موسم الموت يمتد من يناير بداية العام وحتى ديسمبر من نهاية العام في صنعاء..لا مجال لمواعيد الطبيعة من الصيف أو الربيع..أهلا بكم في مدينة الأشباح.. على خاصرتها تمتد أسوار المعسكرات بكل تشكيلات الجيش والأمن، لا مجال لأسوار مباني الحداثة والتمدن من الجامعات ومراكز الدراسات أو حدائق ومتنزهات.. تحدث نفسك عندما تفكر قليلاً لهذا المشهد القبيح هل صنعاء عاصمة الكون فيها كنوز الأرض حتى تحاط بهذا السياج القتالي المرعب!! هل الغزاة طامعين بهذه المدينة المنكوبة اجتماعياً وإنسانياً حتى نبني كل هذه المتارس!! للعبوات الناسفة حكاية مع صباح صنعاء ، ويبدو أن سكانها يحدثون أنفسهم بتغيير مواعيد الاستيقاظ من النوم في وقت الظهيرة .. في هذه العاصمة نحن ضحايا حرب لا نعرف مداها ولماذا قامت أصلاً ! حرب طرفها الأول الإنسان الباحث عن الحياة في مستودع للذخيرة (صنعاء النكد), طرفها الثاني الجاني الحاصل على كروت حمراء للموت يوزعها على مواطنين أبرياء لا يعطى حق النهاية التي يريدها .. رجال بزي مدني يتجولون في شوارع العاصمة يصل تعدادهم أحياناً أكثر من النقاط الأمنية الموزعة في الجولات.. لا مبرر لهم سوى قدرنا المنحوس في هذا البلد.. رصاصة طائشة ترديك قتيلاً وثمنك "ثور هجر"و" عشر بنادق تحكيم"!! لا قيمة للإنسان .. إنها قطعة من النار صنعاء الموت... تشعر أنك ساذج حين تفكر أن تخرج بنزهة في مدينة المحاربين الجبناء.. عداد الموت يستمر..في كل أسبوع يتحدث الناس عن حصاد الموت بدون سبب. يا إلهي ما هذه القيامة.. تعرف معنى مصطلح الإرهاب عندما تسكن في صنعاء لأيام فقط وليس لأشهر..!!