المشهد الأول.. الشارع مزدحم، والأصوات تتعالى، أحد الركاب يهمّ بالنزول من الباص.. - الراكب: على جنب يا سواق! - (السائق لم يسمع بسبب الضجيج)! - الراكب: على جنب ياسواااااق (صوت مرتفع)!.. ويدق الباص بقوة! - السائق: طيب طيب.. خلينا نبصر مكان بدون زحمة.. بس تدق الباص هكذا مش حق أبوك! - الراكب: قلنا جنب جنبوا بطنك! - السائق: يجنبوا بطنك أنت يا سفيه! والراكب: والله لاجي أفطر بك! - السائق: (يقف على جنب).. ويتحدى الراكب! ينزل الراكب وتكاد تنشب معركة بين الاثنين لولا تدخل الركاب والمارة في الشارع! المشهد الثاني.. - البائع: سنبوسة سنبوسة سنبوسة.. سنبوسة يا رعوي سنبوسة! - الزبون: هيا كم سعر الحبة السنبوسة؟! - البائع: الحبة بخمسين ريال.. حقنا السنبوسة طري.. أعجبك وإلا روح من قدامي! - الزبون: إيش من خمسين وإيش من طلي.. وكمان حانق علي.. السنبوسة حقك خربانة! - البائع: خربان أنت.. هيا روح قبل ما أخليك تقع سنبوسة! - الزبون: والله لاجي أفطر بك أنت بدل السنبوسة! - البائع: روح لك يا حاج الله يفتح عليك! - الزبون: روح لك أنت.. هذا الشارع حقي! - البائع: حق أبوك يا سنبوسة! - الزبون: والله ما سنبوسة بن سنبوسة إلا أنت! (يشتبك الاثنان بالأيدي فيتدخل الآخرون لفض النزاع!) المشهد الثالث.. قبيل الأذان يتزاحم الجميع في المسجد.. يأخذ كل واحد زاوية ويحترس فيها واضعاً فطوره أمامه، يؤذن المؤذن.. يدخل شخص غريب (قروي) يظن أن عادات المدن مثل عادات القرى يجمعون الفطور فوق سفرة واحدة.. ويعزمون الغريب وعابر السبيل.. يتفاجأ بجلوس كل واحد بمفرده فيصيح قائلاً: - هيا يا أصحاب (.....) أنتم قبائل وإلا من بني كلبة! - (لا أحد يلتفت نحوه!) لا حول ولا قوة إلا بالله.. خلاص نفطر بماء! وبعد الصلاة يلاحظ هذا القروي –بعد خروج المصلين- يلاحظ المسجد وقد امتلأ بمخلفات الفطور: نواة التمور، بقايا شفوت وخضار وسنبوسة، يخرج من المسجد وهو يقسم الأيمان المغلظة أن أبناء القرى متحضرون ويفهمون أحسن من أبناء المدن! المشهد الرابع.. يعود الزوج من السوق. يطرق باب البيت بقوة! - الزوجة: من؟ - الزوج (بصوت مرتفع): هيا افتحوووووااا! - الزوجة (تفتح الباب): هيا مالك اليوم زعلان زيادة! - الزوج: خلاص أن الآن "شفطس" من الجوع والعطش! - الزوجة: وجئت تضبح عليَّ.. لأنك جائع وعاطش! - الزوج: خيرة الله عليك يا صباح: أين الفطور والعشاء والسحور.. قدمي كل حاجة! - الزوجة: طيب.. حاضر! - (تحضر الزوجة كافة أصناف الطعام التي أعدتها!) - الزوج: باقي الشوربة.. أين الشوربة؟!.. وإلا بصلحك شوربة! - الزوجة: هي عندك! - الزوج: قصدي أين المحلبية؟! - الزوجة: أيضاً أمامك.. أوما تشوفها؟! - الزوج: قصدي باقي.. عاد باقي.. وكمان باقي. - (الزوجة تؤكد وجود كل شيء بس الزوج ما يشوفش)! يؤذن المؤذن.. يجتمع أفراد الأسرة ويأكلون من كل شيء قليلا.. والبقية وهو الأكثر.. يكون مصيره برميل القمامة.. ومن ثم إلى بطون القطط والكلاب إن لم يسبقهم إليه بشر.. سبحان الرزاق!!