جريدة أمريكية: على امريكا دعم استقلال اليمن الجنوبي    بن الوزير يدعم تولي أحد قادة التمرد الإخواني في منصب أمني كبير    وفي هوازن قوم غير أن بهم**داء اليماني اذا لم يغدروا خانوا    محلل سياسي: لقاء الأحزاب اليمنية في عدن خبث ودهاء أمريكي    الرئيس الزُبيدي يُعزَّي الشيخ محمد بن زايد بوفاة عمه الشيخ طحنون آل نهيان    كاس خادم الحرمين الشريفين: النصر يهزم الخليج بثلاثية    أولاد "الزنداني وربعه" لهم الدنيا والآخرة وأولاد العامة لهم الآخرة فقط    15 دقيقة قبل النوم تنجيك من عذاب القبر.. داوم عليها ولا تتركها    "أنتم لعنة التاريخ على اليمن"..قيادي حوثي ينتقد ويهاجم جماعته    الخطوط الجوية اليمنية توضح تفاصيل أسعار التذاكر وتكشف عن خطط جديدة    يمكنك ترك هاتفك ومحفظتك على الطاولة.. شقيقة كريستيانو رونالدو تصف مدى الأمن والأمان في السعودية    الانتقالي يتراجع عن الانقلاب على الشرعية في عدن.. ويكشف عن قرار لعيدروس الزبيدي    سفاح يثير الرعب في عدن: جرائم مروعة ودعوات للقبض عليه    مقتل واصابة 30 في حادث سير مروع بمحافظة عمران    خطوة قوية للبنك المركزي في عدن.. بتعاون مع دولة عربية شقيقة    دوري ابطال اوروبا: دورتموند يحسم معركة الذهاب    غارسيا يتحدث عن مستقبله    خبراء بحريون يحذرون: هذا ما سيحدث بعد وصول هجمات الحوثيين إلى المحيط الهندي    مخاوف الحوثيين من حرب دولية تدفعهم للقبول باتفاق هدنة مع الحكومة وواشنطن تريد هزيمتهم عسكرياً    العليمي: رجل المرحلة الاستثنائية .. حنكة سياسية وأمنية تُعوّل عليها لاستعادة الدولة    الكشف عن قضية الصحفي صالح الحنشي عقب تعرضه للمضايقات    مبلغ مالي كبير وحجة إلى بيت الله الحرام وسلاح شخصي.. ثاني تكريم للشاب البطل الذي أذهل الجميع باستقبال الرئيس العليمي في مارب    عاجل: الرئيس الإماراتي ينعي الشيخ طحنون آل نهيان وإعلان الحداد وتنكيس الأعلام ل7 أيام    مأرب ..ورشة عمل ل 20 شخصية من المؤثرين والفاعلين في ملف الطرقات المغلقة    رئاسة الانتقالي تستعرض مستجدات الأوضاع المتصلة بالعملية السياسية والتصعيد المتواصل من قبل مليشيا الحوثي    مكتب التربية بالمهرة يعلن تعليق الدراسة غدا الخميس بسبب الحالة الجوية    عن حركة التاريخ وعمر الحضارات    انتقالي لحج يستعيد مقر اتحاد أدباء وكتاب الجنوب بعد إن كان مقتحما منذ حرب 2015    مياه الصرف الصحي تغرق شوارع مدينة القاعدة وتحذيرات من كارثة صحية    صحيفة قطرية: الحوثيون فشلوا في معالجة العملة التالفة وسحبوا المعدنية المزورة    بعد شهر من اختطافه.. مليشيا الحوثي تصفي مواطن وترمي جثته للشارع بالحديدة    إبن وزير العدل سارق المنح الدراسية يعين في منصب رفيع بتليمن (وثائق)    رئيس الوزراء يؤكد الحرص على حل مشاكل العمال وإنصافهم وتخفيف معاناتهم    الذهب يهبط إلى أدنى مستوى في 4 أسابيع    الشيخ الزنداني يروي قصة أول تنظيم إسلامي بعد ثورة 26سبتمبر وجهوده العجيبة، وكيف تم حظره بقرار روسي؟!    كيف تسبب الحوثي بتحويل عمال اليمن إلى فقراء؟    صحة غزة: ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 34 ألفا و568 منذ 7 أكتوبر    هربت من اليمن وفحصت في فرنسا.. بيع قطعة أثرية يمنية نادرة في الخارج وسط تجاهل حكومي    برفقة حفيد أسطورة الملاكمة "محمد علي كلاي".. "لورين ماك" يعتنق الإسلام ويؤدي مناسك العمرة ويطلق دوري الرابطة في السعودية    نجل الزنداني يوجه رسالة شكر لهؤلاء عقب أيام من وفاة والده    بعشرة لاعبين...الهلال يتأهل إلى نهائى كأس خادم الحرمين بفوز صعب على الاتحاد    بالفيديو.. عالم آثار مصري: لم نعثر على أي دليل علمي يشير إلى تواجد الأنبياء موسى وإبراهيم ويوسف في مصر    وزير المالية يصدر عدة قرارات تعيين لمدراء الإدارات المالية والحسابات بالمؤسسة العامة لمطابع الكتاب المدرسي    برشلونة يستعيد التوازن ويتقدم للمركز الثاني بفوزه على فالنسيا برباعية    تنفيذية انتقالي لحج تعقد اجتماعها الدوري الثاني لشهر ابريل    المخا ستفوج لاول مرة بينما صنعاء تعتبر الثالثة لمطاري جدة والمدينة المنورة    السامعي: مجلس النواب خاطب رئيس المجلس السياسي الاعلى بشأن ايقاف وزير الصناعة    هذا ما يحدث بصنعاء وتتكتم جماعة الحوثي الكشف عنه !    النخب اليمنية و"أشرف"... (قصة حقيقية)    بنوك هائل سعيد والكريمي والتجاري يرفضون الانتقال من صنعاء إلى عدن    اعتراف رسمي وتعويضات قد تصل للملايين.. وفيات و اصابة بالجلطات و أمراض خطيرة بعد لقاح كورونا !    وزارة الأوقاف بالعاصمة عدن تُحذر من تفويج حجاج بدون تأشيرة رسمية وتُؤكّد على أهمية التصاريح(وثيقة)    عودة تفشي وباء الكوليرا في إب    القرءان املاء رباني لا عثماني... الفرق بين امرأة وامرأت    يونيسيف: وفاة طفل يمني كل 13 دقيقة بأمراض يمكن الوقاية منها باللقاحات    - نورا الفرح مذيعة قناة اليمن اليوم بصنعاء التي ابكت ضيوفها    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ظلم آل البيت عند الحوثيين إبعادهم عن الحق الإلهي في الولاية.. حوار هادئ مع الشيخ الزنداني (4)
نشر في الأهالي نت يوم 01 - 11 - 2013

لم تكن ثورة 26 سبتمبر ضد سلالة أو مذهب وإنما كانت ضد الظلم والنظرية العنصرية للإمامة الهادوية، لكن ذلك كان -ولا يزال- عند دعاة الإمامة ظلما لهم لأن عقيدتهم تستوجب أن يكونوا حكاما وسادة للناس! ومن يعود إلى كتابات مجدالدين المؤيدي وبدر الدين الحوثي في الثمانينات والتسعينات يدرك ذلك بوضوح.
المؤيدي: النظام الجمهوري مخالف للإسلام!
ظلت كتابات المؤرخ محمد علي الأكوع تقض مضاجع دعاة الإمامة، ذلك أنها حطمت القداسة الموهومة التي حاول مؤرخو الإمامة إضفاءها على أئمة الهادوية وحكمهم في اليمن، فكشف عن جزء يسير من جرائم وموبقات الأئمة، كما حاول أيضا إزالة التشويه والتعتيم الذي مارسه الأئمة لقرون ضد تاريخ اليمن قبل وبعد الإسلام، كما أنه كان يفند الدعاوى الإمامية في التفضيل واحتكار الإمامة بمنطق إسلامي وهو ما تولى مجد الدين المؤيدي تحديدا الرد عليه، إذ أن مشروع المؤيدي وعلماء مدرسة صعدة عموما كان ولا يزال إعادة بناء القاعدة الدينية للإمامة، ومن هذا المنطلق تعقب المؤيدي كتابات الأكوع والرد على ما يمس الإمامة صراحة أو ضمنا حتى وان كان تناولا عابرا وفي الهامش كما سنرى في رده على ما أوردة الأكوع في كتابة اليمن الخضراء حيث تطرق الأكوع إلى المذاهب التي دخلت اليمن واهم مبادئها، ومنها المذهب الهادوي وعلاقته بالزيدية، وحين تطرق إلى حصر الإمامة بالبطنين انتقد ذلك معتبرا إياه مخالفا لروح الإسلام في المساواة والشورى، واستدل ببعض النصوص والآثار التي فهم منها أن الحكم ليس حكرا لسلالة أو أسرة، وهو ما استفز العلامة مجد الدين المؤيدي فرد عليه بالقول: "قال الأكوع: ولاشك أنهم (أي الهادوية) في هذه المسألة الأخيرة (حصر الإمامة في البطنين) قد تحجروا شيئاً واسعاً ولم ينظروا بعين الإنصاف، ثم استدل عليهم بقوله تعالى (قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ..) [آل عمران:26] الآية، وقوله تعالى: (وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا.. إلى قوله: إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ..) [البقرة:247] الآية. والآيتان حجتان عليه لا له فهما من الأدلة المصرحة باختصاص الله سبحانه واصطفائه لمن يشاء من عباده، وهو المعنى الذي أنكره، فنعوذ بالله من الحَيْرَة وعمى البصيرة، واستدل أيضاً برواية موضوعة غير ثابتة ولا معروفة عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال: تكون شورى بين صالحي المؤمنين قال: أو معنى هذا. وأقوال أمير المؤمنين عليه السلام معلومة مرسومة وصاحب البيت أدرى بالذي فيه، ولو سلم ثبوت تلك الرواية فليس فيها حجة، إذ هو يعلم أن صالحي المؤمنين لا يختارون غير سبط رسول الله وريحانته وسيد شباب أهل الجنة فهم لا يعدلون عمن اختاره الله سبحانه ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم، ولأمير المؤمنين من صحيح الأقوال والأفعال ما لا توازنه هذه الرواية المجهولة المصطنعة، ثم يقال: وهل عملتم معشر الجمهوريين بمقتضى ذلك وهو أن يكون الأمر شورى بين صالحي المؤمنين، كلا بل موضوع الجمهورية أن يكون بين جميع الشعب يشترك فيها الهمج الرعاع وأهل الفساد والطغيان وأرباب الجهل والسفه والفسوق والكفران فتكون الغلبة لهم بحكم الأكثرية، إذ هم الأكثر كما هو المعلوم والمشهود له بنصوص القرآن (وَأَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ) [الحج:70] (وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ) [يوسف:103] (وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ) [الحج:71] فهذا النظام المخالف لنظام الإسلام هو الذي سعى وكدح وجد واجتهد في إقامته أمثال الأكوع والشماحي، وصاروا يحاربون الإمامة التي شرعها الله سبحانه في كتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم، وأجمع عليها المسلمون من عصر الصحابة الراشدين إلى هذا التاريخ، الذي ظهر فيه الفساد وانتشر الكفر والإلحاد، ولقد صار جل فخرهما في موضوعاتهما بل كله بالجاهلية الجهلاء والقرون الكافرة الأولى، وهو الفخر الذي أنكرته الشريعة الإسلامية والملة المحمدية، يفتخران بسبأ وحمير وأشباه كسرى وقيصر على أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة ومهبط الوحي، ونقول ما قال الأول: فخارنا برسول الله يكفينا.. الخ. ولله القائل:
إذا افتخرت أميتهم علينا
بقول جريرها في الامتداح
ألستم خير من ركب المطايا
وأندى العالمين بطون راح
أجبناهم بما قد قيل فينا
وفي آبائنا صيد البطاح
أليس لجدكم في اللوح ذكر
مع اسم الله لا يمحوه ماحي
ومن قال الإمامة في سوانا
كمن قال النبوة في سجاح
أي: في البطلان ومخالفة الحق.
ليس لنا فخر إلا بالله جل جلاله وبرسوله صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته عليهم السلام وأصفيائه وأوليائه.
وحسبكم هذا التفاوت بيننا
وكل إناء بالذي فيه ينضح"(1)
الدفاع عن نظرية الاصطفاء الإلهي!
لم تكن قضية حصر الإمامة في البطنين سوى ثمرة لنظرية الاصطفاء الإلهي والتفضيل السلالي التي حرص الأئمة على ترسيخها في وعي الناس ووجدانهم، باعتبارها من المسلمات الدينية التي لا خلاف فيها كما زعموا، ولم تغب هذه القضية عن ذهن العلامة مجد الدين المؤيدي وهو يرد على المؤرخ محمد علي الأكوع، وهو ما يظهر ليس فقط في ثنايا الرد والأبيات الطافحة بالاستعلاء السلالي التي استشهد بها وذكرناها آنفا، وإنما أيضا برد صريح ختم به المؤيدي رده على الأكوع انتقد فيه حتى طريقة إهداء الأكوع كتابه للمؤيدي، حيث تجرأ الأكوع وخاطب المؤيدي هكذا: إهداء للأخ العلامة مجدالدين المؤيدي! وهذا في نظره -كما كان في نظر الأئمة من قبله- تطاول من قبيلي على أسياده! وقبل أن نسترسل في الملاحظات على قول المؤيدي لابد أن نورد أولا ما قاله بالنص حتى لا يتهمنا أحد بتحريف أقواله أو التجني عليه، يقول المؤيدي: "ومن استهزاء الأكوع بخيرة اللّه قوله: لا في فلان ولا في العنصر الفلاني ولا من السلالة الفلانية ولا من بيت زعطان ولا من بيت فلتان. قلت: وجوابه على اللّه تعالى فقد قصد بذلك أهل بيت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم وخيرته من خلقه كقوله تعالى: (إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ* ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) [النور:33-34]. (وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاء وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ) [القصص:68] في آيات تتلى وأخبار تملى.
وقد أهدى الأكوع نسخته هذه إليَّ قال فيها ما لفظه: بسم اللّه الرحمن الرحيم للأخ العلامة مجد الدين بن محمد بن منصور المؤيدي حفظه اللّه وبارك في أيامه مع أطيب التحيات حرر بتاسع ربيع الأول سنة 1416ه من أخيه محمد بن علي الأكوع الحوالي.
