* التحالف بين صالح والحوثيين الذي يشكل الثورة المضادة صارت أهدافه معلنة، مهمته الإطاحة بهادي والآخر اجتثاث الإصلاح وإنقاذ المؤسسات والبلد من ثورة فبراير وإعادتها إلى ما قبل 26 سبتمبر 1962م!! إن أسرة صالح لا تدرك مدى احتقار الحوثيين لها، وأنها تعدهم مطية للركوب توصلهم إلى غايتهم، وكان صالح قد تحدث ذات مرة أن مهمته الأولى سائق سيارة أجرة، وذلك ما أدركه الحوثيون قبل غيرهم، صعدوا السيارة واستحوذوا عليها ولا يزالون، ربما نجحوا في تحييد بعض القوى بإظهار أن خصومتهم مع الإصلاح وحسب. * كشفت صحيفة محلية عن مجموعة من الشخصيات المؤتمرية والعسكرية وعدد من أقارب الرئيس السابق علي صالح، تعكف في الوقت الراهن على إعداد مشروع يسمى "مشروع إنقاذ اليمن".. حيث طرأ -حسب الشخصيات- أن المرحلة تفرض السعي لإيجاد مشروع إنقاذ مؤسسات الدولة واليمن ككل مما يعتبرونه "أخونة" على غرار الحملة التي سبقت انقلاب الثالث من يوليو في جمهورية مصر العربية. إنقاذ مؤسسات الدولة واليمن ككل من الأخونة. أكذوبة الأخونة تعد الأخونة أكبر أكذوبة صنعت لها وسائل إعلام وتديرها شركات دعائية صاحبة خبرة حتى صارت من المسلّمات لدى كثير من المتلقين، ويبدو أن المشكلة كانت في الإخوان وليست الأخونة التي صدقها من أطلقوا هذا المصطلح، المشكلة في الإخوان الذين كان عليهم إذا لم يصلوا إلى اتفاق مع القوى الأخرى تشكيل حكومة وحدة وطنية أو حكومة من حزب الحرية والعدالة، وأن يستخدموا قبضة حديدية لاجتثاث نظام مبارك. لقد كانت حكومة مرسي بلا هوية وكانت محاولة لإرضاء أطراف وهروب من الاتهام بالأخونة. وكما قال أيمن نور، رئيس حزب غد الثورة، إن مشكلة مرسي أنه لم يكن إقصائيا. إذاً، الرئيس المخلوع وحاشيته يستخدمون حزب المؤتمر للتآمر ضد البلد، ومن الأموال المنهوبة يستقدمون شركات أجنبية لإدارة المؤامرة، ويعملون في اتجاهات مختلفة، يعدون برنامجا نظريا ويرسلون الوفود إلى طهران والرياض وأبو ظبي ودبي للحصول على التمويل والدعم ويطلعون السفارة الأمريكية للحصول على موافقتها.. إنها دعوة مفتوحة للإطاحة بالرئيس ولحرب أهلية يمنية.. إن الإطاحة بالرئيس تعني اغتياله. صالح والإطاحة بهادي بكل بساطة هناك إعداد برنامج للإنقاذ لاستعادة السلطة، نقطة الارتكاز فيه الإطاحة بالرئيس هادي. كانت البلاد قد فجرت ثورة شعبية سلمية لإسقاط مشروع صالح لتوريث السلطة وجعل البلد من التركة التي يرثها الأولاد أرضا وشعبا، وسعت الثورة لإنقاذ البلاد والهبوط بها هبوطا آمنا بعد أن دفع بها صالح وأولاده إلى الهاوية وأنتج الحوثية وصناعة الانفصال، ويبدو أن الثورة تأخرت كثيرا إلى حد أن الأورام السرطانية قد استفحلت ومن ثم عجزت الثورة عن مكافحتها واستئصالها، لقد تعاملت مع الحوثيين وصالح ودعاة الانفصال والتشطير بتدليل واضح فازدادوا شراسة، إنهم وبدلا من أن يتواروا يظهرون أحقادهم وأضغانهم ويخططون ويستعينون بقوى خارجية ويستأذنون من السفير الأمريكي، يريدون منه إذنا وفي الوقت نفسه الحصول على التمويل من دول الخليج فيتحقق للحوثيين هدفهم المعلن في إسقاط المبادرة. وأوضحت صحيفة أخبار اليوم أن هذه الشخصيات المؤتمرية والعسكرية وأقارب صالح يسعون -إلى جانب اعتكافهم لإعداد مشروع الإنقاذ- لإقناع عدد من دول مجلس التعاون الخليجي لتبني هذا المشروع، مشيرة إلى أن أبرز ما تضمنه مشروع الإنقاذ المشار إليه أيضاً إلغاء جميع مكتسبات الثورة الشبابية التي في مقدمتها وأبرزها منصب رئيس الجمهورية. وذكرت الصحيفة أن هذه الشخصيات قد شرعت في تحركاتها صوب عدد من دول الخليج لإقناعها بأن ما يجري في اليمن هو عملية "أخونة" مؤسسات الدولة، وأن على هذه الدول -وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية- التصدي لمشروع "أخونة" الدولة عبر تبني مشروع الإنقاذ الذي تعكف هذه الشخصيات على إعداده. وقالت الصحيفة إن قيادات في