يكاد يكون الأب هو الركيزة الأساسية (بعد الله عز وجل) في بلوغ الطالب أعلى المراتب في تحصيله العلمي فاذا كان الأب محبا للعلم فحتما سيوفر له الظروف المناسبة وسيشجعه على التفوق فلا يكفي أن يوفر الأب لأبنه الملبس والمسكن والمأكل بل عليه أن يدرك أن ولده هو بوابة المستقبل. ولا يعتقد الأب أن المدرس والمدرسة سيقومان بكل الدور في تحصيل ابنه للعلم فلديه الكثير من المشاغل والهموم أو قد يعتقد أن هذا هو دور الأم فقط (كما هو الحاصل في مجتمعاتنا للأسف) بل لا بد من علاقة وطيدة بين المدرسة والبيت علاقة تعاون و شراكة فالطفل لا يأتي إلى المدرسة صفحة بيضاء وإنما يكون لديه من المعارف والقيم التي زودته الأسرة بها وعلى المدرسة تثبيت الصحيح منها وتنميته وتعديل الخطأ وتكسبه معارف جديدة لكن تبقى العلاقة مستمرة فما تعجز المدرسة عن إكماله فالوالد والأسرة كفيلان بإتمامه ويبقى الهدف في النهاية إيصال الطالب إلى النجاح والتفوق وبناء شخصيته السليمة. ولا ينبغي للأب ان يصف ابنه بالغباء لقلة تحصيله لأن التحصيل الدراسي ليس في ذكائه انما يعتمد على أسلوب المعلم والأب الذي هو المعلم الأول وكما يقال ان العبقرية والنبوغ 1٪ ذكاء +99٪ جد واجتهاد. وليعلم الأب أن التفوق والنجاح مفتاحه الثقة بالنفس فالأسرة هي من تزرع في نفس الطالب الثقة بنفسه وكلمات التشجيع خير وسيلة لذلك (أنا فخور بك، أنت ذكي وعبقري) وتقديم الجوائز له عند تحصيله الجيد كل ذلك وسائل جيدة لتحفيزه ونجاحه وبالمقابل عدم سؤال الوالد عن ولده في المدرسة وعدم متابعته له في دروسه وعدم مشاركته في حواراته ليعرف مشاكله التي تعيق تحصيله الدراسي أمور تحول دون التفوق والنجاح فعلى الأب أن يدرك انه لا يصنع من ولده فردا بل هو يصنع أمةً ستصنع المجد للدين والوطن. *تم النشر في صحيفة الأهالي(327)