أقول: نحن لا ننكر أخوتنا للمؤمنين كسلف الأكوع الذين خرج عن منهاجهم وسلك غير أدراجهم."(2)
ومن النص السابق نلاحظ أن المؤيدي قد ساءه قول الأكوع إن الخلافة ليست محصورة في قريش كما قال بعض أهل السنة، وليست محصورة في ذرية العباس كما قالت فرقة الراوندية، ولا هي محصورة في بني أمية كما كان يقول بعض شيعتهم، ولا هي أيضا محصورة في ذرية الحسن والحسين كما يقول أئمة وعلماء الهادوية الجارودية ومنهم مجد الدين المؤيدي، وقول الأكوع ليست محصورة في آل فلان أو علان يقصد به هؤلاء جميعا، وهو ما استفز المؤيدي واعتبرها إساءة لسلالته التي هي خيرة الله حسب قوله، المفارقة أن المؤيدي قد استخدم العبارات والألفاظ نفسها التي عابها على الأكوع، وذلك في معرض رده على الأكوع الذي استشهد بقول نشوان الحميري في تفنيد شرعية حصر الإمامة في أسرة أو سلالة معينة، حيث رد المؤيدي على ذلك بأبيات شعرية دافع فيها عن رأيه في الحصر وعرض بمن ينكر ذلك ويحلم بالمساواة وخصوصا الأكوع الذي كان يرد عليه، يقول المؤيدي: ولا نبالي أن يسبنا أعداء الدين فلنا أسوة برسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم، وأقول رداً عليه:
حصرَ الإمامةَ كالنبوة معشرٌ
دانوا بخيرة ربنا الخلاقِ
في أحمد وبنيه أربابُ الهدى
هم صفوة الباري ذوو الميثاقِ
قالوا الأئمةَ من سلالةِ أحمدٍ
بأدلةٍ كالشمس في الإشراقِ
هذي مقالةُ آلِ بيتِ محمدٍ
وأئمةِ الإسلام ذي الإشفاقِ
وأبى النواصبُ واليهودُ ضلالةً
ومن اقتدى بهم من المُرَّاقِ
لا في حوالي ولا زعطان أو
فلتان قول الطامع العفاقِ
هكذا يعتبر المؤيدي من يرفض الحصر إنما هم النواصب واليهود ومن اقتدى بهم، ثم يذكر محمد بن علي الأكوع الحوالي ومن يؤمن بنفس أفكاره أن الإمامة لا يمكن أن يتولاها من نسبه حوالي أو زعطان أو فلتان من القبائل اليمنية أو غير اليمنية وإنما هي في أصحاب النسب المقدس الشريف! الذين أخرجهم المؤيدي من كلمتي زعطان أو فلتان في حين أدخلهم الأكوع مع غيرهم وهو ما عده المؤيدي ذنبا كبيرا ارتكبه الأكوع ولكن حسابه على الله، لأنه -في نظر المؤيدي- هو من فضله وسلالته على العالمين وبالتالي فإن من يرفض ذلك ويؤمن بالمساواة فإنما يرفض حكم الله! وتأمل كيف جعل المؤيدي من قضية الإهداء ومخاطبة الأكوع له بالأخ، وليس "سيدي" أو "السيد" كما تعود عليها قضية يجب أن تروى، ليعرف أتباعه وتلامذته إلى أي مدى وصلت الجرأة وبغض العترة بدعاة الثورة والجمهورية!، وقد دافع المؤيدي في موضع آخر من كتابه "لوامع الأنوار" عن مشروعية مخاطبة العلوي الفاطمي بالسيد أو سيدي، وكذلك فعل بدرالدين الحوثي، في رده على الشيخ مقبل الوادعي وغيرهما من علماء صعدة، واعتبروا ذلك دلالة المحبة من المؤمنين لمن أمرهم الله بمودتهم واتباعهم! وقد كانت حجتهم ضعيفة لأنهم لم يستطيعوا إنكار أن هذه بدعة متأخرة لم تكن معروفة حتى في عصر الهادي بل جاء في سيرته أنه أنكر على من خاطبه بلفظ "السيد" وقال: إنما السيد الله!
الحوثية محاولة عملية لاستعادة الحق الإلهي
من هذا التراث نهل حسين الحوثي التي لم تكن حركته سوى محاولة عملية لاستعادة ما يراه حقا إلهيا له ولأسرته في حكم اليمنيين، وهذا ما يقوله أتباعه وأنصاره والمتعاطفين معه من داخل اليمن وخارجها.
يقول الكاتب الشيعي السعودي فؤاد إبراهيم -الذي لم يخف تعاطفه مع الحوثيين- وظل يجادل على أن الحركة الحوثية ليست نسخة إيرانية ولا نسخة من حزب الله، وإنما "بكلمة مختصرة، إنها تجربة محلية الصنع بامتياز" حسب قوله، ويتحدث عن البدايات الأولى للحركة الحوثية فيقول: "حين زرت صعدة العام 1991، كان (حزب الحق) التظهير السياسي الأولي للحوثيين، لم يتجاوز عدد أعضاءه مئة عضو يتوزعون بين محافظتي صعدة وصنعاء. في ذلك الوقت أيضا لم تحسم الإجابات عن الأسئلة الكبرى في البناء العقدي الزيدي حول مبدأي الدعوة والخروج، بوصفهما ركني المدرسة الزيدية، ومصدر تمايزهما التاريخي والشيعي، إلى جانب وظيفتهما في توليد المشروعية الدينية والتاريخية لأي حركة زيدية معاصرة، استمعت حينذاك لآراء وصفت بأنها إصلاحية في الفكر الزيدي، فيما يتعلق بعقيدة الخروج، وقال أحدهم بأن الزمن كفيل بتبدل مفهوم الخروج، فقد يأخذ معنى الخروج بالسيف في زمن ما، وقد يرتدي معنى التصدي للشأن العام بوسائل سلمية، أو حتى الاضطلاع بدور قيادة المجتمع. كان ثمة سؤال حائر يحوم حول: كيفية توفير مصدر مالي للجماعة، ومن يجسد القيادة في المجتمع الزيدي، من أجل البدء بدورة إحياء التراث الزيدي، وإعادة بناء الصورة التاريخية لليمن.
