقاتلة يمنية أخرى ومن ذات الطراز “سوخوي 22” بشارع الخمسين جنوبصنعاء في 13 مايو وقتل قائدها، غير أن حطام الطائرة التي كانت عائدة من مهمة تدريبية ظهر عليه 6 طلقات نارية، أحدها أصاب خزان الوقود، وهو ما فسّر انفجارها في الجو وتناثرها إلى أشلاء. هذا التسريع المخيف في تدمير سلاج الجو اليمني أقنع عدداً من المراقبين باحتمالية وجود سيناريو خطير يُراد منه تحييد القوات الجوية، وإصابتها بالذعر، حتى يتم الإجهاز على النظام الجديد، ذلك أن من يملك القوة الجوية، يملك مفاتيح النصر والسيطرة في تحديد اتجاه المعركة. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك