قال ممثل المهمشين: إنه تم إقصاء 15 طالبا تقدموا للكليات العسكرية ونجحوا في الاختبارات، وكلهم أخدام. وقد أبدى ممثلهم استفراده لمقاضاة رئيس الجمهورية ووزير الدفاع و... وأرجو من منظمة هود ومن وزارة حقوق الإنسان تأييدهم وأظن أن نقابة المحامين ستؤيدهم مجانا فهذا مما يشرفها. مهمشون، من همشهم؟ وهم خلقهم الذي خلقكم، وينتهي نسبهم إلى آدم الذي إليه ينتسبون، فلا يوجد أب غيره، فكيف نقصوا في أعين من أظلهم الشيطان بالتفريق بين خلق الله وتقسيمهم إلى طبقات. إنهم العيوب لا شك وأنهم يمنيون لا شك في ذلك، فكيف يحرمون من التعليم؟ إن من يحول بينهم وبين التعليم إنما يريد أن يبقيهم في محيط الجهل والتخلف، فأي جريمة يقترفها من يعمل ذلك؟ يريد من يعمل ذلك أن يدعي بأنه صنف مميز قد اختاره الله واصطفاه وفضله على غيره. إنه تلميذ إبليس الذي قال «أنا خير منه» فطرده بذلك من الجنة ولعلمه أن من يعمل ذلك متبع لليهود الذين سموا أنفسهم «شعب الله المختار». من أعطاكم هذا الحق بأن تحتقروا خلق الله، هل يقر الإسلام هذا الخلق؟ كلا. الإسلام بريء من هذا. الإسلام الذي قال الرسول الذي بلغنا هذا الإسلام قال «الناس لآدم وآدم من تراب». ويقول صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحبه «يحشر المتكبرون يوم القيامة في صورة الذر يطؤهم الناس بأقدامهم». إنك يا من تتعاظم على فئة من بلدك محتقر في نظر الرجل الأبيض، وأوربا وأمريكا أولئك البيض الذين لهم تاريخ أسود من التعامل مع بني البشر، وهم الآن يدعون أنهم قد تخلصوا من ذلك، ولكن ما زال ذلك كامنا في نفوسهم لاسيما حين يتعاملون مع آخرين في خارج بلدانهم. هذه الأيام تصادف ذكرى أو الإشادة بنيلسون مانديلا الذي مات في هذه الأيام، ذلك الرجل الذي خلص شعبا في جنوب أفريقيا من استعباد الرجل الأبيض الذي جاء من أوروبا، واحتل الأرض وجعل أهلها عبيدا له، لا حق لهم في أرضهم، وصار الدخيل هو الأصيل واستمر هذا الوضع قرونا. وجاء منديلا فأراد تصحيح الوضع في بلاده، وقد تمثلت عظمته في شيئين: الشيء الأول أنه خلص شعبه الأسود من سيطرة الرجل الأبيض الذي طالما أذاقهم ألوان البلاء. الشيء الثاني أنه لم يسمح بفتح باب الانتقام من الرجل الأبيض الذي أذاقهم المر. فيا ممثل المهمشين لمقاضاة من يتعالون على خلق الله ولا تتأخر وثق أن أكثر الناس سيؤيدونك. وأنا أعلم أن هذه الخصلة الذميمة قد غرسها من حكموا بلادنا قرونا، فقسموا الناس إلى طبقات ليجدوا تكبرهم على الناس مدخلا. ولقد سمعنا من أعقابهم في هذه الأيام من قسم الناس إلى قسمين، قسم أطلق عليه اسم القناديل وقسم اسمه الزنابيل. هكذا بكل عنجهية وبلا خجل، وهكذا كأن جزاء الشعب الذي آواهم وبذل نفسه فداء لهم نتيجة لتعبئته الخاطئة له.