وحين اندلعت الحرب الأولى بين الحوثيين ونظام الرئيس علي عبدالله صالح في العام 2004، شعرت كأن الإسلام الزيدي قد حسم سؤالي المصدر المالي والقيادة " (فؤاد إبراهيم "السعودية والحرب العقيمة على الحوثيين"(3) وما ذكره الكاتب دقيق للغاية فالسؤال الذي كان يشغل دعاة الإمامة في صعدة هو: كيفية عودة الإمامة وحكم اليمن من خلال مبدأي الدعوة والخروج، والآراء الإصلاحية التي تحدث عنها كانت للشباب الذين أسسوا "منتدى الشباب المؤمن" مثل الأستاذ محمد سالم عزان وعلي أحمد الرازحي وعبدالكريم جدبان، وقد تم خنق ومحاصرة أفكارهم الإصلاحية من خلال التكفير والتفسيق والتهديد بالتصفية من قبل القيادات المرجعية للمذهب (مجدالدين المؤيدي ومن معه) ثم من حسين الحوثي ومن تابعة من قيادات وأنصار الشباب المؤمن.
حسين الحوثي ومحاولة استنساخ الإمام الهادي
فعلا كان الإسلام السياسي للزيدية في صعدة على الأقل قد حسم أمر قيادته لحسين الحوثي وهدفه استعادة الحكم كحق الهي سلبته منهم ثورة 26سبتمبر1962أو الانقلاب العسكري كما كانوا يطلقون عليها، وهو ما يعترف به معظم من كتب عنهم من أنصارهم والمتعاطفين معهم من غير الهاشميين -وممن يعرفون حسين الحوثي عن قرب، ومن ذلك -على سبيل المثال لا الحصر- ما كتبه محمد صالح البخيتي -القيادي الآن في حركة الحوثين في صحيفة صوت الشورى، حيث تناول الكاتب بداية الحركة الحوثية والصراع في صعده على النحو التالي: "إذا تجرد الكاتب عن كل المؤثرات الشخصية المحيطة به أثناء الكتابة عن حرب صعده التي تدور رحاها وتناولها من وجهة نظر متفرج لا ناقة له فيها ولا جمل فماذا سيقول؟ سيقول هذه الحرب ابتدأت بين فرد في قرية يمنية نائية لا يملك من وسائل الحرب سوى ملزمة صاغها من عصارة فكره، وبقية عمامة كان قد فضل عدم ارتدائها حتى لا تثير حساسية المتحسسين، وبين فرد في قمة السلطة اليمنية يملك كل وسائل الحروب الدولية من البندقية إلى الصواريخ عابرات القارات وجد نفسه فجأة قادراً على تحريكها في أي اتجاه شاء، الفرد القروي عاش متأثرا بأجواء الطبيعة الخلابة البعيدة عن ضوضاء المدينة وقلق السلطة الجانحة المغموس بها الفرد الآخر، الأول والمنازعات منذ أجداده -الأئمة الزيديين- في اليمن ومؤلفاتهم في قضايا الفقه والأدب والمنازعات منذ وصل إليها جده الإمام الهادي يحيى بن الحسين الذي يرى مرقده أمامه كلما ذهب إلى الجامع الذي سمي باسمه_ وحكمها هو وأبناؤه في الفترة (280-1382ه) إلى أن خرجوا من الحكم بقيام الحركة الوطنية التي قامت ضد هذا الوافد من خارجها وحكمت خلال الفترة (1962-2004)، ولا شك أن الأول وقف وقفات تأمل في أسباب نجاح أجداده في حكم اليمن لمدة ألف ومائة عام وعامين، وفي أسباب إخفاقهم وخروجهم من قيادة الأمة إلى الهامش المنسي لمدة اثنين وأربعين عاماً، كما أنه قد وجد في قراءة التاريخ أن أجداده كانوا يخرجون من عاصمة الحكم لفترة مؤقتة ثم يعودون بزخم أقوى، ووجد أن من أسباب خروج أجداده المؤقت لجوءهم إلى توريث الأبناء والأحفاد غير المتوفرة فيهم شروط الإمامة رغم عدم جواز ذلك في فقههم السياسي مما أوجد أئمة غير مؤهلي انتهى بهم الحكم إلى خارجه، ثم فكر في مؤهلات القيادة التي تدير اليمن في الوقت الحالي ووجد أنها غير ملتزمة لا بدستور ولا بقانون، وفي نفس الوقت تتلذذ بإهانة من لا يستحق الإهانة، وهذه الأفكار وغيرها نتوقع أنها كانت تدور في فكر الحوثي حسين وفي فكر كل هاشمي، ولكن لا نعتقد أنه أراد أن يترجمها إلى تقليد الوسائل التي كانت تعيد أجداده إلى الحكم فهو يعرف أن العصر قد اختلف بوسائله وآلاته ونظام حكمه، وبالتالي فإنه إذا أراد أن يصل إلى ما وصل إليه أجداده أن يستخدم وسائل العصر المتاحة كالديمقراطية التي قد طرق بابها لكنه فوجئ عندما وجدها محدودة، وأنها لا توصله إلى أكثر من عضو في مجلس نيابي شريطة أن يرشحه الحاكم المولى ليجد تحت قبة البرلمان أنه لا يقدم ولا يؤخر في سير السلطة الحاكمة، فالسقف المشروط إلى هنا وكفى. هذا المانع الحديدي لا شك أن اصطدامه به وهو مقبل جعله يفكر تفكيراً آخر لكنه لم يجد أي وسيلة أخرى قادرة على اختراق هذا الحاجز فعاد مكسور الخاطر يعيد قراءة ذخائر تاريخ أجداده مكتفياً بالتفاخر بدورهم مقارنةً بغيرهم"(4).
