إب المدينة الوادعة والمسالمة التي طالما اشتاقت أفئدة الناس للعيش والاستقرار فيها، أو لقضاء سويعات على أرضها لم تعد كذلك. الجنة التي كانت تنعم بالأمن لم تعد اليوم كذلك بل تحولت ببركتكم من عاصمة للتنفيس عن الروح إلى بؤرة مشتعلة بالصراع وغارقة في المشاكل. ففي عهدك يا فندم تصدرت إب قائمة أخبار الانفلات الأمني على مستوى الجمهورية، وفي عهدك أصبح ذهاب الطلاب إلى الجامعة محفوفا بالمخاطر ومغامرة صعبة تفرضها حتمية الواقع الصعب في البحث عن المستقبل الذي حلموا به. وفي عهدك أصبح المواطنون في المحافظة يعانون انتكاسة نفسية نتيجة تفاقم الوضع الأمني المنفلت وانتشار المظاهر المسلحة الذي لم تألفه المحافظة من قبل. لعل ذاكرتك تستحضر أسماء كثير من الضحايا الأبرياء الذين سقطوا نتيجة تقصيرك في أداء واجبك كشخص تقع على عاتقة مسؤولية توفير الأمن للمواطنين في المحافظة. "رماضة" هل سمعت بهذا الاسم؟ أظن ذاكرتك الأمنية تحتفظ به جيدا، وتعرف أين تقع هذه المنطقة وكم عدد سكانها وما هي ميولهم السياسية، أنت تعرفها تماما من خلال جعلها مسرحا للقتل والفوضى والتخريب، من خلال مواقفك السلبية تجاهها وتعاملك مع مشاكلها وقضايا المواطنين فيها على أساس حزبي بحت، من خلال تواطؤك المعيب مع أفراد عصابة مسلحة أصبحت ترو�'ع المواطنين ليل نهار جل أفرادها مطلوبون للعدالة بحسب توجيهات النيابة. فؤاد بيه: سأكون صريحا جدا معك هذه المرة، إن أولوياتك اليوم ليس متابعة المجرمين والقتلة وحفظ الأمن وتطبيق القانون، بل تصنيف الناس على أساس اهتماماتهم السياسية، وعلى هذا الأساس يتم التعامل معهم ومع قضاياهم بغض النظر كانوا على حق أم باطل وعلى هذه القاعدة يتم تطبيق القانون. فؤاد بيه: أنت موظف لدى الشعب وليس مع حزب تنفذ أجندته الحزبية الضيقة، مهمتك تطبيق القانون لا أن تعبث بالقانون وتدوس عليه. أصارحك القول أني سررت عندما تم تعينك على رأس إدارة الأمن بالمحافظة كونك واحدا من أبنائها، وستبذل قصارى جهدك لمتابعة القضايا الأمنية أفضل من غيرك، كما ان هذا لم يكن شعوري وحدي بل شعور كثير من أبناء المحافظة، لكن للأسف... إن إب اليوم بأطفالها ونسائها وشبابها بكل سكانها تكرهك ولا تطيق بقاءك، فخفف عنها وارحل، فلم تعد قادرة على تحمل فشلك الذريع.