يذهب البعض, وأنا منهم, إلى أن أحد تعريفات الموضوعية, أن تعلن عن تحيزك, وقناعاتك ابتداءً, دون تعصبٍ, أو خوفٍ وتخفي. فكُن موضوعيًا, وأعلن تحيزك للعدل في مقابل الظلم, وللحرية في مقابل العبودية, وللثورة في مقابل الخنوع, وللتغيير في مقابل الجمود, وللحاضر والمستقبل في مقابل الماضي أو السكن فيه. أذكر نفسي, وأنبه صديقي: لا تكن سلبيًا تجاه قضايا وطنك' وتجاه محاربة الطغاة والفاسدين؛ بدعوى الموضوعية والحياد! لا تكن صيدًا سهلاً لمقولة (من لم يكن معي فهو ضدي)! ولا تأبه لتخرصات المتعصبين؛ طالما وأنت تدافع عن الحق, وتبحث عن الحقيقة! فلتكن لك قناعاتك و(تحيزك المُعلَن) لمثل هكذا قيم! سيسمك المتعصبون بمسك العصا من الوسط! ذكرهم بأن تنشئتك لا تجيز لك مسك العصي, بل أخبرهم بأنكَ من أهل القلم, ولا تجيد الاسترزاق به . وفي هذا الصدد, يحضرني قولٌ, سطرته يومًا ما على حائطي, قائلاً: قلمي سلاحي, كلما حملته شعرت بالطمأنينة. لقد تفاخرت به في أصعب مواقف حياتي. تزداد ثقتي به (بعد الله). حينما يتمنطق خصومي بجهلهم, وتعصبهم, وأسلحتهم النارية. قد تبدو المعركة غير متكافئة, ولكنها غالباً ما تُحسم لصالحي؛ لأن العلم ينتصر على الجهل غالبًا. ويعلم الله أنني لم أسترزق يوماً بقلمي في مدح فاسدٍ, أو إطراء مستبدٍ غاشم. ولذا كونوا موضوعيين من دون حياد. وتحيزوا لقيمكم الوطنية والإنسانية من دون تعصب