لقد نقلنا هذا النص -على طوله- لأنه كما نعتقد يكشف جزءاً من الحقيقة في دوافع الحركة الحوثية وأهدافها، وإن كان لا يخلو من بعض المغالطات مثل قوله أن تلك الأفكار التي كانت تدور في عقل حسين الحوثي والمتعلقة بتاريخ أجداده (الأئمة) وحكمهم اليمن لمدة ألف ومائة عام ثم خروجهم من الحكم.. كانت تدور في فكر كل هاشمي، إذ ليس بوسع أحد أن يدعي أنه يعلم ما يدور في فكر كل هاشمي، وليس من حق أحد أن يعتبر نفسه ناطقاً باسم الهاشميين، صحيح أن هناك من الهاشميين من كان -ولا يزال- يشاطر الحوثي أفكاره العنصرية وأحلامه بعودة الإمامة، إلا أن هناك من الهاشميين أيضاً -وهم كثر- من كان -ولا يزال- ضد هذه الأفكار ومع الثورة والجمهورية التي لم تقم ضد الهاشميين وجعلتهم في الهامش المنسي لمدة 42 عاماً كما يقول صاحب المقال، وإنما قامت ضد الظلم والاستبداد والحكم الكهنوتي، وكان الهاشميون على رأس الحركة الوطنية ومن طلائع الثوار كما يعلم.
الحوثي ومحاولة استعادة الإمامة
يقر البخيتي أن حسين الحوثي كان مهموماً ومشغولاُ بإرث آبائه وأجداده، لكنه وجد في البداية أن استعادته لا يمكن أن يتم عبر الوسائل التي استخدمها الأئمة -وهي الخروج المسلح- فحاول الوصول إلى هذا الهدف عبر الديمقراطية والانتخابات، لكنه وجد بعد الانتخابات البرلمانية الأولى عام 1993م، أن هذه الوسيلة لا يمكن أن توصله إلا إلى عضو في مجلس نيابي "لا يقدم ولا يؤخر"، وهذا مما لا خلاف عليه بين كل المتابعين للحركة الحوثية، لكن الكاتب أراد أن يقنعنا أن حسين الحوثي وبعد أن وجد أن الديمقراطية غير مجدية لتحقيق حلمه "لم يجد أي وسيلة أخرى قادرة على اختراق هذا الحاجر، " فماذا فعل؟ "عاد مكسور الخاطر يعيد قراءة ذخائر تاريخ أجداده مكتفياً بالتفاخر بدورهم مقارنةً بغيرهم"، لكن الدولة الظالمة استكثرت عليه أن يعيد قراءة تاريخ أجداده فشنت عليه الحرب حتى "تطوع عمامة هذا الهاشمي الذي يرى في ملازمه خلاصة فكر آبائه وأجداده، وفي عمامته حبل النجاة لكل حر" وهذا لا يمكن أن يصدقه من لديه ذرة من عقل، إذ لا نعلم عبر التاريخ أن حرباً أهلكت الحرث والنسل قد قامت فقط لمواجهة مجرد أحلام وقراءة تاريخ!!، ولو كان حسين الحوثي لم يفعل سوى "إعادة قراءة تاريخ أجداده والتفاخر بهم"، لما أمكنه الصمود ومواجهة الدولة يوماً واحداً.
