حاوره: عاصم المنعي قال القيادي في الثورة الشبابية الناشط الحقوقي خالد الآنسي، إن هناك مخطط لوضع اليمن في دائرة الفوضى والانفلات الأمني، كأحد وسائل ما وصفها بالثورة المضادة للثورة الشعبية وأضاف أن هناك إدارة تعمل على صنع أزمة في البلاد، وتعمل على عرقلة عجلة التغيير وتسعى للوصول إلى مرحلة يخرج الناس فيها للتظاهر ضد الثورة الشبابية، مثلما حدث في 30 يونيو في مصر، عبر تخويف الناس من الفوضى والحروب، ومن الأخونة ومن التغيير ومن الثورة، حتى يقارن الناس بين الاستبداد بالأمن ويقول الناس خلاص، يعود نظام على عبدالله صالح، مع استبداده –حد قوله. واستبعد حدوث انقلاب عسكري في اليمن كما حدث في مصر، لكنه اعتبر حادثتي محاولة اقتحام وزارتي الداخلية والدفاع "جزء من الثورات المضادة". وفي حوار مع صحيفة "الأهالي"، أكد المحامي خالد الآنسي، أن سيناريو مصر يراد أن يتكرر في اليمن، "لكن ربما لم تتوفر حتى هذه اللحظة ظروف تطبيقه، لأن الانقلاب لن يكون على الرئيس والحكومة وإنما على الثورة والتغيير، وستتضرر كل القوى والشخصيات التي وقفت مع الثورة". وأشار إلى لقاءات علي صالح بعدد من رموز وقيادات الثورة المضادة في مصر أثناء تواجده في الرياض، وهي الزيارات التي قال إنه تم تبريرها على أنها بغرض العلاج مشيرا إلى لقاءات يحيى محمد صالح، بقيادات الثورة المضادة في مصر، "واستخدام نفس الأدوات ونفس المسميات والتكوينات، ووجود منابر تدافع عن النظام السابق وتتبنى الهجوم على شخصيات وقفت مع الثورة الشبابية في اليمن، تؤكد أن سيناريو مصر يراد تكريره في اليمن". وقال إن الرئيس السابق علي صالح، يهدف من بقاءه في البلاد وعبر قيادات موالية له، معاقبة اليمنيين على إسقاطه وخلعه. وأشار القيادي في الثورة إلى أن هناك من يريد نشر الفوضى، ويعمل على استمرار الانتهاكات والاغتيالات، وتحدث عن "عمل إعلامي ممنهج مدروس يعطي الناس إيحاء بأن حالة الانفلات الأمني سببها الثورة"، مشيرا إلى ظهور تصريحات تنادي بعودة صالح إلى السلطة. وفي حديثه عن أعمال التخريب لأنابيب النفط والكهرباء وبعض الحوادث الأمنية أبدى الآنسي استغرابه من قيام بعض الفضائيات بتغطية تلك الأعمال مباشرة وعلى الهواء، وتحولها إلى واجهة للدفاع عن مرتكبي أعمال التخريب، مضيفا: "وتجدها تمارس الدفاع عن العنف الطائفي الذي يمارس في صعدة، وتدافع عن العنف المناطقي الذي تمارسه فصائل الحراك الانفصالي المسلح، هناك عمل إعلامي يعطي الناس إيحاء أن حالة الانفلات الأمني سببها الثورة، المؤشرات تعطي دلائل حول المستفيد من مثل هذه الجرائم". وأكد على أنه يفترض إجراء تحقيق شفاف ومحايد في تلك الأعمال. وقال الآنسي إن هناك قرارا خارجيا بنجاح الحوار الوطني ومنع ذهاب اليمن إلى مستنقع الحرب الأهلية، مضيفا: "القوى الخارجية ترى أن هناك خطر على مصالحها إن اشتعلت حروب قرب آبار النفط، لأن الثمن لن تدفعه اليمن لوحدها فقط وإنما