انتهت جماعة الحوثي من جبهة كتاف بعد قصفها لمجمع الحديث واستيلائها على مواقع كانت تتبع السلفيين بالمنطقة لتبدأ جبهة جديدة ولكن هذه المرة بالقرب من العاصمة صنعاء وبالتحديد في منطقة أرحب شمال العاصمة في إشارة واضحة إلى نَهَم الحوثي ورغبته في الاستيلاء على مناطق جديدة إلى جانب الدولة الأم محافظة صعدة، مراقبون ومحللون عزوا فتح جبهة جديدة بمديرية أرحب إلى رغبة الحوثي بدخول العاصمة صنعاء بقوة السلاح ومن ثم الانقلاب على هادي وعلى الجمهورية ككل، وهذا ما قالته قبائل أرحب في بيان لها السبت الفائت. "الأهالي" ترصد عن قرب حقيقة الأحداث في أرحب وحصيلة الضحايا من الجانبين حتى اللحظة. وثيقة تأمين القبيلة في الثلاثين من ديسمبر الماضي اجتمع أبناء قبيلة أرحب لتوقيع ما أسموها وثيقة تأمين القبيلة التي نصت على تأمين القبيلة ومناطقها وطرقها، وذلك بعد أن تأكد وجود عصابات مسلحة وغرباء ليسوا من أبناء القبيلة وإنما جاءوا من مناطق أخرى من سفيان وصعدة حسب بيان صدر باسم قبائل أرحب بعد التوقيع على الوثيقة. ونصت الوثيقة التي تعهد الجميع بتنفيذها على "طرد المخربين الغرباء من القبيلة، بعد أن انكشفت تحركاتهم المشبوهة، وسعيهم لافتعال المشاكل والقيام بقطع الطرقات في القبيلة، وتأكد بما لا يدع مجالاً للشك أنهم جاؤوا لتنفيذ أجندات حوثية تخريبية، بعد أن آواهم أفراد من القبيلة لهم علاقة بالحوثي حسب الوثيقة. وعلى إثر هذا الاجتماع انصرف أبناء القبيلة لتنفيذ بنود الوثيقة والبدء بتأمين الطرقات وطرد من أسموهم بالغرباء والمخربين، وتطور الموقف إثر توقيع الوثيقة، حيث مرّ أفراد من تلك المجاميع التي رفضتها القبيلة في وثيقتها على منطقة ذيبان فأبلغهم أبناء القبيلة أن عليهم المغادرة، وأعطوهم إنذاراً أخيراً ومهلة محددة لمغادرة المديرية، فقامت هذا العصابة بإطلاق النار على أبناء القبيلة، مستخدمين أسلحة رشاش وقذائف "آر بي جي" مما أسفر عن مقتل أحد أبناء أرحب ، وجرح ثلاثة آخرين وهذا ما أكده أبناء قبيلة أرحب في بيان صادر باسمهم عشية توقيع الوثيقة، وأكدوا في بيانهم مقتل ثلاثة من الحوثيين في اشتباكات ذيبان في يومها الأول. وقال مصدر قبلي "للأهالي" فضل عدم ذكر اسمه إن أبناء ذيبان قبلوا بكافة الوسطاء الذين قدموا إليهم لتهدئة حدة النزاعات بين الطرفين، ووسط تعنت المسلحين الحوثيين واستقوائهم بالسلاح ومجاميع قدمت من مناطق بصعدة والجوف وسفيان فشلت عدة وساطات قام بها رجال قبائل في منطقة ذيبان للحيلولة دون وقوع اشتباكات بين الطرفين إلا أن جماعة الحوثي أصرت على البقاء في منطقة ذيبان فاتحة بذلك جبهة قتال جديدة إلى جانب الجبهات التي يقاتل بها الحوثيون. مشروع انقلابي يقول القبائل المقاتلون في جبهة أرحب وبالتحديد في منطقة ذيبان وبني علي من خلال اتصالات قمنا بها معهم "إنهم يدافعون عن الجمهورية وأن الحوثيين يهدفون للسيطرة على أرحب وفتح طريق لمجاميع مسلحة من محافظة صعدة والجوف للدخول إلى العاصمة صنعاء بغرض الإطاحة بحكم الرئيس هادي وإعادة النظام الملكي إلى سدة الحكم، وهذا ما يقول المقاتلون بأنه مستحيل خصوصا بعد خمسين عاما من ثورة سبتمبر قد أصبح الوعي الجماهيري بأهمية الجمهورية والنظام الجمهوري في أقوى حالاته. وكان رئيس الجمهورية قد شكل لجنة برئاسة اللواء علي الجائفي قائد قوات الاحتياط لحل النزاع بأرحب وقامت اللجنة بالنزول إلى مديرية أرحب وإزالة كافة النقاط المستحدثة للطرفين على طريق صنعاء صعدة، إلا أن القبائل أوضحت لاحقا في بيانها أن الحوثيين لم يلتزموا بطلب اللجنة الرئاسية وقاموا بعد مضي اللجنة بساعات بالعودة إلى النقاط التي كانوا يتمركزون عليها على طول خط صنعاء صعدة، وأضافت القبائل في بيانها أن من أسمتهم بعصابات الحوثيين قاموا باختطاف عدد من المواطنين من منازلهم واقتادتهم إلى جهات مجهولة وقاموا بتفجير منزل على محمد الداعي بمنطقة ذيبان وقتلوا مواطن من أبناء المنطقة وجرحوا آخرين. مواجهات بمنطقة "بني علي" وجدنا صعوبة بالغة في معرفة أسماء القيادات القبلية الذين تواصلنا معهم والتي تواجه توغل الحوثيين بأرحب وذلك لدواع أمنية حسب وصفهم، وبالمجمل فهم يقولون إن جبهة القتال التي فتحت في أرحب لها دلالات تهدد النظام الجمهوري وتهدد المرحلة الانتقالية والتسوية السياسية وهنا تساءل قادة القبائل بالمنطقة عن دور الدولة والجيش في مواجهة تلك العناصر. "كالنار في الهشيم تمتد المعارك في منطقة أرحب ويتوسع الحوثيون فيها بشكل يثير العديد من التساؤلات" كان هذا وصف أحد قيادة رجال القبائل الذين تواصلنا معهم، حيث قال إن الحوثيين بدأوا القتال بأرحب في منطقة ذيبان وتمددوا حتى وصلوا إلى منطقة بني علي. وعن طبيعة القتال في منطقة "بني علي" قال مصدر قبلي "للأهالي" إن المواجهات في منطقة بني علي اندلعت حين قدم المسلحون الحوثيون من مناطق مختلفة ومعهم ما يقارب مئة طقم عسكري بكافة معداتها العسكرية بغرض الاستيلاء على منطقة "بني علي" بأرحب وهو ما اضطر القبائل للدفاع عن أنفسهم. يذكر أن قبائل أرحب كانت من القبائل المناصرة للثورة الشعبية، ولعبت القبائل دورا كبيرا في حماية شباب الثورة ومنعت القوات العسكرية من التحرك لمواجهة الثورة.