صحيح أن حسين الحوثي بعد اقتناعه بعدم جدوى الانتخابات إثر الهزيمة التي مُنى بها حزبه في انتخابات 1993 قد "عاد مكسور الخاطر يعيد قراءة ذخائر تاريخ أجداده" ولكن لا ليكتفي من هذه القراءة بالتفاخر بدورهم مقارنةً بغيرهم، كما يقول الكاتب، وإنما ليستلهم تجربتهم ويقلد وسائلهم التي أوصلتهم إلى السلطة وخصوصاً تجربة وفكر ووسائل مؤسس الإمامة في اليمن، جده الإمام الهادي يحيى بن الحسين -الذي يرى مرقده أمامه كلما ذهب إلى الجامع الذي سُمي باسمه- حسب قول الكاتب. والذي كان زميله عبد الكريم جدبان أحد مؤسسي الشباب المؤمن، والقيادي اليوم في حركة الحوثيين أقرب إلى الحقيقة عندما اعترف بأنه حتى ولو لم يكن هناك حركة الشباب المؤمن التي بدأ حسين الحوثي مشروعه من خلالها، فإن "الصراعات في صعدة كانت ستحدث، لأن هذه فكرة حسين الحوثي الذي استغل وجود الشباب المؤمن كمجموعة جاهزة واستطاع التأثير على مجموعة منهم.. لكن كفكرة كانت قائمة لديه من قبل" ويضيف جدبان أنهم اختلفوا مع حسين الحوثي منذ اللحظة الأولى "وأنقسم الشباب المؤمن إلى قسمين: الأول كان بقيادة محمد عزان وعلي أحمد الرازحي وصالح هبرة وعبدالكريم جدبان، هذا القسم يدعو للوسطية والتعايش بين المذاهب واللقاء مع كل الأطراف، ويرفض التطرف والغلو ويدعو إلى نقد الذات، وأصدرنا أكثر من كتيب ودراسة وبحث تنتقد بعض القضايا داخل المدرسة الزيدية، لأننا لا نؤمن بالتعصب فاختلفنا منذ ذلك التاريخ (اختلفنا تقريبا من 1999م)، بينما البداية المسلحة لم تكن إلا في 2004،... نقطة اختلافنا الأساسية مع الأخ حسين بدرالدين أننا كنا ندعو إلى التفكير والاجتهاد والنظر فيما عند الآخر، بينما هو كان يقول لنا أنتم تريدون أن تخرجوا مفكرين، وأنا لا أريد أن أنهج هذا النهج، أنا أريد إخراج "طالبان" إذا صح التعبير، وهذه هي نقطة الخلاف "وبالتالي يرى جدبان أن ما يحدث الآن في صعدة" يبدو هذا نتاجا طبيعيا لتلك الأفكار" ويقول "أنا شاهدت بعض الأعمال في رازح لا يفعلها أبدا رجل متدين من تخريب للمنشئات الحيوية التي يعود نفعها على المواطنين، وإخراجهم من بيوتهم وتعرض حياتهم للخطر، وقتل بعض المواطنين، فرأيت أن هذه الأعمال لا تصدر إلا من جماعة متوحشة "(5)
ومن يعود إلى الخطوات التي اتخذها حسين الحوثي، وقارنها بما قام به الإمام الهادي أواخر القرن الثالث الهجري، سيجد أن الرجل قد حاول تقليد تجربة جده، خطوة خطوة.
الحوثية وخطرها على الهاشميين
إن إحياء الحوثيين لأفكار الإمامة الهادوية في الاصطفاء الإلهي وحصر الإمامة في البطنين يجعلها خطر على جميع اليمنيين وعلى رأسهم الهاشميين، لكن دعاة وأنصار الإمامة يرون في إحياء هذه الأفكار إحياء للمذهب الزيدي كما يقولون، وبالتالي فان محاربتها تعني محاربة المذهب الزيدي، بل إنهم لا يترددون من التحذير من انتشار المذهب الشيعي الاثناعشري رغم اعترافهم بتحالفهم مع إيران قلعة الاثني عشرية وتلقيهم الدعم منها، لماذا؟ يقول المرتضى بن زيد المحطوري "بيننا وبين الجعفرية مثل ما بين السماء والأرض وأي هاشمي عنده عقل ما يتبع المذهب الجعفري أبدا، فإذا كانت الزيدية تحصر الخلافة في البطنين فالجعفرية ألغت البطنين وحصرتها في المهدي.. ما أريد قوله إن دعوتنا إلى الجعفرية تناقض مصالحنا ومنافعنا ومذهبنا وأخلاقنا وكل شيء فلا طائل منها على كل المستويات والأبعاد"(6).
لقد أخطأ الدكتور المحطوري مرتين:
الأولى: عندما حاول أن يجعل من قناعاته التي عبر عنها بكل صراحة ووضوح قناعات جميع الهاشميين في اليمن؟ وكأنهم بالفعل يرون ما يراه، وهذا خلاف الواقع فالكثير من الهاشميين لا علاقة لهم بهذه الفكرة العنصرية التي أصلها الهادي والأئمة من بعده، ويدافع ويدعو للتمسك بها الدكتور المحطوري، وأمثاله من دعاة الإمامة، إذ أنهم قد تجاوزوا هذا الموروث البائس نحو أفق المساواة بين البشر التي أكدتها رسالة الإسلام، وتسير عليها معظم أمم العالم اليوم.