دول المنطقة بالكامل". وأضاف أن الخارج "لاعب رئيسي، شئنا أم أبينا، وليس أمامنا إلا أن نتعاطى مع ذلك، حتى من يرفعون شعار الموت هم في موفمبيك يجلسون على موائد الخارج"، واستطرد: ما زلنا نعتمد على المساعدات الخارجية، ومن يمد يده للخارج لا يمكن أن يملك قراره بنفسه". وقال إن كل القوى وصلت إلى ما وصفه بمرحلة من الضعف "أصبح أي منها لا يستطيع أن يكسر الآخر، ومن خلال توازن الضعف سنصل للخروج إلى دولة نستطيع أن نتعايش فيها". وأضاف إن الحركات الطائفية والمناطقية ترى في بقاء نظام على صالح، فترة أطول مصلحة لها كي تتقوى وتصل إلى مراحل يكون بمقدورها أن تكون هي الوريث له، معتبرا أن المشاريع الصغيرة التي تقوم على الأحقاد والضغائن والكراهية لا تنشأ إلا في البيئات الفاسدة –حد تعبيره. واعتبر خالد الآنسي أن جماعة الحوثي تنتهز الأحداث وقال إنها قامت خلال فترة الثورة بعملية توسع وتمدد "وهي تريد أن تستفيد من الحوار لكي تتوسع أكثر..هي ترغب في توسيع ما أسميه (أمارة صعدة)". وأضاف أن الحوثي يبحث عن أكثر من منفذ بري وبحري "فيكون له وجود ضاغط على السعودية، وضاغط في الداخل، ليحصل على امتيازات أكثر من حجمه". وقال إن جماعة الحوثي تحاول أن يكون لها وجود في المناطق الشافعية و"تستغل حالة السخط المناطقي، مثلما يحدث الآن في تعز وإب وفي المحافظات الجنوبية". وأرجأ تشجيع الحوثي الحراك الجنوبي المسلح على الانفصال "لأن لديه مصلحة، ففي حالة الانفصال وتم الاعتراف به خارجيا سوف تحظى حركة الحوثي في الشمال باهتمام بالغ ودعم مادي ومعنوي..لأن الحوثي لا يراهن على دول الخليج، لذلك هم يستثمرون في علي سالم البيض وفي المحافظات الجنوبية ليس حبا في الجنوب وإنما لمصلحتها". وأضاف: "ولذلك نلاحظ التناقض في خطاب الحوثي، فهي تتكلم عن المؤامرات على الوطن وتحذر من تمزيق الأمة وتردد دائما أن الكيان الصهيوني يسعى إلى تمزيق الأمة، وهي تعمل على تحريض وتمويل الحراك الانفصالي بالسلاح والتدريب". في حديثه عن المعارك الدائرة بين جماعة الحوثي والقبائل في دماج بصعدة والعصيمات بعمران والرضمة بإب، قال الآنسي، إن تلك المعارك "انعكاس لتأثير الخارج بحكم أن اليمن تحولت إلى ساحة معركة بديلة"، مضيفا: "إيران تبحث عن بديل لسوريا، ولديها حسابات منذ فترة أنها في حال فقدت سوريا تلجأ إلى ابتزاز القوى الدولية عن طريق حركة الحوثي في اليمن، وهي تسعى لأن يكون لها وجود مؤثر داخل اليمن". وفي تعليقه على المواجهات الجارية في العصيمات بمحافظة عمران، قال الناشط الآنسي، إن حركة الحوثي ورثت من نظام صالح نفس المناهج والأساليب في استثمار الصراعات "فهي تسعى إلى إضعاف قبيلة حاشد بهدف إحلال السيد مكان الشيخ، إحلال مشروع عنصري مركز، ومن ناحية أخرى هناك نوع من الحقد بحكم أن الحركة الحوثية هي الواجهة في الفكر الإمامي ترى في بيت الأحمر وحاشد محل عداء لمواقفهم الوطنية في ثورة 26 سبتمبر".