المؤتمر الشعبي العام قد أشعرت السفير الأميركي في صنعاء بهذا المشروع والذي أبدى امتعاضه الشديد من مساعي أقارب صالح وقيادات مؤتمرية وعسكرية الإطاحة بالرئيس هادي، منوهة بأن علم السفير الأميركي بهذا المشروع واطلاعه عليه هو الأمر الذي يفسر موقف السفير الأميركي الأخير الذي أشاد -من خلاله- بالدور الذي يلعبه حزب التجمع اليمني للإصلاح لإنجاح العملية الانتقالية والحوار الوطني الشامل وتعاونه مع الرئيس هادي وبقية الأطراف في العملية السياسية الانتقالية وحرصه الشديد على إنجاح المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية. من جانبها أكدت حركة التمرد الحوثي أن ثورة مقبلة في اليمن ستجتث حزب "الإصلاح" التابع لجماعة "الإخوان" كما حدث في مصر. إن التمرد الحوثي يعبر بطريقة واضحة عن تطلعاته لاجتثاث مواطنين يمنيين وحزب سياسي قانوني شارك في حكومة ائتلافية من أحزاب، فمتى استحوذ على كل مفاصل وأجهزة الدولة؟ عبدالكريم جدبان -القيادي الحوثي وعضو مؤتمر الحوار الوطني وعضو مجلس النواب- الذي لا يدرك ما يقول ويتعمد الكذب قائلا لجريدة "السياسة الكويتية" إن "الثورة مقبلة في اليمن لتصحيح مسار الثورة الشبابية وأماراتها تلوح في الأفق وستشارك فيها كل فئات الشعب اليمني المتضررة, رفضاً للإقصاء الذي يقوم به (حزب) الإصلاح الذراع السياسي ل"الإخوان") واستحواذه على كل مفاصل وأجهزة الدولة". القوى المتضررة من ثورة فبراير انضم الحوثيون إلى أسرة صالح كقوى متضررة من الثورة ويتحدثون عن الإقصاء أما هم فيبشرون باجتثاث، إن الحوثيين يمهدون لإعطاء مشروعية لاجتثاثهم فهم معادون لليمن الأرض والإنسان، يعادون الجمهورية ووحدتها ويسعون لنظام عنصري ظلامي وسلطة بابوية كنسية لإحياء قرون الظلام، جدبان لغة استعلاء من موقع الشعور بالنقص. ويضيف "نصحت أعضاء الإصلاح أن يعتبروا مما جرى في مصر لأن ما حدث هناك سينسحب عليهم فما أوصلهم إلى ذلك إلا حالة الاستحواذ وإقصاء الآخرين والادعاء بتمثيل الشعب، وهذا الزيف لا يمكن أن يستمر". فهو يمثل جماعة غير قانونية تمارس القتل للمواطنين وتدمير الممتلكات وتنطلق من منطلقات طائفية مع شعور بأنهم أقلية شاذة ولذا يتحدثون على هذا النحو: نصحت أعضاء الإصلاح. الحديث الممل عن الإقصاء والاستحواذ ليس له شاهد واحد، إنه حديث دعائي كالأخونة تماما، مبررات فقط لإشاعة الكراهية، نريد فقط من الليبراليين واليساريين أن يخبرونا ماذا سيكون موقفهم لو أن الإصلاح هو من يتحدث عن الإطاحة بالآخرين أو عن اجتثاثهم، كيف الموقف؟. من الملاحظ أن مراسل صحيفة السياسة الكويتية جعلها مطبوعة حوثية، إن عناوين التقرير ومضامينه ليس فيه حد أدنى من المهنية، إنه يتحدث عن عصيان مدني يشل الجنوب تلبية لدعوة من علي سالم البيض الذي يصفه بالرئيس الأسبق، مواطن يمني مراسل لصحيفة خارجية لا يعترف بالدولة اليمنية، ورحم الله خليل الوزير الذي قال ذات مرة: أخشى أن تصبح الخيانة وجهة نظر". وإن وصفه للبيض بالرئيس الأسبق يعني أنه لا يقر بأنه النائب السابق لرئيس الجمهورية اليمنية. وعنوان آخر: "الحوثيون يبشرون بثورة لاجتثاث الإصلاح" وفي تقريره لم يورد رأي المعنيين بالموضوع وحيث يتوقع أن يطرح سؤال على جهة رسمية بشأن العصيان المدني وأن يسأل الإصلاح عن رأيه فيما يقول جدبان. إن عضوا في الحوار الوطني يجعل الاجتثاث جزء من برنامجه ويسير على طريقة بريمر، إن الذين يعتقدون أن بإمكانهم تكرار ما حدث في مصر يدركون أن البلاد العربية وإن تشابهت في قضايا فإنها تختلف وتتباعد في قضايا أخرى، إنهم يحرضون على حرب أهلية. الخلاصة: هناك قوى تعمل على الانقلاب والاجتثاث وهي بحاجة إلى وقفة، وأول ما ينبغي أن ندركه أن على القوى الفاعلة الإطاحة بصالح من المؤتمر الشعبي، أما الحوثيون فماذا لو تبادل مطالبتهم باجتثاث الإصلاح بمطلب مماثل. ملحوظة: المادة خاصة بموقع وصحيفة الأهالي