مدرسة الأوس في قرية رباط الشعري مديرية يريم، محافظة إب أصبح التعليم فيها مؤلم حد البكاء بعد أن كانت منارة وشعلة من النشاط، ذات يوم كانت تسمى "معهداً". الأهالي يرسمون حُزنهم على ذلك بطريقتهم الخاصة عند ملاحظتهم واقع التعليم ومستواه فيها والإهمال المتعمد نحوها قد بلغ مبلغه، فتتبدد البسمة في شفاههم، ويصابون بالإحباط. المدرسة نوافذها مكسرة، وأبوابها مخلوعة، وسطحها يكاد يسقط على رؤوس الطلاب لاسيما المبنى القديم منها، لم تعد مكاناً صالحاً للتعليم بل أضحت عند البعض من أبناء المنطقة ممن لهم إحساس جرحا يتألمون منه. المدرسة تتهاوى كل يوم إلى الأسوأ، بفعل الإهمال المتعمد من قبل الجهات المختصة، ورغم صدور عدة توجيهات لترميم المدرسة وبناء مدرسة جديدة، إلا أن تلك التوجيهات لا تزال حبرا على ورق، ومجرد وعود لا تزال الإدارة تتحصل عليها من الجهات المختصة فقط، دون أن يروا من تلك التوجيهات أي واقع ملموس يعمل على تلبية مطالب الإدارة فيما يخص المدرسة وترميمها. توجت إدارة المدرسة نشاطها بمناشدة إلى محافظ المحافظة أحمد الحجري، ومدير مكتب التربية بالمحافظة الدكتور أحمد الصرمي مطالبة بالترميم ووجه محافظ حينها مذكرة برقم (1424) بتاريخ 9/12/2012م إلى مدير عام مديرية يريم -رئيس المجلس المحلي وأخرى إلى مدير مشروع الأشغال العامة، وثالثة إلى مدير الصندوق الاجتماعي للتنمية، تدعوهم جميعا إلى سرعة التدخل وإدراج بناء مدرسة جديدة ضمن خطتهما لعام 2013م حفاظا على سلامة الطلاب، ونظرا للخراب الذي لحق بالمدرسة مما جعلها غير صالحة للدراسة والتدريس. وكان المجلس المحلي في المديرية قد رفع مذكرة في وقت سابق تحمل رقم (1452) بتاريخ 20/10/2009م إلى مدير الصندوق الاجتماعي فرع إب مطالبا فيها باعتماد مدرسة جديدة للمنطقة كون مدرسة الأوس ذات كثافة طلابية كبيرة، والمنطقة باردة، والمبنى قديم ومتهالك وبحاجة ماسة لمبنى. ورغم هذا الإهمال لم يفت اليأس في عضد المطالبين من أبناء المنطقة ومدير المدرسة بل تجاوزوا الحدود الجغرافية للمحافظة ووصل صوتهم إلى وزير التربية والتعليم عبدالرزاق الأشول وكانت النتيجة أن حرر وزير التربية حينها مذكرة برقم (1754) وبتاريخ 24/12/2012م وجه من خلالها شعبة المشاريع والتجهيزات بمكتب التربية بمحافظة إب، بسرعة إدراج مدرسة الأوس ضمن الخطة لعام 2013م نظرا للضرورة الملحة للتدخل في مبنى المدرسة المعرض للسقوط. ورغم كل تلك المذكرات والتوجيهات إلا أنها لم تدخل حيز التنفيذ بعد، ولا يزال ملف المدرسة مرميا في أدراج الجهات المعنية، الأهالي ينتظرون التنفيذ بفارغ الصبر. وها نحن الآن في اللحظات الأخيرة من العام الحالي 2013م ولا شيء غير الصمت والغموض!! نداء قبل السقوط!! الإهمال أصاب المدرسة في مقتل، وعما قريب سيكون مصيرها السقوط، نتيجة تعرض المدرسة للخراب والدمار، وسقوط قطع إسمنتية من أسطح الفصول الدراسية بين وقت وآخر، الأمر الذي يجعل حياة الطلاب والمعلمين تحت الخطر، وإدارة المدرسة مضطرة للتعليم في مثل هكذا وضع كما أفادنا مدير المدرسة وذلك لعدم وجود مكان آخر للتعليم فيه.