الثانية: عندما حصر خطورة الجعفرية بنسفها لحصر الخلافة في البطنين، حيث ألغت الجعفرية البطنين وحصرتها في المهدي -حسب قوله، ولو استرسل لقال: ثم أجلت المهدي أو استأذنته لينوبه الفقهاء الذين لا يشترط فيهم النسب، ويحتمل أن توسعها للأمة كافة، وهذا لا شك يناقض نظرية حصر الإمامة في البطنين التي أكدتها الزيدية الهادوية، لكن هل ذلك يناقض مصالح ومنافع الهاشميين حسب قوله؟! أم أن العكس هو الصحيح؟! إن تجارب التاريخ تؤكد بجلاء أن ما يدعو إليه المحطوري هو الخطر على الهاشميين والزيدية واليمن بأسرها.
وقد نقلنا في العدد الماضي حديث الزبيري عن خطورة الإمامة على الهاشميين سواء من خلال إذكاء الصراع بين الأسر الهاشمية على الإمامة أو من خلال إثارة سخط أغلبية الشعب اليمني الذي لا يمكن أن يقبل ادعاء أقلية تميزها عليه، وقد تمنى الزبيري على الهاشميين الأحرار أن يكونوا في طليعة الثوار لإسقاط الإمامة وإقامة النظام الجمهوري، ليحافظوا على وحدة اليمن وتماسكه الاجتماعي، وقد كانوا كما تمنى الزبيري في ثورة 26 سبتمبر 1962، ومع ظهور حركة الحوثيين عاد شبح "الإمامة" وخطرها ليس على وحدة اليمن فحسب وإنما على الهاشميين أيضا، ومن يعود إلى الصراع بين الزعامات المتبنية لنظرية الإمامة في صعدة يدرك ذلك بوضوح، فهناك صراع بين أسرتي المؤيدي والحوثي، وداخل أسرة الحوثي هناك صراع بين أولاد بدرالدين وابن عمهم عبدالعظيم الحوثي وصل حد القتال وسقوط عشرات القتلى، وقد وصف عبدالعظيم الحوثي أبناء عمه وأتباعهم بالخارجين عن الإسلام وليس عن الزيدية فقط، واعتبر قتالهم أولى من قتال اليهود والنصارى!، وكل ذلك صراع على نفوذ وامتيازات الحق الإلهي المزعوم!، بل إن الخلاف قد وصل حتى بين أولاد بدر الدين الحوثي (عبدالملك ويحيى) هذا ولا يزالون في طريقهم إلى الإمامة التي يرفضها الشعب فكيف لو استقر لهم الأمر؟ أما إثارة الشعور الشعبي ضدهم فقد وصل ذروته بسبب خطابهم العنصري المريض! بعد أن كادت هذه القضية أن تنسى بعد ثورة سبتمبر، وتأمل بعد أن حاول بعض الهاشميين إقامة حزب سلالي ومذهبي عام 1990م لقد كان أقصى ما حصلوا عليه عام 1993م مقعدين (واحد من آل البيت والثاني من شيعتهم) ثم فشلوا في الاحتفاظ حتى بالمقعدين، في حين وصل أكثر من 38هاشميا إلى البرلمان بكل سهولة لأنهم ترشحوا باسم أحزاب وطنية وبكفاءتهم الشخصية لا السلالية، في حين لم يستطع يحيى الحوثي أن يضمن فوزه عام 2003م إلا عندما ترشح باسم المؤتمر الشعبي العام!، ونحن على يقين أن الهاشميين على إدراك بخطورة الأفكار العنصرية ومحاولة تمريرها والدفاع عنها باسمهم، وسيتصدون لها كما تصدوا لبيت حميد الدين ويدافعوا مع جماهير الشعب عن قيم الجمهورية والحرية والمواطنة المتساوية التي تكفل حقون الجميع دون تمييز أو استثناء.
------------
الهوامش:
(1) مجد الدين المؤيدي، مجمع الفوائد ص229-230.
(2) مجد الدين المؤيدي، كتاب الثواقب الصائبة لكواذب الناصبة، مجمع الفوائد 1/128
(3))، صحيفة السفير اللبنانية، العدد (11456)، بتاريخ 26/11/2009).
(4) محمد صالح البخيتي، "حرب صعدة.. الحل بيد الرئيس"، صوت الشورى، العدد 116، بتاريخ 4 تشرين الثاني/ نوفمبر 2009م، ص8.
(5) حوار مع صحيفة "الأهالي" اليمنية، العدد (2)، بتاريخ 17 يوليو 2007م، ص4، ويبدو أن الأستاذ عبدالكريم جدبان قد تناسى ذلك كله وأصبح اليوم من أكثر الناس دفاعا عن الحوثيين! ولله في خلقه شئون!!
(6) مقابلة مع صحيفة الثقافية، العدد 252 بتاريخ 22/7/2004م، ص8.
لقراءة الحلقات السابقة:
آل البيت في التراث السني.. حوار هاديء مع الشيخ الزنداني 1
البعد الزمكاني في تصريحات الشيخ.. حوار هادي مع الشيخ الزنداني 2
مظلومية آل البيت بين الإمامة والجمهورية.. حوار هاديء مع الشيخ الزنداني3


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.